بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
عن رجل يدعى سماعه كان يصاحب ابى حنيفه قال جاء رجل الى ابى حنيفه وقال اني اسئلك عن شيئ هو لا شيئ وعجز عن الجواب فالتفت الي فقال: اذهب بهذه البغلة إلى إمام الرافضة فبعها منه بلا شئ واقبض الثمن، فأخذ بعذارها وأتى بها أبا عبدالله عليه السلام فقال له أبوعبدالله عليه السلام: استأمر أبا حنيفة في بيع هذه البغلة، قال: قد أمرني ببيعها، قال: بكم؟ قال: بلا شئ، قال له: ما تقول؟ قال: الحق أقول، فقال: قد اشتريتها منك بلا شئ، قال: وأمر غلامه أن يدخله المربط. قال: فبقي محمد بن الحسن ساعة ينتظر الثمن فلما أبطأه الثمن قال: جعلت فداك الثمن؟ قال: الميعاد إذا كان الغداة، فرجع إلى أبي حنيفة فأخبره فسر بذلك فرضيه منه فلما كان من الغد وافى أبوحنيفة، فقال أبوعبدالله عليه السلام: جئت لتقبض ثمن البغلة لا شئ؟ قال: نعم ولا شئ ثمنها؟ قال: نعم، فركب أبوعبدالله عليه السلام البغلة وركب أبوحنيفة بعض الدواب فتصحرا جميعا، فلما ارتفع النهار نظر أبوعبدالله عليه السلام إلى السراب يجرى قد ارتفع كأنه الماء الجاري فقال أبوعبدالله عليه السلام: يا أبا حنيفة ماذا عند الميل كأنه يجري؟ قال: ذاك الماء يا ابن رسول الله فلما وافيا الميل وجداه أمامهما فتباعد فقال أبوعبدالله عليه السلام: اقبض ثمن البغلة، قال الله تعالى: " كسراب بقيعة يحسب الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده " قال: فخرج أبوحنيفة إلى أصحابه كئيبا حزينا فقالوا له: مالك يا أبا حنيفة؟ قال: ذهبت البغلة هدرا، وكان قد أعطى بالبغلة عشرة آلاف درهم
""""اما علمت يا ابى حنيفه ان الانبياء والاوصياء عليهم السلام لا يمتحنون""
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين