بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي قال:
أتيتُ بابَ عليّ بن الحسين فكرهتُ أن أصوّت، فقعدت حتّى خرج..
فسلّمت عليه ودعوت له، فردّ علَيَّ السلام ودعا لي،
ثمّ انتهى إلى حائط له ( أي بستان )
فقال: يا أبا حمزة، تَرى هذا الحائط ؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله، قال: فإنّي اتّكأتُ عليه يوماً وأنا حزين، فإذا رجل حسَن الوجه والثياب ينظر في اتّجاه وجهي، ثمّ
قال: يا عليّ بن الحسين، ما لي أراك كئيباً حزينا ؟ أعلى الدنيا، فهو رزق حاضر يأكل منه البَرّ والفاجر! فقلت: ما عليها أحزن كما تقول، فقال: على الآخرة ؟ فهو وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر، فقلت: ما على هذا أحزن؛ لأنّه كما تقول. قال: فما حزنك يا عليّ بن الحسين ؟ قلت: مِن فتنة ابن الزبير، فقال: يا عليّ بن الحسين، هل رأيتَ أحداً سأل اللهَ فلم يُعطِه ؟ قلت: لا، قال: فخَفِ اللهَ يكفيك أمره. قال: ثمّ غاب عنّي، فقيل لي: يا علي، هذا الخِضرُ ناجاك.
قلت: رواه أبو نعيم في حلية الأولياء(44)، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه عنه.