بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صَلَّ على محمدٍ وآل محمدّ، وأرني الحق حقاً فأتبعه والباطل باطلاً فأجتنبه، ولا تجعله عليّ متشابهاً فأتبع هواي بغير هدىً منك، وأجعل هواي تبعاً لطاعتك وخذ رضا نفسك من نفسي، وأهدني لما أختلف فيه من الحق بأذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولد الإمام الباقر (عليه السلام) (بالمدينة المنورة سنة سبع وخمسين من الهجرة النبوية، وكان أول مولود اجتمع بنسبه الإمامان الحسن والحسين (عليه السلام)، لأن أمه هي فاطمة أم عبد الله بنت الحسن بن علي، فهو هاشمي من هاشميين، وأول علوي من علويين، وأول فاطمي من فاطميين. أقام مع جده الحسين ثلاث سنين أو أربع وحضر واقعة كربلاء كما عاش مع أبيه زين العابدين أربع وثلاثين سنة وعشرة أشهر، أو تسعاً وثلاثين سنة، وبعد أبيه تسع عشر سنة(1). وعاصر من الخلفاء الأمويين وليداً ابن يزيد، وسليمان بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك وأخاه هشاماً والوليد بن يزيد وأخاه إبراهيم، وقُبض بالمدينة في ذي الحجة سنة أربع عشرة ومائة، وله يومئذ سبع وخمسون سنة مثل عمر أبيه وجده.
وهو ربيب مدرسة أبيه زين العابدين (عليه السلام)، وجامع علومه، ووارث فضائله ومكارمه، وقد قام بدوره بحمل عبء الإمامة الدينية والزعامة العلمية في عصره، فاجتذب إلى مدرسته الصديق والمعاند، والمحب والمبغض، واعترفوا جميعاً بفضله وعلمه.
سئل جابر الجعفي: (لِمَ سُمي الباقر باقراً؟) قال: (لأنه بقر العلم بقرا، أي شقه شقاً، وأظهره إظهاراً)(2) ولم يكن اهتمامه منصباً على الفقه وعلوم القرآن فحسب، بل تعداهما إلى علوم خرى كالحكمة والتاريخ والكيمياء واللغات وغيرها مما نرى أخباره أو إشارات عنه في تاريخ حياة الإمام، وفي طيات كتب السير والحديث.
ومما قاله موسى بن أكيل النميري: (جئنا إلى باب دار أبي جعفر (عليه السلام) نستأذن عليه، فسمعنا صوتاً حزيناً يقراً بالعبرانية، فدلنا عليه، وسألنا عن قارئه، فقال (عليه السلام): (ذكرت مناجاة إيليا فبكيت من ذلك)(3). وروي عن سماعة بن مهران أنه قال: (جئنا نريد الدخول على أبي جعفر (عليه السلام)، فلما صرنا في الدهليز، سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين، يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضنا)(4).
وقد قيل إنه لم يظهر من أحد من أولاد الحسن والحسين عليهما السلام من العلوم ما ظهر منه من التفسير والكلام والفُتيا. قال محمد بن مسلم: (سألته عن ثلاثين ألف حديث، وقد روى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين)(5). ووفد إليه كل طالب علم، واستقى من منهله العذب كل متعطش لمعرفة الحقيقة. فهذا الدهري يسأله تارة، وهذا الخارجي يجادله أخرى، وهؤلاء أئمة المذاهب يأخذون عنه ويعترفون بعلمه وفضله وزهده.
فهذا الأبرش الكلبي يقول للإمام الباقر (عليه السلام): (يا ابن علي، هل قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان؟). قال: (نعم)، قال: (فإني سائلك عن مسائل). قال: (فإني كنت مسترشداً فستنتفع بما تسأل عنه(6).
وهذا عبد الله بن نافع الأزرق وهو من رؤساء الخوارج جاء ليسأل الباقر (عليه السلام) عن مسائل(7)،وتكلم رؤساء الكيسانية مع الباقر (عليه السلام) في حياة محمد بن حنيفة وقد رد الإمام قولهم في ابن حنيفة(8).
وفي (حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني): قال عبد الله بن عطاء المكي: (ما رأينا العلماء عند أحد أصغر منهم عند
أبي جعفر، يعني الباقر (عليه السلام) ولقد رأيت الحكم بن عيينة مع جلالته وسنة عنده، كأنه صبي بين يدي معلّم يتعلم منه).
