[معراج]

لقد قرئ التاريخ اهداف الثورة الحسينية من خلال الباحثين والسيرة الحسينية واقوال الامام (ع) ونحن الان نريد ان نسلط الضوء بشكل مختلف على اهداف هذه الثورة .
لقد صرح الامام الحسين (ع) بهدف الاصلاح في امة جده وذكر الالية التي يريد ان يعمل بها وهي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الهدف يحتوي مضامين والسؤال هنا لماذا ؟
لماذا الاصلاح ؟
ان الاصلاح هو الهدف المصرح به طبعا والذي لم يصرح به اكثر من ذلك الاصلاح هو ارجاع الشيء الى اصله قبل التخريب والاصلاح في الاسلام يعني ان الاسلام تم تخريبه بزرع العقائد الفاسدة والسنن الباطلة وهذا التخريب شمل الامة ولذالك عبر الامام ( اريد ان اصلح في امة جدي ) باعتبار ان الاسلام الذي جاء به الخاتم كامل ولا يحتاج الى اصلاح انما الذي يحتاج الى اصلاح الاسلام المزيف الذي جاء به يزيد وامثاله فهو بحاجة الى اطفاء نائرة السنن الباطلة والمجتمع اذا آمن بهذا النوع من الاسلام وعمل به فانه يحتاج الى امام معصوم ليعيده سيرته الاولى اما الاهداف المبطنة التي لم يصرح بها الامام واشار اليها اشارة لطيفة فهي كثيرة منها :
1ـ فضح السياسة المغلوطة التي تبناها يزيد واعوانه .
2ـ الوقوف بوجه الاستعمار الغربي البيزنطي من قبل الروم الذي كان يسعى الى محاربة جهود الرسول (ص) .
حيث ان الروم زجوا( بسرجون ) الذي كان مستشار معاوية وبعده يزيد وكان يملي عليه الخطط الخبيثة ولذالك قال الامام الحسين (ع) : ان كان دين محمد لم يستقم الابقتلي فياسيوف خذيني .ومن ذلك صار تكليف الامة الحسينية الوقوف بوجه الغرب الكافر ونخلص الى نتيجة ان الاستعمار يستعمل اليزيدين والسفيانيين في كل زمان للقضاء على الاسلام وخير مثال على ذلك( الوهابية) فانها مدعومة من الاستعمار اكيدا .
3ـ تثبيت العقائد الحقة التي ان تركت صار مسار الاسلام الى غير ما اراده الخاتم . فلا نستطيع ان ندرك حجم الدمار الذي سيلحق بعقيدة التوحيد على سبيل المثال اذا ما لم يثور الحسين(ع) . وستكون المهمة صعبة على بقية الائمة المعصومين .
4ـ هذا الهدف حسب ما يقول المناطقة ( جامع مانع ) وهو يجمع جميع هذه الاهداف المعلنة والغير معلنة ومانع من افتراق وتخلف اي هدف معلن او غير معلن . الا وهو التمهيد لدولة العدل المطلق وحاكمها الكبير رسول الله(ص) وقائدها الامام المهدي (ع) الذي يملئها عدلا وقسطا بعد ما ملئت ظلما وجورا .فهي دولة الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .
اذن لماذا الاصلاح ؟ الاصلاح لدولة الاصلاح ومن ينظر الى الامام الحسين يوم عاشوراء يرى ان الامام بدء بالثورة ولم تنتهي الثورة فقدم ولده لان ابنائه جزء من الثورة وستنتهي الثورة بانتصار احد ابنائه وهو الامام المهدي (ع) حين ينتصر ولذالك يقول السيد الخميني (ان كل مالدينا هو من عاشوراء وايضا قال كل ارض كربلاء كل يوم عاشوراء ) .
فعليك الان بعد هذه المقدمة ان تحدد موقفك تجاه هذه الثورة . فهل ستكون من الانصار الداعين الى الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر . فهل ستتبنى هذه الاهداف التي ذكرناها ؟ ام انك ستكون من اليزيدين (الوهابية) والعياذ بالله ؟ ام انك ستكون من الكوفيين الذين قالوا ( قلوبنا معك وسيوفنا عليك ) فهؤلاء بكوا على الامام لاكن بدل ان يثابوا على بكائهم خسروا الدنيا والاخرة .