هم كالألماس لن تأمن عليهم إلا بحفظهم داخل خزانة قلبها .. لذلك هِي من اختارت أن تكون بين أبنائها وفي كنف عائلتها .. رغم أنها تملك جميع المؤهلات التي تمكنها من أن تكون موظفة.. رفضت تلك الوظيفة عقلا و قلبا .. لقناعتها بأن هناك أولويات لها سبق الأهمية في واقع حياتها!!
لم تقلق من ذلك أبدا .. ولكن !!
تلك التساؤلات التي كانت تنهال عليها تشعرها بأنها في مرمى الملامة .. وجميعنا يبغض اللوم لأنه يجبرنا أن نتخذ موقع المقاومة والدفاع. وإن لم نتخذ ذلك الموقع فإنه سيترك مجالا للخيبة بالتسلل عبر نوافذ حياتنا. عندها ستتلاشى أرواحنا وتهلك أجسادنا لتصبح ذرات في مهب الريح يملؤها الإحباط و التشاؤم.
خذلها الجميع بتلك التساؤلات
لم أتعبتِ نفسك في الدراسة ؟؟؟
أوَ كانت هوايتك جمع الشهادات فقط؟؟
ألم يكن من الأهداف الأساسية لك هو الحصول على وظيفة ؟؟
إذن .. لم كل هذا الركون للبيت والزوج والأولاد ؟؟
كم أنت إنسانة سلبية وغبية عندما طرحتي حقوقك جانبا؟؟
كم خذلتها تلك التساؤلات !!
وكأني بميزان ربات البيوت قد أصابه العطل مقارنة بثقل ميزان المرأة الموظفة !!
فعجباً لانقلاب موازين هذه الأيام!!
و عجباً لضيق الأفق في النظر!!
وعجباً للمتغافلين و المتغافلات عن ( الرِّجالُ قَوَّامون على النِّساء ). وعن ( جهاد المرأة حسن التبعل ).
حينها قررت أن ترمي بتلك التساؤلات وتطمرها في حفرة عميقة كي لا تأخذ حيزا من فكرها وَ تفكيرها. وارتدت رداءً من الأعصاب الباردة وجلست بارتياح تحتسي كأساً من التغافل حتى الثمالى لأنها على يقين أن ( تسعة أعشار العافية في التغافل ) ليس لشيء سوى التغلب على ذلك الألم النفسي القاتل الذي سببته تلك التساؤلات البغيضة وما نتج عنها من تهاوي للأعراف والقيم في زمنٍ ينظر فيه لربات البيوت بمثل تلك النظرات القاصرة.
فمتى ستستطع المجتمعات من النظر للسعادة بمنظار يسع الأرض وما عليها..
فالسعادة لا تقتصر على وظيفة نحصل عليها.. حيث يمكن أن تتجلى في أبٍ و أمٍّ رائعين ،، في أخوةٍ و أخوات هم سندٌ لنا في هذه الحياة .. في قلبِ أمٍّ رؤوم تلم أبنائها تحت جناحيها...في يدٍ حانيةٍ تمسح على الصغير والكبير .. في زوجٍ يعزني ويحترمني .. في عائلةٍ أشعر بوجودها بكل الفخر والإعتزاز.
و كلِّي قناعة بأن أمثال تلك المرأة ستسلك دربا لتصل لبيتٍ من بيوت الله .. تطرق بابه .. و كلِّي يقين بانهمار ثمار الخير والأجر والثواب عليها.. وستعطى مكافئتها في يد وسيضع المجتمع في يدها الأخرى الدَّيْن الذي مضت قُدُما وبدون تردد لعطائه.
وَ كمجتمع واعٍ وراق
لنعمل على توسعة بؤبؤ أَعْيُننا بحيث لا ننظر لعمل ربات البيوت بتهاون وحدود ضيقة ... فكلٍ منا يعمل.
دمتم وعين الله ترعاكم.