ليس من الغريب أن تجد شاباً وضع على زنده وشماً يحمل صورة المغنية الفلانية0وليس من العجب أن ترى آخر لبس قميصاً رسم عليه مغني الروك((بوب))وكتبت على أطرافه عبارات مقززه0وليس من الغرابة أيضاً أن يمر عليك شاب،وقد فتح الراديو أو وضع شريطاً لا تسمع منه إلا طبولاوأصواتاً تتعالى كأنها الجمال((الزعلانه))أو الخيول الشاردة وهو يتمايل بتمايل السيارة يميناً وشمالاً ويخرج رأسه تارة ويدخله تارة اخرى والسيجارة على طرف فمه والارجح انه لا يدري ماالذي يحتويه ذلك الشريط0
كل ذلك اصبح عادياً000كيف لا ونحن في عصر الانفراج وغياب الرقابه الذاتيه0نحن لسنا بصدد لوم هؤلاء الشبان ولا الحكم على فعالهم فمن الجميل ان يكون للمرء رمز يقتدي به يحمل افكاره ويقلد فعاله ويحفظ اقواله والحياة مليئة بالرموز القومية والثورية والادبية والسياسية والدينية وماعلينا الا ان نتخير من بينها0ولكن ذلك لا يعني ان نتخذ كل من((هب ودب))ليكون لنا مثالا وعنوانا نمشي في ظله0
ولابد ان نعرج في هذه العجالة على فترة محورية وهي الفترة التي دخلت فيها الاغاني الاجنبية سواء عن طريق الراديو او التلفاز او حتى اشرطة((الكاسيت))والفيديو اذ ادخلت معها قذارات الحضارة الغربية وانتشرت اسماء الكثير من ملوك((الروك))وصورهم واعتاد الناس بعد ذلك مشاهدة شباب يلبسون لباس المغني الفلاني ويسرحون شعرهم مثله بل يمشون مشيته ويتحدثون بالعبارات التي يستخدمها في اغانيه واصبح امثال هؤلاء قدوة للشباب التائه0
وفي فترة من الفترات اختفت موضة((اللوفر)9وهي الكلمة التي تعودنا مناداة من خرج عن نطاق العادات والتقاليد وانسلخ من جلده بها ولربما اختفت من الشكل العلني فلم نشاهدها في الطرقات ولكنها اتخدت منحنى اخطر من سابقه فلعلك ترى شابا يبان من مظهره سويا ولا يشوبه اي خلل ولكنه يحمل في طيات ذاته افكارا مسممة0ولعل تغير الزمان غير معه موضة القذرة ففي السابق لم نكن نرى سواق الدراجات النارية بالشكل الحالي ولكن مظهر الدراجات وباعداد كبيرة اصبح مألوفا لدينا ومشاهد السيارات ((الملغومة))واصواتها المزعجة والوانها المتعرجة لم تعد بالشي العجيب0لباس الممثل الاميركي وخوذته ونظارته الشمسية اصبحت مثالا للشباب والخيط الملتف حول الخصر او الحزام المتدلي للاسفل غدا موضة للشابات والمقبل اكثر غرابه!
وشر البلية مايضحك فبعض الشباب يفتخر باتخاده للشاذ الفلاني قدوة بل ولا يرضى إن حاججه احد في هذا الشخص وكيف يحاججه وقد اصبح بالنسبة اليه شخصا مقدسا0لا بأس أن نحترم الاشخاص لكن في الوقت نفسه يجب الا يعني ذلك الاحترام المفرط الذي يوصلنا الى مرحلة التقديس ولا بأس بتبني بعض الافكار والثقافات بل ولا بأس باحترام الثقافات مهما كانت ولا ابالغ عندما اقول اننا جميعا نحترم غاندي لكن يجب الا ننسى ان غاندي يقول((اقبل ان تدخل بيتي كل الثقافات ولكني لا ارضى ان تخرجني منه))0
قبل ان نتخد من هذا الشخص او ذاك قدوة لنرجع ساعة الى انفسنا ونتساءل ماذا قدم الينا وماذا يعني لنا؟وعجبنا ممن يضع على قميصه غريبا عنا لا نعرف عنه الا ماكتب في وريقات!اليس النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم اولى بالاقتداء؟
مع تحياتي فــــــــــ الزهراءــــــــدك