[المؤرخ]

قرات في عينيه ما يقراه شاعر مرهف الاحساس في عيني طفل طاهر بريء ... انطبعت صورته في سويداء قلبي كما تنطبع في ذهن فتاة صورة حمل وديع يتنقل بهدوء وحرية بين الانوار في قطعة ربيعية ... شعرت انه سيكون عزائي ... بعد مشوار غربة محرمان .. والمي .. بعد رحلة الم ونسيان .. انه هرة متميزة من ازهار هذا الوجود .. لكن الاشواك الاثيمة تحيط بالزهرة وتحاول خنقها وواد الحرية من حيتها .. يجب ان احرر الزهرة من سجون الاشواك واقتلع جذور الاشواك مهما عظم الثمن .. يجبب ان تنمو الوردة وهي تتنسم اوكسجين الحرية .. ان حريتي جء من حريتها .. وحريتها جزء من حريتي .. وهل للحياة ادنى قيمة بدون حرية .. قلت لنفسي .. ان من حق القمر ان يلثم النجمة فشرعت انسجة خيوط الحب باحكام .. وبدقة اصنع الوسام .. كلنا ندرك .. ان ما يخرج من اللسان يتلاشى قبل ان يصل الى الآذان .. اصبحت ارى الدنيا صورة لعينيه .. ودون ان يدري رسمته في الذاكرة .. انه بقعة طاهرة .. حتى ان ريشتي خجلت ان تعرف طريقها الى الالوان .. الصمت لغة ناطقة بغير حروف او كلمات .. لغة روحية .. انها اللغة التي تسمو على لغة الصراخ والاصوات .. مددت يدي .. خيم سكون مظلم رهيب اشبه بسكون الموت واذا بي اسمع صوتا يقول .. اعد يديك لن تجده .. صرخت لالا .. مليون لالا.. لئن مات في عرفكم فلن يموت في عرفي .. انه صورة حية نابضة .. تسكن القلب .. تسكن العقل .. تسكن الضمير .. انه الخير كله والخير لا يموت ... انه وطني ووطني لا يموت