[شهاب الاعرجي]

يامثكولة بأبيها ... بقلم / السيد احمد الاعرجي

أرخت أيام الحزن أستارها , وسجّرت ليالي الغربة نيرانها , سأل الكون ماذا جرى جاء النداء أن أضحت دار طه خالية من زهرائها , والمرتضى يكفكف دموعه متعثر الخطوات وارتفع أنينه مع الزفرات وكأنه ينادي أف لك يادهر مالك من خليل وتبا لدنيا قبح الغدر عنوانها , وعانق الحسن حسينا وارتفع بكاؤهم الحزين وبكى أيضا من كان في علياءها , ورغم صغرها زينب صارت للمصائب أما وللدموع منابعها .
على سماء الدار خيمت غيوم الحسد , وعلى الأعتاب حقد إبليس قد توسد , لست ادري اثأر من علي جاءوا ليطلبوا أم من خير الخلق محمد (ص) .
وكأن السقيفة لم تشفي الغليل ومنع الوصية لم يثلج قلب كل ذليل . جاءوا ليكسروا ضلع الكون ويحطموا اعواد المنبر جاءوا ليثبتوا كذبة قالوها أن النبي هو الأبتر.
نزفت عيون الجدران دما مع نزف الضلع , غار جبل الصبر من فقدها وكأنه هول الطلع , هتفت القلوب من وجدها يازهراء مع هطول الدمع .
غصت مكة بالعبرات , واتشحت طيبة بالسواد , وهاهو حزن فقد المختار قد تجدد عاد .
وفي ليلة ظلماء وامصيبتاه شيعت فاطمة النجوم , حملت على نعش والوعتاه من اعواد الهموم , هاهو الحزن يلطم خده وتبعثرت على الأرض الغموم .
من للذكر أهل من بعدك , ومن للأيتام أما يالفقدك ومن للفقراء كهفا ياحسرة غاب برك , وهاهو علي توشح الوحشة , وها هما الحسنين احتضنتهم المحنة . ياانس بيت الأحزان من للأحزان انس بعدك ياحليفة القران من للقران ترجمان غيرك .
ياام أبيها وبضعة نبيها . يايتيمة لهفي عليها , هل رأت عين يتيمة تثكل بابيها ؟.
يامسمار الغدر بأي صدر قد نبت ظلمك , وها هي دمائنا إلى الآن تنزف من غدرك . وأي ضلع هشّمت لفاطمة , ومن بعدها أضلع بالطفوف قد هُشّمت , ودماء المحسن التي سالت عند بابها هي دماء الحسين بكربلاء التي قد نزفت .
ياشهيدة غدا تشهد , على ظالميها ومن بقعر جهنم يتوسد , وستجهر بصوت الحق أين الخلافة أين فدك وأين من قطع الكفين من الزند .
يامظلومة التقطينا ووقودا للنار لاتتركينا ومن نوركم القدسي لاتحرمينا , فنحن من ظُلمنا لأننا نحبكم وهيهات هيهات من عطفك لاتسقينا .