|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الشيخ عباس محمد
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 05-08-2016 الساعة : 06:27 PM
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي المتوفى بعد سنة 884 بقيل في (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) (ج 1 ص 22 ط عثمان خليفة بالقاهرة) قال : ورأيت في كتاب (نثر الدرر) دخل علي بن موسى نيسابور ، فتعلق العلماء بلجام بغلته ، وقالوا : بحق آبائك الطاهرين حدثنا حديثا سمعته من آبائك ، فقال : حدثني أبي موسى ، قال : حدثني أبي جعفر ، قال : حدثني أبي الباقر ، قال : حدثني أبي زين العابدين ، قال : حدثني أبي الحسين ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين قال : سمعت النبي يقول :
ص 393
(الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان) . قال الإمام أحمد : لو قرئت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه ، قيل : إنه قرء على مصروع ، فأفاق . ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في (ينابيع المودة) (ص 12 ج 3 ط مطبعة العرفان بيروت) قال : وفي سنن ابن ماجة حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن إسماعيل قالا : حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي قال : حدثنا علي الرضا بن موسى . فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نزهة المجالس) لكنه أسند قوله : لو قرأ الخ - إلى أبي الصلت قال أبو الصلت : لو قرء هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه . ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط ص 180) قال : وحديث أبي الصلت قال : كنت مع علي بن موسى الرضا رضي الله عنه وقد دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء فغدا إلى طلبه علماء البلد أحمد بن حرب وياسين ابن النضر ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العلم فتعلقوا بلجامه ، فقالوا بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك قال : حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر ، قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي باقر علم الأنبياء محمد بن علي ، قال حدثني أبي سيد العابدين علي بن الحسين ، قال حدثني أبي الحسين بن علي قال سمعت أبي سيد العرب علي ابن أبي طالب . فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نزهة المجالس) .
ص 394 سبب شهادته
رواه القوم منهم العلامة العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 181 مخطوط) وروي عن محمد بن علي بن حمزة بن منصور بن بشير عن أخيه قال : أمرني المأمون أن أطول أظفاري على العادة ولا أظهر لأحد ذلك ثم استدعاني فأخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي وقال : اعجن هذا بيديك جميعا ففعلت ثم قام وتركني ودخل على الرضا رضي الله عنه فقال له ما خبرك ؟ قال أرجو أن أكون صالحا قال المأمون وأنا اليوم بحمد الله صالح . ثم دعاني وقال إيتنا برمان فأتيته فقال لي اعتصره بيديك ففعلت وسقاه المأمون للرضا رضي الله عنه بيده وكان ذلك سبب وفاته ، ولم يلبث إلا يومين حتى مات . قال : وروي عن أبي الصلت قال : دخلت على الرضا رضي الله عنه وقد خرج المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها وجعل يوحد الله ويمجده . ومنهم العلامة قاضي القضاة المولى صدر جهان أبي عمر منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني الحنفي المتوفى سنة 658 في (طبقات ناصري) (ص 113 ط يوهنى محله) إن المأمون أرسل رجاء بن أبي الضحاك وأحضره بخراسان وأخذ له البيعة بالخلافة بعده بإشارة فضل بن سهل فاغتاظ العباسيون لذلك فخلعوه عن الخلافة ، وبايعوا إبراهيم بن المهدي ، فندم المأمون وسمه .
ص 395 نبذة من كلماته
منها إن الله هو المالك لما ملكهم ، والقادر على ما أقدرهم ، فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادا ، وإن ائتمر بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوا فليس هو الذي أدخلهم فيه . رواه العلامة المعاصر الشيخ محمد مصطفى أبو العلاء المالكي في (حديث الإسلام) (ج 1 ص 198 ط مصطفى الحلبي) ومن كلامه أعظم الرزايا موت العلماء رواه العلامة العارف الشيخ ضياء الدين عبد العزيز بن أحمد الديريني المتوفى سنة 694 في (طهارة القلوب) (ص 218 ط محمد على صبيح بالقاهرة) . ومن كلامه أيها الناس إن لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكم علينا حق به ، فإذا أديتم إلينا ذلك وجب لكم علينا الحكم والسلام . قاله حين قال له المأمون : قم واخطب الناس ، فقام وتكلم فحمد الله وأثنى عليه وثنى بذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقاله . رواه ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 238 ط الغري) .
