اللهم صل على ابا الزهراء محمد المصطفى وعلى اله وسلم
وعجل فرجه وسهل مخرجه واوسع منهجه
ترانيم الوفاء
في احدى سهول بلادي كان هناك مرعى خضراء ليس بعيدا عن القريه التي يسكن بها الراعي الكبير في سن حيث كان يذهب كل صباح الى ذلك المرعى مع قطيع الأغنام حيث كان الراعي ينفخ بمزماره الخشبي اجمل الأنغام وفي يوم من الأيام وكعادته حيث كانت انامل الراعي الشيخ تداعب المزمار وهو غارق في اللحن الشجي ظهر ثعبان كبير الحجم طويل يتلوى وانتصب من منتصفه راقصا طربا امام الشيخ الذي اصابه شيء من الذعر لكنه استمر بالنفخ في مزماره لعل الثعبان ينصرف عنه ورفع من صوت المزمار لكن الثعبان ما انفك يتلوى ويتراقص بأصرار وعنف ثم انسحب بجسمه الى ثقب صخره كبيره وظل الراعي منتابه الذعر إلا ان الثعبان عاد من غاره وفي فمه قطعه من الذهب ورماها في حضن الشيخ فنتاب الراعي العجب والفرح ثم عاد الراعي الى قريته والحيره تعقد لسانه وما ان جاء الصباح التالي حتى عاد الراعي الى نفس المكان وشرع ينفخ بمزماره وبعد لحضات خرج الثعبان يتلوى في وجه الراعي وبدء بالرقص ثم انسل الى مكانه وعاد يحمل قطعة ذهب في فمه وعاد الى مكمنه وهكذا نشأت بين الراعي والثعبان صحبه طيبه وقد اخفى الراعي سره هذا ومرت الأيام واراد الراعي الذهاب للحج وكانت تلك امنيه يتمناها منذ زمن بعيد ولكن كيف سيترك القطيع وصديقه الثعبان فأسر بسره الى ابنه وقد اودع القطيع عنده وقال له
ما عليك سوى اخذ المزمار الى المكان المعهود والبدء بالعزف وسوف يظهر الثعبان ويرقص وبعدها يعطيك قطعه ذهبيه وتنصرف وهكذا تستمر بالفعل حتى اعود من السفر
فأخذ الراعي الشاب بنصيحة والده وذهب الى المكان وبدء بالعزف وظهر الثعبان ورمى القطعه الذهبيه امامه وعاد الى مخبئه وهكذا في اليوم الثاني والثالث عاد الراعي الشاب مختليلا مع نفسه وقال كم نحن اغبياء نعلق مستقبلنا على ذلك الثعبان ففكر بقتل الثعبان لعله يحصل على كنز الثعبان فجاء الصباح التالي وذهب مع القطيع الى مكان الثعبان واخفى خلفه حجر ثم بدء بالعزف ظهر الثعبان فهرع الراعي راميا الثعبان بالحجر إلا انه لحسن الحظ الحجر لم يصب إلا ذيل الثعبان قاطعا جزءا منه وفي لحضات قفز الثعبان بجنون نحوا الشاب فعضه الراعي عضه مسمومه ومميته وجاء المساء وعاد القطيع من دون الراعي وبعد مده عاد الراعي الشيخ من الحج وقد عرف ان ابنه قد مات بعضة افعى
الشيخ بالصباح قام بالعزف بمزماره ولم يظهر الثعبان حتى كاد اليأس يأسر قلبه فظهر الثعبان وقال للراعي لا تتعب نفسك فلن ارقص بعد اليوم سوف ارقص عندما يتعلم الأنسان الوفاء
ولكن ياعزيزي الثعبان لم اكن انا الفاعل انبني
نعم ياعزيزي الراعي فكلما وجدتني راقصا امامك تذكرت ابنك الذي قتلته وكلما نظرت ذيلي المقطوع كرهت ابنك فيك فلن انسى ولن تكون انغامك نفسها ولن تكون رقصتي نفسها
فوداعا وداعا ايها الأنسان