|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 41188
|
الإنتساب : Aug 2009
|
المشاركات : 5,848
|
بمعدل : 1.05 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
خط الثورة والنظام المضاد
بتاريخ : 06-01-2010 الساعة : 09:21 AM
ط الثورة كان أبداً قاطرة التقدم للامم، وطريقاً لتبديد سبات الانسان، وخروجاً عن الجمود، وانطلاقاً نحو بناء المستقبل، بينما كان خط الانظمة الفاسدة خطاً مضاداً لهذه الحركة التقدمية عبر التاريخ، ومن هنا فإن هناك ثقافتين تتراوحان في الحركة الاجتماعية..
ثقافة الانظمة التي تتمحور حول شرعية المؤسسات الجامدة الرجعية القائمة، وثقافة الشعوب.. ثقافة الثورة التي تعطي الشرعية لبناء المستقبل. وعاشوراء في تاريخنا الاسلامي تؤكد شرعية الثورة، وتعطينا بداية للعمل الثوري كون الحق لا يبتدأ مرحلته بالاستسلام والسكوت، والذل والخنوع، وانما يبدأ بالرفض.. كلمة التوحيد تبدأ بحرف [لا]
ونقول:
((لا إله إلا الله)).
هذه العبارة التي تجسد تكريساً للرسالات السماوية، فكل الانبياء عليهم صلوات الله قد جاءوا لكي يكرسوا خط الحنفية البيضاء. أي: الرفض لكل ما هو شرك وفساد وانحراف، وخط الرفض هذا الذي انبعث في الامة الاسلامية كان موجهاً ضد الخارج، أي ضد من سموا بالكفار والمشركين والجاهلين، لان حركة الفتح الاسلامي المتصاعدة منذ بداية الهجرة تقريباً وحتى سنة (61) والتي كانت كأمواج البحر تتوسع في سرعة هائلة، وجهت رفض الامة وتمرد الجماهير وثورة الشعب ضد الاجنبي، ولذلك كانت كل البطولات التي سجلت في تاريخنا الاسلامي قبل ملحمة كربلاء موجهة لاعداء الامة الخارجيين، وليس ضد الانحراف الداخلي الذي كان ينخر في أعماق الامة الاسلامية، وفي نفس الوقت كانت النفوس الابية والروح المتعطشة للشهادة والقلوب الملتهبة ايماناً وحماساً من أجل الدين، كانت تترك داخل البلاد وتتوجه الى الفتوحات الاسلامية خارج البلاد حتى أصبح المثل الاعلى للشهيد هو أن يقتل في حدود الامة الاسلامية، أما داخل الدولة فكانت عربدات معاوية ومفاسد يزيد، وجرائم زياد وابن زياد، وتحريفات سمرة بن جندب، ومن أشبه هي الرائحة، وبلغ الانحراف الذروة داخل كيان الأمة الاسلامية العملاق والعظيم حتى يكاد يسقط بسبب تلك الارضة التي كانت تنخر في العصى التي تعتمد وتتكيء عليها لولا ملحمة الامام الحسين وشرعية الثورة.
بلى لولا أبوا الشهداء الامام الحسين بن علي الذي بعث من وادي كربلاء صرخة دوت عبر التاريخ الاسلامي، وصنعت بطولة من نوع جديد جسدت فلسفة الشهادة وروح الرسالة وحماس التضحية من أجل الله في الثورة التحررية داخل الامة الاسلامية في مقاومة الانحراف الداخلي. وبالتالي حافظت على عمق هذه الشجرة. لذلك لو قيل أن شجرة الاسلام قد سقيت بدم الشهيد وأبي الشهداء الامام الحسين بن علي (ع)، فان ذلك ليس جزافاً، فلولا هذا الدم لما قام للاسلام عود،وبيد ان الشجرة قد نمت بدماء الشهداء الاولين كجعفر بن أبي طالب وحمزة سيد الشهداء في عصرهم، إلا ان أرضة الفساد في هذه الامة كاد يؤدي بهذه الشجرة الى السقوط، فجاء دم الامام الحسين ليصحح هذا الخلل.
ح/2 م/ق كتاب عاشوراء امتداد لحركة الانبياء السيد المدرسي
|
|
|
|
|