عضو برونزي
|
رقم العضوية : 248
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 272
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الموقتون للظهور ,وبيئة الانحراف,والاحداث الاخيرة.
بتاريخ : 26-01-2008 الساعة : 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين.
قبل البدء لا بد ان ننبه على ان ديدن مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ليس التصدي الى افرادٍ بعينهم وان كانوا يحملون فكراً يُعتقد بحسب النظرة التخصصية انه منحرف.
الا ان ما حصل في العامين الاخيرين وتداعيات الاحداث ومحاولة الترويج والدفع من قبل جهات مغرضة ومعادية لفكر اهل البيت (عليهم السلام) الاصيل استدعى ان نقف وقفة سريعة مع بعض الاشخاص الذين يؤصلون لبيئات منحرفة ويوجدون في نفوس البعض دافعاً قوياً حول تقمص هؤلاء البعض شخصيات عصر الظهور.
ونحن هنا اذ ننبه على ان تقمّص شخصيات عصر الظهور لا يكون الا لاشخاص بعيدين عن المزايدات الشخصية وعن شخصنة القضية المهدوية واحتكارها، هذا اذا قلنا ان هؤلاء الاشخاص يتمتعون بخصوصيات تُلزم القواعد الجماهيرية باتباعهم وهذا ما لا يثبت بدليل معتبر عن اهل البيت (عليهم السلام) فضلاً عن انه يشغل اتباع هذه المدرسة المباركة عن الاشتغال بما هو اهم وهو ان يكونوا على قدر المسؤولية المناطة بهم والتي تتثاقل وتتسع مع كثرة التحديات التي اتسعت اطاراتها وتوسعت نطاقاتها بعد مجريات الاحداث الاخيرة وبروز التشيّع كقوة فاعلة في ميزان القوى الدولية.
نحن في هذا المقام نوصي جميع الاخوة المؤمنين تبعاً لما توصيهم به مرجعيتهم الدينية بان من اهم الواجبات عليهم في عصر الغيبة هو ان يكونوا على حذر وتثبت شديد فيما يتعلق بعقيدة اهل البيت (عليهم السلام) في الامام المهدي وسبل الارتباط به.
فان اهل الهوى ومبتدعي الفتن ومتقمصي لباس اهل العلم وممن ينسبون انفسهم الى الدفاع عن مذهب اهل البيت (عليهم السلام) كثيرون جداً,
وهؤلاء في الحقيقة يقتلون الامام المهدي باسم الامام المهدي بل لا يقف دورهم التخريبي والانحرافي عند هذا الحد اذ يتوسع الى ان يكونوا عناصر تهيء لبيئات منحرفة واشخاص ومجتمعات منحرفون وهذا ما سنقف عنده في بحث مستقل ان شاء الله تعالى لاحقاً ان وفقنا الله تعالى لذلك.
الذي نريد ان نقف معه في حديثنا هذا ان هناك بعض الكتب والمقالات سواءً كانت بقصدٍ او بغير قصد اسست لمرحلة ما يحدث في العراق من احداث في الحاضر الراهن بل وما سيحدث, فان الفئات التي شرعت في تطبيق علامات الظهور واستعجلت في ذلك وكانت محل ذم للروايات الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) وفعلت ذلك من غير مراعاة للمنهج كانت هذا الفئات سبباً لعثرتها وعثرة المؤمنين الاخرين بل وكانت سبيلاً للتمهيد لأصحاب النفوس الضعيفة والاغراض الباطلة لاستغلال ذلك.
فان اهل الاهواء والذين يرفعون رايات الضلال لاجتذاب فريقاً من البسطاء والسذج يستفيدون من امثال هؤلاء الاشخاص الذين لا يراعون المنهج في تطبيق العلامات فان التطبيق والتوقيت بحسب تتبعنا لم نجد له دليلاً يمكن الاعتماد عليه فالتوقيت ليس بيد الامام نفسه (عجل الله تعالى فرجه) كما أُثر ذلك عنه بل وعن اهل البيت (عليهم السلام) اما التطبيق فيكفي لبطلانه واثبات انحراف من يأخذ به ان جملة كبيرة من العلامات قد طبقت في اكثر من مرة وعلى اكثر من شخص وقد تبيّن بطلان هذا التطبيق في ازمنة مختلفة وان الناظر المطلع على ما وقع وسيقع من ذلك يجد ان ما طبق سابقاُ وبان خطأه يعاد الى تطبيقه من جديد.
ينبغي على الاخوة المؤمنين هنا ان يكونوا بمستوى المسؤولية وبمستوى ان يكونوا زيناً لاهل البيت لا ان يكونوا شيناً وان لا يتبعوا اهوائهم مهما كانت مكانة الاشخاص الذين ينحدرون اليهم في نفوسهم وليستذكروا اقوال اهل البيت (عليهم السلام) وتحذيرهم من الشبهة.
ومن بين هذه الكتب التي ألفت في هذا الباب كتاب تحت عنوان اقترب الظهور لعبد محمد حسن اذ يتحدث صاحب هذا الكتاب عن ان كتابه عبارة عن دراسة تتناول احاديث اهل البيت (عليهم السلام) واحداث العالم وتستدل على قرب ظهور الامام المهدي وتؤقت له.
يقول صاحب هذا الكتاب في الصفحة 16 فان كان ولا بد فان التوقيت ممنوعاً عنه فيما مضى ومطلوباً وواجباً في عصرنا هذا عصر تواتر العلامات. وهكذا فانه يمكن استنباط انه اذا تظافرت الاحاديث التي تبشر بظهور الامام وتوالت علاماته كما انبأنا بها الائمة المعصومين فانه لا بد ان يوقت لخروجه الشريف ويستعد لنصرته المؤمنين.
