تحقيق / الفترة ما بين خروج السفياني والظهور والقيام
بتاريخ : 24-11-2015 الساعة : 02:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
-----------------------------------
هذا تحقيق علمي في الروايات للتدقيق والفهم ومعرفة كم هي الفاصلة الزمانية بين ثلاث احداث تدور في ارهاصات وملحمة الظهور للامام الحجة ع*
وهي كالاتي :
1- خروج السفياني المحتوم في رجب*
2- الصيحة الجبرائيلية في شهر رمضان واعلان الظهور المقدس بعد خروج السفياني*
3- خروج / قيام الامام الحجة ع في العاشر من شهر محرم الحرام في مكة ومن بيت الله الحرام ، بعد تحقق اعلان الظهور بالصيحة*
اسباب التحقيق والبحث*
1- الغاية العامة العلمية في فهم هذه الاحداث بالعموم ، ولا يخفى اهميتها في ارهاصات الظهور .
2- وجود اطروحة واعتقاد بحثي جديد ظهر على الساحة العلمية ( نظرية الشيخ جلال الصغير ) ولها منظرين ومقلدين ، وترى خلاف الفهم السائد ، وينعكس بدوره على فهم التفاصيل الاخرى المرتبطة بهذه الاحداث وغيرها .
يرى الشيخ جلال الدين الصغير إنّ الفترة بين خروج السفياني في رجب وبين الظهور المقدس ( علامة / حدث الصيحة الجبرائيلية في ليلة القدر ) هي 15 شهرا ! وليست الصيحة في نفس سنة خروج السفياني ( اي بعد اقل من ثلاث شهور تقريبا )
ويستند في ذلك الى ادلة منطقية يراها ويستنتجها من فهمه للروايات .
المقدمة :
اولاً - نعتقد من خلال سابق اطلاعنا على الروايات ، بانه لا يوجد تصريح وبيان واضح وقاطع يفيد الاطمئنان الكافي بحيث يرفع اي شبهة او احتمال لطرح خلافه ، ويبين الفترة الزمنية بين الاحداث الثلاثة السابقة بالتحديد ! ( كان يقول المعصوم ع : بين الخروج والظهور كذا مدة ، او القيام في السنة التالية بعد الظهور ) . لذلك سيكون البحث بدرجة ادنى من الدليل اليقيني القاطع من الروايات ، وهو الاستدلال عليه مما نستظهره ونستنتجه من فهم تفاصيل الروايات . والمنطق المفسر لها ولتفاصيلها الاخرى .
علما - ان تسلسل الاحداث الثلاثة السابقة وحدة بعد الاخرى بغض النظر عن الفترة الزمنية بينها هو ثابت وواضح في الروايات ، ومتفق عليه جميع الباحثين من حيث الترتيب ( اي خروج السفياني في رجب اولا ثم الصيحة في رمضان ثم الخروج والقيام في محرم الحرام ) .
ثانياً - وجدنا من خلال اطلاعنا على النظرية الاخرى وما نحن عليه من فهم خاص بالحيثية ، ان هناك حاجة الى بعض المقدمات الضرورية او المؤسسة للفهم نحتاج تثبيتها ، وهي :
1- نظام الخرز ، كما "" يوصفه المعصوم ع " للاحداث ترابطا وتسلسلا متتاليا / متعاقبا*
نظام الخرز : قاعدة منطقية بسيطة المثل ودقيقة التعليل . تكون فيه كل خرزة / حدث مرتبطة بالاحداث الاخرى برابط مشترك هو اساسي في جعلها تأخذ صفة هذا النظام. وهذا الرابط هو الخيط الذي يربط كل الاحداث وتكون متسلسلة في الوقوع بشكل متتابع منتظم
في روايات ال البيت ع وجدنا التوصيف بنظام الخرز كما يلي ؛
- فعن الإمام الباقر عليه السلام قال: (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد ، في يوم واحد . نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا .... الخ
- عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: " قلت له: ما من علامة بين يدي هذا الامر؟ فقال: بلى، قلت: وما هي؟ قال: هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء، فقلت: جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الامر؟ فقال: لا إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا".
