[هشام حيدر]

القائمة العراقية كغيرها من القوائم ذات النهج الديكتاتوري الفردي تعتمد في دعايتها الانتخابية دوما على اسم وصورة القائد الرمز لاغير!
صورة لعلاوي ينظر شزرا !!
صورة تبرز عينين غاضبتين ....كتب تحتها رجل المرحلة !
اخرى مكتوب تحتها....انقذ العراق !!
واحيانا لاشيء سوى كلمة واحدة كبيرة........... علاوي !!!
مثال الالوسي ذهب الى ابعد من ذلك اذ سمى قائمته باسمه (مثال الالوسي للامة العراقية)!! ولعله لو تمكن لاصبحنا الامة( المثالية )كما صار غيرنا المملكة السعودية !
والامثلة كثيرة تبدا بعلاوي ولاتنتهي بدولة رئيس الوزراء وجدارياته التي زادت على جداريات ابو الليثين !!
لكن تجربة علاوي لاتنفع ان يكون رمزا بهذا الحجم تتلخص فيه قائمة او كتلة باسرها يكتب تحتها.....علاوي !
بل ان بعض البوسترات التي رفعت في الانتخابات الاخيرة حملت مشاهد تفجيرات مع صورة امراة ثكلى تصرخ وكتب الى جانبها...علاوي..انقذ العراق!
ولو عدنا الى الوراء قليلا ...سنوات معدودات ليس الا ابان فترة الادارة الانتقالية حيث رتب له الامريكان كل شيء تمهيدا لخلق هالة من حوله وصنع كاريزما لشخصه من خلال الجزيرة والعربية وغيرها ومنحه سلطات تشريعية وتنفيذية بما ينسف موضوعة الديمقراطية من جذورها..ماذا نجد؟
نجد اولا ان الرجل لم يكن بعيد النظر فلم يفلح في طمانة خصومه او شركائه السياسيين بحسن نواياه وهم الذين يعلمون انه رجل امريكا فدق ناقوس الخطر بيده بقوة معلنا اعادة البعثيين عام 2005 والعهد بجرائم البعث قريب والصدور حرى والعيون عبرى والجرح لما يندمل !
وشرع باعادة جلادي الاجهزة القمعية وحملة الشهادات في فكر القائد الضرورة وعزف على الوتر الامني حتى قطعه اربا فكان مفرطا اخرج الامور عند حدها المقبول فسقطت بغداد وصار عسيرا على اهل المحافظات الوصول اليها حيث تحاط بعصابات الارهاب في اللطيفية والحفرية وغيرها يقطعون الشارع العام في وضح النهار وينصبون السيطرات وياسرون ويعدمون ويقطعون الرؤوس كل هذا بالقرب من مقرات مشاة البحرية ..المارينز !!
اما داخل عاصمة الخلافة فقد كان عمال التنظيف يجمعون من الجثث اكثر مما يجمعون من النفايات يوميا حتى باتت الجثث تفخخ بدورها ويخشى هؤلاء المساكين الاقتراب منها فصار مشهدها مالوفا على الارصفة وكننا نعيش عصر النياردنتال !!
اما المساكين من افراد الجيش والشرطة فقد كانوا يباعون بابخس الاثمان التي يقتسمها قادتهم جلادوا الامس الذين اعادهم علاوي مع مرتزقة الاميركان حتى بتنا نسمع يوميا عن اعدام العشرات من الجنود او الشرطة المجازين !!
اصبح العراق في عهده الميمون مسرحا ومرتعا لكل لقطاء الوهابية في العالم بلا حسيب او رقيب وكان الشغل الشاغل لعلاوي والامريكان هو تجميعهم في العراق فلم نسمع عن اعتقال او مداهمة اللهم الا مانجح فيه من استفزاز للصدريين بعد ان فشلت الخطة مع البدريين فشفى غليله بضرب النجف وكربلاء حتى ضرب الصحن العلوي فقال عدنان الزرفي رفيق علاوي في مرحلة الاعداد الامريكي .....(يتفلش ونبنيه..طابوكات )!!
اما وزير دفاعه المثقف الواعي الليبرالي فقد وقف امامه ذات مرة كما يقف زبانية صدام امامه متملقين ليقول بوقاحة معقبا على مجازر النجف (وداعتك سيدي...مااوكف الا اجيب مقتدى راكع كدامك)!!!!
امام الكاميرات ويسمحون ببثه لاحقا هكذا يقول بكل وقاحة وهكذا يتقبل قادئهم الرمز هذه الجملة القذرة دون ان ينهره ويزجره ليقول اننا دولة ديمقراطية تقوم على مبدا الفصل بين السلطات كما هو مقتضى النظام ....المغراطي !!
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه اعداد الانتحاريين السعوديين وغيرهم من حمير الوهابية كان الشعلان يدق طبول الحرب على (البوابة الشرقية للامة العربية) معتبران كل مايجري في العراق ...سببه ايران !
