حضرت امرأة عند الصدّيقة فاطمة الزهراء -عليها السّلام- فقالت: إنّ لي والدة ضعيفة
بتاريخ : 25-03-2013 الساعة : 04:54 PM
اللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك .
اللهم صلي على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
قال أبو محمّد العسكري -عليه السّلام-: وحضرت امرأة عند الصدّيقة فاطمة الزهراء -عليها السّلام- فقالت: إنّ لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمرِ صلاتها شيء، وقد بعثتني إليك أسألك. فأجابتها فاطمة -عليها السّلام- عن ذلك، ثمّ ثنّت فأجابت، ثمّ ثلّثت إلى أن عشّرت فأجابت، ثمّ خجلت من الكثرة، فقالت: ﻻ أشقّ عليك يا بنت رسول الله. قالت فاطمة -عليها السّلام-: هاتي وسَلِي عمّا بدا لك، أرأيت مَن إكترى يوماً يصعد إلى سطح بحملٍ ثقيل وكراؤه مائة ألف دينار أيثقل عليه؟ فقالت: ﻻ. فقالت: إكتريت أنا لكلّ مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً، فأحرى أن ﻻ يثقل عليّ، سمعت أبي -صلى الله عليه وآله- يقول: إنّ علماء شيعتنا يحشرون فيُخلع عليهم من خُلع الكرامات، على قدر كثرة علومهم وجدّهم في إرشاد عباد الله، حتّى يُخلع على الواحد مِنهم ألف ألف خُلعة من نور، ثمّ ينادي منادي ربّنا عزّ وجل: أيّها الكافلون لأيتام آل محمد -صلى الله عليه وآله- الناعشون لهم عند إنقطاعهم عن آبائهم، الذين هم أئمّتهم، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا، فيخلعون على كلّ واحد من أُولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتّى أنّ فيهم – يعني: في الأيتام – لمن يُخلع عليه مائة ألف خُلعة وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلّم منهم، ثمّ إنّ الله تعالى يقول: أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام، حتى تتمّوا لهم خلعهم، وتُضعّفوها، فيتمّ لهم ماكان لهم قبل أن يخلعوا عليهم، ويضاعف لهم، وكذلك من بمرتبتهم ممّن يُخلع عليه على مرتبتهم.وقالت فاطمة -عليها السّلام-: يا أمَةَ الله إنّ سلكا من تلك الخلع، لأفضل ممّا طلعت عليهِ الشمس ألف ألف مرّة، وما فَضل فإنّه مشوب التنغيص والكدر.
* قال رجل لإمرأته: اذهبي إلى فاطمة -عليها السّلام- بنت رسول الله -صلى الله عليه وآله- فسليها عنّي أنا مِن شيعتكم أو لستُ من شيعتكم؟ فسألتها، فقالت: ما قال لها زوجها. فقالت فاطمة -عليها السّلام-: قولي له: إنْ كنتَ تعمل بما أمرناك، وتنتهي عمّا زجرناكم عنه، فأنت من شيعتِنا وإلاّ فلا، فرجعت فأخبرته. فقال: يا ويلي ومن ينفكّ من الذنوبِ والخطايا، فأنا إذاً خالد في النّار، فإنّ مَنْ ليس من شيعتهم، فهو خالد في النّار. فرجعت المرأة فقالت لفاطمة -عليها السّلام-: ما قال لها زوجها، فقالت فاطمة -عليها السّلام-: قولي له: ليس هكذا فإن شيعتنا من خيار أهل الجنّة، وكل محبينا وموالي أوليائنا ومعادي أعدائنا والمُسلّم بقلبه ولسانه لنا، ليسوا مِن شيعتِنا إذا خالفوا أوامرنا ونواهينا في سائر الموبقات وهمْ مع ذلك في الجنّة، ولكن بعد ما يطهرون من ذنوبهم بالبلايا والرزايا أو في عرصات القيامة بأنواع شدائدها أو في الطبق الأعلى من جهنم بعذابِها إلى أن نستنقذهم – بحبنا – منها وننقلهم إلى حضرتِنا.
* قالت فاطمة -عليها السّلام- : وقد اختصم إليها إمرأتان، فتنازعتا في شيء من أمر الدين، إحداهما معاندة، والأُخرى مؤمنة، ففتحت على المؤمنة حجّتها فاستظهرت على المعاندة، ففرحت فرحاً شديداً – فقالت فاطمة -عليها السّلام-: إنّ فرح الملائكة باستظهارك عليها أشدّ من فرحك، وإنّ حزن الشيطان ومردتِه بحُزنها عنك أشدّ من حُزنها، وإنّ الله تعالى قال للملائكة: أوجِبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة مِن الجنان ألف ألف ضعف ما كنت أعددت لها، واجعلوا هذه سنّة في كلّ من يفتح على أسير مسكين، فيغلب معانداً مثل ألف ألف ما كان له معدّاً من الجنان.
ربي صل على فاطمة وابيها وبعلها
وبنيها والسر المستودع فيها
واجعلنا من خلص شيعتها ومواليها