العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية kumait
kumait
عضو برونزي
رقم العضوية : 65773
الإنتساب : May 2011
المشاركات : 452
بمعدل : 0.09 يوميا

kumait غير متصل

 عرض البوم صور kumait

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي ملف .. يوم المرأة العالمي
قديم بتاريخ : 23-03-2013 الساعة : 05:30 PM


ما أعظمك يا أمي
غدير السالمي – الطائف
الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٣

خرجت «آنا غارفيس» قبل 100 عام، بعد وفاة أمّها، مطالبةً بتخصيص يوم للاحتفال بالأم والأمومة، وها نحن الآن... في كلّ أنحاء العالم نقفُ احتراماً وتقديراً وحباً لأمهاتنا في هذا اليوم، نبذل جهدنا لنقدّم لهن أجمل الهدايا، ونحن موقنون بأننا مهما أعطيناهنّ فلن نوفيهنّ شيئاً من حقوقهن.

الأم... هذا المخلوق الملائكي، تغنّى به الشعراء، وخطب عنه الأئمة في كل العصور... «هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف، فالذي يفقد أمه يفقد صدراً يسند إليه رأسه، ويداً تباركه، وعيناً تحرسه»... كما قال عنها جبران خليل جبران: ما أعظمك يا أمُ وما أصغرنا! لولاك ما كنّا... وبدونك لن نكون... فحفظكِ الله يا أمي ويا كل أمّ.

الله يحفظك يا أمي
سارة الصليح - الرياض
الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٣

أمي... كلمة صادقة قوية، تنطق بها جميع الكائنات الحية، طلباً للحنان والدفء والحب العظيم، الذي فطر الله قلوب الأمهات عليه تجاه أبنائهن، وقد وصى الحق تبارك وتعالى بالأم، كما حثنا رسوله «صلوات الله وسلامه عليه» على برها، لقد أوصى القرآن الكريم بالأم، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها، وجعل الله سبحانه وتعالى الأم مسؤولة عن تربية ولدها، فهي راعية ومسؤولة عن رعيتها.

أمي قدمت لي الكثير من الدعم والتشجيع في أمور كثيرة في حياتي العامة منها بمسرحياتي، وهي أكبر داعم لي مهما كبرت ونضجت أبقى دائماً طفلتها الصغيرة... لقد فرحت جداً عندما رأيت صورتي التي رسمتها محتفظة بها ما يقارب أربعة أعوام في مكتبها، كان منظرها جميلاً وهي معلقة في جدار المكتب بشكل جميل ولافت، وهذا جعلني أشعر بالسعادة، وأنني لا أستطيع أن أوفيها حقها، فالأم وكل الأمهات يحتفظن بأمور صغيرة لأطفالهن، ويقدمونها لهم حينما يكبرون، وهذا دليل على أنهن يحبونهن ويحرصن على رعايتهن، فقلب الأم لا يصفه ولا يستطيع أن يكتب عنه شاعر، أو يرسمه فنان، فأنت فقط تشعر به حينما تضع رأسك بحضنها، وتشعر بحنان الأم، وتفرح حينما ترفع يديها وتدعو لك بالخير.

الأم نبراس حياتنا ونورها وهي التي تمسك بأيدينا لننجح ونحلم ونفرح ونتقدم فآمي كل شيء في حياتي وأدعوا الله دوماً لها بالصحة والعافيه.


السعودية أم وعاملة ومطالِبة بحقوقها
الرياض – أسماء العبودي

تصل أنوار إلى مقر عملها في الوقت المحدد، فتتهاوى على أقرب مقعد لأخذ أنفاسها من شدة التعب، قبل أن تكتب اسمها في سجل الحضور اليومي. لا يؤخذ في الاعتبار أن المرأة السعودية العاملة لا تزال ممنوعة من قيادة السيارة أو حتى استخدام وسيلة نقل عامة. فهي تحضر إلى مقر عملها مع زوجها أو ابنها الذي يتحكم بالتوقيت المناسب له ليوصلها. وهذا اعتبار لا يعني كثيراً رب العمل الذي يتعامل مع التأخير وفق اللوائح المنظمة للعمل. في أجواء العمل النسائية في السعودية ، تكثر الأحاديث عن المعاناة اليومية والمتكررة لحوادث متشابهة في كل بيت، والتي تبدأ قبل شروق الشمس حيث تبدأ ساعات العمل مبكرة وبخاصة في المدارس.

