تناثرت الكلمات (بقلم العراقي )
سافرت بعالم لم يشاهده احد حيث الخطوط المتشابكه و الكلمات المتنافره
و الاراء الختلفه
رحت ابحث عن خيط او كلمه او رأي اتمسك به واسير في طريق
التخلص من الهاجس و التفكير الذي يراودني
فوجدت طفلة صغيره يراودها الامل و الحب و المرح و حب العيش في مكان جميل
هادىء
ذهبت وراء خطواتها و تتبعت حركاتها المملوءة بالامل و رحت اترصد مجيئها
و انتظر قدومها يوميا عسى ان اجد شيء يخلصني من كثرة تفكيري
و يخلصني من القلق الذي عاش بي
واذا بيوم مشرق جميل اجتمعت به الطيور و البلابل و تفتحت الازهار و اخضرت
الارض وراحت الطفله الصغيره تفرح و تطير بالهواء ليس
فرحا بما أشاهد و تشاهد
ولكن بالبلابل و صوتها الجميل الذي كان يغرد بوسط هذه الجنه
وبدأت اتابع ما تفعله هذه الطفله
الطفله .. تعال و لاعبني ايها العصفور الجميل هيا اقترب ..اقترب لا تخاف مني
فأنا طفلة صغيرة تمتلك قلبا كبيرا يحب العصافير
العصفور .. بدأ يغرد بصوت عالي جدا وكأنه سمع ما قالته له هذه الطفله
الطفله .. انظر ايها العصفور فقد احظرت لك طعاما و ماء انزل ..انزل لا تخف
العصفور ... يغرد عاليا و يتدرج بالنزول من الشجره
الطفله ... نعم انزل خذ هذا الطعام فهو لك وهذا الماء ايظا لك
ونزل العصفور مطمئاً سعيدا بالطعام و الشراب
وراح يأكل و يشرب و يلعب معها
وأذا بهذه الطفله تتحول الى صائد ماكر اراد ان يوقع بهذا العصفور و قد تمكن
اسودت الحياة بوجهي و راح العشب الاخضر يصفر و بدأت الطيور و البلابل بالمغادره و العصفور المسكين في يد هذه الطفله التي ارادت ان تمسكه و فعلت
رحت اتابع ما يجري وفي قلبي الم و حرقه على هذا العصفور
سكن العصفور القفص وبدأ حزين و الدموع بعينيه ينظر الى اقرانه و اصدقائه فقد ذهبوا جميعا
فرحت الطفله و اخذته الى مكان سكناها وراحت تصيح به هيا غرد هيا غرد
فقد وضعتك في قفص جميل و لديك من الاكل و الشراب الكثير
هيا غرد هيا غرد
ولكن العصفور لم يغرد ابدا
واستمر الحال طويلا و العصفور لم يغرد وهذه الطفله بدأت تعاقب العصفور و تجعله ايضا لا يشاهد ضوء الشمس
نسيت انا ايضا هذا العصفور المسكين و نسيت الطفله و استسلمت الى ما كنت افكر به
فلم استطيع ان اجاري ماكنت اتتبع
واذا بيوم استيقضت به باكرا ليس على ضوء الشمس وانما على صوت و الحان هذا العصفور الذي غرد وكأنه خرج من قفصه
رحت راكضا الى منزل هذه الطفله حتى اشكرها على ما فعلته بالعصفور
انا ..طق طق ..طق ..
الطفله.. اهلا بجاري تفضل
انا ... اخذتها بحضني و كأنها بنتي و رحت اقبلها و اشكرها على ما فعلته بالعصفور
الطفله ... ما بك يا عم ؟
انا .. شكرا لك يا حبيبتي فقد زرعتي بي انا ايضا الامل في هذه الحياة و العيش حتى استطيع ان اتكلم و اتنفس الهواء
الطفله .. العصفور !
انا ...نعم العصفور
الطفله .. ولكنني لم اطلق سراحه من قفصي !
انا ..كيف ؟ اذا اين هو ؟
الطفله ..هو في القفص
انا .. وكيف بدأ بالتغريد و الاصوات الجميله
الطفله .. لا اعرف فقد وجدته يغرد و يرفع صوته عالي
انا .. انتابني التفكير و حب الاطلاع على ما حدث للعصفور فطلبت بأن اشاهده
و التفكير يراودني
هل استسلم هو ايضا للقفص ؟
هل تعلم ان العيش مكبوتا هو الحل ؟
هل بدأ يأخذ على ما عاش به في القفص ؟
اسئله كثيره جدا
الى ان ذهبت الى مكان القفص الذي يوجد به هذا العصفور
ونظرت اليه متعجبا كيف استطاع ان يغرد و يكسر هذا الحاجز الذي لم استطع ان اكسره انا
يا الله
يا الله
أي عقل و أي كبرياء وأي شجاعه تمتلك أيها العصفور
فقد وجدته ملقيا على ارضية القفص وهو ميت
نعم انه ميت فقد تناثرت منه الكلمات و صاح صيحتة ضد ما شاهده
حتى يعلم الاخرين انه يستطيع ان يغرد ولكنه اراد الحريه
حتى يسير في هذه الاصوات وهذه الحياة
فقد علمني هذا العصفور ان اكون قوي و اصارع ما انا به
وسوف انطق بمى هو في داخلي من كلمات جعلتني انتظر ما جرى بالعصفور
نعم سوف اجعل من الكلمات مخرجي حتى استطيع ان اسير في هذه الحياة
و اناثر كلماتي وانا في محنتي
بقلم العراقي 5 /2/ 2006