اقتبس من الاخت الكريمة الجزائرية التالي :
ولكن امر اخر احب ان الفت النظر اليه اخي المكرم , لماذا كل قضية تتعلق بالاسلام قلنا انظرو الى ايران , تعاملون ايران وكأنها قاعدة التشيع ؟! , ايران الان رضخت لأمريكا كما نرى , وصدقني لو كانت امريكا تريد ان تسحق ايران لفعلت , ولكن هناك منهجية وسياسة متبعة ...
---------------------
واقول : عبارة ( تعاملون ايران وكأنها قاعدة التشيع) - لها جانبين الان في المفهوم الحديث
او المطروح . واحدة اذا اعتبرنا هذا من الناحية الدينية ومركزيتها في الجانب العقائدي حصرا فهي لعله عند البعض قاعدة التشيع وفي العموم هي واحدة من اثنتين الان في العالم الشيعي كقاعدة للتشيع وكما يعلم الجميع العراق وايران .
اما اذا اضفنا ميزة اخرى لقاعدة التشيع وهي السلطة السياسية ومفهوم الدولة مع الجانب الديني العقائدي . فهنا ستتفرد ايران بهذه الميزة كما هو واقعها المشهود
وبالتالي فان مفهوم قاعدة التشيع هنا يعتمد على القصد منه وكل قصد له واقع معين وبالنتيجة وعلى اي قصد ومرتبة ستكون ايران هي في قمة الامر
اي ايران قاعدة التشيع بلا غبار على هذه المسالة بحدود ما ذكرنا اعلاه
ولكن - ولكون ان العالم الان والعصر هو عصر القوة والعلم - فان مفهوم الدولة الشيعية القوية المستقرة والذي تمثله ايران هو الموضوع الذي يؤرق الغرب وهو حجر العثرة في طريق مخططاتها في المنطقة - والا عدى ذالك فان القاعدة الشيعية وحسب مفهوم وفلسفة الحوزة في النجف الاشرف حفظها الله لنا من كل سوء واقتصار دورها في السياسة على الدور الارشادي لا يشكل خطر كبير على مصالح الغرب ولا تحدي مهم كثيرا يخشونه على مصالحهم .
في المقابل نجد ان تنظيم وحزب عقائدي مثل حزب الله يتغلب على واحدة من اقوى دول العالم واحدثها تسليحا - ولا يستطيع الطرف العدو ان يتمادى اكثر في غيه لانه يعلم العواقب بفضل استراتيجية سلاح الردع ونقطة الضعف في العدو الذي يتحرك على اساسها .
وبالعموم حلف المقاومة وعلى راسه ايران الان يتعامل مع امريكا وتهديدها العسكري في المنطقة باستراتيجية عسكرية اساسها في احد الحيثيات هي نقطة الضعف وهي اسرائيل - وكذالك المصالح الاستراتيجية في المنطقة كالنفط والقواعد العسكرية
ولو ان امريكا مع ما تملك من قوة كبيرة ننظر اليها فقط لقوة سلاحها العسكري . لكان استطاعت ان تحسم القتال في سوريا لصالحها - وحيث لم تستطع لان الامور تجري على اساس حسابات قوة متعددة داخلة في القضية وحدود مختلفة لا يمكن تعديها . فان هذا وحده يضعف نظرية السوبر بور ( super power theory) . ولا يجعلها دائما نافذة . والتجربة هي الدليل
ومنه قس على ايران التي هي اقوى من سوريا بكثير .
نعم لا يعني ان ايران لا تتاثر بما يسلط عليها من حصار في جوانب اقتصادية وسياسية كثيرة زولكن في الطرف الاخر الغرب يتاثر من طول الصراع والتكلفة والضغوط وما يعانيه من مشاكله الاقتصادية الخاصة به .
وما يجري الان بين الغرب وبين ايران حول موضوع المشكلة النووية والتي اعتبرتها اختنا الجزائرية لعله السبب في القول ان ايران رضخت للغرب . فهو لعله غير دقيق في التوصيف او غير صحيح بالمرة في الحسابات السياسية وعلى الاقل يحتاج مثل هكذا وصف المدة الكافي من الزمن وانكشاف الواقع حتى يتم التصريح بواقعيته . ولعل هذه المسالة تم مناقشتها في القسم السياسي بتفاصيل وهناك اراء مهمة تبين الاستراتيجية التي تتعامل بها ايران في هذا الملف .
وفي الختام - اقول خلاصتا لكل ما في اعلاه واستنتاجا عاما
1- ان ايران الان احد اهم قواعد التشيع في العالم الاسلامي - وباضافة مفهوم الدولة اليه تكون هي القاعدة الشيعية الاولى في العالم الاسلامي . ونموذج فريد في تاريخ التشيع .
2- القوة في المنظور الاستراتيجي لا تنحصر بقوة السلاح فقط - وامريكا على اساس هذا الفهم قد تكون ضعيفة بمقدار مهم امام دولة اضعف منها عسكريا - او بعبارة اخرى قد يشكل عليها خطر كبير جدا من يستطيع ان يدخل الاستراتيجية المناسبة في لعبة القوة والمصالح العالمية .