اقول : " يتبع بعضها بعضاً " اي انها ستكون متتالية / متعاقبة و متقاربة زمانيا ، حتى يتحقق الامر وهو القيام ، وهذا تطابق دقيق بين مثال نظام الخرز والاحداث المذكورة قبل قيام القائم ( تامل واحفظ حيث سنستدل به لاحقا ) ، ونرى ان الحتميات الخمسة المعروفة قبل قيام القائم داخلة وخاضعة لهذا النظام ، اي ستكون وفق مثاله متتالية ويتبع بعضها البعض بشكل سريع / قريب كما الحال عندما ينقطع خيط المسبحة فتتساقط خرزاتها متعاقبة متسارعة واحدة بعد الاخرى ،،، ونرى في بعض الروايات ان حتى العلامات الكونية ذلك الوقت تجري وتوصف تحت نفس مثال نظام الخرز ( عن الرسول (ص): توقعوا آيات متواليات من السماء منظومات كنظام الخرز ... ، فلْيَرْتَقبوا عند ذلك آياتٍ تَتَابَعُ كنِظام بالٍ قُطِعَ سلكُهُ فَتَتَابَع )
قول الرسول ص ( كنظام بالٍ ) ، لعله اشارة الى وصول الاحداث والصراع بين الحق والباطل الى اقصى درجات التطرف والتوتر ، ومن ثم ينهار ( ينقطع الخيط ) على اثر حدث / علامة سنبينها لاحقا .
وعليه : افتراض تأخر الظهور كحدث متتالي في نظام الخرز في علامات الظهور ولمدة تصل الى ما يقارب 15 شهر غير منسجم والمثال وما صوّره الامام من جري الاحداث السريع المتعاقب ! ،
في حين الفهم العام والسائد عند الباحثين عموما ، وما اثبتناه ونثبته بالادلة والقرائن والمنطق حتى نهاية هذا التحقيق ينسج تماما مع فهم نظام الخرز ومضامين الروايات وكما سيتبين اكثر من خلال التحقيق والتدقيق العلمي فيها . والله اعلم .
2- بقي لنا ان نعرف الخيط المشترك الاساسي والذي يربط جميع خرزات / احداث هذا النظام .*
وفي عصر الظهور سيكون هو الجانب العقائدي / الديني الذي يتطرف فيه جهتي الحق والباطل ، خط الرحمن وخط الشيطان ، فهو العامل المشترك الذي يربط جميع الرايات والاحداث والعلامات الحتمية في نظام الخرز الذي تجري حركة الاحداث ( الخرزات ) على اساس قاعدته . ( وسنحتاج لفهم هذا ونبين متى سينقطع الخيط الذي يربط احداث يوم الظهور وكيف ونستدل به على ما يجري من اثره على الرايات والاحداث وهو يفسر ايضا الدقة في توقيت بعض الاحداث على حد اليوم الواحد كمنا في خروج الرايات الثلاثة السابقة الذكر اعلاه )*.
بسم الله الرحمن الرحيم*
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم*
سنناقش في هذا المبحث ادلة الاثبات*
وادلة الاثبات هنا نقصد منها : اثبات توالي وتعاقب الاحداث الثلاثة ( خروج السفياني الحتمي في رجب ، والصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور في شهر رمضان ، واخيرا الخروج / القيام للامام الحجة ع في شهر محرم من بيت الله في مكة ) ، ســـــتكون واحدة بعد الاخرى بشكل متواصل زمانيا دون فاصلة زمانية ، اي يخرج السفياني في شهر رجب ومن ثم في شهر رمضان نفس العام الهجري تكون صيحة الظهور ، ومن ثم في شهر محرم التالي مباشرتا سيكون خروج / قيام القائم ع .
الدليل الاول*
1- نظــام الخــرز ، نعم - وكما اشرنا في المقدمة وما اسسه المعصوم من قاعدة نظام الخرز التي تربط الاحداث وخيطها بنظام مشترك ومتتابع سريع .
وحيث كان " السفياني و الصيحة " وغيرها من الحتميات والحوادث الاخرى خاضعة لنظام الخرز ، فانها بضرورة انطباق المفهوم والمثل عليها يتوجب فهمها على اساس التتابع الزمني السريع والذي لا يتخلله فاصلة زمانية تقطعه وتؤخر احد احداث ( خرزات ) النظام الى فترة تصل لسنة تقريبا كما في الفهم الاخر الذي سوف ناتي عليه في ادلة النقض . ( الا بدليل معتبر او واضح من الروايات ، والمنطق الذي يفسر تفاصيل الاحداث يجب ان يخضع لهذا الدليل والاساس وليس العكس ! )
2- خيط نظام الخرز ، وهنا سيكون لدينا ايضا دليل داعم ومكمل للفهم والمثال وانطباقه على واقع احداث الحوادث وفق هذا النظام ، وهو خيط الاحداث الذي يربطها ومن ثم يترتب عليه تفعّل نظام الخرز ، وكما اسلفنا فان الحيثية العقائدية والتي يتطرف عليها جبهتي الحق والباطل من خطي الرحمن ( السماء ) و الشيطان ( شياطين الجن والانس ) , هي التي سوف تنقطع ، وبانقطاعها تاخذ الاحداث المذكورة مسيرها وفق مثال / قاعدة نظام الخرز الذي اسسه المعصوم ع لتوصيف الحوادث .
