العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية عهدالروح
عهدالروح
عضو جديد
رقم العضوية : 70381
الإنتساب : Jan 2012
المشاركات : 37
بمعدل : 0.01 يوميا

عهدالروح غير متصل

 عرض البوم صور عهدالروح

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Waz2 (الخوف من الله أفضل الفضائل)
قديم بتاريخ : 21-01-2012 الساعة : 08:21 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهموالعن عدوهم


الخوف منزل من منازل الدين ومقام من مقامات الموقنين، وهو أفضل الفضائل النفسانية، إذ فضيلة الشىء بقدر إعانته على السعادة، ولا سعادة كسعادة لقاء الله والقرب منه، ولا وصول إليها إلا بتحصيل محبته والانس به، ولا يحصل ذلك إلا بالمعرفة، ولا تحصل المعرفة إلا بدوام الفكر، ولا يحصل الانس إلا بالمحبة ودوام الذكر، ولا تتيسر المواظبة على الفكر والذكر إلا بانقلاع حب الدنيا من القلب، ولا ينقلع ذلك إلا بقمع لذاتها وشهواتها، وأقوى ما تنقمع به الشهوة هو نار الخوف، فالخوف هو النار المحرقة للشهوات، فاذن فضيلته بقدر ما يحرق من الشهوات ويكف من المعاصى ويحث على الطاعات، ويختلف ذلك باختلاف درجات الخوف ـ كما مر ـ.

وقيل: من أنس بالله، وملك الحق قلبه، وبلغ مقام الرضا، وصار مشاهداً لجمال الحق: لم يبق له الخوف، بل يتبدل خوفه بالامن، كما يدل عليه قوله سبحانه:

" أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "

إذ لا يبقى له التفات إلى المستقبل، ولا كراهية من مكروه، ولا رغبة إلى محبوب، فلا يبقى له خوف ولا رجاء، بل صار حاله أعلى منهما. نعم، لا يخلو عن الخشية ـ أي الرهبة من الله ومن عظمته وهيبته ـ وإذا صار متجلياً بنظر الوحدة لم يبق فيه أثر من الخشية أيضاً، لأنه من لوازم التكثر، وقد زال. ولذا قيل: " الخوف حجاب بين الله وبين العبد ". وقيل أيضاًً: " إذا ظهر الحق على السرائر لا يبقى فيها محل لخوف ولا رجاء ". وقيل أيضاً: " المحب إذا شغل قلبه في مشاهدة المحبوب بخوف الفراق كان ذلك نقصاً في دوام الشهود الذي هو غاية المقامات".

وأنت خبير بأن هذه الاقوال مما لا التفات لنا إليها، فلنرجع إلى ما كنا بصدده من بيان فضيلة الخوف، فنقول: الآيات والأخبار الدالة عليه اكثر من أن تحصى، وقد جمع الله للخائفين العلم والهدى والرحمة والرضوان، وهي مجامع مقامات أهل الجنان، فقال:

" إنّما يخشى الله من عباده العلماء. وقال: " هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون ".وقال: " رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربَّه "

وكثير من الآيات مصرحة بكون الخوف من لوازم الايمان، وكقوله تعالى:

" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "[ وقوله: " وخافون إن كنتم مؤمنين "

ومدح الخائفين بالتذكر في قوله:

" سيذّكر من يخشى "

ووعدهم الجنة وجنتين، بقوله:

" وأما من خاف مقام ربّه ونهى النّفس عن الهوى فإنّ الجنّة هي المأوى " وقوله: " ولمن خاف مقام ربّه جنتان "

وفي الخبر القدسي: " وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له امنين، فإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ". وقال رسول الله (ص): " رأس الحكمة مخافة الله "، وقال (ص): " من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء " وقال لابن مسعود:" إن أردت أن تلقاني فاكثر من الخوف بعدي "، وقال (ص): " أتمكم عقلا أشدكم خوفا لله ".

وعن ليث بن أبي سليم قال: " سمعت رجلا من الانصار يقول: بينما رسول الله مستظل بظل شجرة يوم شديد الحر، إذ جاء رجل فنزع ثيابه، ثم جعل يتمرغ في الرمضاء، يكوي ظهره مرة، وبطنه مرة، وجبهته مرة، ويقول: يا نفس ذوقي، فما عند الله أعظم مما صنعت بك. ورسول الله ينظر إليه ما يصنع. ثم ان الرجل لبس ثيابه، ثم اقبل، فأومى إليه النبي (ص) بيده ودعاه، فقال له: ياعبد الله! رأيتك صنعت شيئاً مارأيت أحداً من الناس صنعه، فما حملك على ما صنعت؟ فقال الرجل: حملنى على ذلك مخافة الله، فقلت لنفسي: يانفس ذوقي فما عند الله اعظم مما صنعت بك. فقال النبي (ص): لقد خفت ربك حق مخافته، وإن ربك ليباهي بك أهل السماء، ثم قال لاصحابه: يامعشر من حضر! ادنوا من صاحبكم حتى يدعو لكم. فدنوا منه، فدعا لهم، وقال اللهم اجمع امرنا على الهدى واجعل التقوى زادنا، والجنة مآبنا ".