ولو قدر لعلاوي والشعلان الفوز لكنا اليوم نعيش فصول قادسية علاوي والشعلان حتى كتب في حينه..
من اجل قادسية ومقابر جماعية,علاوي والشعلانبخدمتكم
http://alawi21995.jeeran.com/Page_2.html
مع افتضاح امر علاوي وتنسيقه مع البعثي الهارب...يونس الاحمد (على الرابط نص الكتاب المنشور في حينه)!
اما ملفات الفساد التي تكون عادة متلازمة مع ملفات البعث بفردتيه اليمنى واليسرى كما يعرف من عايش البعث السوري والبعث العراقي الصدامي...فقد ازكمت رائحتها الانوف ومهدت لما بعدها وكل هذا خلال ستة اشهر لاغير !
ومهما حاول البرلمان مناقشة ذلك كان اتباع علاوي يخرجون من الجلسة ليختل النصاب بالاتفاق مع الكرد حيث كانت اقوى الاتهامات توجه لحازم الشعلان ونسرين برواري !!
وقد لايعلم البعض ان ما (لغفه)الشعلان في ستة اشهر يفوق ما(لغفه)السوداني في اربع سنوات !!
للمزيد يرجى مراجعة الرابط الذي نشر وثائق الادانة في حينه....
http://www.alnajafnews.net/najafnews/doc/index.htm
في انتخابات 2006 دخل علاوي باسم القائمة العراقية التي حصلت لاحقا على 25 مقعدا لاغير اعلن اغلبهم ان القائمة تدار من الخارج حيث يقيم علاوي ويبدو ان هذه سمة بعثية اذا مالاحظنا ادارة اتحاد كرة القدم من عمان من قبل حسين سعيد !
(وكانت هيئة الاجتثاث قد شملت بعض رفاق علاوي بقراراتها من امثال طاهر البكاء** وراسم العوادي وعدنان الجنابي وسوسن الشريفي واخرون)
واكد اعضاء القائمة ان القرارات تتخذ دون علمهم وان الكتلة لم تجتمع مرة ولم تلتق برئيسها الذي لم يحضر جلسات مجلس النواب اطلاقا !!
والترفع على مجلس النواب بل بغضه سمة مميزة لاصحاب الشعارات والعنتريات عشاق النهج الفردي ويمكن تاشير ذلك بالقاء نظرة خاطفة على اكثر الاسماء تغيبا عن حضور جلسات المجلس !
ثم اخذ عقد القائمة الصغير ينفرط تدريجيا ولم يخرج في نهاية المطاف بخمس العدد الذي دخل به .......علاوي !
اذن فهو لم يفلح بوحدة وتحالف كتلة مكونة من 25 نائبا فكيف يفلح بتوحيد الموزائيك او الفيسفساء او....الجودلية العراقية كثيرة الركع..؟؟؟
وهذا ديدن البعث والبعثيين حملة اهداف (الوحدة )التي مزقت جسد العرب و(الحرية )التي دفنت العراقيين والكويتيين بالاصفاد والاغلال و(الاشتراكية) التي جعلت الجميع شركاء في التعذيب والتنكيل والقهر!
ويوم اعلن القاضي وائل عبد اللطيف انسحابه من العراقية اصدرت حركة الوفاق بيانا بعثيا رخيصا اسائت فيه للحركة البعثية وامين سر قيادتها علاوي قبل ان تسيء الى القاضي والائتلاف والشيعة وشعائرهم حيث ورد في البيان ان المشهداني ذات مرة قال لعبد اللطيف ان مكانك ليس في هذا الجانب بل في الجانب الاخر في اشارة الى (قائمة اللطم والهريسة)!!!
هكذا يتعامل علاوي وحزب البعث او حركة الوفاق لافرق .....مع شعائر الشيعة المنصوص على احترامها في صلب الدستور !!
وانى للبعث ان يحترم دستورا او قانونا او حقوقا لاقلية او اكثرية فهو لايعرف من القانون الا مايسنه هو ومايفسره هو بحيث يكون كما قال كبيرهم الطاغية المقبور (شنو هوه القانون؟ لاستيكة)!!
واليوم يعيد الامس القريب نفسه ولانقول يعيد التاريخ نفسه ...فهاهو عقد العراقية يتبعثر قبل ان ينعقد ونصبح يوميا على اخبار انسحابات من القائمة قبل خوض المعترك الانتخابي !!
ولاتفلح تزويقات ميسون الدملوجي في رتق الفتق فقد اتسع واستعصى على الراتق...!
وان غدا لناظره قريب !!
------------------------------
للاطلاع على المزيد حول ماكتب عن علاوي عام 2005 وليس الان...
http://alawi21995.jeeran.com/allawiBaathi.html

هشام حيدر
الناصرية