عن محمد بن مسلم قال: (ما شجرني في قلبي شيء قط إلا سألت عنه أبا جعفر (عليه السلام) حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث، وسألت أبا عبد الله(عليه السلام)(9) عن ستة عشر ألف حديث)(10). وهناك أمور هامة في تاريخ حياة الإمام الباقر وسيرته (عليه السلام) تجدر الاشارة إليها؛ الأول، إن الإمام الباقر انصرف في مدرسته إلى إفادته النخبة الجليلة التي حملت لواء العمل ومشعل الهداية في كل قطر ومصر، وإن ابتعاد الإمام الباقر(عليه السلام).
عن الزعامة السياسية وتفرغه للعلم كفاه شر الخلفاء الأمويين، ويسرَّ عليه أداء هذه الرسالة الروحية السامية. وقد كان حريصاً على نشر الرسالة العلمية في خفية عن الأعين واعتكاف الناس، نأيا بنفسه عن غضب السلطان، ودرءاً للعداوات والأحقاد.
عن أبي القاسم اللالكائي في (شرح حجج أهل السنة): قال أبو حنيفة لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليه السلام): (أأجلس) وكان أبو جعفر قاعداً في المسجد، فقال أبو جعفر: (أنت رجل مشهور ولا أحب أن تجلس إليّ). قال: (فلم يلتفت إلى أبي جعفر وجلس...)(11) وهذا جابر الجعفي يقول: (دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: من أين أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقال: ممن؟ قلت: من جعف. قال لِمَ قدمت إليَّ ها هنا؟ قلت: طلباً للعلم. قال: ممن؟ قلت: منك. قال: إذا سألك أحد من أين أنت فقل من أهل المدينة. قلت: أيحـــل لي أن أكـــذب؟ قال: ليس هذا كـــذبـــاً. من كـــان في مدينة فهو مــن أهلها حتى يخرج)(12).
ثانياً، أن الإمام الباقر (عليه السلام)، وهو زعيم المدرسة العلميّة المحمدية بالمدينة، لم يمنعه اشتغاله بالافادة والتدريس من العمل لكسب العيش، مهما كانت ظروف العمل وأوضاعه، فقد ضرب باضطلاعه بأعمال صعبة أروع الأمثلة على بذل الجهد والجدّ في طلب الحلال، ليكون بذلك إماماً وقدوة للعلماء العاملين، يقول محمد بن المنكدر: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة، فلقيت محمداً بن علي (الباقر)، وكان رجلاً بديناً، وهو متكيء على غلامين له موليين، فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ قريش في هذه الساعة على هذه الحــــال في طـــلب الدنيا؟ فدنــوت منه، فسلمــــت عليه، فسلّم عليّ ببهر(13) وقد تصبب عرقاً، فقلت: أصلحك الله، لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال؟ فخلّى عن الغلامين، ثم تساند وقال: لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال، جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله تعالى أكف بها نفسي عنك وعن الناس، وإنما كنت أخاف الموت لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله.
ثالثاً: كان الباقر (عليه السلام)، مع علمه وزهده، لا يحرم على نفسه ما أحل الله له من نِعَمِ الأكل والشرب واللباس. في (الكافي)، عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام)، فدعا بالغداء، فأكلت معه طعاماً ما أملت طعاماً قط أنظف منه ولا أطيب، فلما فرغنا من الطعام قال: يا أبا خالد، كيف رأيت طعامك، أو قال: طعامنا؟ قلت: جُعلت فداك؟ ما رأيت أطيب منه قط، ولا أنظف. ولكني ذكرت الآية في كتاب الله عز وجل (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم)(14). فقال أبو جعفر (عليه السلام): إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق.
وفي (الكافي) عن زرارة قال: خرج أبو جعفر (عليه السلام) يصلي على بعض أطفالهم، وعليه جُبّة خَزّ صفراء، ومطرف خَزّ أصفر(15).
وأيضاً عن الحسن الزيات البصري قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أنا وصاحب لي، فإذا هو في بيت منجد وعليه ملحفة وردية، وقد حفَّ لحيته واكتحل، فسألناه عن مسائل...(16).
وأما عن زهده وورعه وعبادته فحدّث ولا حرج، فهو ربيب زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام). في (الكافي): عن ابن القداح عن أبي عبد الله جعفر (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدّث القوم، وما يشغله ذلك عن ذكر الله. وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: لا إله إلا الله، ولقد كان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا، كان لا يقرأ منا أمره بالذكر(17).
هذه هي بيئة الإمام الصادق (عليه السلام) وأسرته والمدارس التي تعلم فيها وتخرج منها مما هيأه لحمل عبء الإمامة والزعامة العلمية الفريدة في عصره.
