قصة سارية الجبل - حقيقة أم كذب ؟ - هل هي كرامة عمرية ؟؟ أم معجزة حيدرية علوية ؟ !! ج
بتاريخ : 25-08-2012 الساعة : 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين
إلى كل الباحثين عن حقيقة
(( عمر بن الخطاب ))
وقصة
سارية الجبل الحقيقية - ومعجزة أمير المؤمنين
علي بن ابي طالب عليه السلام
=========================
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام
ساداتنا وقادتنا وأئمتنا المقدسون الأطهار عليهم السلام أجمعين عاشوا فترات عصيبة جدا ً مع طواغيت عصرهم ومن المؤلم جدا ً أن يستذكر المرء تلك الحقب من الزمان التي غدت صفحة سوداء في تاريخنا الإسلامي
تاريخ أسود مظلم تتكشف حقائقه يوما ً بعد يوم
وكل يوم جديد يمر علينا وإذا بنا بحقيقة مرّة أخرى تلحق بأخواتها من تلك الحقائق السوداء التي سودّت وجه التاريخ الإسلامي وحوّلوا ذلك الدين القيم إلى مجموعة من التفاهات والخزعبلات التي يندى لها الجبين حتى بات المؤمن الحقيقي ليطأطأ رأسه عندما يكون بين أصحاب الديانات الأخرى هربا ً وخجلا ً من هذه أو تلك من هذه البدع وتلك الخرافات والحماقات التي ترتكب باسم الدين الإسلامي والدين منها براء
على أية حال
نقول جآء وقت العلم وتكشفت كثير من الحقائق التي كانت مختبئة في صدور المؤمنين وفي بطون الكتب
جاءت لتنبيء عن عظيم ماحل َّ بهذا الدين القويم من موجعات الأمور . فعندما تنقلب الحقائق إلى أضدادها
فيصبح الكذب حلالا ً – والظالم مظلوما ً- والجاهل عالما ً
والجائر الطاغوت حملا ً وديعا ً وحليما ً
وعندما تنقلب الموازين فيصبح اراذل القوم سادتها وشرفائها وسادة القوم مقهورون مكذّبون معذبون
عند ذلك سنعلم أي َّ تاريخ أسود وبأي أيادي ٍ سوداء وقلوب وبصائر عمياء أعمتها ألاحقاد والضغائن هي التي تولت كتابة ونقل وقائع هذا الدين القيم
ولنتوقع حينئذ كم من الحقائق زورت وحرّفت وكتمت
وكم من الموبقات والرذائل والدسائس قد زينت حتى باتت هي المتصدرة في الواقع الحياتي لعامة المسلمين
وكم من المحاسن لسادة الخلق وأئمة الحق من آل طه وياسين صلوات الله تعالى عليهم أجمعين قد كتمت وحرِّفت بل نسبت لأراذل القوم ظلما ً وبهتانا ً أعلاءا ً لشأن هؤلاء القوم وتحسين صورتهم وأضفاء شيء من قدسية آل البيت عليهم السلام إلى هؤلاء الذين زوّروا وجه التاريخ وحرّفوه وقهروا آل البيت وظلموهم حقوقهم وأزالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله تعالى فيها حتى جاء أتباعهم الخائبين ليسيروا على نهجهم وعدائهم السافر لحجج الله تعالى في أرضه وذلك حقدا ً على النسل الطاهر المطهر حتى وصل الحال في بعض الحالات بهؤلاء القوم الأراذل مافعله الحجاج بن يوسف الثقفي لعنه الله تعالى مثلا ً عندما كان واليا ً على الكوفة حيث كانت هناك في مسجد الكوفة باب أشتهرت بأسم
باب الثعبان
وهي الباب التي شهدت دخول الثعبان الكبير المشهور من هذا الباب ودخوله على مولانا المقدس أمير المؤمنين عليه السلام روحي لتراب نعليه الفدى وكلمه الثعبان وهو على المنبر ففزع كل من في المسجد فقال لهم الأمير عليه السلام لاتفزعوا أنه وكيلي على الجن وكانت منقبة عظيمة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام فاشتهرت هذه الباب بباب الثعبان وكانت هذه التسمية مقرونة بهذه المنقبة
فماذا فعل الحجاج لعنه الله تعالى
لقد أمر بفيل وجيء به وأمر أن يربط في بداية هذا الباب
ونادى منادي أن لايسمح للدخول إلى المسجد إلا من باب واحد وهو
(( باب الفيل ))
وبقت الحال هكذا يتداوله الناس من أين الدخول ؟
فيقال له : من باب الفيل
حتى غطت هذه التسمية على الأسم الأصلي باب الثعبان
وإلى يومنا هذا ؟؟
هذا هو التاريخ الأسود مقرون بالحقد الأسود
ومكتوب بالأيادي السوداء ويغذى من القلوب السوداء !!
واليوم وبعد 1400 عام من الكتمان للحقائق
وبعد أن أقرعوا رؤوسنا أهل الباطل
بالمنقبة الوحيدة واليتيمة لعمر بن الخطاب وهي
((
قصة سارية الجبل ))
فهل هي قصة حقيقية ؟؟
وإن كانت حقيقية
فهل هي منقبة عمرية ---- ؟؟
أم معجزة علوية حيدرية ---؟؟
بعد سرد هذا الحديث الشريف ستعرفون أخوة الإيمان
كم هو اسود ومخزي هذا التاريخ الذي بين أيدينا والذي
يزين الباطل ويرفعه ويعزه
ويقتل الحق ويطمره ويذله
ولكن
إن الله بالغ أمره
مهما طال غروب الشمس وطال بنا ظلام الليل
فلابد للنهار أن يتجلى وتعود الشمس فتشعشع بنورها ثانية
وها هي اليوم رؤوس الفتن والظلام تَدُس رؤوسها في الرمال كلما ظهرت حقيقة وأنكشفت للناس ليظهر الحق الذي وعد الله تعالى أن يظهره على الدين كله ولو كره الكافرون
هذا الحديث بين ايديكم أخوة الإيمان
ولايحتاج بعد إلى تعليق
أين هي الحقيقة -----؟؟
هكذا ضاعت الحقائق --- !!!
هكذا ضاع تراث آل طه وياسين ؟؟
هكذا ظلم الأتقياء الأصفياء خزان علم الله تعالى
تارة ً من أعدائهم عداوة ً وبغضا ً
وتارة ً من أحبابهم وأوليائهم نتيجة الضلم والحيف والتقتيل والتشريد والحيف الواقع بهم مما سبب في ضياع كثيرا ً مما كان في بطون الكتب وصدور المؤمنين الذين أغتالتهم ايادي
الظلمة القتلة الفجرة
فما من مصيبة أعظم من هذه المصيبة
رُفع َ فيها أقوام ٌ ظلمة فسقة جهلة وأنتحلوا بل سرقوا ة فضائل اسيادهم من آل المصطفى الأأطهار
وبالمقابل حطوا من شأن سفن النجاة وعيبة علم الله وحججه على خلقه
والآن ---
أقرأوا حقيقة قصة سارية الجبل
فهل كانت عبقرية ومنقبة عمرية --- ؟؟؟
أم كانت
معجزة حيدرية علوية --- !!!
غطاها التاريخ وظلمة الجور والباطل
فضاع الحق وأهله
أمير المؤمنين (عليه السلام) يري عمر السارية في نهاوند
===============================
كتاب الهداية، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: (كنا بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) في مسجد رسول الله ص إذ دخل عمر بن الخطاب، فلما جلس قال للجماعة: إن لنا سرا فخففوا رحمكم الله، فاشمأزت وجوهنا وقلنا له: هكذا كان يفعل بنا رسول الله ص، ولقد كان يأتمننا على سره، فما بالك أنت لما وليت أمور المسلمين تستريب بثقات رسول الله ص، فقال لنا: أسرار لا يمكن إعلانها بين الناس، فقمنا مغضبين وخلا بأمير المؤمنين (عليه السلام) مليا، ثم قاما من مجلسهما حتى رقيا منبر رسول الله ص جميعا، فقلنا:
الله أكبر أترى ابن حنتمة رجع عن غيه وطغيانه ورقى المنبر مع أمير المؤمنين (عليه السلام) ليخلع نفسه ويثبته له، فرأينا أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد مسح بيده على وجهه، ورأينا عمر يرتعد ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم صاح ملء صوته: يا سارية الجبل الجبل، ثم لم يلبث أن قبل صدر أمير المؤمنين (عليه السلام) ونزلا وهو ضاحك، وأمير المؤمنين (عليه السلام) يقول له: يا عمر افعل ما زعمت أنك فاعله، وإن كان لا عهد لك ولا وفاء، فقال له: أمهلني يا أبا الحسن حتى أنظر ما يرد من خبر سارية، وهذا الذي رأيته صحيح أم لا، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : ويحك إذا صح ووردت أخباره عليك بتصديق ما عاينت ورأيت، وأنهم قد سمعوا صوتك ولجأوا إلى الجبل كما رأيت هل أنت مسلم ما ضمنت، قال: لا يا أبا الحسن ولكني أضيف هذا إلى ما رأيت منك ومن رسول الله، والله يفعل ما يشاء ويختار، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا عمر إن الذي تقول أنت وحزبك الضالون أنه سحر وكهانة ليس منهما، فقال له عمر: يا أبا الحسن ذلك قول من مضى والأمر فينا في هذا الوقت ونحن أولى بتصديقكم في أفعالكم، وما نراه من عجائبكم إلا أن الملك عقيم، فخر لله أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلقيناه فقلنا له: يا أمير المؤمنين ما هذه الآية العظيمة؟ وهذا الخطاب الذي سمعناه؟ فقال: قد علمهم أولهم، فقلنا: ما علمناه يا أمير المؤمنين ولا نعلمه إلا منك، قال: إن هذا ابن الخطاب، قال لي أنه حزين القلب باكي العين على جيوشه التي في فيح الجبل في نواحي نهاوند، فإنه يحب أن يعلم صحة أخبارهم وكيف هم مع ما رفعوا إليه من كثرة جيوش الجبل، وأن عمرو بن معدي كرب قتل ودفن بنهاوند، وقد ضعف جيشه واختل بقتل عمرو فقلت له: ويحك يا عمر أتزعم أنك الخليفة في الأرض والقائم مقام رسول الله ص وأنت لا تعلم وراء أذنك وتحت قدمك والإمام يعلم الأرض وما فيها ولا يخفى عليه من أعمالهم شيء، فقال: يا أبا الحسن فأنت بهذه الصورة فأي شيء خبر سارية الساعة، وأين هو؟ ومن معه؟ وكيف صورتهم؟ فقلت له: يا ابن الخطاب إن قلت لك لم تصدقني، ولكني أريك جيشك وأصحابك وساريتك، وقد كمن لهم جيش الجبل في واد قفر بعيد الأقطار كثير الأشجار، فإن سار إليهم جيشك يسيرا أحاطوا به فيقتل أول جيشك وآخره، فقال لي: يا أبا الحسن ما لهم من ملجأ ولا مخرج من ذلك الوادي، فقلت: بلى لو لحقوا إلى الجبل الذي إلى الوادي يسلموا وأهلكوا جيش الجبل، فقلق وأخذ بيدي وقال: الله الله يا أبا الحسن في جيوش المسلمين، إما أن ترينهم كما ذكرت أو تحذرهم إن قدرت ولك ما تشاء ولو خلع نفسي من هذا الأمر ورده إليك، فأخذت عليه عهد الله وميثاقه إن رقيت به المنبر، وكشفت له عن بصره، وأريته جيشه في الوادي وأنهم يصيح بهم فيسمعون منه ويلجأون إلى الجبل، فيسلمون ويظفرون أن يخلع نفسه من الخلافة، ويسلم حقي إلي، فقلت له: قم يا شقي فوالله لا وفيت بهذا العهد والميثاق كما لم تفي لله ولرسوله ولي بما أخذناه عليك من الميثاق والبينة في جميع المواطن، فقال لي: بلى والله، فقلت له: ستعلم أنك من الكاذبين، ورقيت المنبر، ودعوت بدعوات، وسألت الله أن يريه ما قلت له، ومسحت يدي على عينيه، وقلت له: أنظر وكشفت عنه غطاءه ونظر إلى سارية وساير الجيش وجيش الجبل وما بقي إلا الهزيمة لجيشه، وقلت له:
صح يا عمر إن شئت
، فقال: وأسمع، قلت له: وتسمع ويتأدى صوتك إليهم فصاح الصيحة التي سمعتموها: يا سارية الجبل الجبل، وسمعوا صوته ولجأوا إلى الجبل، فسلموا وظفروا، ونزل ضاحكا كما رأيتموه، وخاطبته وخاطبني بما قد سمعتم، قال جابر: فآمنا وصدقنا، وشك آخرون إلى أن ورد البريد بحكاية ما حكاه أمير المؤمنين (عليه السلام) ورآه عمر ونادى بأعلى صوته، فكان أكثر العوام المتردين لابن الخطاب جعلوا هذا الحديث له منقبة، والله ما كان إلا مثلنا .
اخواني الكرام
انه حديث يوجع القلوب
منذ أكثر من 1400 عام والناس والتاريخ تتناقل هذا الحديث على انه منقبة لعمر حتى من زمن أمير المؤمنين عليه السلام بدلالة قوله فلنرى كم هي قوة وسائل الترويج للباطل وللطغات والظلمة عبر التاريخ وكم وكم من علوم ومناقب وفضائل العترة الطاهرة قد زوتها عنا يد المتلاعبين بصفحات هذا التاريخ الأسود وللنظر إلى اي مستوى متقدم من الرقي والتتقدم كانت قد وصلت أليه البشرية لولا هذه الايادي السوداء التي لطخت صفحات التاريخ الإسلامي ولولا ائمة الضلال والقهر
وعليه هذا الكلام يجرنا للحديث عن النتائج التي ترتبت على هذه القصة واشباهها وما الذي حدث في التاريخ الإسلامي بعد أن سيطرة يد البغي والظلم على مجريات الأمور
وبعبارة واضحة وصريحة
ما علاقة واقعة الطف المؤلمة والمراسم الحسينية
بهذه الحادثة واشباها وهل من ترابط بينهما
هذا ماسنتحدث عنه ونكمله في الجزء الثاني من هذا الموضوع
إن أبقانا الله تعالى