توطئة : قرأتُها على أحد الاخوة المؤمنين قبل أشهر مرت , فتبسم وقال : هل أفعلا ما تقول وتدعي من أن الحسين عليه السلام هو ملهمكَ من كلِّ النواحي ؟ وحيث ان الادعاء بالشيء يلزمه العمل أو التصديق في الباطن وذلك اضعف الايمان بصراحة لم اتجرأ وقتها بأن اقول له نعم ولو قلتُ نعم لكنت ك(الشاعر الفلاني في نفاقه)
واليوم ونحن على اعتاب ذكرى سيد الشهداء وبعد كل تلك الشهور التي انقضت وجدت الجواب في داخلي ..فأليكم القصيدة المتواضعة وصححوها إن وجدت الزواحف والعلل :
___
أبا الشهداء يا طبيب جراحي = ويا ملهمي من جميع النواحي
ويا مبدأً عودت نفسي عليه = ومنهُ استقيتُ عبيرَ الكفـــــــــــاح
كفاحاً مع النفسِّ فيما تريدُ = تريدُ انكساري تريدُ افتضاحي
ويا نيّرَ الذكرِ تحدو اليهِ = رؤى الكبرياءِ ونزفُ الاضاحي
ويا منبع الخلدِّ من جانبيه = سبيلُ الشعوبِ لنيل الطماحِ
كأني إذا صغتُ شعراً أليك = تنفستُ فيه عبيرَ الأقاح
وأيقنتُ أني قصدتُ الجمالَ = فعطرتُ قلبي بعشقٍ مُباحِ
وطهرتُ نُطقي بأحلى حروف= تضوعَ فيها جبينُ الصباحِ
هو الحاءُ حرفٌ لكلِّ الحياة = ففيه انعكاسي و منه اقتداحي
كذا السينُ سيفٌ لكلِّ الأباة = فما خفتُ يوماً وهذا سلاحي
وياءُك ينمو بها الاخضرارُ = وتزهو المروجُ بكلِّ الضواحي
ونونُك عندي نقاءُ القلوبِ = نقاءٌ إذا مرَّ ففيه انشراحي
*******
بشباكِ قبركَ لثمُ الجبين = واشبكتُ قلبي وروحي براحي
أناجيكَ همي وما قدْ لقيتُ = منيباً حسيراً كسيرَ الجناحِ
فدواي جراحي بحق الرضيع = وبدد ظلامي بنور الصلاحِ
ففيضُ الكرامةِ يا بن البتول = تغنى بذكراك في كلِّ ساحِ
كما الطفُّ غنى بك التضحيات = وصلت عليك شفارُ الصفاح
وناحت عليك رؤوسُ النصول = وقد مزقوكَ بطعن الرماحِ
لبابكَ قصدي وأنت السبيلُ = لمن جاءَ يسعى لنيل الفلاح
ألا فارضَ عني وهذا الرجاءُ = فأنت ادخاري ليومِ الرواحِ
دع الناسَ تمضي وأهلُ الوداد = ستبقى أنيسي وفيك انشراحي
*****
عمار جبار خضير