العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

هامة التطبير
عضو برونزي
رقم العضوية : 76190
الإنتساب : Nov 2012
المشاركات : 1,222
بمعدل : 0.28 يوميا

هامة التطبير غير متصل

 عرض البوم صور هامة التطبير

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Icon1 :: فلسفة الشعائر الحسينيّة - اللطم - الزنجيل - التطبير ::
قديم بتاريخ : 16-11-2012 الساعة : 11:48 AM


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



:: فلسفة الشعائر الحسينيّة - اللطم - الزنجيل - التطبير ::

(إحسان الفضلي)
المراجعة والتدقيق : الأديب حيدر السلامي

====

الإهداء:
إلى إمامي وسيدي ومولاي صاحب العصر والزمان ؛ الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه وسهّل مخرجه ؛ وجعلنا من أنصاره) .
قالت اُمّ المصائب زينب (عليها السّلام) : فكد كيك ؛ واسعَ سعيك ، وناصب جهدك ؛ فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها . وهل رأيك إلاّ فند ؛ وأيامك إلاّ عدد ؛ وجمعك إلاّ بدد ؛ يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين .

فالحمد لله ربِّ العالمين الذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ؛ ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .


====

المقدّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اعتاد الباحث في مدرسة أهل البيت (عليهم السّلام) أن يجد إشاراتهم ومعطياتهم في كافة مجالات الحياة ؛ سواء العلميّة منها أو غير العلميّة ، فلا بدّ أن يكون هناك توضيح لطالب العلم وللمتحير في كيفية النهج الواجب اتخاذه لبلوغ الحق والرسوّ في شاطئ اليقين .

ومن هنا يتسائل الباحث عمّا أوضحته لنا مدرسة أهل البيت (عليهم السّلام) في المنهج الإعلامي ؛ وكيف لنا أن نستقي المعرفة منها في هذا المجال ؟
والمتتبع لتاريخ أهل البيت (عليهم السّلام) يستطيع أن يجد الإشارات الإعلاميّة واضحة بيّنة . ولعل من أوضحها سلاح البكاء الذي استخدمته الزهراء (عليها السّلام) ليكون رسالة إعلاميّة واضحة وصريحة الدلالة على سلب الحقوق ؛ وصرخة مدويّة بوجه الظالمين .

وإنّ هذا السلاح هو نفسه الذي استخدمه الإمام زين العابدين (عليه السّلام) (1) أمام الطغيان الاُموي ؛ فنحن نرى أحاديث أهل البيت (عليهم السّلام) العديدة في الحث على البكاء والتباكي ؛ وما هي في الحقيقة إلاّ دعوة صريحة لاستخدام هذا السلاح بوجه الطغاة والمتجبرين في كلِّ زمان ومكان .

والغريب أننا نرى اليوم بعض الدعوات والنداءات على ترك هذا السلاح الذي حثّ عليه أهل البيت (عليهم السّلام) في المناسبة تلو الاُخرى ، ونرى أصحاب هذه الدعوات أنفسهم يتقبّلون أساليب الإعلام الغربية بكل رحابة صدر ، في حين إنك ترى الغربيِّين يستخدمون للدلالة على الاحتجاج من وقوع ظلم معين الاعتصام مثلاً . وهو إن تأملت فيه تجده يقع في سياق البكاء للدلالة على الظلم , بل هما من قبيل وجهين لعملة واحدة تصب في مقام إيقاع الألم على النفس للدلالة على أنها تتعرض لألم أكبر هو الظلم .

وعندما يقع الاعتصام من أحد الأشخاص ترى الدنيا تقوم وتقعد ؛ لما يشير إليه الاعتصام من دلالة واضحة على سوء الإدارة المعنية ، وأنها مارست الظلم بحق الشخص المعتصم . وهذا ما نتلمسه كذلك من سلاح البكاء الذي هو من الاُمور الفطرية التي جعلها المولى (عزّ وجلّ) من طبيعة الجنس البشري ، وأنه عند تعرضه للألم يبكي .

والألم تارة يكون مادياً واُخرى يكون معنوياً ؛ فالإنسان عندما يتعرّض لفقد عزيز ؛ أو يُهضم حقه تراه يبكي بطبيعة الفطرة التي جعلها الله (عزّ وجلّ) فيه ، وهذا الألم المعنوي . وأمّا المادي فهو ما يتعرّض له من حوادث تؤدّي إلى تلف في جسمه ؛ من كسر أو جرح أو قرح وغيرها ، وبنفس الفطرة تراه يبكي عند التعرّض لمثل هذه الحوادث . ويتحول البكاء رمزاً ومتنفساً عندما يكون الألم ـ معنوياً كان أو مادياً ـ من الشدة بمكان .

وفي إطار تبيين فلسفة الشعائر الحسينيّة لا بدّ لنا أن نعلم أنّ الشعائر الحسينيّة هي رمز من رموز الاحتجاج الواضحة في وجه الظلم الذي وقع على أهل البيت (عليهم السّلام) ، ونرجو أن يكون لهذا العمل المتواضع ثقلاً في الميزان ، وأن يهدي إلى الحق .

كما وأرجو من جميع إخوتي في الإيمان أن يعفوا ويصفحوا عن العثرات والزلات ، وأن لا ينسونا من الدعاء بالتوفيق ؛ لكي نكون جميعاً من أنصار سيدة نساء العالمين ، المواسين لها في مصابها الجلل بما جرى عليها وعلى آل البيت (عليهم السّلام) (2) .

1 ـ قال الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام) : (( البكّاؤون خمسة : آدم ؛ ويعقوب ؛ ويوسف ؛ وفاطمة بنت محمد ؛ وعلي بن الحسين (عليهم السّلام) ؛ فأمّا آدم فبكى على الجنّة حتّى صار في خدّيه أمثال الأودية ؛ وأمّا يعقوب فبكى على يوسف حتّى ذهب بصره ؛ وحتّى قيل له : (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنْ الْهَالِكِينَ) .

وأمّا يوسف فبكى على يعقوب حتّى تأذّى به أهلُ السجن ؛ فقالوا له : إمّا أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار ؛ وإمّا أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل . فصالحهم على واحدة منهما ؛ وأمّا فاطمة فبكت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتّى تأذّى به أهل المدينة ؛ فقالوا لها : قد آذيتينا بكثرة بكائك . فكانت تخرج إلى المقابر ؛ مقابر الشهداء ؛ فتبكي حتّى تقضي حاجتها ثمّ تنصرف ؛ وأمّا علي بن الحسين فبكى على الحسين (عليه السّلام) عشرين سنة ؛ أو أربعين سنة ؛ ما وُضع بين يديه طعام إلاّ بكى ؛ حتّى قال له مولىً له : جُعلت فداك يابن رسول الله ! إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين . قال : (إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) . إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خنقتني لذلك عبرة لي )) (بحار الأنوار43 / 155 ـ باب 7) .

2 ـ عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السّلام) اُحدّثه فدخل عليه ابنهُ ؛ فقال له : (( مرحباً )) . وضمّه وقبّله ؛ وقال : (( حقّر الله مَن حقّركم ؛ وانتقم الله ممّن وتركم ؛ وخذل الله مَن خذلكم ؛ ولعن الله مَن قتلكم ؛ وكان الله لكم ولياً وحافظاً وناصراً ؛ فقد طال بكاء النساء ؛ وبكاء الأنبياء والصدّيقين ؛ والشهداء وملائكة السماء )) .
ثمَّ بكى ؛ وقال : (( يا أبا بصير ؛ إذا نظرت إلى ولد الحسين (عليه السّلام) أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم وآلهم . يا أبا بصير ؛ إنّ فاطمة (عليها السّلام) لتبكيه وتشهق ، فتزفر جهنم زفرة لولا أنّ الخزنة يسمعون بكاءها ؛ وقد استعدّوا لذلك ؛ مخافة أن يخرج منها عنق ... إلى أن قال : فلا تزال الملائكة مشفقين ؛ يبكون لبكائها ؛ ويدعون الله ويتضرعون إليه ... )) .

إلى أن قال : قلتُ : جُعلت فداك ! إنّ هذا الأمر عظيم !

قال : (( غيره أعظم منه ما لم تسمعه )) .

ثم قال : (( يا أبا بصير ؛ أما تحبُّ أن تكون فيمن يُسعد فاطمة (عليها السّلام) ؟ )) .

فبكيت حين قالها ؛ فما قدرت على المنطق ؛ وما قدرت على كلامي من البكاء . (مستدرك الوسائل 10 / 314 ـ 315) .

وقال الإمام الصادق (عليه السّلام) لزرارة : (( وما عينٌ أحبّ إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه ـ الإمام الحسين (عليه السّلام) ـ . وما من باكٍ يبكيه إلاّ وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ؛ ووصل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ وأدّى حقّنا . وما من عبد يُحشر إلاّ وعيناه باكيةٌ إلاّ الباكين على جدي الحسين (عليه السّلام) ؛ تحت العرش ؛ وفي ظل العرش ؛ لا يخافون سوء يوم الحساب )) . (مستدرك الوسائل 10 / 314) .


====

فلسفة الشعائر الحسينيّة:

كثر في الآونة الأخيرة الكلام حول الشعائر الحسينيّة ، ولسنا هنا في معرض دراسة ومناقشة الأسباب التي تخفّت وراء هذا الكلام ، بل نسعى إلى أن نميط اللثام عن بعض النقاط غير الواضحة لدى كثيرين ممّن يخوضون في هذه الاُمور الدقيقة ؛ ويثيرون حولها النقاشات والحوارات التي قد تزيد الطين بلة ؛ وتسدل على الحقائق أستاراً وحجباً لعدم استنادها إلى المنهج العلمي ؛ وانحدارها إلى التذوّق الحسّي والانفعال العاطفي ليس غير .

ومن [خلال] متابعة هذه الحوارات وتقصّي محاورها وجدناها على الأكثر تنصبّ في شقين :

الشق الأوّل :
حول الجانب الفقهي ؛ ومدى مشروعيّة هذه الشعائر ؛ ومن خلاله التعرض إلى الجانب التأريخي لها . والمفجع في الأمر تداول هذا الجانب لدى عامة الناس ؛ وإبداء الآراء الشخصية فيه ، وكأن لا وجود لأهل الاختصاص الذين يجب أن نرجع إليهم في مثل هذا النوع من الاُمور ، ونعلم من خلالهم مدى مشروعيّة هذه الشعائر ؛ وكيفية التعامل معها من جهة شرعيّة . وأهل الاختصاص هم مراجعنا في التقليد ؛ رحم الله الماضين منهم ؛ وحفظ الباقين ذخراً لهذه الاُمّة ؛ ولنصرة هذا الدين .

والمتتبع لآراء فقهائنا يستطيع أن يرى بوضوح وجلاء تام أنّ مراجعنا ؛ وعلى مدى التسلسل التاريخي لهم ؛ لم يظهر فيهم من يحرّم هذه الشعائر ؛ بل في أقل التقادير ذهبوا إلى إباحتها ؛ والكثير منهم ذهب إلى استحبابها شرعاً ؛ وأنها من الاُمور التي تبيّن مدى مظلومية أهل البيت (عليهم السّلام) .

كما إنها من مظاهر الجزع على أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) ، هذا إلى جانب أنه لا يوجد دليل واحد على عدم مشروعيّة هذه الشعائر الحسينيّة ، وأعني دليلاً فقهياً يعتد به . أمّا الحديث عن أدلة من مثل أنّ هذه الشعائر غير إنسانية وما شابه فهو حديث خرافة ساقط عن الاعتبار ؛ وما هذه البالونات المثارة من حوله إلاّ تخرّصات لا يمكن اعتمادها كأدلةٍ فقهيةٍ ؛ وقد نوقشت وأمثالها من قبل فقهائنا الأجلاء بما يكفي الباحث مؤونة الرد عليها . كما أنّ هناك الكثير من المطبوعات التي تشير إلى الأدلة الشرعيّة التي اعتمدها فقهاؤنا في هذه المسألة .

والتكليف الشرعي أمام هذه الشعائر بتعدد أنواعها يرجع فيه الشخص إلى مرجع تقليده ، وليس إلى رأيه الشخصي وتشخيصه الموضوعي . فكما نعلم أنّ في جميع الرسائل العملية لمراجعنا (حفظهم الله) العبارة التالية : عمل العامي بلا تقليد باطل .

وهذه العبارة لا يذكرها فقهاؤنا إلاّ لأنها تبين أمراً واضحاً وصريحاً ورد في روايات أهل البيت (عليهم السّلام) ؛ ولذا يجب على كلِّ مكلف الرجوع إلى مرجع تقليده في مسألة الشعائر الحسينيّة كما يرجع إليه في جميع العبادات والمعاملات .

ولا أظن ولم أسمع يوماً أنّ أحداً أجبر شخصاً آخر على ممارسة إحدى الشعائر ؛ وإنّما الأمر يرجع إلى نفس الشخص ومدى شعوره بالانتماء والولاء لأهل البيت (عليهم السّلام) ؛ ومدى تفاعله الشخصي معها . وهذا أمر واضح نستطيع أن نتلمسه من الواقع العملي لها ؛ فنجد شخصاً يشعر بالمواساة الحقيقية من خلال اللطم ؛ وآخر يشعر بها من خلال الزنجيل وغيرها من الشعائر الاُخرى .

ونحن هنا لسنا بصدد بيان الأدلّة الفقهية والتاريخيّة ؛ وسرد آراء المراجع (حفظهم الله ورعاهم) ؛ ففيهم الكفاية لمَن يطلب ذلك ؛ ويستطيع مراجعتهم أو وكلاءهم لتحصيل ذلك .

أما الشقّ الثاني :
فينحصر حول الجانب الفلسفي لهذه الشعائر ؛ وما هو الغرض منها ؛ وماذا تمثل هذه الشعائر ؟ وسيكون محور حديثنا حول هذا الجانب ؛ محاولين توضيحه بأبسط العبارة وأوضحها ؛ سائلين المولى الأجر والثواب في ذلك .

ولكي نبيّن هذا الجانب سنحاول أخذ بعض هذه الشعائر كاُنموذج ؛ ونشير إلى ما تمثّله وما تعنيه كلّ على حدة ؛ لكي يستطيع المتتبع أن يدرك من خلالها عمق وأبعاد المعاني التي تشير إليها .

اللطم (اللدم) ، الزنجيل ، التطبير.

وقد اخترت هذه الثلاثة بناءً على أنّ اللطم هو أكثر الشعائر انتشاراً ؛ والزنجيل والتطبير الأكثر تداولاً في النقاش . ولم استطع أن اُبيّن جميع الشعائر ؛ كون تعدادها وبيان حكمتها يخرج هذا الكتيب عن الاختصار المنشود . على أمل التعرض لها في مؤلّفات اُخرى إن شاء المولى (عزّ وجلّ) .

وقبل بيان حكمة كلٍّ من هذه المفردات الثلاث ، لا بدّ لي من الإشارة إلى العلّة والغاية التي لاجلهما قامت هذه الشعائر ؛ مع أني مهما ذكرت من العلل والغايات فإنها لن تكون سوى قطرة من بحر خضم ؛ لما تحمله هذه الشعائر من أهداف نبيلة سامية ترمي إلى خدمة الاُمّة ورفعتها .




من مواضيع : هامة التطبير 0 أبو الفضل العباس عليه السلام.
0 أسد.
0 كربلاء الشموخ.
0 الإمام الحسين عليه السلام.
0 أهل البيت عليهم السلام.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 05:53 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية