حول من الدنيا الفانية الى الآخرة الباقية
فعن الامام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام قال : يا جابر بن عبد اللّه ، اعطوا من دنياكم الفانية لآخرتكم الباقية .. ومن حياتكم لموتكم .. ومن صحتكم لسقمكم .. ومن غناكم لفقركم .. اليوم في الدور .. وغداً في القبور .. والى اللّه تصير الامور .. ثم أنشأ يقول :
سلام على أهل القبور الدوارس كأنهم ، لم يجلسوا في المجالس
ولم يشربوا من بارد الماء شربة ولم يأكلوا من كل رطب ويابس
ما نصنع مع القلوب إذا أقبلت وأدبرت
فعن الامام الرضا عليه السلام قال : : إن للقلوب إقبالاً وإدباراً أو نشاطاً وفتوراً .. فاذا أقبلت بصرت وفهمت ، وإذا أدبرت كلت وملت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها واتركوها عند إدبارها .. وعن حيدر الكرار عليه الصلاة والسلام قال : روحوا القلوب ، فانها إذا اكرهت ، عميت ... البحار ج84ص47 والمهذب البارع ج3ص172 é
إنما هي القلوب مرة تصعب ومرة تسهل
فقد ورد ان حمران قال للامام الباقر عليه السلام : أطال الله تعالى بقاءك لنا وأمتعنا بك أنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق قلوبنا وتسلوا أنفسنا عنالدنيا ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الاموال، ثم نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا؟ فقال أبوجعفر عليه السلام: إنما هي القلوب مرة تصعب ، ومرة تسهل .. é
فكيف يكون ذلك من خطوات الشيطان
ثم قال أبوجعفر الباقر عليه السلام: أما إن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله، قالوا: يا رسول الله ، نخاف علينا النفاق ، فقال: ولم تخافون ذلك؟ فقالوا: إذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك .. فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الاولاد ورأينا العيال والأهل يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن على شيء .. أفتخاف علينا أن يكون ذلك نفاقاً ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: كلا إن هذه من خطوات الشيطان .. فيرغبكم في الدنيا والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء .. ولو لا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقاً حتى يذنبوا ثم يستغفروا الله فيغفر لهم، إن المؤمن مفتن تواب ، أما سمعت قول الله عزوجل:
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ
وقال
وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ
البقرة 222 ثم هود 90 الكافي ج2ص424 يمر الانسان بهذه الحالة عندما يكون قريب من اللّه وهذا عند قراءة القرآن الكريم ، أو الاستماع الى بعض العلماء والخطباء .. وأما المفتن التواب ، فهو الممتحن يمتحنه اللّه بالذنب ثم يتوب ثم يعود ، وهذا ما ذكره الشيخ الطوسي في كتاب النهاية .. é
هل الانسان يجهل أم يتجاهل
سألوا المصطفى صلى اللّه عليه وآله ، عن صحف موسى ؟ فقال : كانت عبراً كلها وفيها : عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، ولمن أيقن بالنار لِمَ يضحك .. ولمن يرى الدنيا وتقلبها بأهلها لم يطمئن إليها ؟ ولمن يؤمن بالقدر كيف ينصب ؟ ولمن أيقن بالحساب لم لا يعمل ؟ البحار ج74ص72 لعل السبب : هو إنشغال الناس بالدنيا وما فيها .. é
اللهم طهرنا بولاية الصديقة الشهيدة
