وهو من افضل التابعين وحواريّ أمير المؤمنين عليه السلام .
وُلد في ((قرن)) إحدى مدن اليمن, وأسلم في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ولم يره. . وإنما كان يشتاق لرؤيتهُ(صلى الله عليه وآله)
ولكن أنشغاله بواجباته تجاه
أُمه منعه من ذلك ...
وذات يوم طلب منها الإذن بالقدوم للمدينة المنورة لزيارة
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأذنت له واشترطت عليه ألا يمكث أكثر من نصف يوم ..
فتوجّه من اليمن إلى المدينة, ولما وصل إلى المدينة سأل
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يجده وبقيّ منتظراً حتى انتهى الوقت الذي
حُدِّد له من أُمّه فعاد إلى بلده دون أن يرى النبي صلى الله عليه وآله.
فلما جاء النبي صلى الله عليه وآله ،،إلى المدينة قال: ماهذا النُّور الذي أراه؟
قيل: إنَّه جمَّال -يعمل برعاية الجمال- يُقال له أويس:
فقال صلى الله عليه وآله: لقد ترك لنا هذا النُّور هدية ومضى..
وفي هذه القصة دلالات عديدة أهمها:
1- عشق أويس لرؤية جمال رسول الله صلى الله عليه وآله..بحيث أنَّه قطع
مسافة طويلة من اليمن إالى المدينة...وفي هذا عبر لنا..
فهل نسافر لزيارة قبر الرسول (صلى الله عليه وآله) أو أحد الأئمة (عليهم السلام) ؟
2- إطاعة أويس لأُّمّه وهو من أعظم البّر، فإنَّه مع قطع تلك
المسافات لم يمكث طويلاً حتى يلتقي النبي صلى الله عليه وآله، وإنما التزم بما
أمرته به أُمّه كما قال أصبغ بن زيد: (( إنَّما منع أويساً أن يقدم على
رسول الله برّه بأُمّه)).
وفي هذه درس نتعلم منه كيف نتعامل مع الأبوين؟ وكيف نلتزم
بالحكم الشرعي ونفي بالوعود... فنرى أن بعض الناس يحبون زيارة
قبور المعصومين ،عليهم السلام، أو الذهاب للحج أو الجهاد وغير ذلك...إلا
أنهم لا يبالون برأي والديهم...أو أنَّهم يدفعون مالاً للزيارة وما
أشبه وهم لا يعلمون أنَّ الأبوين بحاجة للمال ...
فأين البرّ الحقيقي ...؟
إنَّ برّ أويس بأُمَّه والتزامه بالعبادة والطاعة جعلته ينال أشرف
الأوسمة في التأريخ فهو:
1- خليل رسول الله (صلى الله عليه وآله): فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنَّه قال: ((خليلي في هذه الأُمَّة أويس القرني))
وعنــهُ (صلى الله عليه وآله): ((تفوح روائح الجنَّة من قبل قرن، واشوقاه إليك يا أويس القرني))
2- من حواريّ الإمام علي (عليه السلام): فعن الإمام موسى الكاظم عليه السلام: ((إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: أين حواريو علي بن أبي طالب...
فيقوم عمرو بن الحمف وأويس القرني ...))
3- من خيار التابعين, ومن حزب الله, ويموت على الشهادة, ومُبشّر بالجنَّة, وأحد كبار الزهاد المعروفين, وقد ختم حياته بالشهادة
بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام)
في معركة صفين
فـ سلام الله على خليل رسول الله أويس القرني وهنيئاً لهُ الشهادة