*يروي صاحب ( كشف الغمّة ) عن كتاب حليةالأولياء
أنّ رسول الله ( صلىّ الله عليه وآله ) وضع الحسن ( عليه
السلام ) يوماً على عاتقه وقال : من أحبني فليحبّه .
* يروى ان رسول الله(صلى الله عليه وآله)كان يصلي
فجاء الحسن والحسين فارتدفاه ،فلمّا رفع رأسه أخذهما
أخذاً رفيقاً ، فلمّا عاد عادا ، فلمّا انصرف أجلس هذاعلى
فخذه الأيمن ، وهذا على فخذه الأيسر : ثم قال : منأحبنّي
فليحبّهذين .
* ويروي الشيخ الصدوق عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
قال أبي عن أبيه : كان الحسن بن علي بن أبيطالب
( عليه السلام ) أعبد الناس في زمانه ، وأزهدهم وأفضلهم ،
وكان اذا حجّ ، حجّ ماشياً ، وربّما مشى حافياَ ؛ وكان إذا ذكر
الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث
والنشور بكى ، وإذا ذكر الممرّ على الصراط بكى ،
وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهقشهقة
يغشى عليه منها .
وكانإذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عزّ وجلّ ،
وكان إذا ذكر الجنّة والنار اضطرب اضطراب السليم ( لدغته حية أو عقرب ) ،
وسأل الله الجنّة ، وتعوّذ من النار .
وكان ( عليه السلام ) لا يقرأمن كتاب الله عزّ وجلّ : (يا أيّها الذين آمنوا )
إلاّ قال : لبيّك اللهمّ لبيّك، ولم يُر في شيء من أحواله إلا ذاكراً لله سبحانه ،
وكان أصدق الناس لهجة ، وأفصحهم منطقاً .... إلخ
ويروىفي مناقب ابن شهر اشوب وروضة الواعظين أنه ( عليه السلام )
كان إذا توضّأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه ؛ فقيل له في ذلك فقال :
(حقّ على كلّ من وقف بين يدي ربّ العرش أن يصفرّلونه
وترتعد فرائصه ) .
وكانإذا بلغ باب المسجد رفع رأسه وقال :
( إلهي ضيفك ببابك ، يا محسنقد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي
بجميل ما عندك يا كريم ) .
كماروى ابن شهر اشوب عن الصادق ( عليه السلام ) أن الإمامالحسن
( عليه السلام ) حجّ خمساً وعشرين مرّة ماشياً ، وأن النجائب لتقاد معه؛وقاسم الله تعالىماله مرّتين ، وروي ثلاث مرّات ( أي كان يستبقي
النصف لنفسه ، ويوزع النصفالآخر على الفقراء ) .
ومن حلمهما روى المبرّد وغيره أنّ شاميّاً رآه راكباً فجعل يلعنه،
والحسن ( عليه السلام ) لا يردّ ، فلمّا فرغ أقبل الحسن ( عليه السلام ) فسلّم عليه وضحك ، فقال : أيّها الشيخ أظنّكغريباً ، ولعلّك شبّهت ، فلو استعتبتنا أعتبناك ، ولوسألتنا
أعطيناك ، ولو استرشدتنا أرشدناك ، ولو استحملتنا أحملناك ، وإن كنتجائعاً أشبعناك ،
وإن كنت عرياناً كسوناك ، وإنّ كنت محتاجاً أغنيناك،
وإن كنت طريداً آويناك ، وإن كان لك حاجة قضيناها لك .
فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقتإرتحالك
كان أعود عليك ، لأنّ لنا موضعاً رحباً ، وجاهاً عريضاً،
ومالاً كثيراً .
فلمّا سمع الرجل كلامه بكى ،ثم قال : أشهد أنّك خليفة
الله في أرضه ، والله أعلم حيثيضع رسالته ، وكنت
أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ .
وحوّل رحله إليه ، وكان ضيفه إلى أن ارتحل،
وصار معتقداً لمحبّتهم .
أو يمكن أن يكون المعنى : لو استرضيتنا
أرضيناك ( المعرب ) .
يرويالشيخ رضيّ الدين عليّ بن يوسف بن المطهّر الحلّي أنّرجلاً
وقف على الحسن بن عليّ ( عليه السلام ) فقال : يا بن أميرالمؤمنين
بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه ،بل
إنعاماً منه عليك إلاّ ما أنصفتني من خصمي فإنّه غشوم ظلوم ، لايوقّر
الشيخ الكبير ، ولا يرحم الطفل الصغير ؛ وكان متكئاً فاستوى جالساً ،
وقال له : من خصمك حتّى انتصف لك منه ؟ فقال له : الفقر .
فأطرق (عليه السلام ) ساعة ، ثمّ رفع رأسه إلى خادمه وقال له :
أحضر ما عندك من موجود ، فأحضر خمسة آلاف درهم فقال :
ادفعها إليه ، ثمّ قال له : بحقّ هذه الأقسام التي أقسمت بهاعليّ
متى أتاك خصمك جائراً إلاّ ما أتيتني منه متظلمّاً .
نقلالعلّامة المجلسي ( ره ) عن بعض كتب المناقبالمعتبرة
عن رجل اسمه نجيح قال : رأيت الحسن بن علي ( عليه السلام )
يأكل وبين يديه كلب ، كلّما أكل لقمة طرح للكلب مثلها ، فقلت له؛
يا بن رسول الله ، ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك ؟ قال : دعه،
إنّي لأستحيي من الله عزّ وجلّ أن يكون ذو روح ينظر فيوجهي
وأنا آكل ثمّ لا أطعمه .
ورويأنّ غلاماً له ( عليه السلام ) جنى جناية توجب العقاب فأمربه
أن يضرب ، فقال : يا مولاي ، ( والكاظمين الغيظ ) ، قال : كظمت غيضي ،قال : ( والعافين
عن الناس ) ، قال : عفوت عنك ، قال : ( والله يحب المحسنين )
قال : أنت حرّ لوجه الله ، ولك ضعف ما كنت أعطيك .
نقلا عن كتاب
منتهى الآمال فيتواريخ
النبي والآل عليهم السلام .. الجزء الأول ..
تأليف :العلامة المرحوم الشيخ عباس القمي ..طابثراه..