[حبيب الحق14]

بسمه تعالت قدرته
ماذا جنى الشيعة من خلافة علي ع
ان الامام عليا (عليه السلام) وإن لم يستطع في فترة خلافته التي دامت أربع سنوات وتسعة اشهر أن يعيد الاوضاع الاسلامية المضطربة الى سابق عهدها أ لا أنه أحرز النجاح في ثلاثة مجالات أساسية هــي:
الف: أحيا بسيرته العملية الرفيعة شخصية الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم المضيئة وسيرته الجذّابة بين الناس وخاصة أبناء الجيل الجديد...
فقد كان عليه السلام يواسي أفقر الناس ويعيش كما يعيش أدناهم رتبة وبهذا الاسلوب استطاع ان يكسر شوكة معاوية وما كان يظهر به من عظمة كسروية قيصرية.
والامام علي ع لم يقرب في نهجه احدا من أقربائه واهل بيته ومعارفه على حساب الاخرين بل سار بالجميع بالسوية فلم يفضل الغني على الفقير ولا القوي على الضعيف ...
ب: رغم المشاكل العظيمة المنهكة التي عاشها في عصره ترك (عليه السلام) للناس ذخائر قيمة من المعارف الالهية وكنوز العلوم الاسلامية الحقة....
فمن كلماته القصار دوّن ما يقارب أحد عشر الف حكمة في المعارف العقلية والدينية والاجتماعية لقد صبّ (عليه السلام معارف الاسلام العالية في ارفع المعاني وأجزل الالفاظ بلاغة وأكثرها متانة مع ما كانت به خطاباته وبياناته من وضوح واشراق.
وعلى صعيد اخر وضع الامام قواعد التأسيسية للغّة العربية وأرسى مرتكزات ثابتة للادب العربي.
أما فيما يخص الجانب العقلي فقد غاص (عليه السلام) في ابعاد الفلسفة الالهية وأبان مسائلها على منهج يتسم بالاستدال الحر ويعتمد البرهان المنطقي.
ج: إعتنى (عليه السلام) بتربية وإعداد عدد كبير من الرجال فتخرج من مدرسته عدد واسع من العلماء في صنوف المعرفة كان من بينهم منارات سامية في الزهد والمعرفة من أضراب أويس القرني وكميل بن زيادي النخعي وميثم التمار ورشيد الهجري فهؤلاء يمثلون عرفاء أهل الاسلام مصدر العرفان في الاسلام تماما كما عد رجال آخرون في مدرسة الامام علي عليه السلام مصادر تأسيسية لاتجاهات فقهية وكلامية وتفسيرية

والســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
المصدر:مقالات تاسيسية في الفكر الاسلامي (للسيد الجليل محمد حسين الطباطبائي