وهنا نقول : سيكون انقطاع الخيط ( الحيثية العقائدية التي تتمحور حولها ملحمة الظهور ) سيكون بالصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور في شهر رمضان ( ليلة الجمعة لليلة القدر )*
فأذا رجعنا لمنطوق الصيحة الجبرائيلية والصيحة الابليسية سنرى ذلك واضحا ، حيث نعلم ان صيغة الصيحة بالعموم هي ( إنّ إمامكم الحجة بن الحسن ، فأسمعوا له واطيعوا / او تعبير قريب منه ) وفي نهار يوم القدر سيكون النداء : ( الحق في علي وشيعته ) ، في حين ستكون صيحة ابليس (الثانية ) مقابل صيحة جبرائيل ع هي: ( الحق في عثمان وشيعته / او صيغة مقاربة لها ) ، وهنا سيكون منطوق الصيحتين الجبرائيليتين قد بين " بالاعجاز " من هو الامام الحق الواجب الاستماع له والطاعة على جميع الناس ، وهو المهدي ع من امة الاسلام ودينها ، وسيبين اي مذهب من امة الاسلام هو الحق كما في صيغة ( الحق في علي وشيعته ) ، وهنا بالطبع والوضوح سيقطع النداء السماوي الخيط الهش الذي يربط خرزات الاحداث في نظام الخرز ( وسنبين ذلك اكثر في قرينة تحرك راية السفياني على اثره لاحقا )
- اذن نحن اثبتنا هنا وفق فهم قاعدة / مثال نظام الخرز ، توالي حَدَثي " خروج السفياني ومن ثم صيحة الظهور في نفس السنة " لانهما علامتين حتميتين وداخلتين في نظام الخرز ، وهذا هو الدليل بالدائرة الاوسع من فهم حوادث ارهاصات الظهور وترابطها وفق فهم الدليل الروائي السابق . وكذلك فان الخروج والقيام المسبوق بتلك العلامات هو سيكون ايضا داخل في حصيلة تفعل نظام الخرز وسيكون في السنة التالية مباشرتا لهذه الاحداث . والله اعلم
- دليل تحرك راية السفياني لاستهداف العراق والشيعة ، وتحرك الرايات الثلاثة في يوم واحد . ( ثلاث ادلة وثلاث روايات )
نضع الرواية التي سنأخذ منها القرينة كما يلي: من كتاب الاختصاص للمفيد نقتطع المقطع التالي : ويستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، ويستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب [أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لا يكون همّه إلا ألإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا ، فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين، ويبعث السفياني جيشا إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة "قتلا " وصلبا " وسبيا "، فبينا هم كذلك إذ أقبلت رايات من ناحية خراسان تطوى المنازل طيا " حثيثا " ومعهم نفر من أصحاب القائم عليه السلام... الخ .
اقول : اذن هدف السفياني " سيكون العراق " بعد قتله الاصهب وهنا يكون دخل دمشق العاصمة وهذا سيكون بعد حوالي شهرين تقريبا من خروجه الحتمي في رجب - وهذا يعني سنكون في شهر رمضان وفي تقديرنا في الثلث الاخير منه*
اما سبب استهداف السفياني العراق هنا - فنقول هو الارجح بسبب اعلان الظهور اي الصيحة الجبرائيلية في ليلة ال 23 شهر رمضان - فما ان تبغت المنطقة والعالم بحصولها ويسمعها الجميع فسيكون لعله في اليوم التالي بعد ليلة الصيحة هو الموعد لانطلاق راية السفياني لتكون هدفها العراق وكما ورد في الرواية ( وهنا سيظهر ما الفتنا اليه في الدليل الاول من انقطاع خيط نظام الخرز بالصيحة الجبرائيلية وتتابع الاحداث بشكل متوالي سريع على اثرها ) ولا يوجد دليل روائي ولا سبب منطقي ، واستراتيجي عسكري اقوى من هذا بتقديرنا
من هنا - نستطيع بوضوح اكثر نعلل بالدقة تفسير خروج الرايات الثلاثة للسفياني واليماني والخرساني في سنة واحدة وشهر واحد ويوم واحد وبدقة الى درجة اليوم الواحد ! رغم تباعدهم الجغرافي !
كما في الرواية التالية : عن الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه قال: «خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد وفي يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه...» (بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص232).*
وجواب سؤال متى سيكون تحركهم بهذه الدقة ، هو سيكون ظاهرا وواضحا بعد ضمّها للرواية الاولى اعلاه والتي تقول ( ان السفياني بعد قتله الاصهب " ثم لا يكون همّه الا الاقبال نحو العراق " ) مع فهم وضم دليل مثال / نظام الخرز وانقطاع خيطه بالصيحة المعلنة عن ظهور الامام ع ، فهنا ستتحرك وتنطلق جميع هذه الرايات نحو الكوفة لانها معلومة مسبقا اهميتها في احداث الظهور وقد انكشف وتحقق الظهور لهم جميعا ، ودخل الصراع بين الخطين في مرحلته ومعركته الاخيرة والحاسمة ، فتامل .
علماً - اننا نعلم ان السفياني هو حليف وواجهة ايضا لمشروع سياسي كبير يقف خلفه ( اليهود والذين كفروا / اشد الاعداء للذين آمنوا على طول خط الصراع بين الحق والباطل ) اي : الصهيو امريكية والغربية بالمصطلح الحديث ، والتي ياتي منها السفياني متنصرا كما ورد في الروايات ، ولكن الصيحة والظهور تجعل من وضيفة مشروع السفياني في الشام وقتها ان يتوجه ويكون هدفه الاهم هو الامام الحجة ع - وكيف لا وقد ظهر وانكشف الامر وهم يعلمون من اين سينطلق اولا خروجه / قيامه ( الحجاز ) ومن اين ياتيهم لاحقا ليقضي عليهم في معركة تحرير القدس ( ينطلق الامام من العراق )
ولذالك وفق الحسابات العسكري والاستراتيجية هنا ستكون القواعد المركزية لانطلاق الامام الحجة ع جغرافيا هي الحجاز والعراق ( وبالتحديد الكوفة / النجف الاشرف كمحافظة )
وهذا يعلل سبب ارساله جيش الخسف الى المدينة للقضاء على حركة وثورة الامام في اول انطلاقها .
وكذلك يعلل سبب ارسال جيشه للنجف لاحتلالها واسقاطها وجعلها تحت سيطرته قبل ان يصل اليها جيش الامام او جيش اليماني والخرساني
- وكذلك استهدافه للشيعة ، والتوجيه بتغييب الرجال كما في الرواية التالية : أبا جعفر الباقر(عليه السلام) يقول: ... وكفى بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج*لمكثتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس*حتى يقتل خلقا كثيرا دونكم. فقال له بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجال منكم عنه، فإن حنقه وشرهه إنما هي على*شيعتنا*، وأما النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى، قيل: فإلى أين مخرج الرجال ويهربون منه؟ فقال من أراد منهم أن يخرج يخرج إلى المدينة أو إلى مكة أو إلى بعض البلدان، ثم قال: ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها،*ولكن عليكم بمكة فانها مجمعكم*وإنما فتنته حمل أمرأة: تسعة أشهر ولا يجوزها إن شاء الله ".
اقول : انظر قول المعصوم ع واربطه بما سبق ، تجد ان في الشهرين الاولين بعد خروج السفياني الحتمي في رجب وقتاله وانتصاره على رايتي الابقع والاصهب ، لا يوجد خطر واقعي على شيعة واتباع ال البيت ع ! ومن ثم بعدها يستحدث هذا الخطر عليهم ، اي نحن كما اسلفنا في شهر رمضان وقد تحققت الصيحة واعلن الظهور ، وسيكون على اثرها السفياني همّه التوجه الى العراق وطبعا هذا يفسر بوضوح استهدافه الرجال خصوصا من اتباع وموالين ال البيت ع ، لان الامام الحجة ع واتباعه هم الهدف الاهم والخطر الاكبر عليه ومن ورائه .
وانظر ايضا قول المعصوم ع في توجيه شيعته في الذهب الى مكـّـــة ويعلل ذلك بـ " فأنّها مجمعكم " اي محل تجمعكم استعدادا ليوم الخروج / القيام القريب الاتي في شهر محرم بعد خروج الملعون السفياني ، وما يترتب عليه من استحقاقات على اتباع وانصار ال البيت ع . وهناك الكثير من الروايات التي تبين بوضوح تكليف المؤمنين من اتباع ال البيت ومناصرين الامام الحجة ع بالتوجه الى مكة ومنذ وقت خروج السفياني في رجب فما بعدها كما في الروايات ادناه للمثال وليس الحصر :
1- ما رواه الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن بكر بن محمد ، عن سدير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) : (يا سدير الزم بيتك ، وكن حلساً من أحلاسه ، واسكن ما سكن الليل والنهار ،*فإذا بلغك أنّ السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك )
2- ما رواه الكليني عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن الفضل الكاتب قال : ( كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأتاه كتاب أبي مسلم فقال عليه السلام : (ليس لكتابك جواب اخرج عنا) فجعلنا يسار بعضنا بعضا .فقال عليه السلام : (أي شي ء تسارون..؛ يا فضل إنّ الله عز ذكره لا يعجل لعجلة العباد ، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله ...، إن فلان بن فلان حتى بلغ السابع من ولد فلان...) .قلت : فما العلامة فيما بيننا و بينك جعلت فداك؟ قال عليه السلام : لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني ، فإذا خرج السفياني ، فأجيبوا إلينا يقولها ثلاثا ، وهو من المحتوم ) .
3- حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثني عباد بن يعقوب، قال: حدثنا خلاد الصائغ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: " السفياني لا بد منه، ولا يخرج إلا في رجب، فقال له رجل: يا أبا عبدالله إذا خرج فما حالنا؟ قال: إذا كان ذلك فإلينا .
4- حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك، قال: حدثنى الحسن بن وهب(2)، قال: حدثني إسماعيل بن أبان، عن يونس بن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبدالله(عليه السلام) يقول: " إذا خرج السفيانى يبعث جيشا إلينا، وجيشا إليكم فإذا كان كذلك فأتونا على [كل] صعب وذلول ". ( اقول : لاحظ توكيد المعصوم ع على شيعته بالقدوم لنصرة امامهم وبكل وسيلة ، وباسرع ما يمكن قدر الامكانوذلك من قوله " فأتوناعلى كل صعب وضلول " وهذا يفهم منه استحقاق حدث الظهور سريعا وتاليا بعد خروج السفياني ومن ثم تحقق الخروج في شهر محرم )
5- الغيبة للنعماني : ابن عقدة ، عن أحمد بن يوسف ، عن إسماعيل بن مهران ، عن ابن البطائني ، ووهيب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر قال : إذا اختلفت بنو أمية ذهب ملكهم ، ثم يملك بنو العباس ، فلا يزالون في عنفوان من الملك ، وغضارة من العيش حتى يختلفوا فيما بينهم ، [ فإذا اختلفوا ] ذهب ملكهم ، واختلف أهل الشرق وأهل الغرب نعم وأهل القبلة ، ويلقى الناس جهد شديد ، مما يمر بهم من الخوف .فلا يزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء ، فإذا نادى فالنفر النفر ، ... الخ . ( اقول : توجيه المعصوم ع لشيعته بعد الصيحة بـ النفر النفر الى مكة لنصرة خروج وقيام الامام ع ، هو ظاهر منه التحرك والنفير العام والسريع ! ويؤكد قرب استحقاق حدث الظهور وليس بعده ب 15 شهرا ، بعد ضمها للروايات الاخرى ، فالحث يبدأ بوقت خروج السفياني ثم شعبان ، ثم رمضان وما بعده حيث يكون الحث والتشديد في اشدها )
(*
6- الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 264: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد ،عن سدير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام ( يا سدير ألزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك ) ... انتهى ( اقول : ظاهر وواضح التوجيه لاتباع ال البيت ع فبمجرد حصول العلم بتحقق خروج السفياني يكون استحقاق التوجه لنصرة اامهم ، وهذا يوافق قرب الظهور ومن ثم القيام على عكس التراخي الزمني الطويل ( 15 شهرا ) بين خروج السفياني والصيحة كما يعتقده الشيخ اصغير ) .
اقول : بالمجمل ، ظاهر الروايات السته اعلاه هو التعجيل بالذهاب الى مكة لنصرة الامام الحجة ع المتوقع خروجه قريبا , وهذا يدل بنفسه فضلا عن ربطها بغيرها ، على ان شهر خروج وقيام القائم في محرم هو في السنة التالية المباشرة بعد خروج السفياني الملعون ،( اي علامة الصيحة لجبرائيلية في رمضان هي في نفس سنة خروج السفياني في رجب ) وإلا من المستبعد وفق فهم الروايات وتفاصيلها ان ينتظر المتوجه الى مكة ما يقارب السنة انتظارا ليوم خروج وقيام القائم ! ونعلم كيف حال اهل مكة وبغضهم وعدائهم للامام ع واتباعه ، اضافة الى معوقات كثيرة يرفضها العقل والمنطق في كيف واين يتجمع هؤلاء الذين وجههم الامام ع بالذهاب الى مكة وما يتطلبه موضوع اقامتهم الطويلة "حسب فهم الشيخ الصغير " من استعدادات حياتية كثيرة وامنية وغيرها من امور يمكن تصورها في حال بقائهم الطويل !*
بل لا قرينة على خلاف هذا الفهم الذي طرحناه ونعتقده وادلته ومنطقه ، فضلا - يمكن تحقيق وتحمل ذلك بشكل اسهل اذا كان التوجه الى مكة والبقاء فيها لفترة شهور لا تزيد على السته حتى يتحقق القيام للامام الحجة ع ، ولعل المنتظرين يمكن لهم الاستفادة من موسم الحج في تلك السنة بعد خروج السفياني من تحقيق الوصول الى مكة دون معوقات قانونية كما يجري في دخول كل دولة الان !!! فانتبه واحفظ لعلها تفيدك يوماً .