ص 396
ومن كلامه القناعة تجمع إلى صيانة النفس ، وعز القدرة طرح موتة الاستكثار والتعبد لأهل الدنيا ، ولا ملك طريق القناعة إلا رجلان إما متقلل يريد أجر الآخرة ، أو كريم يتنزه عن آثام الدنيا . رواه العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد النويري في (نهاية الإرب) ومن كلامهلأخيه زيد حين جنى : يا زيد لعله غرك قول أهل دار البطيخ بالكوفة : إن فاطمة أحصنت فرجها فرحم الله ذريتها على النار ، أتدري لمن ذلك إنما هو للحسن والحسين ، يا زيد لئن كانا بطاعتهما وطهارتهما يدخلان الجنة وتدخلها أنت بمعصيتك إنك لخير منهما . رواه العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 126 مخطوط) . ومن كلامه اعذر أخاك على ذنوبه * * واصبر وغط على عيوبه واصبر على سفه السفيه * * وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضلا * * وكل الظلوم إلى حسيبه رواه الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 209 ط العثمانية بمصر) . عن أبي الحسين القرظي عن أبيه قال : حضرنا مجلس أبي الحسن الرضا فجاء رجل فشكا عليه أخا له فأنشأ الرضا يقوله .
ص 397
ومن كلامه من صام أول يوم يوم من رجب في ثواب الله وجبت له الجنة ، ومن صام يوما من وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر ، ومن صام يوما في آخره جعله الله من أملاك الجنة وشفعه الله في أمه وأبيه وأخوانه وأعمامه وأخواله وخالاته ومعارفه وجيرانه وإن كان فيهم من هو مستوجب النار . رواه في (نور الأبصار) (ص 209 ط العثمانية بمصر) ومن0 كلامه أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاث مواطن : يوم يولد المولود ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا وقد سلم الله على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال : وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا . وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن أيضا فقال : وسلام علي يوم ولدت يوم أموت يوم ابعث حيا . رواه في (الفصول المهمة) (ص 235 ط الغري) عن ياسر الخادم قال : سمعت أبا الحسن علي موسى الرضا يقوله ورواه في (نور الأبصار) (ص 208 ط العثمانية بمصر) ومن كلامه كان يوسف بن يعقوب نبيا فلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب والقباطي المنسوجة بالذهب وجلس على متكئات آل فرعون وحكم وأمر ونهى ، وإنما يراد
ص 398
عن الإمام قسط وعدل إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز ، إن الله لم يحرم ملبوسا ولا مطعما وتلا قوله تعالى : (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) . قاله حين دخل علي بن موسى الرضا بنيشابور قوم من الصوفية فقالوا إن أمير المؤمنين المأمون لما نظر فيما ولاه من الأمور فرآكم أهل البيت أولى من قام بأمر الناس ، ثم نظر في أهل البيت فرآك أولى بالناس من كل واحد منهم فرد هذا الأمر إليك ، والإمامة تحتاج إلى من يأكل الخشن ويلبس الخشن ويركب الحمار ويعود المريض ويشيع الجنائز قال : وكان الرضا متكئا فاستوى جالسا ثم قاله رواه في (الفصول المهمة) (ص 236 ط الغري) ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 210 ط العثمانية بمصر) ورواه العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 3 ص ط القاهرة) لكنه أسقط قوله : والقباطي المنسوجة ، وذكر بدل قوله جلس : يجلس ، وبدل قوله ويحكم وحكم وأمر ونهى (1)
(هامش)
(1) قال الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 2 ص 282 ط حيدر آباد الدكن) قال الحسين بن خالد الصيرفي كنت عند علي بن موسى فسئلته عن شيء فأجابني بشيء لم أفهمه فقال لي : يا أبا عبد الله الصالح فبكيت فقال لم تبكي ؟ قلت فرحا بقولك لي الصالح ، فقال قال الله : أولئك الذين أنعم الله عليهم الآية . قال : فالنبيون محمد والصديقون والشهداء نحن وأنتم الصالحون ، فوالله ما نزلت إلا فيكم ولا عني بها غيركم . (*)
ص 399
ومن كلامه لما سئل عنه يكلف الله العباد ما لا يطيقون ؟ قال : هو أعدل من ذلك فقيل يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون ؟ قال : هم أعجز من ذلك . رواه العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) في فصل (المسمين بعلي) أبي عثمان المازني . ومن كلامه شعرا كلنا نأمل مدا في الأجل * * والمنايا هن آفات الأمل لا يغرنك أباطيل المنا * * والزم الفصل ودع عنك العلل إنما الدنيا كظل زائل * * حل فيه راكب ثم رحل رواه العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) في فصل (المسمين بعلي) عن محمد بن يحيى بن أبي عباد حدثني عمي قال : سمعت علي بن موسى الرضا يوما ينشد شعرا ، فذكرها . قصيدة دعبل في مدح آل رسول الله وإنشادها له
رواها جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 230 ط الغري) قال : ونقل الطوسي ره في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال : دخل دعبل الخزاعي
ص 400
على علي بن موسى الرضا بمرو فقال يا ابن رسول الله إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأحب أن تسمعها مني فقال له الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا : هات هات فأنشأ يقول :
ذكر محل الربع من عرفات * * فأجريت دمع العين على الوجنات
وقد خانني صبري وهاجت صبابتي * * رسوم ديار أقفرت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوة * * ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * * وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار علي والحسين وجعفر * * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبد الله والفضل صنوه * * نجى رسول الله في الخلوات
منازل كانت للصلاة وللتقى * * وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمين يحلها * * من الله بالتسليم والرحمات
منازل وحي الله معدن علمه * * سبيل رشاد واضح الطرقات
قفا نسأل الدار التي حف أهلها * * متى عهدهم بالصوم والصلوات
فأين الأولى شطت بهم غربة النوى * * فأمسين في الأقطار مفترقات
أحب قصي الدار من أجل حبهم * * وأهجر فيهم أسرتي وثقات
وهم آل ميراث النبي إذا انتموا * * فهم خير سادات وخير حماة
مطاعيم في الاعسار في كل مشهد * * لقد شرفوا بالفضل والبركات
أئمة عدل يقتدى بفعالهم * * ويؤمن فيهم زلة العثرات
فيا رب زد قلبي هدى وبصيرة * * وزد حبهم يا رب في حسناتي
لقد آمنت نفسي بهم في حياتها * * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
ألم تر أني مذ ثلاثين حجة * * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * * وأيديهم من فيئهم صفرات
إذا وتروا مدوا إلى أهل وترهم * * أكفا عن الأوتار منقبضات
وآل رسول الله نحف جسومهم * * وآل زياد غلظوا الفقرات
سأبكيهم ما ذر في الأفق شارق * * ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها * * وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعا * * وآل زياد تسكن الحجرات
وآل زياد في القصور مصونة * * وآل رسول الله في الفلوات
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد * * تقطع نفسي أثرهم حسرات
خروج إمام لا محالة خارج * * يقوم على اسم الله بالبركات
يميز فينا كل حق وباطل * * ويجزي على النعماء والنقمات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس فاصبري * * فغير بعيد كلما هو آت
وهي قصيدة طويلة عدد أبياتها مأة وعشرون اقتصرت منها على هذا القدر . ولما فرغ دعبل (ره) من إنشادها نهض أبو الحسن الرضا وقال لا تبرح فأنفذ إليه صرة فيها مأة دينار واعتذر إليه فردها دعبل وقال والله ما لهذا جئت وإنما جئت للسلام عليه والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون وإني لفي غنى فإن رأى أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك فهو أحب إلي ، فأعطاه الرضا جبة خز ورد عليه الصرة وقال للغلام قل له خذها ولا تردها فإنك ستصرفها أحوج ما تكون إليها فأخذها وأخذ الجبة . ثم أقام بمرو مدة فتجهزت قافلة تريد العراق فتجهز صحبتها فخرج عليهم اللصوص في أثناء الطريق ونهبوا القافلة عن آخرها ولزموا جماعة من أهلها فكتفوهم وأخذوا ما معهم ومن جملتهم دعبل فساروا بهم غير بعيد ثم جلسوا يقتسمون أموالهم فتمثل مقدم اللصوص وكبيرهم يقول :
ص 402
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * * وأيديهم من فيئهم خلوات ودعبل يسمعه فقال أتعرف هذا البيت لمن ؟ قال وكيف لا أعرفه وهو لرجل من خزاعة يقال له دعبل شاعر أهل البيت قاله في قصيدة مدحهم بها فقال دعبل فأنا والله صاحب القصيدة وقائلها فيهم فقال ويلك أنظر ماذا تقول قال والله الأمر أشهر من ذلك واسئل أهل القافلة وهؤلاء الممسوكين معكم يخبروكم بذلك فسئلهم فقالوا بأسرهم هذا دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت المعروف الموصوف ثم إن دعبل أنشدهم القصيدة من أولها إلى آخرها عن ظهر قلب فقالوا قد وجب حقك علينا وقد أطلقنا القافلة ورددنا جميع ما أخذنا منها إكراما لك يا شاعر أهل البيت ثم إنهم أخذوا دعبل وتوجهوا به إلى قم ووصلوه بمال وسئلوه في بيع الجبة التي أعطاها له أبو الحسن الرضا ودفعوا له فيها ألف دينار فقال لا أبيعها وإنما أخذتها للتبرك معي من أثره ، ثم إنه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيام فلما صار خارج البلد على نحو ثلاثة أميال وقيل ثلاثة أيام خرج على قوم من أحداثهم أخذوا الجبة منه فرجع إلى قم وأخبر كبارهم بذلك . فأخذوا الجبة منهم وردوها عليه ثم قالوا نخشى أن تؤخذ هذه الجبة منك يأخذها غيرنا ثم لا ترجع إليك ، فبالله إلا ما أخذت الألف وتركتها فأخذ الألف منهم وأعطاهم الجبة ثم سافر عنهم . وعن أبي الصلت (ره) قال قال دعبل رضي الله عنه لما أنشدت مولاي الرضا هذه القصيدة وانتهيت إلى قولي : خروج إمام لا محالة قائم * * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا ثم رفع رأسه وقال يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذا البيت أتدري من هذا الإمام الذي تقول ؟ قلت : لا أدري إلا أني سمعت يا مولاي
ص 403
بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلا فقال : يا دعبل الإمام عبدي محمد ابني وبعده علي ابنه وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا . ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط) روى الحديث بإسناده الطويل عن أبي الصلت بعين ما نقله عنه في (الفصول المهمة) مع زيادة . ومنهم القاضي أبو علي الحسن بن علي بن داود التنوخي المتوفى سنة 384 في (الفرج بعد الشدة) (ص 329 ط القاهرة) روى عن دعبل بن علي الخزاعي الشاعر قال : لما قلت قصيدة (مدارس آيات خلت من تلاوة) قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا رضوان الله عليهم أجمعين وهو بخراسان ولي عهد المأمون ، فوصلت إليه ، فأنشدته فاستحسنها ، وقال : لا تنشدها لأحد حتى آمرك واتصل خبري بالمأمون ، فأحضرني وسئلني عن خبري ثم قال لي : يا دعبل أنشدني (مدارس آيات خلت من تلاوة) . فقلت : لا أعرفها يا أمير المؤمنين ، فقال : يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى قال : فلم يكن بأسرع من أن أحضر ، فقال له يا أبا الحسن سألت دعبلا عن (مدارس آيات) فذكر أنه لا يعرفها ، فالتفت إلي أبو الحسن فقال : أنشده يا دعبل فأنشدت القصيدة ولم ينكر ذلك المأمون إلى أن بلغت إلى بيت فيها وهو هذا . قال رسول الله هب لي رقابهم * * وآل زياد غلظ الرقاب ثم تممتها إلى آخرها ، فاستحسنها وأمر لي بخمسين ألف درهم وأمر لي علي بن موسى بقريب منها ، فقلت له : يا سيدي أريد أن تهب لي ثوبا يلي بدنك أتبرك به وأجعله كفنا ، فوهب لي قميصا قد ابتذله ومنشفة وأظنه قال : وسراويل قال : ووصلني ذو الرياستين
ص 404
وحملني على برذون أصغر خراساني ، فكنت أسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز وبرنس ومنشفة ، فأمر لي به ودعى بغيره جديدا ، فلبسه وقال إنما آثرتك باللبس لأنه خز الممطرين . قال : فأعطيت به ثمانين دينارا ، فلم تطب نفسي ببيعه وقضيت حاجتي وكررت راجعا إلى العراق فلما صرت بعض الطريق خرج علينا أكراد يعرفون بالسرنجان فسلبوني وسلبوا القافلة ، وكان ذلك في يوم مطير ، فاعتزلت في قميص خلق قد بقي علي وأنا متأسف من دون ما كان معي على القميص والمنشفة اللذين وهبهما لي علي بن موسى الرضا إذ مر بي واحد من الأكراد تحته الأصفر الذي حملني عليه ذو الرياستين وعليه الممطر الخز ثم وقف بالقرب مني وابتدء ينشد : (مدارس آيات) ويبكي ، فلما رأيت ذلك عجبت من لص يتشيع ، ثم طمعت في القميص والمنشفة . فقلت : يا سيدي لمن هذه القصيدة ؟ فقال : وما أنت وذلك ويلك . فقلت له : فيه سبب أخبرك به ، فقال : هي أشهر بصاحبها من أن يجهل ، فقلت : ومن هو ؟ قال : دعبل الخزاعي شاعر آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا سيدي أنا والله دعبل وهذه قصيدتي ، فقال : ويلك ما تقول ؟ قلت : الأمر أشهر من ذلك ، فأسأل أهل القافلة بصحة ما أخبرتك به ، فقال لا جرم والله ولا يذهب من القافلة خلالة فما فوقها ، ثم نادى في الناس من أخذ شيئا يرده على صاحبه ، فردوا على الناس أمتعتهم وعلي جميع ما كان معي ما فقد أحد عقالا ثم انصرفنا إلى شأننا . فقال راوي هذا الخبر عن دعبل : فحدثت بهذا الحديث علي بن بهز الكردي فقال لي : ذلك والله أبي الذي فعل هذا .
ص 405
ومنهم العلامة الشهير سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 238 ط الغري) ذكر من قصيدة دعبل البيت البيت : 3 و4 و5 و10 و11 و12 و13 و18 و19 و21 و25 و26 و27 و28 و29 . لكنه ذكر بدل كلمة مقفر ، موحش ، وبدل قوله : غلظوا الفقرات غلظة وبدل قوله : وأهجر فيهم أسرتي وثقاتي ، وأهجر فيكم زوجتي وبناتي ، وبدل قوله فأمسين في الأقطار ، أفانين بالأطواف وذكر جملة أخرى من أبياتها هي :
واكتم حبك مخافة كاشح * * عنيف لأهل الحق غير موات
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * * وأخرى بفخ نالها صلواتي
وأخرى بأرض الجوزجان محلها * * وقبر بباخمرى لدى الغربات
وقبر ببغداد لنفس زكية * * تضمنها الرحمن في الغرفات
فأما الممضات التي ليس بالغا * * مبالغها مني بكنه صفات
نفوس لدى النهرين من أرض كربلا * * معرسهم فيها بشط فرات
تقسمهم نهب المنون فما ترى * * لهم عفرة مغشية الحجرات
وقد كان منهم بالحجون وأهلها * * ميامين نحارون في السنوات
إذا فخروا يوما أتوا بمحمد * * وجبريل والقرآن ذي السورات
ملامك في أهل النبي فإنهم * * أوداي ما عاشوا وأهل ثقاتي
تخيرتهم رشدا لأمري لأنهم * * على كل حال خيرة الخيرات
فيا رب زدني في يقيني بصيرة * * وزد حبهم يا رب في حسنات
بنفسي أنتم من كهول وفتية * * لفك عناة أو لحمل ديات
لقد خفت في الدنيا وأيام عيشها * * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
ص 406
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي المصري في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 60 ط مصطفى الحلبي بمصر) قال : ونقل الطوسي في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال : دخل دعبل الخزاعي على علي بن موسى الرضا بمرو فساق الحديث بعين ما تقدم نقله عن (الفصول المهمة) ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى سنة 654 في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص 85 ط طهران) قال : ومنها حديث دعبل بن علي الخزاعي الشاعر قال دعبل : لما قلت (مدارس آيات خلت الخ) قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا وهو بخراسان ولي عهد المأمون فأحضرني وسألني عن خبري . ثم قال لي يا دعبل