بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
حدثنا أحمد بن الحسين القطان قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه قال سألت
أباالحسن علي بن موسى الرضا ( ع ) عن معنى قول النبي ( ص ) أنا ابن الذبيحين قال يعني إسماعيلبن إبراهيم الخليل ( ع ) و عبد الله بن عبد المطلب أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي
بشر الله به إبراهيم العلي العظيم فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ و هو لما عمل مثل عمله قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ و لم يقل يا أبت افعل ما رأيت سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبش أملح يأكل في سواد و يشرب في سواد و ينظر في سواد و يمشي في سواد و يبول في سواد و يبعر في سواد و كان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما و ما خرج من رحم أنثى و إنما قال الله له عز و جل كُنْ فَيَكُونُ فكانليفدى به إسماعيل فكل ما يذبح في منى فهو فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة
فهذا أحدالذبيحين و أما الآخر فإن عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة و دعا الله أن
يرزقه عشرة بنين و نذر لله عز و جل أن يذبح واحدا منهم متى أجاب الله دعوته فلما بلغوا عشرة قال قد وفى الله لي فلأوفين لله عز و جل فأدخل ولده الكعبة و أسهم بينهم فخرج سهم عبد الله أبي رسول الله ( ص ) و كان أحب ولده إليه ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبد الله ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله فأخذه و حبسه و عزم على ذبحه
فاجتمعت قريش و منعته من ذلك و اجتمع نساء عبد المطلب يبكين و يصحن فقالت له ابنته عاتكة يا أبتاه اغدر فيما بينك و بين الله عز و جل في قتل ابنك قال و كيف أغدر يابنية فإنك مباركة قالت اعمد إلى تلك السوائم التي لك في الحرم فاضرب بالقداح على ابنك و على الإبل و أعط ربك حتى يرضى
فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها و أعزلمنها عشرا و ضرب بالسهام فخرج سهم عبد الله فما زال يزيد عشرا عشرا حتى بلغت مائة
فضرب فخرج السهم على الإبل فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال تهامة فقال عبدالمطلب لا حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات فضرب ثلاثا كل ذلك يخرج السهم على الإبل
فلما كانت في الثلاثة اجتذبه الزبير و أبو طالب و أخواتهما من تحت رجليه فحملوه وقد انسلخت جلدة خده الذي كانت على الأرض و أقبلوا يرفعونه و يقبلونه و يمسحون عنه التراب فأمر عبد المطلب أن تنحرالإبل بالحزورة و لا يمنع أحد منها و كانت مائة
فكانت لعبد المطلب خمس من السنن أجراها الله عز و جل في الإسلام حرم نساء الآباء على الأبناء و سن الدية في القتل مائة من الإبل و كان يطوف بالبيت سبعة أشواط و وجد كنزا فأخرج منه الخمس و سمى زمزم حين حفرها سقاية الحاج و لو لا أن عمل عبد المطلب كان حجة و أن عزمه كان على ذبح ابنه عبد الله شبيها بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل لما افتخر النبي ( ص ) بالانتساب إليها لأجل أنهما الذبيحان في قوله ( ص ) أنا ابن الذبيحين و العلة التي من أجلها دفعالله عز و جل الذبح عن إسماعيل هي العلة التي من أجلها دفع الذبح عن عبد الله و هي
كون النبي ( ص ) و الأئمة المعصومين ( ص ) في صلبيهما فببركة النبي ( ص ) و الأئمة ( ع ) دفع الله الذبح عنهما فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم و لو لا ذلك لوجب على الناس كلأضحى التقرب إلى الله تعالى بقتل أولادهم و كل ما يتقرب الناس به إلى الله عز و جل من أضحية فهو فداء لإسماعيل ( ع ) إلى يوم القيامة .