ومن هذا المنطلق عملت على ان يكون هذا الكتاب ترجمة صادقة لاحاديث اهل البيت (عليهم السلام) بعد قراءة متأنية للاحاديث والاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية في آن واحد للتأكيد على الاقتراب الشديد لظهوره وصولاً الى التوقيت لمقدمه الشريف في قراءة متظافرة للاحداث والاحاديث انطلاقاً من ان احاديث المعصومين يكمل ويفسر بعضها بعضاً كما يفسر القرآن بعضه بعضاً اللهم عجل هذا الظهور الشريف واشفِ غليلنا به.
ويقول تحت عنوان تاريخ الظهور الشريف والتوقيت في صفحة 167 وفي صفحة 172 وبناءً على ذلك فان تاريخ الظهور هو 10/محرم/1429هـ الموافق بالتقويم الميلادي 19/يناير/2008 ميلادية ولو تحرينا عن يوم 19/يناير لسنة 2008 لوجدناه يصادف يوم السبت وهو ما نصت عليه الروايات الشريفة من ان خروجه سيوافق يوم السبت كالرواية السابقة لابي عبد الله (عليه السلام).
نقول وقبل الوقوف مع بعض ما جاء من مفردات في هذا الكتاب ,ان هذا الشخص الذي ادعى وجوب التوقيت في زماننا خالف بذلك روايات اهل البيت (عليهم السلام) التي تنهى عن التوقيت وتكذب من يوقت اذ ورد في كثير من روايات اهل البيت (عليهم السلام) انهم قالوا أبى الله الا ان يخالف وقت الموقتين وفي رواية اخرى انهم قالوا (عليهم السلام) كذب الوقّاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلّمون وفي رواية ثالثة انهم قالوا (عليهم السلام) انما هلك الناس من استعجالهم لهذا الامر ان الله لا يعجل لعجلة العباد.
بحث حول كتاب اقترب الظهور
محاور البحث:
المحور الاول: قراءة في المقدمة والتمهيد.
المحور الثاني: قراءة في الابحاث الواقعة ما بين المقدمة (ص30) وما بين تاريخ الظهور الشريف والتوقيت (ص167).
المحور الثالث: قراءة في بحث تاريخ الظهور الشريف والتوقيت ص167.
البحث الاول: قراءة في المقدمة والتمهيد.
الملاحظة الاولى: إن المنهجية التي يعتمدها صاحب الكتاب منهجية مغلوطة, ومذبذبة بل لا يمكن لنا أن نعبر عنها بالمنهجية باعتبار قيامه بتحليل الروايات دون الرجوع الى الموازين الموضوعة والمحددة من قبل اهل الفن والاختصاص.
الملاحظة الثانية: اعتماد المصنف على المقولة الرائجة عند غير المتخصصين من أن العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء وإن الموقتين للظهور الشريف قد الهموا التسديد والتأييد الالهي.
وهذه مقالة باطلة لما ثبت في محله من أن كل من يدعي التخصص في فن من الفنون دون الاعتماد على أدوات ومناهج ذلك الفن فهوليس بمتخصص, ولا يمكن اعتماد ما يصدر عنه من اقوال, هذا فضلاً عن أن نفس هذه المقولة هي مقولة عامة وغير خاصة بفئة دون فئة ولا تتحقق للشخص الا بعد طي المقدمات.
وفيما يلي بيان في عمومية هذه المقولة وعدم اختصاصها بفئة دون فئة فنقول:
التأييد لغةً هو التقوية على ما حكاه صاحب تاج العروس في مادة أيد وحكاه كذلك صاحب الميزان في تفسير قوله تعالى: (وأيده بروح منه) حيث قال الاخير قوله تعالى: (وأيده بروح منه) على ظاهره يفيد أن للمؤمنين وراء الروح البشرية التي يشترك فيها المؤمن والكافر روحاً اخرى. وهذا ما تؤكده جملة من روايات اهل البيت عليهم السلام, نتلوا بعضاً منها لاحقاً إن شاء الله تعالى.
والذي يظهر لنا من قول العلامة هو شمولية الروح (المسدد) لكل موصوفٍ بالايمان على ما استفيد من ظاهر الاية كما صرح به.
ولمزيد من البيان تعرض مقولة التسديد والتأييد التي يدعيها الكثير ممن يتلبس بفن هذه الابحاث على:
1 _ اقوال اللغويين لفهم المعنى.
2 _ الايات والروايات لكون الموضوع يشتفى منهما, ويستدل بهما على اثباته.
3 _ اقوال العلماء والمفسرين ( المتخصصين).
اولاً: اقوال اللغويين لفهم المعنى.
1 _ قال الجوهري في الصحاح ج7 ص485 التسديد: التوفيق للسداد وهو الصواب والمسدد المقوم والسداد بالفتح الاستقامة والصواب.
3 _ قال سعيد الخوري في اقرب الموارد في الجزء الثاني سدد الرمح قومه، فلاناً وفقه وارشده إلى السداد, أي الصثواب من القول والعمل, وتسدد الشيء استقام.
3 _ قال الراغب الاصفهاني في المفردات ص97 قال اله عز وجل (أيدتك بروح القدس) فعملت من الايد أي القوة الشديدة, وقال تعالى والله يؤيد بنصره من يشاء أي بكثير تأييده. وقال في ص43 والسداد الاستقامة.
ثانياً وثالثاً:
1 _ قال العلامة الطبرسي في مجمع البيان عند تفسير الآية: (وأيدهم بروح منه) أي قواهم بنور الايمان, ويدل عليه قوله تعالى: (أوحينا إليك روحاً من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان) عن الزجاج. وقيل معناه: وقواهم بنور الحجج والبراهين, حتى اهتدوا للحق, وعملوا به, وقيل قواهم بالقرآن الذي هو حياة القلوب من الجهل, وقيل أيدهم بجبرائيل في كثير من المواطن.
