Kadhem - 162 ـ سيدني (الموقع الخاص):كيف سيكون محور الحق والعدالة في المجتمعات المختلفة في زمن الإمام عليه السلام، وأنتم تعلمون أن قد تأصّلت في الفترة الاخيرة ظاهرة الثأر من الخصم على أقل الأشياء، فهل أن الإمام سيقتصّ ممن قتل أخاه أو ابنه في ساعة غضب كما هو مشاع في زماننا أم انه عليه السلام سيحملهم على قاعدة عفا الله عما سلف؟
الجواب: الإمام صلوات الله عليه سييقيم شرعة العدل بكل حذافيرها، ولن يتهاون مع احد في ذلك كما هو دأب جده أمير المؤمنين عليه السلام، طبعاً تنفيذ الحدود وأحكامه مرتبط بطبيعة ما يحياه المجتمع فإن الجرائم التي حصلت في مجتمع الظلم لا بد وأن تأخذ فيه ظروف الجناة في ذلك المجتمع، على عكس ما لو كان المجتمع يعيش في ظروف العدل، فلقد أقام الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الحد في زمن الغدل، بل وضاعفه كما في حال الشاعر النجاشي الذي ضربه حد شرب الخمر في شهر رمضان مرتين، واحدة لشرابه المسكر والثانية لجرأته على الله في هذا الشهر، ولكنه منع إقامة الحد على السارق في زمن الجوع في زمن عمر بن الخطاب، إن كانت السرقة تمت للتخلص من الجوع، ومثل ما انا الأمر يسري على ظروف الجناة الاجتماعية فإنه يسري على ظروف الجناة الشخصية فلقد منع أمير المؤمنين صلوات الله عليه إيقاع حد الزنا بمن أجبرت عليه بسبب رغبتها بالتخلص من العطش الشديد واشتراط الزاني أن لا يعطيها الماء إلا بتمكينها إياه من نفسها، أو منعه لحد الزنا بسبب حالة الجنون لدى المزني بها وهكذا، وقد فصلنا الحديث عن ذلك في كتابنا إتجاهات الدفاع الاجتماعي في الإسلام.