واجبات متعددة... وصراعات نفسية

لا يمكن الحديث عن دور الأم السعودية وفصله عن قائمة الصراعات التي تواجهها المرأة العاملة خصوصاً. فالمرأة في المملكة متعددة المهمات، هي أم مربية وزوجة مطيعة، وموظفة نجيبة، وصاحبة واجبات أسرية واجتماعية متعددة وضرورية. وفي موازاة ذلك، لا تزال الكثيرات من الأمهات يواجهن مجموعة من الاضطرابات النفسية بسبب اضطرارهن إلى الخروج إلى سوق العمل. وأصبحت الزوجة الموظفة هدفاً للرجال الباحثين عن «ابنة الحلال»، لتكون له عوناً اقتصادياً في الحياة. لكن هذا الدور لا يصاحبه تغيير في التخفيف من الأعباء الأخرى للمرأة. فالقلق ينتابها على رضيعها الذي حرم من رضاعته الطبيعية على رغم أن قانون الإرضاع حق للطفل في السنتين الأوليين من عمره. لكن المشكلة أن لا دور حضانة ملحقة ببيئة العمل. كما يترتب على الأم الاهتمام بواجبات المنزل من طبخ وتنظيف... على رغم كونها منهكة جسدياً. الكل يريدها زوجة دافئة، وأماً حنوناً، وموظفة متميزة، ومسؤولة عن التموين والنظافة والترتيب وتدريس الأطفال، ومرافقتهم إلى الطبيب. لكن الجميع يتناسى حاجتها إلى الاسترخاء والراحة والتقدير، في ظل غياب كامل لأي مساندة، سواء من مؤسسات اجتماعية متخصصة أم من الزوج.

وتشير الدكتورة عفاف خياط إلى أن الصراعات التي تواجهها المرأة تسبب قلقاً واكتئاباً لسائر أفراد العائلة، لأن الأم هي عمود كل أسرة وأي ضرر يلحق بها يصيب الجميع، أطفالاً وزوجاً. وطالبت خياط بتحسين بيئات العمل للأمهات العاملات وتحقيق الأمن النفسي والاجتماعي لها من جانب الشريك قبل كل شيء.

أم وعاملة بحقوق منقوصة

وقعت السعودية على اتفاقات عدة في شأن المرأة وعدم التمييز ضدها. وعلى رغم التحفظ عن بعض بنود الاتفاقات، لا تزال الكثيرات من الأمهات يعانين من انتقاص حقوقهن ويسعين إلى المطالبة بها والإفراج عنها. وترى المرأة السعودية المتزوجة من أجنبي أن جنسيتها حق لأطفالها أسوة بالسعودي الذي يتزوج أجنبية مانحاً زوجته وأطفاله كل حقوق المواطنة. تعمل في السوق السعودية 706 آلاف امرأة، وفق إحصاءات عام 2012، بنسبة تصل إلى 12 في المئة من النساء في سن العمل، واللواتي بلغ عددهن 5,9 ملايين امرأة. وتعاني السعوديات مشكلات عدة تعطل عملهن وقدراتهن الوظيفية، لعل أهمها تقييد حرية التنقل والحركة، إذ لا تزال المسألة عالقة إلى اليوم، من دون توافر بدائل على صعيد النقل العام بالنسبة إلى المرأة. كما تعد الوصاية من أكبر العوائق التي تقف لها في المرصاد. فالعمل والدراسة والسفر كلها أمور مشروطة بسماح ولي الأمر، الذي ربما يكون ابناً يتلقى مصروفه من الأم العاملة. وهذا الانتقاص من أهلية المرأة يجعلها مواطنة غير كاملة تعاني الاستلاب، في أشكاله الفكرية والاجتماعية والنفسية.

