|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 51244
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 217
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
التشيع مدرسة المحبة والعشق
بتاريخ : 29-07-2010 الساعة : 01:42 AM
من أهم ميزات الشيعة على سائر المذاهب الاُخرى هو أن أساس مذهبهم المحبة. فمنذ عهد النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) الّذي وضع فيه حجر الأساس لهذا المذهب، كان الكلام يدور على المحبة والموالاة، حتّى أننا إذ نسمع النبيّ الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «عليّ وشيعته هم الفائزون»نجد جمعاً من الناس قد تحلقوا حول عليّ(عليه السلام) وقد جذبهم إليه واستغرقهم حباً. ولهذا نرى التشيع مذهب الحب والوله. إن لعنصر المحبة في التشيع أهمية كبيرة، وتاريخ التشيع يقترن بأسماء مجموعة من العشاق والمضحين المدلهين في الحب.
عليّ(عليه السلام) هو ذلك الّذي وإن كان يقيم الحدود الإلهية على الناس ويجلدهم ويقطع يد سارقهم بموجب الشرع، فإنّهم لم يلووا عنه كشحاً ولم تنقص محبتهم له أبداً، وهو في هذا يقول:
«لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَاأَبْغَضَنِي، وَلَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي: وَذلِكَ أَنَّهُ قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الاُْمِّيِّ(صلى الله عليه وآله وسلم) أَنَّهُ قَالَ: « يَا عَلِيُّ، لاَ يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ»
إنّ عليّاً ميزان توزن به الفطرة والطينة. فمن كان ذا فطرة سليمة وطينة طاهرة لا يبغضه حتّى لو ضرب خيشومه. ومن كان ذا فطرة ملوثة لا يحبه حتّى لو أحسن إليه كلّ الإحسان، لأنّ عليّاً(عليه السلام) ليس سوى الحقّ متجسداً.
ها هو رجل من محبي عليّ أميرالمؤمنين(عليه السلام)، ذو فضيلة وإيمان، ولكن مما يؤسف له أ نّه قد زلت قدمه، فكان لابدّ من اجراء الحد عليه. قطع عليّ(عليه السلام)أصابعه اليمنى، فأمسك بها بيده اليسرى ومضى وقطرات الدم تنزف منه. فأراد ابن الكواء أن يستغل هذا الحدث لمصلحة أصحابه الخوارج وضد عليّ(عليه السلام) فتقدم نحوه وقد ارتدى ملامح التعطف والترحم وسأله: «من قطع يمينك؟».
فقال:
«قطع يميني سيد الوصيين، وقائد الغر المحجلين وأولى الناس بالمؤمنين، عليّ بن أبي طالب، إمام الهدى... السابق إلى جنات النعيم، مصادم الأبطال، المنتقم من الجهال، معطي الزكاة... الهادي إلى الرشاد، والناطق بالسداد، شجاع مكي، جحجاج وفي...».
فقال ابن الكواء:
«الويل لك! يقطع يمينيك وتثني عليه!».
فقال:
«كيف لا أثني عليه وقد خالط حبه لحمي ودمي! والله ما قطع يدي إلاّ بما أنزله الله»
هذه النماذج من العشق والولوع الّتي نراها في تاريخ عليّ وأصحابه تجرنا إلى مسألة المحبة والحب وآثارهما. من كتاب الامام علي في قوتيه الجاذبة والدافعة للشيخ المطهري ص 45
|
التعديل الأخير تم بواسطة صادق جعفر ; 29-07-2010 الساعة 01:46 AM.
|
|
|
|
|