اذن وباختصار - هنا ومن محصلة فهم هذه الروايات ايضا استحصلنا دليل يبين ان علامة الصيحة والظهور ستكون مباشرتا بعد خروج السفياني الحتمي في رجب وبنفس السنة وعلى اثرها سيستهدف السفياني الرجال من شيعة وموالين الامام الحجة ع ويرسل جيشين الى المدينة و العراق / الكوفة . وهناك توجيه لشيعتهم ومناصريهم بالتوجه الى مكة وابتدائاً من تحقق علامة خروج السفياني المحتوم في رجب ، حيث سيكون الخروج والقيام للامام الحجة ع في شهر محرم القريب التالي . وهذا كله داخل في ادلة الاثبات محل البحث .
والله اعلم
الباحث الطائي
-------------------------------
(1) : وهذا ايضا يفسر ويبين حقيقة اخرى لعله لم يلتفت اليها الكثير ، او يعتقد خلافها .
وهي : ان توجه جيش السفياني ودخوله العراق (بعد قرقيسيا ) وارساله جيش الخسف الى المدينة وجيش اخر الى الكوفة ليس بَـعْــدَ ان يستكمل حربه داخل الشام ويتملكها في ال 6 شهور الاولى ! بل خلالها كما اثبتناه مما استظهرناه من جميع الادلة والقرائن السابقة ، اي سيكون الهدفين يسيران معا تملكه كور الشام وارسال جيشين خارج الحدود للمدينة الكوفة . وهنا سيكون سهم السفياني وتحرك رايته في اتجاه تصاعدي خلال ال 6 اشهر الاولى حتى يتم الخسف بجيشه في الحجاز ويتم دحر قواته في الكوفة على يدي رايتي اليماني والخرساني فهنا ياخذ سهمه بالنزول ولا يبقى في ملكه على الشام سوى ال 9 اشهر الاخيرة التي سيشهد في نهايتها نهاية ملكه ونهايته بقتله .
وعلى اساس هذا يجب ان يبنى ويتم الفهم والتفسير المنطقي للاحداث وتفاصيلها ، وليس العكس باستصواب فهم منطقي معين لا دليل روائي له ولا قرائن ومن ثم تطويع الفهم الروائي وادلته ليكون مفسرا لمنطق الباحث !
علما - ان المنطق وتفسير الحوادث وتفاصيلها يمكن فيه المرونة لاننا لسنا بصدد بحث " ممكن هذا او غير ممكن " ، ولكن بصدد تفسير نفس الممكن باي منطق عقلي وموضوعي يفسره اقرب الى ادلة وقرائن الروايات . وسنزيد تبيانا من خلال فهم دليل اخر متعلقه رواية امر السفياني من اوله الى آخره حمل ناقة / 15 شهرا ) والله اعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 25-11-2015 الساعة 12:45 AM.
- امرالسفياني من اوله الى آخره 15 شهراً فقط . ( روايتين ودليلين من نفس المضمون ) .
1- نضع الرواية محل البحث : ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال : ( السفياني من المحتوم ، وخروجه في رجب ، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا ، ستة أشهر يقاتل فيها ، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوما )
اقول : على الرغم من وضوح الرواية بما لا يحتاج الكثير من التفسير لها ، خاصتا لمن خبر تفاصيل الروايات الاخرى وفهمها ، ولكن نخوض اكثر في فهمها ونستظهر نكته لطيفة ودقيقة منها ايضا ، فقول المعصوم ع ( وخروجه من اول خروجه ) اشارة الى اول خروجه في شهر رجب وهو من المحتوم خروجا في هذا الشهر بالتحديد بدلالة رواية اخرى ( انه لا يخرج الا في رجب / المعنى ) وهي لعله متضمنة ما ينبه الى ان له خروج اخر مهم وجوهري في احداث ملحمة الظهور وحركته ولذلك نرى تعبير الرواية ملتفت لهذا لمن يدقق حيث يمكن للمعصوم ان يقول مثلا : ( وخروجه من اوله الى اخره بدلا من وخروجه من اول خروجه الى ... ) ,حيث هناك اشارة ضمنية الى ان هناك له خروج غير الاول ! وهذا ما نعتقده في خروجه ثانيا متسابقا نحو الكوفة مع رايتي اليماني والخرساني على اثر الصيحة الجبرائيلية . والتي لها قرائن اخرى تقدمت في الادلة السابقة ، ولا يكون همه الا التوجه الى العراق ، ويكون قبلها الرجال من الشيعة في مأمن منه لشهر او شهرين من بعد خروجه .
وعليه - سيكون اول خروج السفياني في رجب ، وقول المعصوم ع بعد ذلك : ( الى اخره ) يمكن ان نفهمها من مضمون ما ياتي بعدها يفسرها من نفس قول المعصوم ع والذي : ( هو 15 شهرا ، 6 اشهر يقاتل فيها ، فاذا ملك الكور الخمسة ملك 9 اشهر ولم يزد عليها ) .
أي - سيكون السفياني راية تقاتل في الشام (وخارجها ) لمدة ال 6 اشهر الاولى وبنهايتها يملك كور الشام الخمسة وتكون تحت سيطرته ، ثم يبقى في ملكه 9 اشهر فقط لا يزيد عليها ،*
بمعنى: سيكون له تقريبا من بعد اتمام ملكه للشام ( الذي يتزامن مع وقت خروج / قيام الحجة ع في مكة من شهر محرم ) هو 9 اشهر فقط لا غير مُلكاً وحياتا ، وفيها سيتمكن لاحقا الامام الحجة ع من القضاء عليه وإنهاء ملكه على الشام ، وانهاء ملكه هو نهايته ونهاية امره ، لانها مرهونة بحسب فهم الروايات بحربه مع جيش الامام الحجة ع وانتصار الامام ع عليه ، وكان ملكه اصلا لتملكه الكور الخمس ونفي الملك عنه هو خروج كل الكور الخمس عن سيطرته وهذا يتم حسب فهم الروايات بهزيمته وقتله على يد جيش الامام الحجة ع الذي يفتح الشام ومن ثم القدس .
2- والرواية التالية تفيد وتوكد الفهم اعلاه : ( عن هشام بن سالم، عن أبى عبدالله جعفر بن محمد(عليهما السلام) أنه قال: " إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر )
أقول : اي تعدون له (1) ما بقي من امره وملكه ، وبمجرد انتهاء ال 6 اشهر الاولى تبدأ المرحلة الاخيرة له وهذا يدل على بداية خسارته واندحاره وضعفه ، اي هذا يفسر حوادث مهمة ثلاثة متتالية تسببه وهي الخسف بجيشه في الحجاز ، وهزيمته في العراق على يدي رايتي اليماني والخرساني ، ومن ثم وفي نهاية ال 9 اشهر يكمل الامام الحجة ع القضاء عليه وينتهي هو وملكه ، ولا يوجد دليل او قرينة يستثني هذا الفهم يمكن استحصالها من الروايات حسب اطلاعنا ،*
والرواية التالية تصب في نفس الحيثية ونفهم منها نفس المطلب :*
غيبة الشيخ الطوسي : قرقارة ، عن محمد بن خلف ، عن الحسن بن صالح بن الأسود عن عبد الجبار بن العباس الهمداني ، عن عمار الدهني قال : قال أبو جعفر : كم تعدون بقاء السفياني فيكم ؟ قال : قلت : حمل امرأة تسعة أشهر قال : ما أعلمكم يا أهل الكوفة .
اقول : هنا نحمل قولهم في مدة بقاء السفياني بـ ( 9 اشهر ) وموافقة الامام ع عليه هو متعلقها ما يبقى من فترة ملكه بعد تملكه الكور الخمسة في الشام . ويفهم انهم متفقهين في ما ورد عن أئمتهم بخصوص فتنة السفياني وخاصة ما جاء مثلا في الرواية التي تبين حركة رايته ، وطول ملكه ، ومن ثم نهايته ( كما في الرواية رقم 1 اعلاه ) ، ومدح المعصوم لهم وتوصيفهم بالعلم يرجع الى حفظ وفهم هذه التفاصيل . فتأمل .
وعليه ومن فهم وتفسير الروايتين اعلاه نستطيع استنتاج واثبات ان كل امر السفياني من اول خروجه الى اخره هو 15 شهراً ، كما ظاهر الرواية وهذا يتناسب وينسجم مع فهم نظام الخرز والادلة والقرائن الاخرى المرتبطة بها في ادلة الاثبات من حيث توالي الاحداث الثلاثة محل البحث ( خروج السفياني في رجب والصيحة الجبرائيلية في رمضان ومن ثم خروج وقيام القائم في محرم السنة التالية ) بشكل متعاقب دون فاصلة زمنية طويلة .
والله اعلم*
الباحث الطائي*
---------------------
(1) : ارجعنا فهم مقصد الضمير ( له ) الى متعلق معلوم بخصوص السفياني من قرائن وفهم الروايات الاخرى والتي هي نهاية ملكه ونهايته في 9 اشهر تبدأ مع نهاية فترته الاولى المحددة ب 6 اشهر .
ولا نعلم من الروايات ان للسفياني بقائا تحت اي عنوان او ضرف خارج ال 9 اشهر الاخيرة ! وعليه اي فهم خارج ظاهر الرواية وفهمها وادلتها / قرائنها الاخرى تحتاج الى دليل خاص من الروايات !*
- دليل ظهور السفياني والامام الحجة ع في نفس السنة*
نضع الرواية محل البحث : فعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله وسلامه عليهما أنه قال: «السفياني والقائم في سنة واحدة» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص275).
اقــــــول : ظاهر الرواية هو اشتراك السفياني و القائم ع في سنة واحدة*
ولعل التدقيق والبحث اكثر لفهم ذلك المقصد يقود الى السؤال : ما هي الحيثية المشتركة المقصودة في كل من السفياني و القائم ع
الجواب : ظاهر الرواية خالي من التفصيل ، وهنا يحتاج الجواب الى الرجوع الى ثوابت الروايات ، والى مضامين الروايات الاخرى لاستخراجه .
وحيث علمنا بالعموم مما سبق من فهم نظام الخرز وتتابع احداثه المتوالية والسريعة ومنها كان علامة السفياني والصيحة حتى تحقق القيام ،،، وعلمنا حدود امر السفياني من اوله الى اخره بمدة حمل ناقة / 15 شهرا ،،، وعلمنا التاكيد من المعصوم ع على النفير والتوجه الى مكة منذ وقت خروج السفياني في رجب استعدادا لقدوم يوم القيام القريب حسب فهم سياق الرواية .
فهذه كلها ادلة ومضامين نستفاد منها في لدعم الدليل ، وفهم الحيثية المشتركة بين السفياني و القائم والتي تربطهم بنفس السنة*
اي - سيكون وكما هو معلوم ومؤكد لدينا في الروايات بان السفياني لما يذكر كما في الرواية السابقة محل البحث ، فان متعلقه هو خروجه الحتمي في شهر رجب ، فهو فقط الثابت الاكيد والمحدد في الروايات ، وكل اطلاق او قصد يرجع اليه ، إلا ان يخصص بمخصص اخر . أو يستدل بدليل خاص يوجه المقصد الى غيره ، وحيث ان الرواية لم تبين تفصيل اخر او قرينة تخصيص اخرى لحدث اخر للسفياني . فلا يحتمل او يفهم غيرها . ( او على الاقل هو المحتمل الارجح بينها )*
أو بدرجة ثانية يمكن احتمال / فرض اخر وهو خروجه باتجاه العراق متسابقا مع رايتي اليماني والخرساني وهذا حسب تحقيقنا عند تحقق صيحة الظهور في شهر رمضان وعلى اثرها ( ثم لا يكون همه الا التوجه الى العراق / الرواية ) وهنا ايضا تصب في نفس فهم منطوق الرواية ويصح التفسير بها لانها متزامنة في الحدث وبنفس السنة والشهر واليوم تقريبا . ( علما اننا لدينا طرحا خاصا بعنوان السفياني ذو الحتميتين وفيه ان السفياني وحسب الادلة الروائية متعلق الحتمية فيه هو 1- ذاتا كشخصية وعلامة , 2- وشهر خروج محدد وهو رجب )
أما بالنسبة للقائم ع : فان الحيثية / الحدث المعروف والثابت بخصوص القائم ع وفي نفس سنة خروج السفياني سيكون بالتاكيد هو صيحة الظهور في ليلية ال 23 شهر رمضان .
وعليه سيكون ( السفياني والقائم في سنة واحدة ) , اي خروج السفياني وظهور امر الامام المهدي ع ( بالصيحة الرمضانية ) في نفس السنة . وهذا هو الذي يعتقده ويفهمه لعله معظم الباحثين ( باستثناء طرح وفهم الشيخ جلال الصغير )