في ذكرى استشهاد .. إمام الأنبياء وسيّدهم وخاتمهم  .. الرسول الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله ..
      بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
  
        1 بالشّكرِ أبْتدأُ الكلامَ وأحْمِدُ = مولى البرايا واقتضى أنْ يُحْمَدُ
   كَثُرَت عطاياهُ وزاد فُيوضُها === أسْدَى مواهَبه عَلينا يزْدَدُ 
   متفضّلٌ متكرّمٌ في فضله ====== أحَدٌ شكورٌ رازقٌ متفرِّدُ
   ثمّ الصلاةُ على حبيب إلهِنا = أوفى الصلاةَ بطيب ودٍّ تُرفَدُ
   5 وبطيّها أزكى السلام لروحه =كهفُ التقى خير الخلائق أحمَدُ
   وعلى الّذين ترشَّحوا من نورهِ == لهمُ السيادةُ والعُلا والسؤددُ
   هم أهل بيت المصطفى خلفاؤه = العالمون المتقون الأرشدُ
   أعلامُ دينِ اللهِ معدِنُ علمِه === ومُطهّرون بودّهم نتعبَّدُ
   هو أوّلُ الرسلِ ابتعاثا خَصّهُ === ولآدمٍ صلصالُه لم يُعْقدُ
   10 ورسولُ ربِّ العالمين وعبدُه == للأنبياء إمامُهم والسيّدُ 
   وختام كلّ رسالةٍ قد أنزلت === لشرائعِ الاسلام جاء يُشيّد
   وكتابُه المكنون قرآنٌ نزل === فيه الهدى ولكل خيرٍ يُرشدُ
   وهو الذي بلغ العُلا بكماله ==== ودنى فكان حبيبه ومُؤَيَّدُ 
   هذا ابنُ آمنة الزكيّة سمتُها == والنسلُ زاكٍ طاهرٌ وموحِّدُ
   15 وتقلُّبٌ في الساجدين بلطفه = نورٌ مع الأصلاب يسري يسجدُ
   وجمالُ سَحنات يزيد بهاؤهُ === وكمالُ خلقته نقيٌّ عسجدُ
   ثُمَّ اسمُه قد شُقَّ من أسمائه == أكرم به من ألفِ إسمٍ أزيدُ
   فهو الشفيعُ وشافعٌ ومشفَّعٌ = وهو الأمينُ المجتبى والمنجدُ
   وهوالمذَكّرُ والنذيرُ ورحمةٌ ==== للعالمين وشاهدٌ يتودّدُ
   20 وهو المقفّى العاقبُ المزَّمِّلُ = والمصطفى المختارُ ذاك الأسعدُ
   وهو الشهيدُ المسْلمُ المدّثِّرُ == وهو البشيرُ لغيره ما نشهدُ
   والنورُ والمنصورُ بدرٌ قد بدا == والآمرُ الناهي الامامُ الأعودُ 
   والرحمةُ المهداة والهادي النبي = والحاشرُ الداعي وعبدٌ أمجدُ
   وهو الحميدُ الحامدُ المحمود مِنْ = ربِّ تعالى وهو فردٌ أوحدُ
   25والصادقُ الميمون منذ سطوعه = في حِجر آمنة التقيّة يُقصَدُ 
   وهو المصدِّقُ ذكرُه فوق العلى = في الذكْر ذكْرٌ بل رؤوفٌ أجودُ
   متوكّلٌ ومهاجرٌ  ومباركٌ ====== ومحلّلٌ ومحرِّمٌ مسترشد
   ورحيمُ ملّتنا كريمٌ ســـــــــمتُه ====== ومجيرُ أمّـته منيرٌ أفيدُ
   والماحي ذنب المؤمنين بحشرهم = ويسوقُهم نحو الجنان ويوردُ
   30 هو خاتِمٌ هو قاسِمٌ هو صاحِبٌ = هو عامِلٌ هو طيّبٌ لا يجحدُ
   هو واضعٌ هو رافعٌ  وسراجها = وابن الذبيحين المنيرُ  الأنجدُ
   طه وياسين الرفيعُ بذكره === من قد دنى من عرشه يتزوّدُ 
   والمُشفِقُ الحاني ودودٌ قلبُهُ === يحنو يراعي صحبَه يتفقّدُ
   والجارُ يرعاه ويحفظُ حقَّه == يتألّفُ الأحياء يُعطي يعضدُ
   35 آذوه قومَه فاستزاد بحلمه = خُلُقٌ عظيمٌ ليس مثله يوجدُ