أنشدني (مدراس آيات خلت من تلاوة) فقلت ما أعرفها يا أمير المؤمنين فقال يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى الرضا فلم يكن إلا ساعة حتى حضر فقال له يا أبا الحسن سألت دعبلا (مدارس آيات خلت من تلاوة) فذكر أنه لا يعرفها فقال لي أبو الحسن يا دعبل أنشد أمير المؤمنين فأخذت فيها فأنشدتها فاستحسنها فأمرني بخمسين ألف درهم وأمر لي أبو الحسن الرضا بقريب من ذلك فقلت يا سيدي إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني فقال نعم ، ثم دفع لي قميصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة وقال لي احفظ هذا تحرس به - إلى أن قال : ثم كررت راجعا إلى العراق فلما صرت في الطريق خرج علينا الأكراد فأخذونا وكان ذلك اليوم يوما مطيرا فبقيت في قميص خلق وضر شديد متأسف من جميع ما كان معي على القميص والمنشفة ومفكر في قول سيدي الرضا ، إذ مر بي من الأكراد الحرامية - إلى أن قال : ووقف بالقرب مني ليجتمع إليه أصحابه وهو ينشد :
ص 407
(مدارس آيات خلت من تلاوة) ويبكي فلما رأيت ذلك عجبت من لص من الأكراد يتشيع ثم طمعت في القميص والمنشفة . فقلت يا سيدي لمن هذه القصيدة ؟ فقال وما أنت وذلك ويلك فقلت لي فيه سبب أخبرك به فقال هي أشهر بصاحبها أن تجهل فقلت من ؟ فقال : دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل محمد جزاه الله خيرا قلت له سيدي فأنا والله دعبل وهذه قصيدتي قال ويلك ما تقول قلت الأمر أشهر في ذلك فاسأل أهل القافلة فاستحضر منهم جماعة وسألهم عني فقالوا بأسرهم هذا دعبل بن علي الخزاعي فقال قد أطلقت كلما أخذ من القافلة فما فوقها كرامة لك ثم نادى في أصحابه من أخذ شيئا فليرده فرجع على الناس جميع ما أخذ منهم ورجع إلى جميع ما كان معي ثم بدرقنا إلى الماء فحرست أنا والقافلة ببركة ذلك القميص والمنشفة . وأورد بعد ذكر الواقعة بعض أبيات القصيدة وهي من أول القصيدة إلى البيت التاسع على الترتيب المتقدم عن (الفصول المهمة) ثم ذكر الحادي عشر ، لكنه ذكر بدل كملة فأمسين : أفانين والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والتاسع عشر والرابع والعشرين ، لكنه ذكر بدل قوله تسكن الحجرات : أصبحت غمرات ، والخامس والعشرين وزاد في أثنائها وآخرها أبياتا أخرى وهي :
ديار عفاها جور كل منابذ * * ولم تعف بالأيام والسنوات
منازل وحي الله ينزل حولها * * على أحمد الروحات والغدوات
إذا لم نناج الله في صلواتنا * * بذكرهم لم تقبل الصلوات
وآل رسول الله غلت رقابهم * * وآل زياد غلظ القصرات
وآل رسول الله تدمي نحورهم * * وآل زياد زينوا الحجلات
وآل رسول الله تسبى حريمهم * * وآل زياد آمنوا السربات
فيا وارثي علم النبي وآله * * عليكم سلام دائم النفحات
ص 408
لقد آمنت نفسي بكم في حياتها * * وإني لأرجو الأمن بعد مماتي
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 206 ط العثمانية بمصر) ذكر ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه من أوله إلى قوله في الآخر : أتدري من هذا الإمام ، وزاد في أبيات القصيدة قوله : وقل عرى صبري وهاجت صبابتي * * رسوم ديار أقفرت وعرات أشعار أبي نواس في مدحه
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 179 مخطوط) قال : وذكر العلامة شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم الأربلي المعروف بابن خلكان في تاريخه أن بعض أصحاب أبي نواس الحسن بن هاني الحكم الشاعر المشهور قال له : ما رأيت أوقح منك ما تركت شيئا إلا قلت فيه شعرا وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا فقال والله ما تركت ذلك إلا إعظاما له وليس قدر مثلي أن يقول في مثله ثم أنشد بعد ساعة هذا الأبيات :
قيل لي أنت أحسن الناس طرا * * في فنون من المقال النبيه
لك من جيد المديح قريض * * يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى * * والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمام * * كان جبريل خادما لأبيه