ورد ان الامام الصادق عليه السلام قال : إذا صرت إلى قبر جدتك فاطمة عليها السلام فقل : يا ممتحنة ، امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك ، فوجدك لما امتحنك صابرة وزعمنا أنا لك أولياء ومصدقون ، وصابرون لكل ما أتانا به أبوك ، صلى اللّه عليه وآله وأتانا به وصيه ، فانا نسألك إن كنا صدقناك إلا الحقتنا بتصديقنا لهما ، لنبشر انفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك .. البحار ج97ص195é
أرفعهما عنها فقد أبكيا واللّه ملائكة السماوات
فعن الامام المرتضى عليه السلام قال : والله لقد أخذت في أمرها وغسلتها في قميصها ولم أكشفه عنها فو الله ، لقد كانت ميمونة طاهرة مطهرة ، ثم حنطتها من فضلة حنوط رسول الله صلى الله عليه وآله وكفنتها وأدرجتها في أكفانها فلما هممت أن أعقد الرداء ناديت يا أم كلثوم ! يا زينب ! يا سكينة ! يا فضة ! يا حسن ! يا حسين ! هلموا تزودوا من امكم فهذا الفراق ، واللقاء في الجنة .. فأقبل الحسن والحسين عليهما السلام وهما يناديان واحسرتا .. لا تنطفئ أبداً من فقدِ جدنا محمد المصطفى .. وامنا فاطمة الزهراء .. يا أم الحسن يا أم الحسين إذا لقيت جدنا محمد المصطفى فاقرئيه منا السلام وقولي له : إنا قد بقينا بعد يتيمين في دار الدنيا .. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : إني اُشهد الله أنها قد حنت وأنَّت ومدت يديها وضمتها إلى صدرها ملياً .. وإذا بهاتف من السماء ينادي يا أبا الحسن أرفعها عنها فلقد أبكيا والله ملائكة السماوات فقد اشتاق الحبيب إلى المحبوب ، قال : فرفعتهما عن صدرها ، وجعلت أعقد الرداء ، وأنا انشد بهذه الابيات :
فراقك أعظم الاشياء عندي وفقدك فاطم أدهى الثكول
سأبكي حسرة وأنوح شجوا على خل مضى أسنى سبيل
ألا يا عين جودي واسعديني فحزني دائم أبكي خليلي
البحار ج43ص179 يا له من فراق بعد فراق .. قبل اللقاء في الجنة .. é
التعقيب بعد الصلاة من المستحبات
المؤكدة .. كما ورد في فقه السيد الخوئي ج15ص419 ومنها التعقيبة الاولى : وهي ان يكبر ثلاثاً ، بعد التسليم رافعاً يديه على هيئة غيره من التكبيرات والثانية : وهي تسبيح الزهراء صلوات الله عليها وهو أفضلها ، على ما ذكره جملة من العلماء ، ففي الخبر : ما عبد الله بشيء من التحميد .. أفضل من تسبيح فاطمة ولو كان شيء أفضل منه ، لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله ، فاطمة .. وفي رواية : تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام ، الذكر الكثير الذي قال الله تعالى :
آذكُرُوا الله ذِكْراً كَِثيراً
وفي رواية آخرى عن الامام الصادق عليه السلام . تسبيح فاطمة كل يوم في دبر كل صلاة .. أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم .. والظاهر استحبابه في غير التعقيب ايضاً بل في نفسه .. نعم هو مؤكد فيه وعند ارادة النوم لدفع الرؤيا السيئة ، كما ان الظاهر عدم اختصاصه بالفرائض .. بل هو مستحب عقيب كل صلاة وكيفيته : الله أكبر اربع وثلاثون مرة .. ثم الحمد لله ، ثلاث وثلاثون مرة : ثم سبحان الله كذلك .. فمجموعها مائة ويجوز تقديم التسبيح على التحميد وإن كان الأولى الاول ... تذكر ان تسبيح الزهراء قبل النوم يدفع الرؤيا السيئة .. é
السلام عليك يا رسول اللّه السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة
فعن فاطمة الزهراء عليها السلام قالت : أخبرني أبي وهو ذا هو ، أنه من سلم عليهِ وعليَّ ثلاث أيام ، أوجب اللّه له الجنة ، فقيل لها : في حياته وحياتكِ ؟ فقالت : نعم وبعد موتنا .. التهذيب ج6ص9 طوبى لمن سلم على البتول وعلى أبيها الرسول عليهما السلام ..é