هذا جواب الشيخ سعيد فودة - حفظه الله - في الموقع الإجتماعي ( الفيس بوك ) عن موقف أهل السنة في الصحابي معاوية رضي الله عنه
السؤال
Bilal Zeki
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا العلامة ..
ما موقف أهل السنة من سيدنا معاوية؟
حيث انتشر في الآونة الأخيرة من ينقل عن علماء من أهل السنة طعنهم الصريح فيه رضي الله عنه
جواب الشيخ سعيد فودة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....أخانا الفاضل بلال زكي أحسن الله إليك، أما رأي أهل السنة إجمالا بمعاوية رضي الله عنه فهو من الصحابة الذين نحسن الظنَّ فيهم، ولكنهم يحكمون عليه بأنه أخطأ في مقاتلته للإمام علي عليه السلام ورضي الله عنه، وأخطأ في تحويل الخلافة إلى الملك، وأخطأ في ما فعله لتوريث ابنه يزيد مع عدم استحقاقه المعلوم، وله أخطاء أخرى معروفة عند العلماء، ولا مجال لمقارنته بالإمام علي رضي الله عنه، ولا بغيره من الخلفاء الأربعة، ولا بكثير غيرهم من الصحابة العظام، فهؤلاء جميعا أعلى منه درجة وأجل منزلة في الدنيا والآخرة بلا ريب، ولا يتجاوزون إلى أبعد من ذلك بأن يشككوا في إيمانه أو بأن يقولوا إنه كان يستر الكفر في نفسه ولا يظهر الإيمان إلا نفاقا، ولا يقولون إنه كان يكره النبي عليه السلام ، ولا أنه أراد فعلا تخريب الدين وإبطاله كما يزعم بعض الناس...وأهل السنة يرجحون جانب الإمام عليٍّ بلا تردد ولا توقف خلافا لمن أوهم خلاف ذلك...وبعد بيانهم هذه المعاني الإجمالية وتحريرها للناس، يطلبون منهم بعد معرفة المحق من المبطل، وتميز المصيب من المخطئ، أن يكفوا ألسنتهم عن الصحابة، لما يترتب على ذلك من التعصبات نظرا لما يبعثه البحث في هذه الأمور من استفزاز للأنفس والعواطف، وويطلبون منهم أن يترضوا عليهم، ويدعوا لهم ويكلوا أعمالهم وما قدموه للملك الجبار، ولا يصح أن يوهم موهِمٌ أن أهل السنة يطلبون من الناس الكف عن الكلام في هذه المباحث دون أن يبينوا حقيقة الأمر فيها، ومن دون بيان المحق من المصيب، فمكانتهم أعلى وأجل من ذلك، فقد بينوا الحق وقرروا رأيهم فيما هو أهون من ذلك، ويكفي تبيان المحق من المصيب لإبعاد شبهة الاقتداء بكل صحابي من أخطأ منهم ومن أصاب، كما يقول بعضهم، بحجة أنه صحابي نترضى عنه، فالترضي عنه لا يستلزم تصويبه في كل شيء، ولا متابعته في كل أمر، ولا جعل ما فعله من خطأ صوابا لأجل الترضي، فالإقرار بالصحبة والترضي عليهم، لا يستلزم أبدا أن يكونوا معصومين، ولا أن يكونوا مصيبين في كل ما فعلوه، خلافا لمن أوهم أو توهم ذلك...هذا هو الرأي المنسوب إلى أهل الحق ، ولا يبعد أن يقول بعضهم من المتقدمين والمتأخرين بخلاف ذلك ولكن ما قررناه هو المعتمد من أكابر أهل السنة (الأشاعرة والماتريدية)...والله الموفق. (س.ف.)