يا ما كنت ابحث عنكِ!
في كل زمان ومكان!
في كل لحظات عمري
في وهج النيران وسراب الجنان
فأن في مسامات جلدي علامات
تسأل أين أنتِ ؟
عندما ركبت المسافات
وتهت حيث يتيه الهواء
خلف الشجرات
فأنا من صغري أسئل البلابل
والطيور وكل مسافر
وأحمل الحقائب
لأدق المعابر
بصيحات جارفات
لأقمار
ونجوم
ومناظر
أين أنتِ؟
سؤال حير فكري
رغم إني أعلم أن مسكنكِ
في قلب الدفاتر
فتنقلت بين اسطر علم
لا ترحم الحائر
يتناقلني كف طاغية وكف كافر
فأنا أعلم بيقين
إن وجودكِ يهدم الطغيان
ويجعل الأوراق مخضرات
تحملها زغاريد أفنان
يأيتها الإنسية من الجان
أين أنتِ؟
يا واحة يسكنها الرجاء
فبحثت في كل الطرقات
وما كتبت من أوزان
بحثت في حبرِ قلمي
وما كان وكان
لأجدكِ هناك
حيث الصفوف
تعج بما تحمل الكثبان
وعيناكِ تُطارداني
من صف إلى بقعةِ مقعدٍ
سُجل عليه هاهُنا يجلس الحرمان
وأنا أدراي ما بيه
وما كان عليه
في كل ذلك من جور سلطان
سوى عهد أنني سأصون عهدي
وأحرر الإنسان
من قيود أحاطت بكل من سكن هنا
ولم يرى سوى عالم سجين
ليدور في قلبي وعقلي
تهيج الحنين
وأنتِ سارحة لا أعلم عن ماذا تبحثين
فأنا هنا وأنت تدندنين
نغمات حب
لم تزورني
من قبل سنين
وعقود
ف كنا أنا ووعدي ومقعدي
هاهنا جالسين
ننتظر أن تكوني لنا
واذ بكِ
لغيرنا تكونين
فصدقي أن كل ما دار من تجمهرات
وفضفضات
وحسرات
وآهات
سجنتها في عالمي
إلى حيث لا تُريدين
أن يراها أحد سوى قلبي
لأسجل الانتصار
على صنم حكم الدار
ولكني ضحيت بكِ
كي تكوني بأمان
وانا أُهزهز تغريد البلبل الفتان
فيا أول فاء باسمكِ
حاربت الفناء
يا أول حواء تهز عرش حواء
يا أول بصر لا يُبصر إلا على وميض من جفاء
فقد حان الجفاء
وأنا مُتسمر بمقعدي
أوردد للظلم لا ولا