وقال (ص): " ما من مؤمن يخرج من عينيه دمعة، وان كانت مثل رأس الذباب، من خشية الله، ثم يصيب شيئاً من حر وجهه، إلا حرمه لله على النار "، وقال: " إذا اقشعر قلب المؤمن من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات من الشجر ورقها "، وقال: " لا يلج النار أحد بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ". وقال سيد الساجدين (ع) في بعض ادعيته: " سبحانك! عجباً لمن عرفك كيف لا يخافك ". وقال الباقر (ع): "صلى أمير المؤمنين عليه السلام بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم، فبكى وابكاهم من خوف الله، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله (ص): وانهم ليصبحون ويمسون شعثاً غبرا خمصاً بين اعينهم كركب البعير يبيتون لربهم سجداً وقياماً، ويراوحون بين اقدامهم وجباههم، يناجون ربهم في فكاك رقابهم من النار والله لقد رأيتهم مع هذا وهم خائفون مشفقون " وفي رواية أخرى: " وكأن زفير النار في آذانهم، إذا ذكر الله عندهم مادوا كما تميد الشجر، كأنما القوم باتوا غافلين "، ثم قال (ع): " فما رئي عليه السلام بعد ذلك ضاحكاً حتى قبض ". وقال الصادق عليه السلام: " من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا "، وقال (ع): " ان من العبادة شدة الخوف من الله تعالى يقول: " انما يخشى الله من عباده العلماء ". وقال:

" فلا تخشوا الناس واخشون ". وقال: " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً "

وقال: " إن حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب" وقال (ع): " المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى ما يدري ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلا خائفاً ولا يصلحه إلا الخوف " وقال (ع): " خف الله كأنك تراه، وان كنت لا تراه فانه يراك، وان كنت ترى أنه لا يراك، فقد كفرت، وان كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين اليك "، وقال (ع) " لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو"، وقال (ع): " مما حفظ من خطب النبي (ص) أنه قال: أيها الناس! ان لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وان لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألا ان المؤمن يعمل بين مخافتين بين أجل قد مضى لايدري ما الله صانع فيه وبين اجل قد بقى لايدري ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، وفي الحياة قبل الممات، فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلاّ الجنة أو النار".

ثم الأخبار الواردة في فضل العلم والتقوى والورع والبكاء والرجاء تدل على فضل الخوف، لان جملة ذلك متعلقة به تعلق السبب أو تعلق المسبب، إذ العلم سبب الخوف، والتقوى والورع يحصلان منه ويترتبان عليه ـ كما ظهر مما سبق ـ والبكاء ثمرته ولازمه والرجاء يلازمه ويصاحب إذ كل من رجا محبوباً فلا بد ان يخاف فوته، إذ لو لم يخف فوته لم يحبه فلا ينفك أحدهما عن الآخر، وان جاز غلبة احدهما على الآخر، إذ من شرطهما تعلقهما بالمشكوك، لان المعلوم لا يرجى ولا يخاف، فالمحبوب المشكوك فيه تقدير وجوده يروح القلب وهو الرجاء، وتقدير عدمه يؤلمه وهو الخوف، والتقديران يتقابلان. نعم، أحد طرفي الشك قد يترجح بحضور بعض الأسباب، ويسمى ذلك ظناً، ومقابله وهماً، فإذا ظن وجود المحبوب قوي الرجاء وضعف الخوف بالإضافة إليه، وكذا بالعكس، وعلى كل حال فهما متلازمان، ولذلك قال الله سبحانه.

" ويدعوننا رغباً ورهباً " وقال: " يدعون ربهم خوفاً وطمعاً "
وقد ظهر ان ما يدل على فضل الخمسة يدل على فضيلته، وكذا ما ورد في ذم الامن من مكر الله يدل على فضيلته، لانه ضده، وذم الشيء مدح لضده الذي ينفيه. ومما يدل على فضيلته ما ثبت بالتواتر من كثرة خوف الملائكة والأنبياء وأئمة الهدى (ع) كخوف جبرائيل وميكائيل، واسرافيل، وحملة العرش، وغيرهم من الملائكة المهيمين والمسلّمين. وكخوف نبينا، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وداود، ويحيى... وغيرهم. وخوف أمير المؤمنين وسيد الساجدين وسائر الأئمة الطاهرين ـ عليهم السلام ـ وحكاية خوف كل منهم في كتب المحدثين مذكورة وفي زبرهم مسطورة، فليرجع إليها من أراد، ومن الله العصمة والسداد.


توقيع : عهدالروح
من مواضيع : عهدالروح 0 (الخوف من الله أفضل الفضائل)
0 (الخوف من الله أفضل الفضائل)
0 مسؤول تركي يعتبر المالكي اخطر مشكلة للعراق
0 صغر النفس وكبرهااااااااا
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:01 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية