العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدى المهدي
صدى المهدي
عضو برونزي
رقم العضوية : 82198
الإنتساب : Aug 2015
المشاركات : 1,258
بمعدل : 0.36 يوميا

صدى المهدي غير متصل

 عرض البوم صور صدى المهدي

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي الإصلاح الأخلاقي عند الإمام زين العابدين (ع)
قديم بتاريخ : اليوم الساعة : 08:23 AM










كان يربي الناس عملياً ويريهم أخلاقيات أهل البيت عملياً ويترك الناس كي يقضوا بأنفسهم ويقارنوا بين أخلاقيات أهل البيت وأخلاقيات أعداءهم. وبطبيعة الحال فإن الإمام لما قدّم هذه الصور لم يكن يقصد المقايسة فهو من أهل بيت لا يُقاس بهم أحد ومن الذين لا يريدون من الناس...
من وظائف الأئمة الأطهار (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هو تربية المجتمعات والأخذ بأيديها إلى الكمال الحقيقي الذي أكد عليه الشارع المقدس ودعت الشرائع كافة إليه ألا وهو التخلّق بأخلاق الله تعالى.
ولا يخفى أن أهل البيت (عليهم السلام) اهتموا بهذا المجال اهتماماً خاصاً وأولوه عناية فائقة لما له من الأهمية في نظر الإسلام والشواهد التاريخية والروايات الشريفة تدل على ذلك بوضوح.
ومن الأئمة الأطهار (عليهم السلام) الذين كانت لهم يد طائلة على المجتمع الإسلامي بل وعلى العالم على مرّ الزمان هو سيد الساجدين مولانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) الذي قدّم للعالم أفضل الصور التربوية وخير الشواهد الأخلاقية الدالة على عظمته أولاً وعظمة الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق.
ورغم ذلك فإن العالم اليوم -مع الأسف الشديد- مقصر في حق الإمام السجاد (عليه السلام) حيث أنْ أغلب الناس لا يعرفون عن هذا الإمام المظلوم ولا عن أخلاقياته شيئاً يذكر والحال أنه (عليه السلام) إمام لكل الناس وقدوة وأسوة حسنة للبشرية كافة، لذلك ولكي نزيح قطرة من هذه الجهالة بحق سيدنا ومولانا علي بن الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وجدت من الجدير أن أسلط الأضواء على بعض الصور الأخلاقية التي قدمها الإمام السجاد (عليه السلام) للمجتمعات عبر العصور المختلفة.
وقبل أن نشرع بذكر بعض هذه الصور ينبغي الالتفات إلى أن هذه الصور الأخلاقية ليست للاستعراض فقط، إنما هي للاتعاظ والتأسي والاقتداء بها.
إن المجتمع في عهد الإمام (عليه السلام) كان منحطاً إلى أبعد الحدود وخير شاهد على ذلك هو قتلهم لسيد الشهداء (عليه السلام) وفعلهم به ما فعلوا وغير ذلك من الصور التي نستعرضها بعد قليل التي تدل على انحطاط المجتمع إلاّ أن هذا لا يعني أن الإمام (عليه السلام) حينما يقدم هذه الصورة التربوية مراده أولئك الأشخاص وحسب بل إن دروسه ودروس بقية المعصومين (عليهم السلام) هي للبشرية عامة وعلى مرّ التاريخ.
وقد صاغ إمامنا السجاد (عليه السلام) بهذه الصور العظيمة معالم مجتمعه من حوله ومنها ما سنستعرضه تاليا.
تجسيد مفهوم العفو في المجتمع