2 _ قال محمد بن جرير الطبرسي في جامع البيان في تفسير القرآن: عند تفسير الآية: (وأيدهم بروح منه) يقول: وقواهم ببرهان منه ونور وهدى.
3 _ قال الفخر الرازي في التفسير الكبير عند تفسير الآية: (وأيدهم بروحٍ منه) وفيه قولان: (الأول) قال ابن عباس: نصرهم على عدوهم, وسمى تلك النصرة روحاً لأن بها يحيا أمرهم. (والثاني) قال السدي: الضمير في قوله (منه) عائد إلى الايمان والمعنى أيدهم بروح من الايمان يدل عليه قوله: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا).
4 _ قال الآلوسي في روح المعاني في تفسير الآية (وأيدهم...) أي قواهم (بروح منه) أي من عنده عز وجل على أن من إبتدائه, والمراد بالروح نور القلب, وهو نور يقذفه الله تعالى في قلب من يشاء من عباده تحصل به الطمأنينة والعروج مع معارج التحقيق, وتسميته روحاً مجاز مرسل لأنه سبب الحياة الطيبة الأبدية, وجوز كونه استعارة, وقول بعض الأجلة: إن نور القلب مما سماه الأطباء روحاً وهو الشجاع اللطيف المتكون من القلب _وبه الإدراك_. أو المراد به القرآن, أو جبرئيل عليه السلام وذلك يوم بدر. وقيل ضمير (منه) للإيمان, والمراد بالروح الإيمان أيضاً.
5 _ قال العلامة المحدث البحراني في تفسير البرهان:
أ) علي بن إبراهيم... (وأيدهم بروح منه) قال: الروح, ملك عظيم من جبرئيل وميكائيل, كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة.
ب) محمد بن يعقوب... عن أبي جعفر عليه السلام... قال: وسألته عن قوله عز وجل: (وأيدهم بروحٍ منه) قال عليه السلام: (هو الايمان).
ج) وعنه... عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: (وأيدهم بروح منه) قال عليه السلام: (هو الايمان).
د) وعنه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلبت (وأيدهم بروح منه) قال عليه السلام: (هو الايمان, ما من مؤمن الا ولقلبه أذنان في جوفه: إذن ينفث فيها الوسواس الخناس, وإذن ينفث فيها الملك, فيؤيد الله المؤمن بالملك, فذلك قوله تعالى: (وأيدهم بروح منه).
هـ) وعنه... قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال لي: ((إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي, وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي, فهي معه تهتز سروراً عند إحسانه, وتسيغ في الثرى عند إساءته, فتعاهدوا عباد الله نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقيناً وتربحوا نفيساً ثميناً, رحم الله امرءاً هم بخير فعمله, أو هم بشر فارتدع عنه)) ثم قال: ((نحن نزيد الروح بالطاعة لله والعمل له)).
و) ابن بابوية... عن أبي جعفر عليه السلام قال: (وأيدهم بروح منه) أي قواهم.
ز) عبد الله بن جعفر الحميدي... عن أبي عبد الله عليه السلام: ((اذا زنى الرجل أخرج الله عنه روح الايمان)), قلنا: الروح التي قال الله تعالى: (وأيدهم بروح منه) قال عليه السلام: (نعم).
انتهى كلام المحدث البحراني. وبهذا التفسير يظهر معنى التسديد والتأييد في الروايات المارة الذكر.
6 _ قال الشيخ مكارم الشيرازي في تفسير قوله تعالى: (أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه) هل هذه الروح الإلهية التي يؤيد الله سبحانه المؤمنين بها هي تقوية الأسس الإيمانية, أو انها الدلائل العقلية, أو القرآن, أو انها ملك إلهي عظيم يسمى بالروح؟ ذكرت لذلك احتمالات وتفاسير مختلفة, الا انه يمكن الجمع بينهما.
7 _ قال العلامة الطباطبائي في تفسير الآية: (وأيدهم بروحٍ منه) التأييد التقوية, وضمير الفاعل في (أيدهم) الله تعالى وكذا ضمير (منه) ومن ابتدائية, والمعنى: وقواهم الله بروح من عنده سبحانه وتعالى, وقيل: الضمير للايمان, والمعنى: وقواهم الله بروح من جنس الايمان يحيي بها قلوبهم, ولا بأس به.
وقيل المراد بالروح جبرائيل, وقيل: القرآن, وقيل: المراد بها الحجة والبرهان, وهذه وجوه ضعيفة لا شاهد لها من جهة اللفظ.
ثم الروح _على المتبادر من معناها_ هي مبدأ الحياة التي تترشح منها القدرة والشعور فإبقاء قوله: (وأيدهم بروح منه) على ظاهره يفيد أن للمؤمنين وراء الروح البشرية التي يشترك فيها المؤمن والكافر روحاً أخرى تفيض عليهم حياة خاصة كريمة ملازمة لسعادة الانسان الأبدية.
من خلال هذا العرض ا لموجز لبعض آراء اللغويين والمفسرين وبعض من روايات أهل البيت عليهم السلام يظهر لنا جلياً:
1 _ أن التسديد والتأييد هو التقوية لأجل الإستقامة.
2 _ أن مقولة التأييد والتسديد مقولة عامة لجميع المؤمنين وإنها غير خاصة بزمان أو مكان خاص.
3 _ أن روح الايمان التي تسدد المؤمن وروح القدس التي تسدد المعصوم لها مراتب وهي تقوى وتشتد حسب الطاعة والقرب الالهي.
