إن لأهل بيت الرسول (ص) منزلة عظمى أثبتها القرآن وأثبتها الرسول (ص) وأيقن بها المسلمون، ولم يمار فيها إلا من كان في قبلة مرض..
وابن تيمية في بعض ما كتب يثبت شيئا مما ورد في منزلتهم العظمى وتقديمهم على سائر الأمة، فيقول:
- إن بني هاشم أفضل قريش، وقريش أفضل العرب، والعرب أفضل بني آدم، كما صح ذلك عن النبي (ص) قوله في الحديث الصحيح: " إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش ".
- وفي صحيح مسلم عنه أنه قال يوم غدير خم:
" أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ".
- وفي السنن أنه شكا إليه العباس أن بعض قريش يحقرونهم، فقال: " والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم لله ولقرابتي ".
- ثم قال: وإذا كانوا أفضل الخلائق فلا ريب أن أعمالهم أفضل الأعمال. (رأس الحسين: 200 - 201)
والسؤال كيف كانت عقيدته فيهم؟ وكيف كان موقفه الدائم منهم؟
لقد كشف ابن تيمية عن عقيدته في أهل البيت وموقفه منهم بكل صراحة وبوضوح لا غبار عليه، ويمكن إجمال ذلك بالنقاط التالية:
أ - الميل إلى جانب أعدائهم على الدوام:
لقد كان ابن تيمية صريحا في ميله إلى جانب أعداء أهل البيت، ودفاعه عنهم بكل ما يمتلك من قدرة على الجدل ولف في القول والتواء في الكلام، يكافح عنهم، ويختلق لهم الأعذار، ويبرر عداءهم لأهل البيت، يكذب لأجلهم أحاديث الرسول وأئمة السلف من الصحابة والتابعين، ويكذب لأجلهم حقائق التاريخ التي تواتر نقلها وأجمع عليها أهل العلم قاطبة، ويزور لأجلهم حقائق أخرى بأسلوب يتنزه عنه العلماء، بل حتى العوام والبسطاء..
وله في هذا كلام كثير لا يتسع له مثل هذا العرض الموجز، لذا سنكتفي بذكر القليل من شواهد ذلك وبكل إيجاز:
صنف كتابا أسماه (فضائل معاوية وفي يزيد وأنه لا يسب).
هذا مع أن الذي ثبت عن السلف أنه لا يصح في فضائل معاوية ولا حديث واحد. نقل ذلك الحافظ الذهبي عن إسماعيل بن راهويه الذي كان يقرن بالإمام أحمد بن حنبل. (سير أعلام النبلاء 3: 132)
وثبت ذلك عن النسائي صاحب السنن، الذي طلب منه أهل دمشق أن يكتب في فضائل معاوية فقال: ما أعرف له فضيلة إلا: " لا أشبع الله بطنه "! (سير أعلام النبلاء 14: 125، وفيات الأعيان 1: 77)
وثبت عن الحسن البصري أكثر من ذلك، حيث قال: أربع خصال كن في معاوية، لو لم يكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة،
واستخدامه بعده ابنه - يزيد - سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله (ص):
" الولد للفراش وللعاهر الحجر "، وقتله حجر بن عدي وأصحاب حجر، فيا ويلا له من حجر، ويا ويلا له من حجر!! (الكامل في التاريخ 3: 487، تهذيب تاريخ دمشق 2: 384)
والذي ثبت عن علي بن أبي طالب وسائر أئمة أهل البيت وابن عباس وأبي ذر وعمار وعبادة بن الصامت وغيرهم في طعن معاوية أشهر من أن يذكر.
بل الذي ثبت فيه عن صاحبه ورفيقه عمرو بن العاص وحده يكفي شاهدا عليه بارتكاب الموبقات ومجانبة الدين وأهل الدين.
أما في يزيد فقد رأينا كيف زور ابن تيمية حديث الإمام أحمد وبتره لأجل أن يمنع من لعنه!!
ثم زور كل ما ثبت من حقائق التاريخ وكلام السلف فيه وافترى عليهم كثيرا لأجلف أن يختلق عذرا ليزيد.
فقال: إن يزيد لم يظهر الرضى بقتل الحسين، وإنه أظهر الألم لقتله! (رأس الحسين: 207)
فهل أتى بهذا الكلام من إجماع السلف، أم هو من محض الهوى؟
لقد نقل التفتازاني إجماع السلف في هذه المسألة، فقال في كتابه (شرح العقائد النسفية) ما نصه: " اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين، أو أمر به، أو أجازه، أو رضي به. والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت رسول الله (ص) مما تواتر معناه وإن كان تفصيله آحادا، فنحن لا نتوقف في شأنه، بل في كفره وإيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ". (شذرات الذهب العماد الحنبلي 1: 68 - 69، وانظر الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي: 62، 66)
قال ابن تيمية: إن نقل رأس الحسين إلى الشام لا أصل له في زمن يزيد. (رأس الحسين: 207، الوصية الكبرى: 53)
وقال: إن القصة التي يذكرون فيها حمل الرأس يزيد ونكته في القضيب كذبوا فيها. (رأس الحسين: 206)
فهل استند في هذا إلى أخبار الصادقين؟
إنه يقول: من المعلوم أن الزبير بن بكار ومحمد بن سعد صاحب الطبقات ونحوهما من المعروف بالعلم والفقه والاطلاع أعلم بهذا الباب وأصدق في ما ينقلونه من المجاهيل الكذابين. (رأس الحسين: 198)
ويقول: والمصنفون من أهل الحديث في ذلك كالبغوي وابن أبي الدنيا ونحوهما هم بذلك أعلم وأصدق بلا نزاع بين أهل العلم. (رأس الحسين: 206)
إذن ماذا قال هؤلاء؟ هل كذبوا بنقل رأس الحسين إلى الشام ونكت يزيد عليه بالقضيب؟
إن ابن تيمية لم ينقل عنهم حرفا واحدا في ذلك..
ولسبب بسيط: وهو أنهم قد أثبتوا ذلك الذي أنكره ابن تيمية، أثبتوه بأسانيدهم التي قال عنها ابن تيمية أنها الأصدق بلا نزاع بين أهل العلم! (أنظر ما نقله عنهم أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه، الرد على المتعصب العنيد، وما جاء في ترجمة الإمام الحسين من طبقات محمد بن سعد المنشورة في مجلة (تراثنا - العدد: 10) علما أن هذه الترجمة قد سقطت من كتاب الطبقات). وسنذكر بعد قليل نصا جامعا عنهم.
أما كل ما نقله ابن تيمية عنهم فهو قوله: إن الذين جمعوا أخبار الحسين ومقتله مثل ابن أبي الدنيا والبغوي وغيرهما، لم يذكر أحد منهم أن الرأس قد حمل إلى عسقلان أو القاهرة!! (رأس الحسين: 197)
أليس هذا من دواعي السخرية؟!
وهل يصدر مثل هذا عمن ينسب إلى العلم وأهل العلم؟!
قال ابن تيمية: ويزيد لم يسب للحسين حريما، بل أكرم أهل بيته! (منهاج السنة 2: 226) وقال: ولا سبى أهل البيت أحد، ولا سبي منهن أحد. (رأس الحسين: 208)
فهل اعتمد في كلامه هذا على نقل من أحد سواء كان من الثقات أو من غيرهم؟
كلا أبدا، إنما أطلقها حمية ليزيد..
أما أصحاب التاريخ فقد أجمعوا على صحة هذا الذي كذب به ابن تيمية، وهذه عبارة ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعد صاحب الطبقات اللذين صرح ابن تيمية بصحة ما نقلا من أحداث مقتل الحسين (ع):
قال ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعد - بعد أن ذكرا قتل الحسين وانتهابهم ثيابه وسيفه وعمامته - ما نصه: " وأخذ آخر ملحفة فاطمة بنت الحسين، وأخذ آخر حليها..
وبعث عمر بن سعد برأس الحسين إلى عبيد الله بن زياد، وحمل النساء والصبيان، فلما مروا بالقتلى صاحب
زينب بنت علي: يا محمداه! هذا حسين بالعراء مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء.. يا محمداه! وبناتك سبايا..
وذريتك قتلى تسفي عليها الصبا!
فما بقي صديق ولا عدو إلا بكى..
قالا: ثم دعا ابن زياد زحر بن قيس فبعث معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد. وجاء رسول من قبل يزيد فأمر عبيد الله بن زياد أن يرسل إليه بثقل الحسين ومن بقي من أهله..
قالا: ثم دعا يزيد بعلي بن الحسين والصبيان والنساء وقد أوثقوا بالحبال فادخلوا عليه، فقال علي بن الحسين:
يا يزيد، ما ظنك برسول الله (ص) لو رآنا مقرنين بالحبال؟!..
ودعا بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه، فقام رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه - يعني فاطمة بنت الحسين -!! - فأرعدت وظنت أنهم يفعلون فأخذت بثياب عمتها زينب. فقالت زينب: كذبت والله ما ذلك لك ولا له.
فغضب يزيد لذلك وقال: كذبت، إن ذلك لي لو شئت لفعلته!!
قالت: كلا والله ما جعل الله عز وجل ذلك إلا أن تخرج من ملتنا أو تدين بغير ديننا.
ثم بعث بهم يزيد إلى المدينة ". (الرد على المتعصب العنيد:
49 - 50، ترجمة الإمام الحسين من الطبقات الكبرى لابن سعد: مجلة تراثنا عدد 10 ص 192)
وهذا متفق عليه عند أصحاب التاريخ ولم يشذ فيه أحد. (راجع تاريخ الطبري والكامل في التاريخ والبداية والنهاية)
أرأيت هذا الذي ضيع الأمانة في نقل حقائق تواتر نقلها وأجمع عليها أهل الحديث والسير، اتباعا للهوى والعصبية، أيكون مؤتمنا على الدين؟!
الفاضل الجندي
المنحرفون يدافعون عن المنحرفون
ههههههههه
نعم يا ارجوان هذا ديدنهم والا من يدافع عن المنحرف ... فان ظهر الظلال وتبعه الجهال وانهال على اهل الحق ما انهال فترين العجب العجاب من هؤلاء الانذال الذين لبسوا لباس الاسلام والاسلام منهم براء وارتدوا سربال الذل والعار فتبعهم من اعجبه لباسهم وسربالهم وظهر لاهل الحق تفاهة وزيف سرابيلهم وانكشف لاتباع الحق النقاب عن وجوههم المسوخة فياترى من غيراتباعهم يدافع عن متبوعهم ؟
اناس عرفوا الحق فمالوا عن طريقه وقصدوا الباطل لانه يوفرلهم ما طابت انفسهم ولذت .. اناس حيارى سكارى لا تعرف لهم مقر ولا مستقر دأبهم وضع السيوف على اعناق العباد ليتحكموا بهم كيفما شاءوا باسم الدين .. وما ذاك الا لتحجيم مقام الشريعة المقدس .. واقعا انهم ليسوا من الاسلام بشيء فعلوها كما فعلها اسيادهم وسلفهم اخذا الحق من اهله عنوة وبالقهر والقوة علانية فانا لله وانا اليه راجعون .. سلامي وتحياتي لك الفاضلة ارجوان .