بغدادُ يا بلـدَ الجوادِ ومنارةَ الروح الفؤادِ
يا بلدةً قدْ زانها اثـنانِ مِنْ خيرِ العبادِ
إثنان مِنْ أهلِ العُلى ، نورينِ في ظـُـلَمِ البوادي
موسى بنُ جعفرَ سيّدي ، وحفيدُهُ أصلُ الرشادِ
قدْ ماتَ فيها غيلةً في سجنِ هارونَ المُعادي
وتلاهُ ابنٌ للرضا سمّاهُ أحمدَ بالجوادِ
قدْ سمّهُ (مأمونُهُمْ) حقداً على آلِ الودادِ
***
بغدادُ يا مَنْ نالـَها شَرَفُ العُلى بالإنقيادِ
والكاظمين لها ، لباسُ العـزِّ في كلِّ البلادِ
لمْ تنثنِ لِطُغاةِ حُكمٍ جائرٍ هُمْ بالفسادِ
مَلَكوا البلادَ تجبُّراً مِنْ بعد قتلٍ للعبادِ
+++
بغدادُ يا أُمَّ العُلى في أرضِ عزٍّ للسوادِ
ما ضرَّها حُكمٌ تعاقَبَ للنواصبِ والأعادي
كانت كشوكٍ ثابتٍ في قلبِ نَصْبٍ للعنادِ
فتشرّفَتْ أرجاؤها ، بالحزنِ في زيِّ الحِدادِ
+++
بغدادُ قدْ مرَّ الطُغاةُ وقدْ مَضوا مثلَ الرمادِ !
مِنْ بعدِ ما عاثوا فساداً في الديارِ كما الجرادِ !
لمْ يبقَ يا بغدادُ منهُمْ غيرَ ذِكرٍ بالمدادِ
أمَّا الأُلى مِنْ آل أحمدَ ذِكْرُهُمْ فوقَ الشِدادِ
وبكلِّ شبرٍ في العراقِ مقامُهُم زهوَ البلادِ
***
بغدادُ أينَ قصورُهُمْ ، أينَ الحدائقُ والنوادي ؟
أينَ القبورُ ورسمُها ، أينَ المُعزَّى بالحِدادِ ؟
أينَ الجواري والعبيدُ وجيشُهُمْ ، أينَ المُنادي ؟
( يا غيمةً ، سيحي بأرضي وامْرحي فوق البوادي ) !
( رُغماً عليكِ سترتمي منكِ المياهُ على الوهادِ ) !
( فتصيرُ تبراً بعد حبٍّ ثمّ تُجبى من بُعادِ ) !
فأمَدّهُمْ ربُّ المياهِ بما حَوَتْ من كلِّ زادِ
لا عَنْ كرامةِ إنّما صاروا كما ذاتَ العمادِ !
+++
بغدادُ ليست للرشيدِ ولمْ تكُن يوماً لِعادي
نَصَبَ العداءَ لأحمدٍ حقداً على أهلِ الرفادِ
خَدَعَ العبادَ برايةٍ من أجلِ حُكْمٍ في البلادِ
بلْ بايَعَتْ ذرّاتُها أهلُ الطهارةِ والسّدادِ
***
بغدادُ قدْ جاءتْ إليكِ جموعُنا زحفاً تُنادي
لبّيكَ يا موسى بن جعفرَ سيّدي بابَ المُرادِ
لبّيكَ يا بابَ الإلهِ وسرّهُ ، أملَ العبادِ
لبّيكَ يا ابن المصطفى ، يا مَنْ تسمّى بالجَوادِ
+++
بغدادُ يا بلدَ العُلا ، والكاظمانِ ذرى العمادِ
لبّيكِ حقّاً كُلّما ،مرَّ الضياءُ على السوادِ
لنْ يَحجبَ الغربال مِنْ نورٍ تجلّى للعبادِ
فهو الطريقُ إلى الإلهِ ، وهو النجاةُ لدى المَعادِ .
19/10/2012