الملاحظة الثالثة: ان عنوان الكتاب يؤكد على ان الظهور ممكن او واجب وهذا ما اتضح بطلانه من خلال الحديث السابق.
الملاحظة الرابعة: ادعاؤه ان التوقيت اذا كان صادراً من اهل البيت عليهم السلام فهو كذب بخلاف ما لو كان صادراً من غيرهم وهذا ما لايمكن التسليم به لان أي فرد كان ليس له ما لاهل البيت من المكانة الدينية ,وبالتالي مالم يصدر عنهم في المجال الديني كيف يصدر عن غيرهم على نحو التاسيس,بل وصدر عنهم عليهم السلام الذم لمن يدعي امتلاك هذه الخصوصية ,اما ادعاء التفصيل بين عصرهم وعصر غيرهم فهذا مما لم يقم عليه الدليل والاطلاق ينفي التفصيل.
الملاحظة الخامسة: قوله اننا اذا سلمنا النهي الاجمالي عن التوقيت فاننا سنواجه اشكالاً حاصله ان بعد خروج السفياني او اليماني او الخراساني هل يمكننا ان نوقت ام لا.
وهذا يجاب عنه اجمالاً:
أ) ان ما ذكر من امر السفياني واليماني والخراساني وغيرهم في لسان الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام ليس توقيتاً! وشاهد ذلك عدم معلومية سنة خروجهم.
ب) انه ورد عنهم عليهم السلام على ما يظهر منه على ان شخوص الظهور, والظهور متقاربان ان لم نقل متقارنان ومعه لا وجه للاشكال.
ج) ان قوله ينسجم مع القول بحتمية شرائط الحتميات وهو محل نظر, بل بعيد.
الملاحظة السادسة: قوله فاذا كان ولابد فان التوقيت ممنوع عنه فيما مضى ومطلوب وواجب في عصرنا.
يقال له هذه دعوى في التفصيل ولابد معها من دليل وليس في البين من دليل.
المحور الثاني: يتحدث مصنف كتاب اقترب الظهور عبد محمد حسن فيما قبل ص167 عن مجموعة امور يستدل بها على قرب ظهور الإمام المهدي عليه السلام واغلب ما يتحدث عنه من عناوين بحثناها مفصلاً في ردنا على كتاب انت الان في عصر الظهور.
المحور الثالث:
بحثه يقع تحت عنوان تاريخ الظهور الشريف والتوقيت ويقدم له مجموعة من القرائن يوصلها الى ثمانية يعتمد فيها على مجموعة من الروايات.
ونحن بغض النظر عن اسانيد هذه الروايات نحاول البحث في دلالتها مكتفين بهذا البحث تنزلاً مع فرض صحة صدورها أو احتماله.
القرينة الاولى يذكر فيها رواية عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام ينقلها من كتاب ارشاد المفيد وكتاب الغيبة للطوسي ص453 الى ص460 ومتن الرواية هكذا: (لا يخرج القائم عليه السلام الا في وتر من السنين, سنة احدى او ثلاث او خمس او سبع او تسع).
ومن هذا الحديث يستشف ان خروجه عليه السلام في سنة وترية او فردية.
والقرينة الثانية التي يقدمها عبارة عن رواية مروية عن ابي جعفر عليه السلام وينقلها عن الغيبة للنعماني ص 262, ومتن الرواية هكذا: (يقوم القائم عليه السلام في وتر من السنين تسع, واحدة, ثلاث, خمس).
وينقل كذلك حديثاً مروياً عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام ومن نفس المصدر المذكور في القرينة الاولى ومتن الحديث هكذا: (لا يخرج القائم الا في وتر من السنين تسع وثلاث وخمس واحدى).
ويستشف من هذه القرينة أن ابتداء الائمة عليهم السلام بالعدد تسع يرسم بحده علامة تعجب حول سر الابتداء به مع ان الرقم من اكبر الاعداد الفردية.
وفي تأمل طويل (حسب ما يقول هو نفسه) لهذا الحديث اكتشفت سراً اخر او تفسيراً اخر يوضح المعنى المراد لهذا الحديث ساكشف عنه بعد هذه القرينة التالية.
القرينة الثالثة: ويتحدث فيها عن أن الفتن اربعة, وتنتهي بالفتنة الرابعة التي هي ثمانية عشر عاماً ويعتمد في هذه القرينة على ما ورد في كتاب الفتن لنعيم ابن حماد بالرواية الواقعة تحت الرقم 921 ويفسر الفتنة الثالثة بغزو العراق للكويت دون أن يقدم دليلاً واضحاً على ما يذهب اليه.
القرينة الرابعة: ويقول فيها وهي بالتدقيق في هذا الحديث من تأنيث وتذكير الاعداد بحصب المعدود, نلاحظ في الحديث انه قال عليه السلام: تسع, واحدة, ثلاث, خمس مما يوحي بأن الحديث حول معدود مؤنث وهو السنة وليس مجمل السنين وصفتها فكما نعلم من أصول النحو بأن العددين واحد واثنين يوافقان المعدود وباقي الارقام من ثلاث الى تسع يخالفن المعدود وبما أن الحديث حول السنين فلا بد أن يكون الكلام حول معدود مؤنث وهي سنة الظهور بعينها وتعيينها وبطريقة حساب العرب أو في طريقة قراءتهم للسنوات فإنهم يبدأون بالآحاد ثم العشرات فالمئات فالآلاف والخ. ولأن الامام ابتدأ بالرقم تسعة على خلاف العادة ولأن الأئمة منزهون عن العبث بالالفاظ والتلاعب فيها فيوحي هذا الحديث علاوة على ما تقدم من أن الحديث كان يدور حول سنة بعينها وأن هذه السنة تبدأ بالرقم تسعة.
ملاحظة: (منه صاحب كتاب اقترب الظهور)
لو تأملنا حديث باقر العلوم عليه السلام مرة اخرى كما وعدتكم لوجدنا الارقام التالية مذكورة فيه وهي تسع وإحدى وثلاث وخمس. فنجد انطباق الرقمين الأولين (تسع واحدى) على سنة الظهور المزعومة 1429هـ وأن الرقمين المختلفين في هذه السنة هما اثنين وأربعة الذين لم يردا في الحديث وكذلك هو الحال في حديث الامام الصادق عليه السلام.
وأعتقد والله أعلم ان النساخ قد استشكلوا وجود الرقمين (اثنين واربعة) مع أن الحديث يتكلم عن سنة وترية (فردية) ونسوا أو قد اشتبه عليهم ان يكون مجموع هذه الارقام يشكل سنة بحد ذاتها. ومما يقوي هذه النظرية عدم ذكر الرقم سبعة مع أنه من الارقام الوترية (الفردية) فيرجح أن الحديث عن سنة بعينها علاوة على ما سبق أن الارقام المذكورة في الحديث هي اربعة ارقام فقط مع إهمال للرقم سبعة مما يوحي بأن سنة الظهور لا تتجاوز الأربعة أرقام في تعيينها.
فإن أخذنا بنظرية أن النساخ قد غيروا الحديث فقاموا بزيادة العدد واحد على كلا الرقمين ليصححوا عبارة الحديث عن أصله وهو يقول القائم عليه السلام في وتر من السنين: (تسع, واحدة, اثنين, أربع) وتوجد في الحديث عبارة اثنين وأربع. وهي الارقام المكونة لسنة الظهور 1429هـ, أو كما يبدو هذا الشيء أوضح في حديث الامام الصادق عليه السلام وبنفس الترتيب فيكون حديثه عليه السلام هكذا (لا يخرج القائم الا في وتر من السنين تسع واثنين ليست وتر وليست واردة في الحديث ليست وتر أربع وإحدى) ويلاحظ هنا من حديث الامام الصادق أنه حتى ترتيب الاعداد (9,2,4,1) هو الترتيب لسنة الظهور 1429هـ وحتى لو كان هذا الاحتمال بعيداً فإن باقي الادلة تقوي الاعتماد على اختيار سنة 1429 وتدعمها كما سنرى لو تأملنا الروايات التالية.
القرينة الخامسة:
فلو سلمنا على سبيل الدراسة والبحث من أن الفتنة النهائية التي تختم بخروج الامام المهدي عليه السلام قد وقعت في تاريخ 2/8/1990 وهو الموافق للعاشر من محرم لسنة 1411هـ واستندنا الى الرواية عينها من أن فتنتها ستستمر ثمانية عشر عاماً لوجدنا أنها ستوافق السنة المزعومة لسنة الظهور (1411+18=1429). والعجيب في هذه الرواية الدقة في حساب المدة التي تكون بين الظهور وبين هذه الفتنة فلو أضفنا ثمانية عشر عاماً بالتمام والكمال (باليوم والشهر) على سنة الفتنة (1411هـ) لصادف يوم الخروج يوم العاشر من محرم وهو اليوم المنصوص عليه بروايات أهل البيت عليهم السلام في تلك السنة لظهور الامام المهدي عليه السلام.وهو ما يؤكده الحديث التالي:
قال أبو عبد الله عليه السلام: (ينادى باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان, ويقوم في عاشوراء, وهو اليوم الذي قتل فيه الحسين بن عليه عليهما السلام, لكأني به في يوم السبت العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام, جبرئيل بين يديه ينادي بالبيعة له, فتصير إليه شيعته من أطراف الارض, تطوى لهم طياً, حتى يبايعوه, فيملأ الله به الارض عدلا كما ملئت جوراً وظلماً).
فهذا الحديث يؤكد صحة اعتماد هذه السنة لأن خروجه لابد أن يوافق العاشر من محرم ويؤكد يوم الظهور في ذلك التاريخ ويؤكد صحة الأخذ والاستناد بأن الفتنة المقصودة هي غزو الكويت من قبل الطاغية صدام لعنه الله, وبناء على ذلك فإن تاريخ الظهور هو 10محرم 1429هـ الموافق بالتقويم الميلادي 19 يناير 2008م. ولو تحرينا عن يوم 19 يناير لسنة 2008 لوجدناه يصادف يوم السبت! وهو ما نصت عليه الروايات الشريفة من ان خروجه سيوافق يوم السبت كالرواية السابقة لأبي عبد الله عليه السلام.
القرينة السادسة:
بقي أن أؤكد على معلومة لرفع اللبس الا وهي الفرق بين الظهور والخروج. فهناك روايات تنص على ظهوره وأخرى على خروجه وقد يتعارض التاريخان فيهما ففي بعضها تنص على ظهوره في يوم السبت واخرى أن خروجه سيكون في يوم الجمعة. والتفسير الصحيح هو أن الامام يظهر أولاً بعد غيبته عن أعيننا ليبايع له الناس ومن ثم يخرج للقتال ولنشر العدل والقسط.
ولا بد أن نستعرض اللفظين (الظهور والخروج) لغوياً كي نفهم التعارض الظاهر في الاحاديث:
ففي قاموس المحيط لكلمة خرج: خرج له تعني برز لقتاله وأما كلمة ظهر فتعني: تبين وبرز بعد خفاء. وهو الفرق بين الخروج والظهور أي أن الظهور مخصوص بالبروز بعد الخفاء والخروج تعني في السياق الخروج للقتال.
ورغم أن البحث الروائي يستخدم لفظ الخروج مكان الظهور ولفظة القيام كذلك ولكن تسلسل أحداث الروايات تشير الى انه يظهر أولاً بعد اختفائه وغيبته ويخرج ثانياً بعد أن يبايعه الناس ويجتمع اليه شيعته, وعلى هذا الاساس يتم التوفيق بين التاريخين وبين اللفظين في روايات أهل البيت عليهم السلام كما في رواية أبي عبد الله عليه السلام: (قال يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة).
وفي رواية اخرى (فيبلغ أمير جيش السفياني أن المهدي قد خرج من المدينة, فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتى يدخل مكة خائفاً يترقب على سنة موسى بن عمران عليه السلام, وينزل أمير جيش السفياني البيداء فينادي مناد من السماء يا بيداء أبيدي القوم فيخسف بهم البيداء فلا يفلت منهم الا ثلاثة, يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب, وفيهم نزلت هذه الآية: (يا ايها الذين أوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها..) الآية. قال: والقائم يومئذ بمكة, قد أسند ظهره الى البيت الحرام مستجيراً به ينادي: يا أيها الناس إنا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس فإنا أهل بين نبيكم ونحن أولى الناس بالله وبمحمد...).
القرينة السابعة:
وروى الشيخ احمد بن فهد في المهذب وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام: قال يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة وما من يوم نيروز الا ونحن نتوقع فيه الفرج لأنه من أيامنا حفظته الفرس وضيعتموه, أي انه يخرج للقتال يوم النيروز ويكون الفرج بخروجه (للقتال) لا بظهوره.
وكلنا يعرف من أن يوم النيروز يصادف 21 من مارس في كل عام فلو أننا قمنا باعتماد سنة 2008 وهي السنة الميلادية الموافقة لخروج الامام المهدي عليه السلام لسنة 1429هـ وبما أن يوم خروجه هو يوم الجمعة كما الرواية السابقة عن أبي عبد الله عليه السلام: قال يخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة. لوجدنا أن يوم النيروز 21/3/2008 يصادف يوم الجمعة بحسب باستخدام أي تقويم.
ولهذا فإن الامام والله اعلم يظهر يوم السبت 19 يناير 2008 الموافق 10 محرم 1429هـ ويخرج عليه السلام بعد أن يتقاطر عليه شيعته لنصرته ويكتمل عددهم بضع عشر ألفاً فيخرج للقتال بهم ويم الجمعة 21 مارس 2008 الموافق 14 ربيع الاول 1429 والله اعلم.
القرينة الثامنة:
فعن عبد الله بن مسعود قال (كنا جلوساً عند النبي ذات يوم فأقبل فتية من بني عبد المطلب, فلما نظر اليهم رسول الله إغرورقت عيناه بالدموع, فقلنا: يا رسول الله أرأيت شيئا تكرهه؟ إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا, وأن أهل بيتي هؤلاء سيقتلون (سيلقون) بعدي بلاء وتطريداً وتشريداً, حتى يأتي قومن من ههنا, من نحو المشرق, اصحاب رايات سود, يسألون الحق فلا يعطونه, مرتين أو ثلاثاً, فيقاتلون فينصرون, فيعطون ما سألوا فلا يقبلوها حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي, فيملؤها عدلاً كما ملاوها ظلماً, فمن أدرك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج. فإنه المهدي) وقد تطرقنا لهذا الحديث الشريف في الفصول التي تكلمت عن ثورة الايرانيين الاسلامية ونصرتهم للامام المهدي عليه السلام, والملفت للنظر دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى نصرتهم ونصرة الامام المهدي عليه السلام ولو حبواً على الثلج, مما يوحي بأن خروج الامام المهدي عليه السلام في فصل الشتاء. فلو لم يكن خروجه في فصل الشتاء لما حث الرسول صلى الله عليه وآله على نصرته في مثل تلك الظروف. رغم أن الصعوبات في تاريخ الامة الاسلامية اقترن بالعطش وحر والجو ولهيب الشمس, فلو قال الرسول صلى الله عليه وآله ولو بالحر الشديد لربما انطبق على معظم العالم الاسلامي ومعظم فصوله. وبما أن الرسول صلى الله عليه وآله منزه عن اللغو في الكلام فلا بد أن في حديثه إشارة الى فصل خروج الامام ألا وهو فصل الشتاء. مما يزيد احتمالية كون شهر ظهوره عليه السلام هو شهر يناير كما بينا سالفاً.
تلخيص:
ورغبة مني في تلخيص القرائن ليسهل تتبعها واستيعابها:
1 _ أن تكون سنة خروجه ليست سنة زوجية.
2 _ أن تكون سنة فردية.
3 _ أن تكون بسنة فردية لا تبدأ بالرقم سبعة.
4 _ أن تكون سنة فردية وتبدأ بالرقم تسعة.
5 _ تأنيث المعدود واحتمالية خطأ النساخ.
6 _ أنها سنة فردية مكونة من اربعة ارقام.
7 _ أنها سنة يصادف فيها يوم العاشر من محرم يوم السبت.
8 _ أن يوم النيروز 21 مارس يصادف فيها يوم الجمعة.
9 _ أن يكون الفارق بين سنة الفتنة وبين خروجه ثمانية عشر سنة بالكمال والتمام (باليوم والشهر والسنة)
10_ أن خروجه في فصل الشتاء بدلالة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله (ولو حبواً على الثلج).
11_ أن تنطبق عليها كل التوقيتات دون تعارض كخروج السفياني والصيحة وما الى هنالك مما سأبينه في هذا الفصل.
