نرفع أسمى آيات التهاني وَ التبريكات لمقام الرسول الأعظم وَ لأهل بيته الأطهار
وصاحب العصر والزمان
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ..
و لِمقام بقية الله في أرضه أرواحنا لتراب مقدمهم الفداء بمناسبة ذكرى ميلاد الأمام المجتبى
الإمام الحسن المجتبى صلوات الله وَ سلامه عليه
كما نهنئ جميع مراجعنا الكرام وَ جميع الموالين وَ بالخصوص ادارة وأعضاء منتديات انا شيعي بهذه المناسبة السعيدة
وَ نسأل الله عزَّ وَ جلَّ أن يعيد علينا هذه الذكرى السعيدة وَ نحنُ منعَّمين بنور بقية الله في أرضه - أرواحنا لتراب مقدمهم الفداء - بيننا..
يقول الله تعالى في كتابه المجيد: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}(الأحزاب:33).
في الخامس عشر من هذا الشهر، شهر رمضان المبارك، كان الحسن بن عليّ (عليهما السلام) أوَّل وليد لعلي(ع) وزوجته السيدة فاطمة(ع)، وقد عاش الإمام الحسن(ع) في أحضان رسول الله(ص) كأخيه الإمام الحسين(ع) الذي شاركه هذا الاحتضان النبويّ، وقد ورد أن رسول الله(ص) كان يضمّهما إليه، ويحملهما على كتفه، ليعرّف المسلمين أنه يحبّهما حبّ الأب لأولاده. وقد ورد في حديث البخاري عن رسول الله(ص) أنّه قال: "الحسن والحسين ريحانتاي في الدنيا"، كما ورد عنه(ص) أيضاً: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، وورد عنه(ص) في مناجاته لله تعالى: "اللهمَّ إني أحبّهما، فأحبّهما وأحبّ من يحبّهما".
وينقل كتّاب سيرته أنَّه كان أشبه النَّاس برسول الله(ص) في صورته الجسدية، وقد ورد عن أنس بن مالك أنّه قال: "لم يكن أحدٌ أشبه برسول الله(ص) من الحسن بن علي". وعن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه زين العابدين (عليهم السلام) قال: "إن الحسن بن علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم ـ مع أنَّ المال كان بين يديه ـ وأفضلهم ـ علماً وعملاً وأخلاقاً ـ وكان إذا حجّ حجّ ماشياً، وربما مشى حافياً ـ تواضعاً لله تعالى، واحتراماً للسير إلى بيت الله الحرام، وكان لا يمر في شيء من أحواله إلا ذَكَرَ الله سبحانه، حيث كان ذكر الله لا يغيب عن لسانه في أيِّ حال من حالاته، لأنَّ نور الله تعالى كان يشرق في عقله، ويملأ قلبه، ويسير معه في حركته، وكان(ع) ممن باع نفسه لله وأخلص كل حياته له سبحانه، تماماً كأبيه عليّ(ع) ـ وكان أصدق النَّاس لهجةً، وأفضلهم منطقاً ـ كان إذا تكلَّم تكلم بالبليغ من القول ممّا ينفذ إلى عقول الناس وقلوبهم وينفتح بهم على خطِّ الهدى ـ وكان(ع) إذا بلغ المسجد رفع رأسه ويقول: "إلهي ضيفك ببابك ـ وضيافة الله لعباده هي رحمته وعفوه ولطفه ومحبته ـ يا محسن قد أتاك المسيء، فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم".
عظمته الرّوحيّة والفكريّة
ونحن نعرف أنّ الإمام الحسن(ع) كان في أرفع درجة من العصمة الروحية والأخلاقيَّة والفكريَّة، فقد كان يعيش في طفولته روحانية رسول الله(ص)، إلى جانب روحانية والدته السيدة المعصومة فاطمة الزهراء(ع)، وكان يعيش مع الله في صحبة أبيه الّذي كان ينطلق في المحبة المطلقة لله سبحانه، حتى إنّه كان يقول يسمعه: "فهبني يا إلهي صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك، وهبني صبرت على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النظر إلى كرامتك"...
ويروي صاحب السيرة، محمَّد بن إسحاق: "ما بلغ أحدٌ من الشرف بعد رسول الله ـ من الهيبة والتقدير والاحترام والتعظيم ـ ما بلغ الحسن بن علي علية السلام ، كان يُبسط له على داره، فإذا خرج وجلس انقطع الطريق ـ كانوا لا يمرون أمامه هيبةً له ـ فما يمر أحد من خلق الله إجلالاً له، فإذا علم قام ودخل بيته فيمرّ الناس". وفي رواية أخرى: "ولقد رأيته في طريق مكَّة نزل عن راحلته فمشى، فما من أحد من خلق الله إلاّ نزل ومشى، حتى رأيت سعد بن أبي وقاص قد نزل ومشى إلى جانبه". وعن واصل بن عطاء قال: "كان الحسن بن علي عليه سيماء الأنبياء، وبهاء الملوك".
وعاش الحسن(ع) طفولته مع أبيه وجدّه وأمّه، فكانت شخصيّته خلاصة قيمهم الروحيَّة، وسموّهم الأخلاقي الروحاني، وعلمهم الغزير. تقول بعض كتب السيرة، إنه كان يأتي إلى المسجد وهو طفل ويستمع إلى جدّه وهو يعظ الناس، فيحفظ كلّ ما يقوله(ص)، ويأتي إلى أمه ليحدّثها عما قاله جدّه في موعظته للناس، ثم يأتي عليّ(ع)، فتحدّثه الزهراء(ع) عمَّا قاله رسول الله، فيسألها: هل كنت معنا؟ فتقول(ع): إن ابني هذا يحدثني بذلك.
وكان(ع) منذ طفولته يراقب إخلاص أمه لله وللناس، حتّى إنّه كان يشاهدها في صلاة الليل وهي تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، مع أن الزهراء(ع) كانت من خلال الجهد الذي تقوم به في شؤون بيتها، والحمل المتتابع، ضعيفة البدن، وكانت تعيش وضعاً صحياً صعباً حتى آخر حياتها، فالتفت هذا الصبي الصغير الطاهر، وسألها: "يا أماه، لم لا تدعين لنفسك؟" فقالت(ع): "يا بني، الجار ثم الدار".
وكان الإمام الحسن(ع) من أكرم الناس، حتى إنّه خرج من ماله مرتين، وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات.
يا آل طه أنتم القصــد والمنــى *** وفي يدكم يوم اللقا النفـع والضـــر
رجوتكم ذخري وفخري وعدتي *** وما خاب من أنتم له الفخر والذخـر
إذا كل من عاداكموا بجـــهنــم *** وشيعتكم والمؤمنون بـــكم ســـروا
وأدخلتموهم للجنــان فهم بــــها *** وجوههم بـيض ملابـسهم خضـــر
عليكم سلام الله ماناح صــادح *** على عذبـات الدوح وابتسم الزهـر
التعديل الأخير تم بواسطة البحرانية ; 15-09-2008 الساعة 01:52 AM.
مَرَّ الإمام الحسن ( عليه السلام ) على جماعة من الفقراء ، قد وضعوا على وجه الأرض كسيرات من الخبز ، كانوا قد التقطوها من الطريق ، وهم يأكلون منها ، فدعوه لمشاركتهم في أكلها ، فأجاب ( عليه السلام ) دعوتهم قائلاً : ( إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ المتكبِّرين ) .
ولمَّا فرغ ( عليه السلام ) من مشاركتهم ، دعاهم إلى ضيافته ، فأغدق عليهم من المال وأطعمهم وكساهم .
وورد عنه ( عليه السلام ) أنه كان جالساً في مكان ، وعندما عزم على الانصراف دخل المكان فقير ، فَحَيَّاه الإمام ( عليه السلام ) ولاطَفَه ، ثم قال : ( إنَّك جلستَ على حِين قيامٍ مِنَّا ، أفتأذن لي بالانصراف ؟ ) .
فأجاب الرجل : نعم يا ابن رسول الله .
هكذا هو الخُلُق الحسن الذي ينبغي على المؤمن أن ينهجه في تعامله مع الناس ، حتى يكون قدوة صالحةً يُقتَدَى به
موعظة للامام في مُهلِكات المرء :
قال ( عليه السلام ) : ( هَلاكُ المَرءِ في ثلاث : الكِبَر ، والحِرْص ، والحَسَد ، فالكِبَر هلاك الدين ، وبه لُعِن إبليس ، والحِرْص عَدوُّ النفس ، وبه أُخرِجَ آدم من الجنة ، والحَسَد رائد السوء ، ومِنهُ قَتَلَ قَابيل هَابيلَ ) .
وهذه الموعظة : في الأخلاق :
قال ( عليه السلام ) : ( لا أدَبَ لِمن لا عقل له ، ولا مُرُوءة لِمَنْ لا هِمَّة له ، ولا حَياءَ لِمَن لا دين له ، ورأسُ العقل مُعَاشَرَة الناس بالجميل ، وبالعقل تُدرَكُ الداران جميعاً ، وَمَنْ حُرِم العقلُ حُرِمَهُمَا جَميعاً ) .
سلام على سيد شبان اهل الجنان
السلام على الحسن المجتبى
ماشاء الله غاليتي البحرانيه
موضوع مميز وجميل
بارك الله بكِ
وجعله في ميزان حسناتكِ
اسعد الله ايامكِ