يومها في مصر متشحٌ بالسواد
القاهرة – أمينة خيري

في هذا اليوم، ستُكرم الفنانة التي أدت دور الأم في مئات الأفلام وعشرات المسلسلات. وستختار النوادي الاجتماعية «مدام شهيرة» و «الحاجة زهيرة» لتنصيبهما «الأم المثالية» و «الأم المضحية». وستتخذ المراكز التجارية من هذا اليوم حجة لبيع التذاكر وترويج البضائع لاختيار «ست الحبايب» الفائزة بـ «عمرة» إلى الأراضي المقدسة. وسيشتري الأبناء والبنات، من غير المنتمين إلى عائلات تحرّم الاحتفال بيوم الأم، الهدايا الرمزية والعادية والمبالغ فيها لأمهاتهم في المناسبة. لكن ستظل الغالبية الساحقة من الأمهات المصريات بعيدات كل البعد عن الأجواء الاحتفالية بيومهن هذا العام!

وعلى رغم معارض بيع الشاي والسكر والزيت والمفروشات والعباءات... التي أقامها حزب «الحرية والعدالة» الإخواني في محافظات عدة احتفاء بيوم الأم، وعلى رغم جهود كثيرة بذلتها محلات تجارية في شرق مصر وغربها ترويجاً لبيع هدايا يوم الأم، أملاً بالخروج من نفق اقتصادي مظلم يحيطه الكساد، ظلت الأم المصرية أبعد ما تكون عن مشاعر الفرحة أو التفاعل مع أجواء الاحتفال هذا العام.

«حسبي الله ونعم الوكيل في من قتلوا ابني»! عبارة يبدو أنها محفورة في قلب كل أم مصرية وعقلها، وإن لم يكن ابنها قد قتل! إذ باتت الأم المصرية طوال السنتين الماضيتين أماً مكلومة نظرياً وفكرياً ووجدانياً، إن لم يكن فعلياً لفقدان ابن في تظاهرة أو اعتصام أو تشييع. «في كل مرة أتابع فيها حدثاً ما في حياتنا منذ «ثورة يناير» (كانون الثاني) 2011، وأستمع إلى أم في مداخلة هاتفية في برنامج أو ضيفة في استوديو وهي تتشح بالسواد وتنعى ابنها وتطالب بقصاص لا يأتي، أشعر أنني هي»! عبارة قالتها أمهات كثيرات تحدثت إليهن «الحياة» عن يوم الأم، ولسان حالهن يقول: «عيد! بأية حال عدت يا عيد»! ولسان حال المحتفلين من الأبناء والبنات يقول: «إنها مجرد عادة، علينا الحفاظ عليها وإن كانت الظروف غير مواتية». وعلى رغم أن الظروف التي يعيشها كل بيت في مصر لا تشجع على الاحتفال، يرى البعض أن مجرد الإبقاء على الاحتفال، خصوصاً بالأم، يعد شكلاً من أشكال النضال من أجل الحفاظ على مصر. فمع تصاعد أعداد الأمهات الثكلى، وتعقد المشهد السياسي، وتدهور الوضع الاقتصادي، وتأزم الحال الاجتماعية، تحتفل مصر اليوم، كما لم تحتفل سابقاً، بهذا اليوم.

تقول أمل عياد (42 سنة)، وهي أم لابنين: «قلوبنا انفطرت للشهداء الذين وقعوا في أيام الثورة، واحتسبناهم عند ربهم. وسقط من قبلهم ضحايا بطش النظام السابق، مثل خالد سعيد، واعتقدنا خاطئين أن أولئك هم الورود التي أزهرت في حدائق مصر الجديدة كمقدمة لحياة جديدة، وهو ما يفسر فرحتنا بهم. لكن حدث ما لم نكن نتوقعه، إذ استمر مسلسل سقوط الشهداء، ما أصاب كل أم مصرية بالألم والحزن. ولذلك أرى أن الاحتفال هذا العام هو بمثابة تأبين للشباب والأطفال الذين قتلوا وتكريم لأمهاتهم الثكلى».

وعلى رغم الهجمة السنوية الشرسة لإعلانات مثل «اسعد ست الحبايب واشتر لها هاتف محمول بكاميرتين» و «أجمل نغمات عيد الأم بجنيه ونصف فقط» و «أحلى الهدايا بأقل الأسعار للأم الغالية» على صفحات الجرائد وشاشة التلفزيون ورسائل المحمول، وعلى رغم أن الأمهات سيحصلن غالباً على هدايا الأبناء كالمعتاد، وعلى رغم كلمات التهنئة ومشاعر الحب والأحضان والقبلات في هذا اليوم، فإن الجميع يعرف أن هالة الحزن وطيف الألم يعتصران قلوباً كثيرة. تقول إيمان بدر (38 سنة): «كنت من غير الداعين إلى الاحتفال بيوم الأم في شكل مبالغ فيه، لتحوّله مناسبة موجعة لكل من فقد أمه، أجد نفسي ما زلت أقف على خط المعارضة للاحتفال، ولكن بسبب الأبناء الذين رحلوا»! وبين من رحل، ومن ينتظر الرحيل، تقف أمهات مصر في عيدهن وقد استبد بهن الحزن على شهداء شباب يتساقطون يوماً بعد يوم، أملاً بأن يبقى هناك في العيد المقبل من يدخل على أمه قائلاً: «عيد سعيد يا ستّ الحبايب»!

في المغرب... معيلة «وحيدة» لأسرتها
الرباط - ناديا بنسلام

تلقت المرأة المغربية قبيل يوم الأم أخباراً غير جيدة عن وضعها الاجتماعي. ومما كشفته لها الأخبار أنها ليست محظوظة دائماً بـ «عشرة زوجية مستمرة إلى آخر العمر»، فهي مضطرة أحياناً إلى أن تعيش مرحلة الكهولة والشيخوخة وحيدة إثر وفاة الزوج أو زواجه بامرأة أخرى أو الطلاق. وفي كل الأحوال، فإن أحلى أشكال هذا الفراق مرّ بالنسبة إليها. إلى ذلك، نبّهها خبر آخر من المصدر ذاته، وهو حكومي صادر عن المندوبية السامية للتخطيط لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، إلى أن الرجال المغاربة في تناقص، بعدما تخطى عدد النساء نظيره من الرجال العام الماضي (50.9 في المئة)، بعدما كانا حتى وقت قريب متساويين على الأقل. وعادة ما يفتح التقسيم الديموغرافي وفق الفئات العمرية باباً للأمل أو لتوقع تطورات ديموغرافية مختلفة، لكن ليس في حال المغرب اليوم. فأياً كان السن، يلوح بوضوح الخلل الديموغرافي، القائم حالياً أو المقبل، في تخطي الإناث عدد الذكور. وإلى قَدَر الوحدة المتربص بالنساء على مشارف المرحلة الأخيرة من نهاية قطار الحياة، ثمة قَدَر العنوسة، الذي ينغّص عليهن حياتهن. ولأن النساء يشكلن أكثر من نصف السكان، سيكون العثور على شريك الحياة أصعب مستقبلاً، وستتأخر سن الزواج أكثر، وستتراجع أكثر فأكثر نسبة الخصوبة المنخفضة أصلاً (2.2 طفل لكل أسرة عام 2010، في مقابل 4.5 عام 1987)، ليزيد في النهاية عدد النساء الوحيدات في المرحلة المتقدمة من العمر.

ما تبقى من فرح في أجواء الاحتفال بالمرأة هذا العام، أجهز عليه خبر ثالث يعاكس، بحكم الأمر الواقع، مكسب المساواة في تحمل كل أشكال مسؤولية الأسرة، وفق قانون الأسرة المعدل الصادر عام 2004، فعلى رغم أن القانون نصّ، ضمن أشياء أخرى، على تقاسم المسؤوليات الأسرية وتحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيير شؤون البيت ورعاية الأطفال، فإن الواقع الحالي غيّر الموازين وبات يرجح كفة المرأة في تحـمل هذه المسؤولية أكثر فأكثر. والواقع أن الظروف الاقتصادية كانت سيئة للغاية في عقدي السبعينات والثمانينات من القرن العشرين اللذين شهد فيهما المغرب أزمة مالية خانقة اشتدت في الثمانينات وأملت سياسة تقشف كبرى استمرت حتى التسعينات. فتفشت بطالة واسعة في موازاة حركة نزوح واسعة من القرى نحو المدن. وكانت النتيجة أن نسبة من الأسر المغربية فقدت معيلها التقليدي الذي هو الرجل، وعوّضته المرأة كمعيل وحيد بنسبة 15 في المئة عام 1994.

ووفقاً للأرقام الحكومية، فإن هذا الواقع لم يتراجع بعد انقضاء عقد التسعينات، بل ترسخ أكثر في العقد التالي، بزيادة الاعتماد الكلي لجزء من الأسرة المغربية على نفقة المرأة. فارتفع عدد ربات الأسر إلى 20 في المئة عام 2011. وأسوأ ما في هذه الوضعية أن لها علاقة وثقى بالخبر الأول، فكثيرات من هؤلاء العاملات يواجهن أعباء المسؤولية وحيدات بلا شريك. ترنو الأم المغربية اليوم إلى أطفالها بقلق، فقد تؤول إليها إعالتهم بالكامل تحت وطأة الأزمة الاقتصادية. كما تتطلع إلى مستقبلها بقلق، فقد لا تجد الشريك في الوقت المناسب، وقد تعيش وحيدة آخر عمرها للسبب ذاته أو لسبب انخفاض متوسط حياة الرجل. ليس المغرب كلبنان، الذي طرأ عليه الخلل عينه نتيجة الحرب، ولا هو كالصين، التي أصابها الخلل ذاته بسبب سياسة تحديد النسل، ومن المجدي لمناسبة يــوم الأم، ويـــوم المرأة عموماً، أن يتعمق التفكير في الاختلالات القائمة بين النوعين على صعيد الأسرة المغربية، والبحث عن سبل لاستعادة المجتمع المغربي توازناته.

للنضال طعم الحياة في تونس
تونس - صالح سويسي

كانت المرأة التونسية، وما زالت، مثالاً جليّاً للسيدة المناضلة والمجاهدة في كل أحوال الحياة. فهي ساهمت في بناء بلدها جنباً إلى جنب مع الرجل، وصارعت الفقر والحزن والألم والشقاء في ظروف كثيرة. تصحو نزيهة (41 سنة) في الثالثة فجراً كل يوم، لتبدأ تجهيز العجين وتركه يتخمّر، ثَمَّ تعود إليه لاحقاً لتخبزه في «الطابونة» (التنور)، وهو فرن تقليدي تصنعه النساء من الطين. وعند السادسة صباحاً، تخرج أولى دفعات الخبز من «الطابونة»، لتحمله نزيهة وتنطلق نحو سوق المدينة لتبيعه وتعود مرة أخرى إلى بيتها المتواضع في أطراف المدينة، لتشعل «الطابونة» مجدداً بغية صنع دفعات أخرى من الخبز يحملها بعض أولادها إلى السوق مجدداً قبل منتصف النهار لبيعها قبل موعد الغداء.

هكذا يمرّ كل يوم من حياة هذه الأم التونسية، تنام باكراً جداً لتصحو باكراً أيضاً. لا تعرف العطل ولا الأعياد. وتقول:

«تزوجت قبل بلوغي الثامنة عشرة وبعد تسع سنوات تقريباً، سقط زوجي من ارتفاع كبير أثناء عمله في البناء... ليصبح عاجزاً. فقد اعتبروه مخطئاً ولم يراعِ شروط السلامة. وبما أنّ صاحب العمل «مدعوم»، خسرنا الجلد والعظم كما يقولون». تبتسم بمرارة وتضيف: «في أيام معدودة وجدت نفسي أمام خيارين: إمّا أن أعمل وأعيل أطفالي وزوجي، وإما أن أنتظر صدقة من هذا أو ذاك. وهذا ما زاد من ألمي، إذ لم أكن مستعدة لأصبح متسولة أو أن أنتظر نظرات العطف من الناس». وفي النهاية، قرّرت نزيهة العمل، واتصلت بوالدتها لتوفر لها «طابونة» وبعض المال لشراء الطحين ومستلزمات صناعة الخبز. وانطلقت تكابد الصعاب وتصارع من أجل عائلتها. وتتذكّر أنّها في أول يوم خرجت فيه إلى السوق، وبعدما ظلّت هناك أكثر من خمس ساعات، لم تتمكّن من بيع سوى رغيف خبز واحد فقط. وعلى رغم التعب اليوميّ، وما خلّفته السنوات من معالم الشقاء على قسمات وجهها، ما زالت نزيهة تحتفظ ببعض جمال عربيّ أصيل. كما أنّ الابتسامة الخجولة لا تفارقها، مع مسحة الحزن قد لا يلحظها زبائنها. نزيهة لديها ستة أبناء (ثلاثة جامعيون والآخرون في المرحلة الثانوية)، وتفخر بأن أحد أبنائها كان من المتفوقين في شهادة البكالوريا على المستوى الوطني.

الأمل أقوى من الموت

زينة (69 سنة) أمّ أخرى لم يرحمها الزمن ولم يسعفها بلحظة فرح. فبعد زواجها بستة أشهر فقط خطف الموت زوجها (ابن عمّها) تاركاً في أحشائها جنيناً خرج إلى العالم يتيماً ومعوقاً، إذ كانت غالبية أعضائه عاجزة عن الحركة، ما عدا يده اليسرى التي يحركها بصعوبة. ووجدت الأم نفسها تقوم بكل شيء لهذا الرضيع الذي كبر مع الأيام وكبرت معاناتها معه. وهي اليوم امرأة مسنّة هدّها المرض والفقر، تُعيل رجلاً في الخامسة والأربعين تقريباً، بما في ذلك الحمّام والاستحمام وتغيير ملابسه وحلاقة شعره ولحيته، وتطعمه بيديها وتسقيه. لا تخفي زينة حزنها ولا تستطيع حبس دموعها، خصوصاً أنها لم تجد من الحكومة في عهد بن علي أي اهتمام، ولم تكن تتقاضى إلاّ منحة بسيطة تكاد لا تكفي أكلاً وشرباً. أمّا الأدوية فكانت تنتظر أهل الخير كي يعينوها ببعض المال لشراء ما توافر منه. تقول: «بعد هروب بن علي، أعدت الاتصال بالمسؤولين الذين تغيّر موقفهم منّي وقدموا لي مساعدات أكثر وأصبحت أحظى بعناية أكبر، ربما لأنني تقدمت في السنّ».

وتضيف، وهي تنظر إلى ابنها في الجانب الآخر من الغرفة: «أصارع في هذه الحياة طوال أكثر من أربعين عاماً. ولولا رحمة الله الذي سخّر لي بعض الأخيار وأصحاب القلوب الرحيمة... لكنت متّ أنا وابني جوعاً أو برداً». نزيهة وزينة أمّان تونسيّتان عظيمتان، صنعتا من الضعف قوة ومن الشقاء إرادة لمواجهة زمن لا يرحم، وأكدتا أنّ الأمل والعزيمة أقوى من الحزن والألم... والفقر.

يمنيات... لا يحتفلن بالعيد
صنعاء - نجلاء حسن

لن تحتفي كل الأمهات في اليمن بـ «يوم الأم» هذا العام، فثمة كثيرات ما زالت قلوبهن معلقة بالمعتقلين من فلذات أكبادهن، فيما أمهات كثيرات يجهلن تماماً مصير أبنائهن. مضت سنتان على أبشع مذبحة عرفتها الثورة اليمنية السلمية. كانت في 18 آذار (مارس) 2011، يومها سقط حوالى 50 قتيلاً، من شباب وأطفال، بالقرب من «ساحة التغيير» في صنعاء، ولم تُحدد هوية القتلة حتى الآن. ومع ذلك، لم تتوقف إلى اليوم عمليات اعتقال شباب الثورة... واختفاؤهم. وعلى رغم ارتفاع الأصوات المطالبة بالإفراج عنهم وبالكشف عن مكان المخفيين منهم، من المنظمات الحقوقية وهيئات المجتمع المدني، فإن النتائج ما زالت محدودة للغاية.

وهكذا يأتي «يوم الأم» على أمهات المعتقلين والمخفيين قسراً قاسياً وحزيناً. فالهدية الوحيدة التي ينتظرنها هي عودة أبنائهن من المعتقلات، أو على الأقل معرفة مصير المخفيين منهم. أمهات أخريات لن يحتفلن بالمناسبة، إنهن أمهات الشهداء، ســـواء الذين سقـــطوا في ذلك اليوم المشؤوم، أم في ما سمـــي لاحـــقاً بـ «جمعة الكرامة»، أم من سقطوا بالرصاص الطـــائش خلال أحداث الثـــورة الشعبية السلـــمية، أم مــن قتلوا في المواجهات المسلحة، أم أولئك الذين قتلتهم الطائرات الأميركية من دون طيار في مختلف المحافظات اليمنية. كل هؤلاء لن تحتفي أمهاتهم بالمناسبة، وربما لن تمر المناسبة ببيوتهن، ولا حتى مرور الكرام. فهن أمهات بجراح مفتوحة، لن تشفيها إلا عدالة حاسمة، قد لا تتحقق قريباً.

في المـــقابل، ثمة يمنيون ويمنيات يؤمنون بأن طاعة الأم وبــرّها واجب في كل أيـــام الســنة، وليس في 21 آذار وحسب. وهـــؤلاء لا يحتفلون بالمناسبة في هذا اليوم، وإنما يقدمون لأمهاتهم هدايا أو ينظمون لها احتفالاً صغيراً في يوم آخر، سابق أو لاحق. ولأن اليمن بلد تصل فيه نسبة الفقر إلى 52 في المئة من عدد سكانه، أي حوالى 12 مليون فقير من إجمالي العدد المقدر بـ24 مليون نسمة، وفق تقديرات البنك الدولي لعام 2012، يمكن إضافة الأمهات الفقيرات إلى الأمهات اللواتي لن يُحتفل بهن، خصوصاً أن غالبية الفقراء تتمركز في المناطق الريفية حيث ثقافة الاحتفاء بغير الأعياد الوطنية والدينية تكاد تكون معدومة.

وأخيراً، ربما يكون يوم 21 آذار هو أقسى يوم يمر على أم سجينة في أحد السجون اليمنية، وخصوصاً تلك التي تخلت عنها أسرتها بمجرد دخولها السجن، أو تلك التي اتهمت بقتل زوجها، وصار أبناؤها هم أولياء الدم المطالبين بإعدامها. هؤلاء جرحهن في هذا اليوم أعمق من أن تداويه «هدية» من منظمة تهتم بالسجينات، أو تهنئة بالمناسبة من زميلاتهن الأصغر سناً.


توقيع : kumait


يحتاج الإنسان إلى سنتين ليتعلم الكلام وخمسين ليتعلم الصمت
إرنست همنغواي
من مواضيع : kumait 0 تأملات في فتوى جهاد النكاح
0 وجه واحد!
0 هل الهاتف المحمول كان موجودا عام 1938؟
0 الاعلام العربي و أشكالية الضمير..
0 الأرض تستعد لمواجهة «عاصفة شمسية مدمرة»
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:26 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية