الدعاء في احاديث اهل البيت عليهم السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم يـالله ..
طالما نسمع ونقول ونكرر لماذا لايستجاب دعائنا لماذا ندعو ونتوسل ونرجوا من الله عز وجل ولانرى اثرا للاستجابة او ان الاستجابة تتاخر كثيرا والله عز وجل يقول (ادعوني استجب لكم) ويقول (واذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني فاليستجيبوا لي وليامنوا بي) ونرى الكثير من الروايات تحث على الدعاء والاكثار منه بل والالحلح في السؤال لكن يبقى السؤال مطروحا لم لايستجاب لنا طبعا هذا السؤال احيانا لايكون له معنى لان الله عز وجل يستجيب لنا في بعض الامور واخرى لايستجيب لحكمة ما والاسباب كثيرة ولست هنا بصدد الحديث عنها الا اني استقراء معكم الروايات الواردة عن اهل البيت عليهم السلام لنستجلي بعض الاجابات حول هذا التساؤل .
1- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الله إذا أحبّ عبداً غتّه (أي غمره ) بالبلاء غتّاً ، وثجّه ( أي أمطره ) به ثجّاً ،
فإذا دعاه قال : لبّيك عبدي لبّيك .. لئن عجّلت ما سألت إنّي على ذلك لقادرٌ ، ولئن أخّرت فما ذخرت لك عبدي خيرٌ لك .
2- قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ يعطي الدنيا مَن يحب ويبغض ، ولا يعطي الآخرة إلاّ مَن أحبّ ، وإنّ المؤمن ليسأل ربّه موضع سوطٍ من الدنيا فلا يعطيه ، ويسأله الآخرة فيعطيه ما شاء ، ويعطي الكافر في الدنيا قبل أن يسأله ما يشاء ، ويسأله موضع سوطٍ في الآخرة فلا يعطيه إيّاه .
3- قال قومٌ للإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ندعو فلا يُستجاب لنا ،
قال (عليه السلام): لأنّكم تدعون مَن لا تعرفونه .
4- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الله كره إلحاح الناس بعضهم لبعض في المسألة ، وأحبّ لنفسه ، إنّ الله يحبّ أن يُسأل ويُطلب ما عنده .
5- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الربّ عز وجل ليلي حساب المؤمن ( يوم القيامة ) فيقول الله عز وجل: تعرف هذا الحساب ؟..
فيقول المؤمن : لا يا رب ..
فيقول الله ( عز وجل ) :دعوتني في ليلة كذا وكذا في كذا وكذا ، فذخرتها لك ،
فلمّا يرى من عظمة ثواب الله
يقول المؤمن: يا ربّ .. ليت أنّك لم تكن عجّلت لي شيئاً وادّخرته لي
6- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ الله إذا أحبّ عبداً ابتلاه وتعهّده بالبلاء ، كما يتعهد المريض أهله بالطرف ، ووكّل به ملكين فقال لهما عز وجل : اسقما بدنه ، وضيّقا معيشته ، وعوّقا عليه مطلبه ، حتّى يدعوني فإنّي أحبّ صوته ، فإذا دعا قال الله عز وجل :
اكتبا لعبدي ثواب ما سألني ، وضاعفا له حتّى يأتيني ، وما عندي خيرٌ له ، فإذا أبغض عبداً وكل به ملكين ، فقال : أصحّا بدنه ، ووسعّا عليه في رزقه ، وسهّلا له مطلبه ، وأنسياه ذكري ، فإنّي أبغض صوته حتّى يأتيني ، وما عندي شرٌّ له .
7- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ترك لقمة حرام أحبّ إلى الله تعالى من صلاة ألفي ركعة تطوعاً .
8- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): ردّ دانق حرام ، يعدل عند الله سبعين حجّة مبرورة.
9- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ العبد إذا دعا لم يزل الله في حاجته ، ما لم يستعجل.
10- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ العبد إذا عجّل فقام لحاجته : يقول الله تعالى : استعجل عبدي ، أتراه يظنّ أنّ حوائجه بيد غيري .
11- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): لا يزال المؤمن بخيرٍ ورخاء ورحمة من الله ما لم يستعجل ، فيقنط فيترك الدعاء ،
قلت له : كيف يستعجل ؟..
قال (عليه السلام) : يقول : قد دعوت منذ كذا وكذا ، ولا أرى الإجابة .
12- قلت للإمام جعفر الصادق (عليه السلام):ربّما دعا الرجل فاستجيب له ، ثمّ أخّر ذلك إلى حين ؟..
فقال :نعم ،
قلت : ولِمَ ذلك ، ليزداد من الدعاء ؟..
قال(عليه السلام) : نعم.
13- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): إنّ العبد الولي لله يدعو الله في الأمر ينوبه ، فيقال للملَك الموكل به : اقض لعبدي حاجته ولا تعجّلها ، فإنّي أشتهي أن أسمع نداءه وصوته ..
وإنّ العبد العدوّ لله ليدعو الله في الأمر ينوبه ، فيقال للملك الموكّل به :
اقض لعبدي حاجته وعجلها ، فإنّي أكره أن أسمع نداءه وصوته .. فيقول الناس :
ما أعطي هذا إلاّ لكرامته ، وما مُنع هذا إلاّ لهوانه..
14- قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): كان بين قول الله عزّ وجلّ :
{قد أُجيبت دعوتكما } وبين أخذ فرعون أربعون عاماً .
15- قال الإمام محمد الباقر (عليه السلام): إنّ العبد ليسأل الله حاجةً من حوائج الدنيا فيكون من شأن الله تعالى قضاؤها إلى أجلٍ قريبٍ أو بطيءٍ ، فيُذنب العبد عند ذلك الوقت ذنباً ، فيقول للملك الموكل بحاجته :
لا تنجزها له ، فإنّه قد تعرّض لسخطي استوجب الحرمان منّي .
16- قلت للإمام جعفر الصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله .. ما بال المؤمن إذا دعا ربّما استُجيب له وربّما لم يُستجب له ؟.. وقد قال الله عزّ وجلّ : {وقال ربّكم ادعوني استجب لكم } ،
فقال (عليه السلام): إنّ العبد إذا دعا الله تبارك وتعالى بنيّةٍ صادقةٍ ، وقلبٍ مخلصٍ استُجيب له بعد وفائه بعهد الله عزّ وجلّ ، وإذا دعا الله بغير نيّةٍ وإخلاصٍ لم يستجب له أليس الله يقول : {أوفوا بعهدي أوف بعهدكم } فمَن وفى وفي له.
17- قلت للإمام جعفر الصادق (عليه السلام): يُستجاب للرجل الدعاء ثمّ يؤخر ؟.. قال : نعم ، عشرون سنة .