   وسماحةٌ تسمو وعفوٌ دائمٌ = كَرَمٌ به غاض البغيضَ فيحسدُ
   ساد الورى هذا نبيُّ الملحمة = وله السماء وأرضها ذي تشهدُ
   فوق المآذن ذكره لا ينتهي = قُرنَ اسمه باسم الجليل مخلَّدُ
   وتظلّه الأملاك في أسفاره = معه الملائك حيث شاء يسدَّدُ
   40 ومشى بأمر الله في غزواته == متحدِّياً والخصم فارٍ يرعدُ
   زادت سراياه تمانيناً بها ===== راياته تعلو  وجيشٌ يحشدُ 
   شرقاً لمغربها يذود وينتصر = يبني عرى الاسلام وهو يوطّدُ
   حتّى إذا تمّت سنين حياته = ومضى لروض القدس فيه يُمَجَّدُ 
   من بعد ما اكتملت شرائع ديننا = يمضي وفي جنبيه حزنٌ مكْمدُ
   45 مما لقى من قومه وعنادهم == ذا أنوكٌ بل عنكدٌ أو قمهدُ
   لمّا دعاهم كي يوثّق عهدَه === قال اسمعوني في حديث تهتدوا
   لكنهم رفضوا وقالوا يهجر ==== سفهاً  تلفّظها سفيهٌ ألودُ
   بل حسبنا القرآنَ ؛ كان شعارهم = قال اخرجوا عني يردُّ ويطردُ
   حتى اذا رحل الحبيب لربّه = هرعوا الى سقفٍ وذاكّ يعربد
   50 وهناك إذ وُري الثرى جثمانُه = دارَ الهدى حرقوا لذاك تعمّدوا 
   ولفعلهم كلِّ الملوك تجرأوا === في قتل آل محمّدٍ ويشُرِّدوا
   إذ أسّسوا تحت السقيفة جورهَم = فأتت أميّة ما بنوَه ووطّدوا
   وأتى بنو العباس زادوا ظلمهم == لبني عليّ حيث كانوا أُبعدوا 
   وتجاوزوا في ظلمهم وعدائهم = جرياً على جور الأوائل قد عدُوا
   55 وسيُسْألون وخصمُهم جبَّارُها = عن فاطم وعليِّنا ومن اهتدوا
   وسيسألون وهم وقوف خضّعٌ == وعلامَ نيران العداوة أوقدوا 
   لليوم يجري ظلمُ آلِ محمّدٍ === ممّن رضوا ذاك العداء وأيّدوا
   وبجاهليةِ من مضى وبحقدهم = جاءت ذيول أميّةَ ليهدّدوا
   بالقتل والتكفير والتهجير مَنْ === وِدّاً بأهل البيت راح يُغرّدُ  
   60وتجمهر الأحزاب أحيوا  أمرها = وتفرق الاسلام بعْدُ تقدّدوا
   زادوا عن السبعين حين تشعّبوا = وبذا الرواية مَنْ رووها أسندوا
   والنّاجي منها من تمسّك حبْلَهُ == والعروةَ الوثقى فلا تتبدّدُ
   من ذا وصيّته الينا فيهمُ === إن غاب نجْمٌ بان فينا الفرقَدٌ
   فالحقُّ منبلجٌ تكشّف نورُه == والجّاحد الضالّ الذي يتمرّدُ
   65ومقامك المحمود يوم لقائه = ترنو الخلائق للعلا تستنجدُ
   ترقى بمرتبة يعزُّ وصولَها ===== ملكٌ نبيٌّ مؤمنٌ يتهجّدُ
   والقبّة الخضراء تعلو في السما = والروضة الغرّاء حيث المسجدُ
   فعليك منّا يا ضياءَ عيونِنا === أزكى صلاةٍ يرتضيها الموجدُ
   بأبي وأمّي يا طبيب قلوبنا === وشفيعنا من كلّ هول يُوفِدُ
   70 وسلامي يمضي عاطراً في روضةٍ = ببهائه عبقٌ ويزهو المرقدُ 
   وسلامي أعطره لمن في قبره ==== حيٌّ يُحيينا إذا نسترفدُ
   إنّي لرؤياك البهي أتطلعُ === يوم الورود فذاك فوزٌ يُسعِدُ
   وبكأس كوثرك الفرات فتسقنا = ونفوز بالخلد الذي لا ينفدُ
   عُذراً أبا الزهراء حرفيَ يقصرُ == أنّى يُجارى قدس روحك يسردُ
   75 والشعر يهوي في مديحك راكعا = يرجو رضاك ألست أنت محمّدُ؟