بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
روى إبن بابويه عن يونس بن ظبيان انّه قال أبو عبد اللّه عليهالسلام :
لفاطمة عليها السلام تسعة اسماء عند اللّه عزوجل : فاطمة ، والصديقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدّثة والزهراء .
ثم قال عليهالسلام : أتدري أي شيء تفسير فاطمة ؟
قلت : أخبرني يا سيدى ، قال : فطمت من الشر !
ثم قال : لو لا انّ أمير المؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو الى يوم القيامة على وجه الارض آدم فمن دونه .
قال العلامة المجلسي في هذا الحديث : انّ الصديقة بمعنى المعصومة ، والمباركة بمعنى كونها عليهاالسلام ذات بركة في العلم والفضل والكمالات والمعجزات والاولاد ، والطاهرة بمعنى طهارتها من صفات النقص ، والزكية بمعنى نموّها في الكمالات والخيرات والراضية بمعنى رضاها بقضاء اللّه تعالى والمرضية بمعنى مقبوليتها عند اللّه تعالى ، والمحدثة بمعنى حديث الملائكة معها ، والزهراء بمعنى نورانيّتها ظاهرا وباطنا .
وانّ هذا الحديث الشريف يدلّ على أفضليّة أمير المؤمنين عليهالسلام على جميع الانبياء والاوصياء الاّ خاتم الانبياء صلىاللهعليه وآله ، بل استدلّ بعضهم على أفضليّة فاطمة عليهاالسلام به عليهم .
وقد روت الخاصة والعامة باحاديث معتبرة انّ النبي صلىاللهعليه وآله قال : انّما سمّيت فاطمة فاطمة لانّ اللّه عزوجل فطم من أحبّها من النار .
وروى الشيخ المفيد والطوسي انّ رسول اللّه صلىاللهعليه وآله كان يقول : فاطمة بضعة منّي من سرّها فقد سرّنى ، ومن ساءها فقد ساءني ، فاطمة اعزّ الناس عليّ .
وروى القطب الراوندى: انّ ام ايمن لما توفيت فاطمة عليها السلام حلفت ان لا تكون بالمدينة اذ لا تطيق النظر الى مواضع كانت عليهاالسلام فيها .
فخرجت الى مكة فلمّا كانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا ، فرفعت يديها وقالت : يا ربّ انا خادمة فاطمة تقتلني عطشا ؟ فأنزل اللّه عليها دلوا من السماء ، فشربت فلم تحتج الى الطعام والشراب سبع سنين ، وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحرّ فما يصيبها عطش .
روى إبن شهر آشوب والقطب الراوندي انّ عليّا عليه السلام استقرض شعيرا من يهودي ـ اسمه زيد ـ فاسترهنه شيئا فدفع اليه ملاءة فاطمة رهنا وكانت من الصوف ، فأدخلها اليهودي الى داره ووضعها في بيتٍ .
فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت الذي فيه الملاءة لشغل فرأت نورا ساطعا أضاء به البيت ، فانصرفت الى زوجها وأخبرته بأنّها رأت في ذلك البيت ضوءا عظيما . فتعجّب زوجها اليهودي من ذلك ، وقد نسى انّ في بيتهم ملاءة فاطمة ، فنهض مسرعا ودخل البيت فاذا ضياء الملاءة ينتشر شعاعها كأنّه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب .
فتعجّب من ذلك ، فأنعم النظر في موضع الملاءة ، فعلم انّ ذلك النور من ملاءة فاطمة ، فخرج اليهودي يعدو الى أقربائه وزوجته تعدو الى أقربائها ، فاجتمع ثمانون نفرا من اليهود فرأوا ذلك وأسلموا كلّهم .
ونقل عن الحسن البصري انّه قال : ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة عليهاالسلام ، كانت تقوم حتى تتورم قدماها.
وقال النبي لها : أي شيء خير للمرأة ؟ قالت : أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجل فضمها اليه وقال : ذريّة بعضها من بعض .