وبعد هذا التوفيق في الكشف عن تاريخ وسنة الظهور يمكننا حساب أي حدث بحسب روايات أهل البيت عليهم الصلاة والسلام إستناداً الى هذا التاريخ وقياسا به لزيادة الاطمئنان بأنها السنة المقصودة.
إنتهى كلام صاحب كتاب إقترب الظهور.
ويلاحظ عليه: أن بحثه يعتمد على ثلاثة محاور:
المحور الاول: نظرية خطأ النساخ أو (احتمالية خطأ النساخ).
المحور الثاني: ما يعتمد عليه في القرينة الثانية من رواية لنعيم بن حماد في الفتن واقعة تحت الرقم 921.
المحور الثالث: تفسيره لوتر من السنين بالجمع, أي عندما يقول الإمام عليه السلام: (يقوم القائم عليه السلام في وتر من السنين تسع وواحدة, ثلاث, خمس) فانه يفسرها هكذا 1359هـ أو كما في الرواية الاخرى التي يذكرها في ص168 والتي يرويها أبي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام: (لا يخرج القائم الا في وتر من السنين تسع وثلاث وخمس واحدى) فتكون النتيجة 1359هـ حيث انه يعتمد هذا التفسير بعد الفراغ عن اعتماد نظرية (إن النساخ غيروا الحديث فقاموا بزيادة العدد واحد على كلا الرقمين ليصححوا عبارة الحديث... كما ذكرها هو).
ولا نعلم من اين جاء بالرقم 4و2 مع ان الاحاديث التي اعتمدها لم يرد فيها هذا الرقم مطلقاً!.
هذه هي المحاور الرئيسية في كتابه ونحن نحاول أن نسلط الضوء عليها لنتبين صحتها من سقمها.
أما المحور الاول: احتمالية خطأ النساخ:
ويلاحظ عليه جملة أمور:
1 _ إن القبول بهذه النظرية يهدم اسس الدين, حيث اننا كلما نقدم حديثاً يقال إن النساخ غيروه وبالتالي لا يمكن ان يلتزم صاحب هذه النظرية بأي حديث لوجود الاحتمال في التغيير وهو بديهي البطلان.
2 _ إن الدين الواصل الينا واصل عن طريق النساخ فاذا سلمنا إن النساخ يغيرون ويحذفون فلا مخصص لمورد دون مورد وبالتالي تسقط كل معارف الدين المعتمدة على الروايات ومعه تكون عباداتنا كالصلاة والصيام والحج والخمس وغيرها باطلة وهكذا في المعاملات والمعارف الإلهية الاخرى, وهذا مالا يلتزم به عاقل اما اذا قلت ان النساخ غيروا في خصوص هذا الحديث دون غيره فتقول ان هذا احتمال ونحن نبرز في مقابلة احتمال اخر ونقول إن النساخ لم يغيروا في نصوص هذا الحديث بل غيروا في غيره وكلا الاحتمالين متكافئين ولا مرجح لاحدهما على الاخر.
فاذا كان مجرد إن الانسان يبرز احتمالات ودعاوى فالجميع قادرون على ابراز العشرات بل المئات من الاحتمالات.
3 _ إنك تقول ان الائمة عليهم السلام منزهين عن اللهو والعبث والتلاعب فاذا كان كذلك وهو كذلك, فكيف نعرف مورد عدم التلاعب أليس عن طريق النساخ وانت تتهم النساخ بالتزييف والتغيير في الاحاديث فكلامك بحد ذاته مرتبك ومضطرب إن لم نقل متناقض.
4 _ واليك جملة من اقوال متخصصي الفن في أن الاصل هو عدم النقصان في مقام التعارض بين الزيادة والنقيصة في الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام.
القواعد الفقهية _السيد البجنوردي_ ج1 ص213.
بناء الاصحاب على تقديم أصالة عدم الزيادة على اصالة عدم النقيصة لبناء العقلاء على ذلك, وعدم ذكر الراوي في ذلك الطريق لعدم احتياجه إلى نقله, أو لجهة أخرى.
القواعد الفقهية _السيد البجنوردي_ ج4 ص361:
إن اصالة عدم الزيادة مقدمة على اصالة عدم النقيصة عند العقلاء والاعتبار.
القواعد الفقهية _الشيخ ناصر مكارم_ ج1 ص46.
ما قرر في محله من تقديم اصالة عدم الزيادة على اصالة عدم النقيصة, نظراً إلى أن الزيادة سهواً من الراوي نادر الوقوع جداً بخلاف النقيصة. فيؤخذ بما اشتمل على الزيادة, حتى يجاب عنه بما افاده المحقق النائيني بان مبنى ذلك ليس الأسيرة العقلاء.
القواعد الفقهية _السيد البجنوردي_ ج1 ص316.
ولذلك بناء العقلاء على اصالة عدم الغفلة والنسيان عن الشك فيهما, وذلك من جهة أن الغفلة والنسيان خروج عن مقتضى الطبع الأولي.
مجموعة الرسائل _الشيخ لطف الله الصافي_ ج2 ص195_196.
وبعبارة أخرى الامر دائر بين الاخذ باصالة عدم الزيادة واصالة عدم السقط والحذف, ولا ريب في تقدم اصالة عدم الزيادة على اصالة عدم السقط.
مجموعة الرسائل _الشيخ لطف الله الصافي_ ج1 ص140.
لتقدم اصالة عدم الزيادة على اصالة عدم النقيصة, لعدم تقدم الاصل الاولى على الثانية مطلقاً, سيما اذا كان الطريق الذي يجري فيه اصالة عدم النقيصة اضبط واحفظ, وتمام الكلام في ذلك يطلب من كتب اصول الفقه.
بحوث في فقه الرجال _تقرير بحث الفاني, لمكي ص48_49.