ومنهم علامة علم المسالك والممالك الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي في (البدء والتاريخ) (ج 1 ص 181 ط مطبعة الخانجي بمصر) قال : واحتج بعض المتأخرين بقول شاعر يمدح ابن موسى الرضا ويقال : هو
ص 409
لأبي نواس (خفيف) :
(قيل لي أنت أوحد الناس في كل مقال من الكلام النبيه)
(لك من جيد الكلام نظام * * يجتنى الدر من يدي مجتنيه)
(فلماذا تركت مدح ابن موسى * * والخصال التي تجمعن فيه)
(قلت : لا أهتدي لمدح إمام * * كان جبريل خادما لأبيه)
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 1 ص 266) ذكر أبيات أبي نواس هكذا :
(قيل لي أنت أفصح الناس طرا * * في المعاني وفي الكلام النبيه)
(لك من جيد القريض مديح * * ينثر الدر من يدي مجتنيه)
(فلما ذا لم تمتدح نجل موسى * * والصفات التي تحكمن فيه)
(قلت لا أستطيع مدح إمام * * كان جبريل خادما لأبيه)
ثم قال : لا شك أن ناظم هذا العقد الجوهر ، يغفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر . ومنهم العلامة اليافعي الشافعي المتوفى سنة 768 في (مرآة الجنان) (ج 2 ص 12 ط حيدر آباد) ذكر قول أبي نواس وأبياته بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) . ومنهم العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) فصل المسمين بعلي) ذكر أبيات أبي نواس بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ومنهم العلامة ابن طولون الدمشقي في (الشذرات الذهبية) (97 طبع بيروت) ذكر قول أبي نواس وأبياته بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) .
ص 410 أشعار أخرى له أيضا في مدحه
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 229 ط الغري) قال : وعن محمد بن يحيى الفارسي قال نظر أبو نواس إلى علي الرضا بن موسى ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فارهة ، فدنا منه وسلم عليه وقال يا ابن رسول الله قلت فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني فقال قل فأنشأ أبو نواس يقول : مطهرون نقيات ثيابهم * * تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا من لم يكن علويا حين تنسبه * * فما له في قديم الدهر مفتخر أولئك القوم أهل البيت عندهم * * علم الكتاب وما جائت بها السور قال : قد جئتنا بأبيات ما سبقك بها أحد ما معك يا غلام من فاضل نفقتنا ؟ قال ثلاثمأة دينار قال ادفعها إليه ثم بعد أن ذهب إلى بيته قال لعله استقلها سق يا غلام إليه بغلة . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 206 ط العثمانية بمصر) روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) ومنهم العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 60 ط مصر) . ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 65) ذكر البيتين الأولين لكنه ذكر بدل كلمة ثيابهم : جيوبهم وبدل كلمة كلما : أينما ، ثم ذكر البيتين الآخرين هكذا : الله لما برى خلقا وأتقنهم * * صفاكم واصطفاكم أيها البشر فأنتم الملاء الأعلى وعندكم * * علم الكتاب وما جاءت به السور
ص 411 أشعار إبراهيم بن إسماعيل في مدحه
رواه القوم : منهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد النويري في (نهاية الإرب) (ج 5 ص 167 ط القاهرة) قال : قال إبراهيم بن إسماعيل في علي بن موسى الرضا : إن الرزية يا ابن موسى لم تدع * * في العين بعدك للمصائب مدمعا والصبر يحمد في المواطن كلها * * والصبر أن نبكي عليك ونجزعا (1)
(هامش) (1) قال العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في كتابه (نهاية الإرب) (ج 5 ص 166 طبع القاهرة) : ودخل البلاذري على علي بن موسى الرضا يعزيه بابنه فقال : أنت تجل عن وصفنا ، ونحن نقصر عن عظتك ، وفي علمك ما كفاك ، وفي ثواب الله ما عزاك . (*)
|
|
|
|
|