وها نحن مقبلون على دراسة حياة الإمام الصادق (عليه السلام) الحافلة، والوقوف على جوانب علومه وثقافته المتشعبة. وقد مرّ أن الدراسات الاسلامية وكتابات علماء المسلمين عن سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) وحياة الأئمة (عليه السلام) انصبت، وما زالت، على جانب العبادة ومعرفة الحلال والحرام، حتى يومنا هذا، في حين أن دراسة المستشرقين للإمام الصادق (عليه السلام) ومدرسته العلمية، ركزت على الجوانب العلمية والتاريخية والاجتماعية.
وفي هذه الدراسة يقف القارئ للمرة الأولى على نظريات الإمام الصادق (عليه السلام) العلمية في الكيمياء والفيزياء والنجوم والفلك وعلم الصحة والطب وغيرها، مع شروح ومقارنات تبين دقة النظرية وأهميتها وسبقها للاكتشافات العلمية التي تحققت في عصر النهضة في أوربا.
وقد تواتر القول بأن جابراً بن حيّان، وهو أبو الكيمياء، قد تتلمذ على الصادق (عليه السلام)، وأنه جمع إفادات الصادق (عليه السلام) له في كتاب في ألف ورقة(18) ولكن لم يتسن لأحدٍ من الباحثين والمؤرخين أن يطرح مسألةٍ علمية أفادها الإمام الصادق (عليه السلام)، أو أن يبرز أهمية تلك المسألة ويحللها ويشرحها.
على أن هذا الكتاب يطالعنا بأمثلة شتى من القضايا والنظريات والنواميس العلمية التي أثارها الإمام الصادق (عليه السلام)، وقام بعض تلاميذه وأصحابه بإثباتها وتسجيلها، وهي في مجموعها تثير دهشة القارئ بسعة علم الإمام ودقة وصفه. فالقارئ يلقى نفسه تارة تلقاء عالم في الكيمياء، وكأنه خارج لتوّه من مختبره يحدّث طلابه بحصيلة تجاربه واختباراته، وهو تارة تلقاء عالم في الفلك، وكأنّه تقدّم بالسبق والريادة على علماء الفلك في القرن العشرين في رصد حركات الفلك والمنظومات الشمسية، وهو تارة أمام طبيب حاذق يقوم بتشريح جسم الانسان وتبيين الأمراض والأسقام وعللها وطرق معالجتها. فإذا انتقلنا من الجانب العلمي النظري إلى الجانب الروحي، رأينا فيه ذلك العالم الرباني، والوجه الملائكي، والإمام القدوة لكل عالم وتقي، وقد قال عنه عمرو بن أبي المقدام: كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين(19).
كما قال فيه الإمام مالك بن أنس (رض): ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر الصادق فضلاً وعلماً وعبادة وورعاً(20). ونود في هذه المقدمة أن نشير ولو بإيجاز إلى الجوانب غير
المعروفة من ثقافة الإمام وعلومه لنثير شوق الطالب إلى مزيد من البحث والتنقيب اغترافاً من هذا البحر الزاخر.
من رأي الإمام علي (عليه السلام) أن الإمام ينبغي أن يكون عالماً بكل شيء، وأعلم الناس في كل علم وفن، فهو لسان ولغة، كما أنه يراعي ما يقتضيه حكم العقل، والإمامية ترى أن علم الإمام لايدخل فيه الرأي والاجتهاد، فيحاسب الامام على المصدر والمسند، وإنما علمه إلهي موروث، ولدنّي غير اكتسابي(21) (22).
فالإمام إذن في رأي الإمامية يعرف جميع العلوم والصنايع واللغات، وقد أفرد الشيخ المفيد (ق) فصلاً في كتابه (أوائل المقالات) سماه (القول في معرفة الأئمة بجميع الصنايع وسائر اللغات)، جاء فيه: (أقول إنه ليس يمتنع ذلك منهم، ولا واجب من جهة العل والقياس، وقد جاءت أخبار عمت يجب تصديقه بأن أئمة آل محمد (صلى الله عليه وآله) قد كانوا يعلمون ذلك...) وعلى قولي هذا جماعة من الإمامية. وقد خالف فيه بنو نوبخت، رحمهم الله، وأوجبوا ذلك عقلاً وقياساً، ووافقتهم في المفوّضة كافة وسائر الغلاة(23). ولكي نعطي الطالب الدارس مفتاح عبقرية الإمام وشخصيته الفذة نشير إلى أنه (عليه السلام) كان يتقن لغات الأمم المتحضرة في عصره، واللغة هي المفتاح أو المنفذ إلى ثقافة أهلها كما هو معروف، وسنورد طرفاً من اللغات التي كان يعرفها الإمام الصادق (عليه السلام) ويتحدث بها(24)، ثم طرفاً من اهتمامه بالطب والفلك والكيمياء، وهي علوم يدور حولها معظم أبحاث هذا السفر النفيس.
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك,,, السلام على ورثة الانبياء.. السلام على المداد القائم الدائم.. السلام على الفقهاء والعلماء العرفانيين.. السلام على تلك الشموس التي لن تغيب على الرغم من تكاثر الغيوم عليها.. السلام عليك ياسيدي وابن سيدي يامحمد باقر الفالي..
قال محمد بن طلحة الشافعي: هو باقر العلم وجامعه، وشاهر علمه ورافعه، ومنفق دره وراضعه، ومنمق دره وواضعه، صفا قلبه وزكا عمله، وطهرت نفسه، وشرفت أخلاقه، وعمرت بالطاعة أوقاته، ورسخت في مقام التقوى قدمه وظهرت عليه سمات الازدلاف وطهارة الاجتباء، فالمناقب تسبق إليه والصفات تشرق به...وأما اسمه فمحمد وكنيته أبو جعفر وه ألقاب ثلاثة باقر العلم، والشاكر والهادي وأشهرها الباقر سمي بذلك لتبقره العلم وهو توسعه فيه، وأما مناقبه الحميدة و وصفاته الجميلة فكثيرة
هذه بعض الحكم والمواعظ للإمام الباقر ( عليه السلام ) جاءت من فوح القرآن الكريم ، وبوح وجدانه العظيم .
ولنا ملء الأمل أن تؤخذ لدى طلاب العلم للبحث والتفكير ، والدراسة والتمحيص ، ثم العمل على تطبيقها في الحياة الفردية والجماعية .
وكذلك والالتزام بما اشتملت عليه من تعاليم اجتماعية ، ودروس أخلاقية ، ليتحقق الغرض الأسمى الذي أراده ( عليه السلام ) من هدف هذه الحكم الخالدة على صدر الزمن .
من روائع هذه الحكم :
1ـ قال ( عليه السلام ) :
( قُم بالحق ، واعتزل ما لا يعنيك ، وتجنب عَدوَّك ، واحذر صديقك من الأقوام ، إلا الأمين من خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سِرِّك ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله ) .
2ـ قال ( عليه السلام ) :
( ثلاثة من مَكَارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عَمَّن ظَلَمَك ، وتَصِلْ مَن قطعك ، وتَحلَم إذا جُهل عليك ) .
3ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَا من عِبادة لله تعالى أفضل من عِفَّة بَطنٍ أو فرج ، وما من شيء أحب إلى الله تعالى من أن يُسْأل ، وما يَدفَع القضاء إلى الدعاء ، وإنَّ أسرَعَ الخير ثواباً البِرّ والعدل ، وأسرع الشَّرِّ عقوبة البغي ) .
4ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَن صَدَق لسانُه زَكا عَملُه ، ومن حَسنت نِيَّته زِيدَ في رزقه ، ومن حسن بِرُّه بأهله زِيدَ في عُمره ) .
5ـ قال ( عليه السلام ) :
( إنَّ أشَدَّ الناس حَسرَةً يوم القيامة عَبدٌ وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره ) .
6ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَنْ أعطى الخُلق والرفق فقد أعطى الخير والراحة ، وحَسُن حاله في دنياه وآخرته ، ومن حَرَم الخلق والرفق كان ذلك سبيلاً إلى كل شَرٍّ وبَليَّة ، إلا من عَصَمَه الله ) .
7ـ قال ( عليه السلام ) :
( اِعرف الموَدَّة في قلب أخيك بما له في قلبك ) .
8ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَا دَخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكِبَر إلا نقص من عقله مثل ذلك ) .
9ـ قال ( عليه السلام ) :
( لَمَوت عَالِمٍ أحبُّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً ) .
10ـ قال ( عليه السلام ) :
( لا يُقبل عَمَل إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بِعَمل ، ومن عَرَف دَلَّتْهُ معرفته على العمل ، ومن لم يعرف فلا عَمَل له ) .
11ـ قال ( عليه السلام ) :
( ليس شيء مُميِّل الإخوان إليك مثل الإحسان إليهم ) .
12ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَن لم يجعل مِن نفسه واعظاً فإنَّ مواعظ الناس لن تُغنِي عنه شيئاً ) .
13ـ قال ( عليه السلام ) :
( إنما شيعة علي المتباذلون في ولايتنا ، المُتحابُّون في مَوَدَّتنا ، المتآزِرُون لإِحياء الدين ، إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا ، بركة على من حَاوَرَهم ، وسِلْم لِمَن خَالَطَهم ) .
14ـ قال ( عليه السلام ) :
( المُتكَبِّر يُنازِعُ اللهَ رِداءَه ) .
15ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَن عَمل بما يَعْلَم ، عَلَّمَه اللهُ ما لا يَعلم ) .
16ـ قال ( عليه السلام ) :
( بِئْس العبد يَكون ذا وجهين وذا لسانين ، يَطري أخاه في الله شاهداً ، ويأكله غائباً ، إنْ أعطِيَ حَسَدَه ، وإن ابتُلِيَ خَذَله ) .
17ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَا عَرفَ اللهُ مَنْ عَصَاه ) ، وأنشد ( عليه السلام ) :
( الحياءُ والإِيمان مَقرُونان في قرن ، فإذا ذَهَب أحَدُهُما تَبِعه صَاحِبُه ) .
19ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَن قُسِمَ لَهُ الخَرَق حُجِب عنه الإيمان ) .
20ـ قال ( عليه السلام ) :
( إنَّ المؤمِنَ أخُو المؤمن ، لا يَشتُمُه ، ولا يَحرمه ، ولا يسيء بِهِ الظَّنَّ ) .
21ـ قال ( عليه السلام ) :
( مَنْ أصَابَ مَالاً مِنْ أربع لم يُقبل منه في أربع ، من أصاب مالاً من غلول أو رِبَا أو خِيَانة أو سَرِقة ، لم يقبل منه في زَكَاة ولا في صَدَقة ولا في حَجٍّ ولا في عُمرة ) .
22ـ قال ( عليه السلام ) :
( شَرُّ الآباء مَنْ دَعَاهُ البِرُّ إلى الإفراط ، وشَرّ الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق ) .
23ـ قال ( عليه السلام ) :
( كَفى بالمرءِ عَيباً أن يتعرَّف مِن عُيوب الناس مَا يعمى عليه من أمر نفسه ، أو يَعيب الناس على أمر هو فِيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره ، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه ) .
24ـ قال ( عليه السلام ) :
( إنِّي لا أكره أن يَكُون مقدار لسان الرجل فاضلاً على مقدار علمه ، كما أكره أن يكون مُقدار عِلمِه فاضلاً على مُقدار عَقله ) .
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك,,, السلام على ورثة الانبياء.. السلام على المداد القائم الدائم.. السلام على الفقهاء والعلماء العرفانيين.. السلام على تلك الشموس التي لن تغيب على الرغم من تكاثر الغيوم عليها.. السلام عليك ياسيدي وابن سيدي يامحمد باقر الفالي..
ومن نور البقيع اتخذت لـ روحهـا طريقـًا،، تلثم فيه ترااب سيدها ومولاها.. فـ لم تكن تستطيع الوصول حتى
إلى حافة قبره الشـريف،، إستطلعت لها من شرفات السمـاء ومن قطرات السحااب خيطـًا يوصلها إليه
ومن تحت الترااب ألقت عليه سلامـها الحار المختلط بدموعها النااازفة من دمـاء قلبها..
ولم يستطع لسـانها أن يكمل ويواصل حديثه حينمـا نطقت وقالت،،
يــــــــا سيدي أين قبر أمي الزهـــــــــــــــــــــراء؟؟
على شط ذلك المكان ،،رسيت بقارب الالم ،،أنتظر تأشيرة مرور ،،لذلك القبر الطاهر
تخنقني العبرة ،،وأنا أرى الحمام البقيعي يطوف حول المكان،،تمنيت أن اكون حمامة
أو مجرد نسيم هواء عابر ،،لكنها روحي قد انقشعت من جسدي لتكون هناك ،،
على ذلك التراب الطاهر ،،وتتساقط دموعي،،لتروي عشقي الأزلي،،
سلام الله عليك ياباقر العلوم محمد الباقر روحي لك الفداء
نحن بنو المصطفى ذوو غصص * يجرعها في الأنام كاظمُنا
عظيمة في الأنام محنتنا * أولنا مبتلىً وآخرنا
يفرح هذا الورى بعيدهم * ونحن أعيادنا مآتمنا
والناس في الأمن والسرور وما * يأمن طول الزمان خائفنا
وما خُصصنا به من الشرف * الطائل بين الأنام آفتنا
يحكم فينا والحكم فيه لنا * جاحدُنا حقنا وغاصبنا
لنحن على الحوض ذواده * تذود و تسعد وراده
و ما فاز من فاز إلا بنا * و ما خاب من حبنا زاده
و من سرنا نال منا السرور * و من ساءنا ساء ميلاده
و من كان ظالمنا حقنا * فإن القيامة ميعاده