|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
ليلة القدر والامام المهدي عجل الله تعالى فرجه
بتاريخ : 03-09-2009 الساعة : 06:27 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
" ليلة القدر "
وهي ليلة تجلي وظهور القدر، ومنزلة ويمن وسلطة وعظمة وجلال امام العصر عليه السلام لنزول الروح والملائكة عليه عليه السلام بما تضيق عليه الأرض لتقدير أمور سنة العباد، كما جاء في أخبار كثيرة.
وروي في تفسير علي بن ابراهيم بعدّة أسانيد معتبرة عن الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام انّهم قالوا في تفسير الآية المباركة: (فِيهَا يفرق كُلُّ أَمْر حَكِيم).(12)
"يقدر الله كلّ أمر; من الحق، ومن الباطل، وما يكون في تلك السنة وله فيها البداء والمشيّة، يقدم ما يشاء، ويؤخر ما يشاء من الآجال، والأرزاق، والبلايا، والأعراض، والأمراض، ويزيد فيها ما يشاء، وينقص ما يشاء، ويلقيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلى أمير المؤمنين عليه السلام ويلقيه امير المؤمنين عليه السلام إلى الائمة عليهم السلام حتى ينتهي ذلك إلى صاحب الزمان عليه السلام، ويشترط له ما فيه البداء والمشية، والتقديم والتأخير".(13)
وروى ايضاً:
"إنّ الله يقدّر فيها الآجال والأرزاق وكلّ أمر يحدث من موت وحياة أو خصب أو جدب أو خير أو شرّ... إلى أن قال: تنزل الملائكة وروح القدس على امام الزمان، ويدفعون إليه ما قد كتبوه من هذه الأمور".(14)
وروى ايضاً عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال لأبي المهاجر: " لا تخفى علينا ليلة القدر انّ الملائكة يطوفون بنا فيها...".(15)
وروى الشيخ الصفار في بصائر الدرجات عن داود بن فرقد انّه قال: سألته(16) عن قول الله عز وجل (اِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْريكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ).(17)
قال: نزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود.
قلت له: إلى مَنْ؟
فقال: إلى من عسى أن يكون؟ انّ الناس في تلك الليلة في صلاة، ودعاء، ومسألة، وصاحب هذا الأمر في شغل تنزل الملائكة إليه بأمور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها.(18)
وروى أيضاً عن عبد الله بن سنان قال: سألته عن النصف من شعبان.
فقال: ما عندي فيه شيء، ولكن إذا كانت ليلة تاسع عشر من شهر رمضان قسم فيها الأرزاق، وكتب فيها الآجال، وخرج فيها صكاك الحاج، واطلع الله إلى عباده، فغفر الله لهم الّا شارب الخمر.
فاذا كانت ليلة ثلاثة وعشرين فيها يفرق كلّ أمر حكيم، ثمّ ينهى ذلك ويمضي.
قال: قلت: إلى مَنْ؟
قال: إلى صاحبكم(19).(20)
وفي خبر آخر قال:
" يكتب فيها وفد الحاج، وما يكون فيها من طاعة، أو معصية، أو موت، أو حياة، ويحدث الله في الليل والنهار ما يشاء، ثمّ يلقيه إلى صاحب الأرض.
قال الحارث بن المغيرة البصري: قلت: ومَنْ صاحب الأرض؟
قال: صاحبكم".(21)
وفي خبر آخر قال:
"انّ الله يقضي فيها مقادير تلك السنة، ثمّ يقذف به إلى الأرض.
فقلت:(22) إلى مَنْ؟
فقال: إلى مَنْ ترى يا عاجز أو (23) يا ضعيف".(24)
وفي خبر آخر قال:
"إذا كان ليلة القدر، كتب الله فيها ما يكون، قال: ثمّ يرمي(25) به.
قال:(26) قلت: إلى مَنْ؟
قال: إلى مَنْ ترى يا أحمق".(27)
وقال العلامة المجلسي في (زاد المعاد):(28) "يظهر من بعض الأحاديث انّ الليالي الثلاث هي ليالي قدر، وتقدّر الأمور في الليلة الاُولى، وقد تغيّر بعضها في الليلة الثانية بكثرة الدعاء والعبادة، وتختم في الليلة الثالثة ولا تغيّر أو تغيّر تغييراً قليلا جدّاً.
وبلا تشبيه فانّها مثل أوامر الملوك، ففي البداية تكون معلّقة ومن السهل تغييرها، وبعد أن تسجّل في السجلات فسوف يكون تغييرها أصعب، وما لم تختم بختم الآثار فمن الممكن أن يطرأ عليها التغيير، ولكن عندما تختم بالختم الأشرف فهو بمنزلة الختم، ويكون تغييره صعباً جداً".(29)
وقال أيضاً في ذكر الترغيب للعبادة في ليلة القدر:
"وبما انّ صاحب الأمر عليه السلام محشور في جميع هذه الليلة مع الملائكة المقرّبين، وتأتيه فوج فوج، وتسلّم عليه، ويعرضون عليه ما قدر عليه وعلى باقي الخلق; أَلاَ ينبغي التأسي بإمامه، ويجتنب الغفلة".(30)
وعدّ من قواعد عبادة هذه الليلة:
"بما انّه في هذه الليلة تقدّر جميع الأمور من العمر والمال والولد والعزّة والصحة والتوفيق لأعمال الخير وسائر الأمور، فسوف يكون اصلاح جميع احوال سنته في هذه الليلة، وقد يكون اسمه قد كتب في ديوان الأشقياء، فيغيّر ويكتب في زمرة السعداء، كما ورد هذا المضمون في أكثر الأدعية والأحاديث المعتبرة"(31) انتهى.
وعلى ما ذكر في الباب السابق انّ الدعاء له عليه السلام مقدّم على الدعاء لنفس الانسان، وهو مشغول في هذه الليلة بهذا الأمر الالهي العظيم الذي أشير إليه في الأخبار المتقدّمة وغيرها، فأحسن دعاء هو طلب النصرة له، والاعانة، والحفظ الالهي، كما تقدّم في دعاء الليلة الثالثة والعشرين أن تقرأ على جميع الحالات في الركوع وفي السجود وقائماً وقاعداً، بل في كلّ الأوقات هذا الدعاء الذي مضمونه بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسول الله وآله صلوات الله عليهم: " اللهمّ كن لوليّك الحجّة بن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف في هذه الساعة وفي كلّ ساعة وليّاً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلا وعيناً.. إلى آخره " وهو على هذا النحو.
ثمّ تتوسّل وتستغيث به عليه السلام وتطلب الاعانة والشفاعة لأداء ما يريده وما يجري على يديه وتنتهي إلى نظره الأنور.
والتضرّع والانابة أن لا يرفع نظر لطفه ورأفته عنه; وأن يذكر عنده عليه السلام بالحسنى، فيتعامل معه بما يليق بالعظمة فزمام الأمور في هذه الليلة بيد قدرته الالهيّة; وفي خبر معتبر (32): " لو قرأ رجل ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان انّا أنزلناه في ليلة القدر ألف مرّة لأصبح وهو شديد اليقين بالاعتراف بما يخصّ به فينا (33) وما ذاك الّا لشيء عاينه في نومه".(34)
وقال العالم الرباني السيد علي بن عبد الحميد النيلي في شرح المصباح للشيخ الطوسي رحمه الله بعد أن نقل هذا الخبر:
كنّا في ليلة الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة ثمانية وثمانين وسبعمائة معتكفين في مسجد الكوفة مع جماعة فشرعنا بعد الصلاة بقراءة سورة إنّا أنزلناه ألف مرّة، فلمّا فرغنا نام كلّ منّا في مكانه، فرأيت في المنام ـ ولم يكن النوم غالباً عليّ وانّما شبه الاغفاءة ـ كأن أبواباً قد فتحت ولا أدري انّها في السماء أو في الأرض، وخرج منها جماعة على هيئات حسنة، ووقفوا أمامي وقالوا: الزم أئمتك المعصومين فهم الاعلام الهداة الأكارم الثقات السادات البررة، الأتقياء السفرة، الأنجم الزهر، والأوّابين الغرر، وغير ذلك من المكارم... إلى آخره.(35)
ولا يسع المقام لأكثر من هذا.
الهوامش
(12)الآية 5 من سورة الدّخان.
وقد أدمجت عبارة في المتن أنسب بها بالحاشية منسوبة إلى المؤلف رحمه الله وهي:
"هو الله تعالى، أشير في هذه العبارة إلى ثلاثة وجوه من الوجوه التي بيّنت سبب تسمية هذه الليالي بليلة القدر".
(13)راجع تفسير علي بن ابراهيم: ج 2، ص 290.
(14)راجع تفسير علي بن ابراهيم: ج 2، ص 431.
(15)راجع تفسير علي بن ابراهيم: ج 2، ص 290.
(16)قال المؤلف رحمه الله: " يعني الصادق عليه السلام ".
(17)الآيات 2 و3 من سورة القدر.
(18)بصائر الدرجات (الصفار): ص 220، ج 5، باب 3، ح 2.
(19)قال المؤلف رحمه الله: " يعني امامكم ".
(20)راجع بصائر الدرجات (الصفار): ص 220، ج 5، باب 3، ح 3.
(21)راجع بصائر الدرجات (الصفار): ص 221، ج 5، باب 3، ح 4.
(22)في الترجمة (فسأل المعلّى بن خنيس) والظاهر انّه من شرح المؤلف رحمه الله لأن المعلّى بن خنيس هو راوي هذا الخبر.
(23)في الترجمة (أو قال يا ضعيف).
(24)راجع بصائر الدرجات (الصفار): ص 221، ج 5، باب 3، ح 7.
(25)هكذا في الترجمة والبحار، وفي المصدر (ثمّ يريني) وهو ظاهر التصحيف، والظاهر انّ الصحيح ما في الترجمة والبحار ليناسب سؤال الراوي.
(26)في الترجمة (فسأل الراوي).
(27)راجع بصائر الدرجات (الصفار): ص 221 و222، ج 5، باب 3، ح 8.
(28)بما انّ الكتاب باللغة الفارسيّة فقد ترجمنا المقطع.
(29)راجع زاد المعاد (المجلسي): ص 181.
(30)راجع زاد المعاد (المجلسي): ص 182.
(31)راجع زاد المعاد (المجلسي): ص 182 ـ وفي المصدر انّ هذا المقطع قبل المقطع السابق.
(32)رواه الشيخ المفيد والشيخ الطوسي باسنادهما إلى أبي يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله عليه السلام.
(33)هكذا في التهذيب والمقنعة.. ولكن في الوسائل (بما تختص فينا) وفي المصباح (بما يختص به فينا) وفي نسخة من المصباح (بما يختص فينا).
(34)راجع المقنعة (المفيد): ص 313، الطبعة المحققة ـ والتهذيب (الطوسي): ج 3، ص 100، رقم الحديث العام (262) ورقم الحديث الخاص 34 ـ مصباح المتهجد (الشيخ الطوسي): ص 520، الطبعة الحجرية ـ وسائل الشيعة (الحرّ العاملي): ج 7، ص 264، كتاب الصوم، أبواب احكام شهر رمضان، باب 33، ح 2 ـ جامع أحاديث الشيعة: ج 9، ص 40، كتاب الصوم، أبواب فضل شهر رمضان، باب 3، ح 12، ورقم الحديث العام (71).
(35)لعدم وجود المصدر فقمنا بترجمة القضيّة.
المصدر
النجم الثاقب
|
|
|
|
|