إحدى الأمور المهمة التي كانت تجذب الناس إلى أهل البيت (عليه السلام) وتجعلهم يعتقدون ويحدقون بهم من كل جانب هي عظمة الأخلاقيات العملية التي كانوا يشاهدونها بأم أعينهم من قبل الأئمة الأطهار (عليهم السلام) فقد كان الناس يشاهدون كل يوم كيف يعفو الأئمة الأطهار (عليهم السلام) عن الناس ويقابلون إساءاتهم بالإحسان واللطف ممّا يجعلهم يعتقدون بهم أكثر فأكثر.
وكذا هو الحال بالنسبة للإمام السجاد (عليه السلام) فقد كان يربي الناس عملياً ويريهم أخلاقيات أهل البيت (عليه السلام) عملياً ويترك الناس كي يقضوا بأنفسهم ويقارنوا بين أخلاقيات أهل البيت (عليهم السلام) وأخلاقيات أعداءهم. وبطبيعة الحال فإن الإمام (عليه السلام) لما قدّم هذه الصور لم يكن يقصد المقايسة فهو من أهل بيت لا يُقاس بهم أحد ومن الذين لا يريدون من الناس جزاءاً ولا شكوراً إلاّ أن من عادة الناس أن يقيسوا بين أخلاقيات الأخيار وأخلاقيات الأشرار خاصة إذا كان الأشرار متصدين للخلافة الإسلامية وما أشبه من السلطات الحاكمة.
على أية حال فإن من الصور العظيمة التي قدمها الإمام السجاد (عليه السلام) في مجال العفو؛ ما عن الإمام الباقر (عليه السلام) وغيره قالوا: ((وقف على علي بن الحسين (عليه السلام) رجل فأسمعه وشتمه، فلم يكلّمه - أي لم يرد عليه الإمام - فلما انصرف قال (عليه السلام) لجلسائه: لقد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا منّي ردّي عليه، فقالوا له: نفعل. ولقد كنّا نحب أن يقول له ويقول، فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(1).
فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً، قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به، فقال (عليه السلام): قولوا له: هذا علي بن الحسين، قال: فخرج إلينا متوثّباً للشرّ وهو لا يشك أنه إنما جاء مكافئاً له على بعض ما كان منه، فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): يا أخي إنك كنت قد وقفت عليَّ آنفاً فقلت وقلت، فإن كنتَ قلتَ ما فيّ فأستغفر الله منه، وإن كنتَ قلتَ ما ليس فيّ فغفَر الله لك، قال: فقبّل الرجل بين عينيه، وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك، وأنا أحقّ به))(2).
فانظر عزيزي القارئ كيف أنّ الإمام (عليه السلام) يحرص أنّ يشهد الناس ويلاحظوا بأنفسهم العفو عن المسيء ليقتدوا به ويتربوا على ذلك ويتعاملوا فيما بينهم بمثل هذه الأخلاقيات العظيمة.
ونقل أنه (عليه السلام) كان خارجاً فلقيه رجل فسبّه، فثارت إليه العبيد والموالي، فقال لهم الإمام (عليه السلام): مهلاً كفّوا، ثم أقبل على ذلك الرجل فقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيى الرجل، فألقى إليه الإمام (عليه السلام) خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فكان ذلك الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسل(3).
أخلاقيات العبودية

