|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 30600
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 7,005
|
بمعدل : 1.21 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
وجهان من حياتي...
بتاريخ : 14-12-2009 الساعة : 03:42 PM
وجهان من حياتي...
الحياة البوم صور كل صورة فيها تحكي حكاية قلب عاشها بكل جوارحه
شاء ام ابى
وانا ارتئيت ان اضع بين ايديكم صورتين من حياتي تخص
اشخاصا مررت بهم وعرفتهم ذات يوم
1.عجزو في التاسعة والعشرين.!!
ام علي ..
هكذا تكنى
ابنها علي لم يتجاوز عامه الحادية عشر
ولها بنات واولاد لااعرف عددهم بالتحديد
لأم علي اوقات محدده في كل يوم تأتي بها لبيتي
تطرق الباب طلبا لبقايا الاكل
طعاما لدابتها
المنهكة الهزيلة التي اصابها الفقر هي الاخرى!!
ذات يوم في ظهيرة صيف طُرقت الباب كنت في باحة منزلي كعادتي اقوم بأعمال التنظيف اليومي
فقمت لأفتح الباب .. وجدتها ام علي
وجهها المتعب تعلوه الابتسامة
تبادلنا السلام
اعطيتها ما ارادت
وبقيت اتجاذب معها اطراف الحديث ..
كم عدد اولادها اعمارهم محل سكنهم ...جعلتها تحس كأنها في قسم الشرطة للتحقيق
معها بجريمة لم ترتكبها فهي لم تطلب اكثر من بقايا طعام...
ماكنت تتمنع عن الاجابه بل اجابت وراحت تسهب في الحديث والشرح
تتكلم وانا اتأمل ذلك الوجه الذي حفر الفقر والحزن اخاديدا فوقه من العوز والحرمان
ذلك الوجه رغم اثار قسوة الزمن لم يستطع ان يسلبه بعض من جماله
المتشح بالتعب والارهاق
دفعني فضولي ان اسألها عن عمرها
بالتأكيد حتى اكمل تحقيقي ....
نسيت انها رغم ماالم بها من سطوت الفقر وجبروته لم تزل امرأه
تكره الكلام عن العمر والسنين
واي سنين تلك التي تعدها مع هذا الحال فغدت كل ايامها سواء
قلت :كم عمرك خاله
(انا احتراما لمن يكبرني اقول خاله بغض النظر عن عمره
وبالنسبة لام علي هي اعتادت استعمال هذه الكلمة معي)
اجابت بحيرة وحزن وكأن لسان حالها يعاتبني على سؤالي هذا فأي عمر هذا لتعد سنينه:
انت قولي كم ابلغ من العمر؟
رحت اعد سنوات عمرها من التجاعديد التي ملئت وجهها واجبت
محاولاةً مراعات مشاعرها فلا توجد امراه تحب ان يقال لها انت كبيره:
ربما ولدت في مطلع السبعينيات:
قالت وتعلو صوتها نبرة الحزن :كلا انا ولدت بهذا التاريخ 1980
شهقت شهقة عفويه من هول استماعي ووضعت يدي على خدي تعجبا وقلت:
اذن كيف تقولين خاله كلا انت لست خالتي فانت تسبقيني بثلاث سنوات فقط
وكأني بتلك اللحظة اصبحت المتنفس لها لتبثني احزانها وجور الايام
بقيت متسمرة وجزء من جسمي خلف الباب كأني احتمي بالباب
من ذلك الوحش الكاسر الفقر الذي جرد السواد الاعظم من شعوبنا من انسانيتهاو كرامتها
لااملك شيء سوالاستماع وتركتها تسترسل اكثر
كي لااحرمها من حقها بالشكوى بعد ان سلبتها الحياة
الاحساس بوجودها وحقها بان تحيا حياة تضمن معها كرامتها وتحفظ
بها ماء وجهها من ان يراق..
تحدثت وتحدثت راحت تحكي لي حكاية الفقر
التي بلا نهايه
حتى اصابها الكلل
اعتذرت على الاطالة علي وازعاجي بشكواها
لم املك مااقول سوى الدعاء لها ان يغير الله حالها
وان يريحها من هذا العذاب
واغلقت الباب وانا لم يزل يلفني الذهول
امسكت المكنسة ورحت ازيل الغبار عن الارض من جديد..
|
|
|
|
|