أكثر من سبعمائة فرصة ذهبية يضيعها الإنسان في كل شهر. ****
بتاريخ : 31-08-2009 الساعة : 03:27 AM
أكثر من سبعمائة فرصة ذهبية يضيعها الإنسان في كل شهر.
أربع و عشرون فرصة ذهبية يضيعها الإنسان الذي يعيش الغفلة عن الله سبحانه وتعالى كل يوم, أي ما مجموعه 720 فرصة ذهبية في كل شهر .
إن هذه الفرص فرص ذهبية, لكن الإنسان لم يستفد منها.
تتكرر هذه الفرص في كل صلاة من صلاته, وهو الذكر الخاص الذي يقوله الإنسان بين السجدتين, بعد رفع الراس من السجدة الأولى, وقبل السجدة الثانية. و كذلك ذكر الاستغفار الذي يؤتى به بعد الانتهاء من التسبيحات الأربع في الركعتين الثالثة والرابعة.
الاستغفار الذي بين السجدتين :
هذا الذكر العظيم : أستغفر الله ربي و أتوب إليه.
وكذلك أن يقول بين السجدتين : اللهم اغفر لي, وارحمني, وأجرني, وادفع عني, إني لما أنزلت إلي من خير فقير , تبارك الله رب العالمين.
هذين الذكرين من الأذكار المستحبة في الصلاة, وقد ذكرها علماؤنا في رسائلهم العملية . و
ففي المنهاج للسيدين الخوئي :
" وأن يقول في الجلوس بين السجدتين : " استغفر الله ربي وأتوب إليه "
" وأن يقول بين السجدتين : " اللهم اغفر لي ، وارحمني ، واجرني ، وادفع عني ، إن لما أنزلت إلي من خير فقير ، تبارك الله رب العالمين "
وفي منهاج السيد السيستاني :
" وأن يقول في الجلوس بين السجدتين : ( استغفر الله ربي وأتوب إليه )
" وأن يقول بين السجدتين : ( الله اغفر لي ، وارحمني ، واجرني ، وادفع عني ، إني لما أنزلت
إلي من خير فقير ، تبارك الله رب العالمين )"
الاستغفار بعد الانتهاء من التسبيحات الأربع :
كذلك ذكر الفقهاء استحبابالاستغفار بعد الانتهاء من التسبيحات الربع في الركعة الثالثة و الرابعة : «استغفر الله ربّي وأتوب إليه»
ففي رسالة توضيح المسائل لآية الله مكارم الشيرازي :
" (المسألة 922): يستحبّ في الركعة الثالثة والرابعة بعد التسبيحات الاستغفار فيقول مثلا «استغفر الله ربّي وأتوب إليه» أو يقول «اللهمّ اغفر لي».
وفي المنهاج للسيد الخوئي :
" ( مسألة 625 ) : يتخير المصلي في ثالثة المغرب ، وأخيرتي الرباعيات بين الفاتحة ، والتسبيح ، وصورته : " سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " هذا في غير المأموم في الصلوات الجهرية ، وأما فيه فالاحوط لزوما - اختيار التسبيح ، وتجب المحافظة على العربية، ويجزئ ذلك مرة واحدة،والاحوط - استحبابا - التكرار ثلاثا ، والأفضل اضافة الاستغفار إليه.. " انتهى.
وفي تحرير الوسيلة للإمام الخميني, قدس سره :
" مسألة 17 : يتخير فيما عدا الركعتين الاوليين من الفريضة بين الذكر و الفاتحة ، و لا يبعد أن يكون الافضل للامام القراءة و للمأموم الذكر و هما للمنفرد سواء ، و صورته ( سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر ) و تجب المحافظة على العربية ، و يجزي مرة واحدة ، و الاحوط الافضل التكرار ثلاثا ، و الأولى إضافة الاستغفار إليها."
موقف كثير من الناس من هذه الأذكار : إما أنهم لا يأتون بها أبدا, أو أنهم يأتون بها وهم في غفلة غير متوجهين لمعانيها, وكلا الفريقين في خسران.
إن أوقات الصلاة لها منزلة وقدسية خاصة, وهي من مواطن إجابة الدعاء.
إن على الإنسان العاقل :
أولا : أن يحرص كل الحرص على الإتيان بالذكرين اللذين بين السجدتين, وإذا ضايقه الوقت, فعلى الأقل أن يأتي بالذكر المختصر : أستغفر الله ربي و أتوب إليه. كذلك عليه الإتيان بذكر الاستغفار بعد الانتهاء من التسبيحات الأربع في الراكعة الثالثة والرابعة.
ثاني : أن يقرأهذه الأذكار بتوجه و إقبال نحو الله سبحانه وتعالى, فعندما يقول هذا الذكر, عليه أن يعيش طلب المغفرة حقيقة, ويستعرض أمامه ذنوبه, ولو أن يستحضر ذنبا واحدا كل مرة.
ففي مرة يستحضر الغيبة, ويسأل الله أن يغفر له هذا الذنب.
وفي ذكر آخر يستعرض جريمة تهاونه بالصلاة, ويسأل الله أن يغفر له ذلك الجرم.
ومرة ثالثة, يقصد بالذكر تقصيره نحو القرآن الكريم - مثلا - أو نحو والديه ... الخ.
وهكذا.
حرص الإنسان على الإتيان بهذين الذكرين بين السجدتين, وذلك الذي بعد نهاية التسبيحات الربع وقولهم بتوجه وصدق, يعمل على السمو بروح هذا الإنسان والصعود بها نحو معارج و القرب من الله سبحانه وتعالى أكثر و اكثر, ويجعله من أولئك الناس المؤهلين للحصول على الجوائز الإلهية المتميزة في ليالي الإحياء العظمى كلسلية القدر ونحوها.
إنها فرصة لمراجعة النفس, والإقبال على الله سبحانه وتعالى, وما أكثر ما أتاح الله سبحانه وتعالى لنا من فرص.
إنّ الإِستغفار توقف في مسير الذنب وغسل النفس، وتطهير لها مما علق بها من أدران الذنوب و إن التوبة هي رجوع إِلى الله سبحانه وتعالى.
في الكافي للعلامة الكليني - باب التوبة :
في الكافي، عن علي الأحمسي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: و الله ما ينجو من الذنوب إلا من أقر بها، قال: و قال أبو جعفر (عليه السلام): كفى بالندم توبة.
و عن ابن وهب قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله تعالى فستر عليه.
فقلت: و كيف يستر عليه؟
قال، ينسي ملكيه ما كانا يكتبان عليه ثم يوحي الله إلى جوارحه و إلى بقاع الأرض: أن اكتمي عليه ذنوبه فيلقى الله حين يلقاه و ليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب.
وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب عنها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة و المغفرة أما و الله إنها ليست إلا لأهل الإيمان. قلت: فإن عاد بعد التوبة و الاستغفار في الذنوب و عاد في التوبة؟
فقال : يا محمد بن مسلم أ ترى العبد المؤمن يندم على ذنبه فيستغفر الله منه و يتوب ثم لا يقبل الله توبته؟
قلت: فإن فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب و يستغفر؟
فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار و التوبة عاد الله تعالى عليه بالمغفرة، و إن الله غفور رحيم يقبل التوبة، و يعفو عن السيئات فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله.
وعن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن العبد إذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل فإن استغفر الله لم يكتب عليه.
وعن عبدالصمد ابن بشير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال :
العبد المؤمن إذا أذنب ذنبا أجله الله سبع ساعات فإن استغفر الله لم يكتب عليه شئ, وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة, وإن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له و إن الكافر لينساه من ساعته.