بناء العقلاء على اصالة عدم الغفلة والخطأ والنسيان لا من جهة تعبد من البين بل من جهة كونها ارتكازات واصول عقلائية يعمل بها فيما شاكل هذه الموارد, وبهذا تعرف ان كل ما يرد مما ظاهره التعبد بالطرق لا بد من حمله على الارشاد إلى امور ومرتكزات ثابتة يعمل العقلاء بها. بمقتضى سيجتهم وعلى جريهم الطبيعي ونذكر ههنا جملة مما قد يظهر منه ما ادعي مع الجواب عليه: الاول _ما ورد بلسان لزوم الاخذ بما خالف العامة لان الرشد في خلافهم وهو عبارة عن روايات عدة.
منيه الطالب _تقرير بحث النائيني, للخوانساري _ج3 ص363_364.
فإنه في مقام التعارض بين الزيادة والنقيصة كان بناء اهل الحديث والدراية على تقديم اصالة عدم الزيادة على اصالة عدم النقيصة والحكم بثبوتها في نفس الامر وسقوطها عن الرواية الاخرى لتلك القضية بدونها _لأنه بعيد غاية البعد أن يزيد الراوي من عند نفسه على ما سمعه من المعصوم, وهذا بخلاف سقوط هذه الكلمة, فإنه ليس بتلك المثابة من البعد.
المحور الثاني: ما يعتمد عليه في القرينة الثانية من رواية واردة في كتاب الفتن لنعيم بن حماد (عاميّ المذهب). ونحن نقول لا عبرة بالروايات الواردة عن طريق العامة فإنها يضرب بها عرض الجدار لان الرشد في خلافهم, فنحن لا نهتم بالحديث الوارد عن غير طريقنا (طريق الامامية الاثني عشرية), وذلك لما رواه الطبرسي في الاحتجاج عن الحجة عليه السلام: ((فإن من ركب من القبائح والفواحش مراكب علماء العامة فلا تتقبلوا منهم شيئاً ولا كرامة)), نعم ممكن أن يؤخذ بهذه الروايات على سبيل الأستشهاد اذا كان هناك روايات واردة من طريق اهل البيت عليهم السلام, فإن الذي مرّ فيه علم الحديث الشيعي وطريق وصوله إلينا من غربلة وتنقية وتنقيح من زمن الصادقين إلى زماننا يوجب الاطمئنان بصحة مجمل الطرق (على تفصيل) بخلاف ما أعتبر واعتمد لدى العامة في اعتمادهم في تحصيل الحديث لمجرد المخالفة للمذهب الحق.
وإليك جملة من الروايات التي تؤكد على ترك ما عليه العامة لان الرشد في خلافهم:
1 _في سائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي ج 27 - ص 119
عن محمد بن عبد الله قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : كيف نصنع بالخبرين المختلفين ؟ فقال : إذا ورد عليكم خبران مختلفان ، فانظروا إلى ما يخالف منهما العامة فخذوه ، وانظروا إلى ما يوافق أخبارهم فدعوه
2 _ وفي سائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي ج 27 - ص 116
وعن أبيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن أبي إسحاق الأرجاني رفعه قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما تقول العامة ؟ فقلت : لا أدري ( 1 ) فقال : إن عليا ( عليه السلام ) لم يكن يدين الله بدين ، إلا خالفت عليه الأمة إلى غيره ، إرادة لابطال أمره ، وكانوا يسألون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن الشئ الذي لا يعلمونه ، فإذا أفتاهم ، جعلوا له ضدا من عندهم ، ليلبسوا على الناس
المحور الثالث: تفسير الوتر من السنين بالجمع ونلاحظ على هذه الطريقة أمور:
1 _ لم يرد فيما استشهد من الاحاديث ذكر للاعداد الزوجية (2 ,4), الا يعتبر إضافة هذين الرقمين إلى الائمة وكأنهما صادران عنهما تقول عليهما, وتقدم حكم من يقوم بذلك.
2 _ لم يرد دليل يدل على أن ما يرد في الروايات للتمثيل نقوم بجمعه.
3 _ هل من المعقول أن يقوم النساخ بزيادة رقم وتبديل رقمين آخرين؟!!!.
4 _ لو فرضنا صحة ما يدعي ودونه خرط القتاد. فإن الحساب لابد أن يكون هكذا (1359هـ) حسب رواية أبي بصير في القرينة الاولى وبعد التسليم بزيادة الرقم سبعة وهو في غاية البعد. أو 9153 حسب رواية القرينة الثانية المروية عن أبي جعفر أو هكذا 9351 حسب رواية أبي عبد الله في القرينة الثانية, وكل ذلك في غير صالحه.
سبق وأن وقت مجموعة كبيرة من الكتاب والمؤلفين للظهور سنين 2015م أو سنة 2022م وأنت توقت له 2008م فإما أن تكون أقوال الجميع على صواب أو البعض دون الاخرى أو الجميع خاطئة والاول باطل بداهية, والثاني يحتاج إلى مرجح وهو مفقود فلم يبق الا الثالث.
وهنا بودنا ان نسأل سؤالاً هل ان الوقت الذي ضربه صاحب هذا الكتاب والاحداث التي حصلت مؤخراً في العراق محض صدفة ام ان ما كتبه هذا الرجل صار سبباً في هلاك نفسه واهلاك الاخرين.
نؤكد على الاخوة المؤمنين مرة اخرى على ان امثال هذه المقالات التي تكتب وتنشر باسم التوقيت او باسم التطبيق ليس لها نصيب من الحق والواقع فيجب عليهم ان يتثبتوا ولا يسترسلوا في الاخذ بها فان سرعة الاسترسال عثرة لا تقال.
|