هناك جانب آخر أكد عليه الإمام زين العابدين (عليه السلام) وبقي طيلة حياته المباركة يدعو إلى إتقان أخلاقياته وتحصيل آدابه إلاّ وهو جانب العبودية لله تعالى والتأدّب بالآداب المطلوبة أمام ملك الملوك وربّ الأرباب عزَّ وجلّ.
وفي واقع الأمر فإن كثيرا من التراث الشيعي يتجلّى في بوتقة الدعاء والأذكار التي تظهر فيها معالم العبودية وعظمة الخالق، وقد وصلت هذه الدرر إلينا من سيد الساجدين وزين العابدين عليه أفضل الصلاة والسلام. وبقي هذا الإمام المظلوم (عليه السلام) يغرس في المجتمع آداب الدعاء وأخلاقياته ويعلم البشرية كافة كيف تخاطب سيدها ومولاها وربّها، وبأي كلمات وبأية صياغة.
ومن جانب آخر كان الإمام (عليه السلام) يدعو الناس إلى عدم الاتكال على الأمور المزيفة التي لا تغني لا تسمن من جوع كالاعتماد على النسب وغيره، بل عليهم أن يربوا أنفسهم بالاتكال على الأعمال الصالحة ويجعلونها كمناط عام في كل أمور حياتهم.
ففي التاريخ أن فاطمة بنت الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أتت إلى جابر بن عبد الله الأنصاري، فقالت له: يا صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن لنا عليكم حقوقاً ومن حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحداً يهلك نفسه اجتهاداً أن تذكروه الله، وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين بقيّة أبيه الحسين قد انخرم أنفه ونقبت جبهته وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة، فأتى جابر إلى بابه واستأذن، فلمّا دخل عليه وجده في محرابه قد انضته -أي أهزلته- العبادة، فنهض عليُّ (عليه السلام) فسأله جابر عن حاله سؤالاً حفيّاً، ثم أجلسه بجنبه، ثم أقبل جابر يقول: يا بن رسول الله أما علمت أن الله خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلّفته نفسك؟! فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): يا صاحب رسول الله: أما علمت أن جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فلم يدع الاجتهاد له، وتعبّد -بأبي هو وأُمي- حتى انتفخ الساق وورم القدم، وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخرّ؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً، فلما نظر إليه جابر، وليس يغني فيه قول، قال: يا ابن رسول الله البقيا على نفسك فانك من اُسرة بهم يستدفع البلاء، وبهم تستكشف الأواء، وبهم تستمسك السماء فقال: يا جابر لا أزال على منهاج أبويَّ مؤتسياً بهما حتى ألقاهما، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: ما رُؤي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين، إلاّ يوسف بن يعقوب، ووالله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف(4).
وهكذا كان للإمام السجاد (عليه السلام) اليد الطولى في تربية العالم إلى يوم القيامة على الدعاء والمناجاة والتوسّل بالله عزَّ وجلّ. ولعلّ خير شاهد على ذلك الصحيفة السجادية -زبور آل محمد- ذلك الكنز الضخم الذي قدّمه الإمام للعباد.
ففي مختلف المجالات وعلى مرّ الأزمنة يجد الإنسان أنه يستطيع مناجاة الله عزَّ وجلّ بعبارات قدسية تأخذ بمجامع القلوب وتحيي النفوس وتترك آثارها الروحانية على نفوس العباد.
وفي هذه الصحيفة السجادية المباركة يجد الإنسان بعض الأدعية ذات المضامين العظيمة مثل دعاء مكارم الأخلاق، وغيره، وهناك طائفة أخرى في تهذيب النفس مثل المناجاة التي كان الإمام (عليه السلام) يناجي بها ربه عزَّ وجلّ فضلاً عن بقية الأدعية في بقية المناسبات مثل أدعيته (عليه السلام) يوم العيد ويوم عرفة وغيرها من المناسبات.
كما أن بعض الأدعية للإمام (عليه السلام) تذكّر الإنسان بنعم الله تعالى وفضائله التي لا تحصى عليه فضلاً عن الأدعية التي تربط المرء وجدانيا بعالم الآخرة وأهوال القبر وحالات ما بعد الممات حيث يقول الإمام (عليه السلام) في دعاءه المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي: فما لي لا أبكي، أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي، أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً حاملاً ثقلي على ظهري، أنظر مرة عن يمني وأخرى عن شمالي إذ الخلائق في شأن غير شأني لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، وجوه يومئذٍ مسفرة ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذٍ عليها غبرة ترهقها قترة وذلة(5).
والإمام من خلال هذه الأدعية القدسية جعل المجتمع في دورة روحانية تربطه بالله تعالى طيلة عمره وفي كل الأوقات الأمر الذي جعل الكثير من أولياء الله تعالى يتخرجون من هذه المدرسة الإلهية.
وظيفتنا تجاه هذه المدرسة

يبقى القول إن الشيعة اليوم أمامهم مسؤولية عظيمة ألا وهي إيصال صوت الإمام السجاد (عليه السلام) إلى العالم من خلال طرح الشواهد الأخلاقية العظيمة التي قام بها الإمام (عليه السلام) فضلاً عن المدرسة الروحانية التي ما زالت أبوابها مشرّعة أمام البشرية كافة علّهم يستفيدون من بركاتها ويتعلموا كيف يصلون إلى ربّ الأرباب ويحسنون آداب الخطاب معه عبر هذه الأدعية القدسية التي خلفها سيد الساجدين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في حياته. ونأمل من الله تعالى أن يكون ذلك الإيصال قريبا، ويتحقق حلمنا بتأسيس قناة فضائية تتولّى هذه المهمة العظيمة إن شاء الله.
......................................

(1) سورة آل عمران:134.

(2) بحار الأنوار ج54 ص54-55.

(3) بحار الأنوار ج46 ص99.

(4) بحار الأنوار ج46 ص78-79.

(5) المصباح - الكفعمي - الصفحة ٥٩٦.


من مواضيع : صدى المهدي 0 في ذكرى مولده: الامام زين العابدين يؤسس لصدقة السرّ
0 قصيدة.. سعدت بزين العابدين قلوبنا
0 الإصلاح الأخلاقي عند الإمام زين العابدين (ع)
0 الإمام الحسين عليه السلام: مدرسة العلم والأخلاق السماوية
0 ما هي العلاقة بين مسكنات الألم والذكاء ؟
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:53 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية