|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
هل تثبت رؤية المهدي في الغيبة الكبرى، بحديث الأبدال؟!!!
بتاريخ : 08-05-2014 الساعة : 07:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم الوبيل على أعدائهم أجمعين ، إلى ما بعد يوم الدين
قلت أنا الهاد: توطئة لما نريد قوله لا بأس بسرد بعض ما عند أهل السنة فيه، كالآتي ..
حديث الأبدال عند أهل السنّة !!!
أخرج أحمد بن حنبل قال: حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا الحسن بن ذكوان، عن عبد الواحد بن قيس، عن عبادة بن الصامت، عن النبي أنه قال: « الأبدال في هذه الأمة ثلاثون، مثل إبراهيم خليل الرحمن، كلّما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً» ([1]).
قال الإمام الهيثمي: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس، وقد وثقه العجلي وأبو زرعة، وضعفه غيرهما ([2]).
قلت أنا الهاد : فإسناده حسن؛ وله شاهد ..
أخرجه الطبراني بإسناده عن أنس قال: قال رسول الله: «لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل إبراهيم خليل الرحمن، فبهم يسقون وبهم ينصرون، ما مات منهم أحد إلاّ أبدل الله مكانه آخر» ([3]).
قال الإمام الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن([4]).
قلت أنا الهاد: وهناك طرق أخرى معتبرة عن صحابى آخرين أحدهم مولانا علي صلوات الله عليه ، لا يسع مختصرنا سردها الآن .
والحديثنان أعلاه صريحان أنّ أقل نصاب ينزل الله تعالى به الغيث على بني آدم هو الثلاثون. والاختلاف بين الثلاثين والأربعين اختلاف كمال، كما هو ظاهر على الظاهر، لكون كل من الحديثين مُثبِت؛ فلا يتنافيان .
وقوله عليه السلام: «بهم ينصرون» النصر الجزئي لا التام؛ ضرورة أنّ التام لا يتحقق -بصريح القرآن- إلاّ بثلاثمائة وثلاثة عشر، عدة أصحاب طالوت صلوات الله عليه، هؤلاء الثلاثون من ضمنهم على البدل والتداخل.
والمقصود بالنصر الجزئي هو: بقاء الدين سالماً -بهم- من دون تحريف.
حديث الأبدال عند الشيعة أنار الله برهانهم
روى الكافي والطوسي بإسناديهما الصحيح عن أبي بصير، واللفظ للثاني عن الفضل بن شاذان، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال : «لابدّ لصاحب هذا الأمر من عزلة، ولابد في عزلته من قوة ، وما بثلاثين من وحشة ، ونعم المنزل طيبة»([5]).
قال المجلسي (في المرآة 4 : 50) :ضعيف أو موثق.
قلت أنا الهاد: إسناده صحيح على الأظهر الأقوى، وفي بيان تردد صاحب البحار قدس سره نقول:
لعلمائنا في إسناده مذهبان، فرجاله ثقات، سوى البطائني..
منهم من وثقه بضرس قاطع..؛ وتخريجه أنّ الأصحاب ما رووا عنه بعد فسقه وانحرافه وكفره؛ ضرورة بطلان الرواية عن مرتد ملعون جاحد.
ومنهم من ضعفه ؛ لعدم التمييز بين مرويات القبل والبعد، وهو مردود فيما لا يخفى بالتخريج الآنف .
الزبدة: فمرويات البطائني، سيما التي في الكتب الأربعة وما كان على منوالها، صحيحة بالتخريج الآنف، شريطة أن لا تخالف، وما نحن فيه كذلك، على أنّ الأمر لا يقف على هذا ، فله شاهد حسن سنسرده بعد قليل .
قال صاحب البحار شارحاً في مرآة العقول:
أي هو عليه السلام مع ثلاثين من مواليه وخواصه، ليس لهم وحشة؛ لاستيناس بعضهم ببعض، أو هو عليه السلام داخل في العدد فلا يستوحش هو أيضاً، أو الباء بمعنى مع أي لا يستوحش عليه السلام؛ لكونه مع ثلاثين. وقوله عليه السلام : « المنزل طيبة» أي مدينة النبيّ عليه السلام ، وهو يدل على أنّه عليه السلام غالباً في المدينة وحواليها، إمّا دائماً، أو في الغيبة الصغرى ([6]).
قلت أنا الهاد : ليس هذا تردداً من صاحب البحار رضوان الله عليه، وإنما هو إشارة إلى مذهب من حصر انطباق الحديث بالغيبة الصغرى ، وإلاّ فالراجح عند صاحب البحار وبقية شراح الكافي أو جلّهم، أنّ هذا في الغيبة الكبرى..، وأمّا من ذكر منهم اختصاصه بالصغرى؛ فقد ذكره بلفظ القيل،وهو تمريض.
على أن هناك من العلماء ، وهو الفيض الكاشاني في الوافي، رضوان الله عليهم جميعاً، من خصّه بالصغرى .
وردّ بأنّه خلاف الظهور=الإطلاق . وبضعف إسناد التوقيع (=من ادعى المشاهدة) وسنبين هذا آخر المبحث .
قال المازندراني (في شرح الكافي6 : 265) .
وله ( ولابد له في غيبته من عزلة...) إشارة إلى الغيبة الكبرى لأنّه يعتزل فيها الناس جميعاً ...، قال الفاضل الأمين الأسترآبادي : يعني أن طيبة وهي المدينة المعروفة منزله ( عليه السلام ) وكان يستأنس بثلاثين من أوليائه
ويحتمل أن يكون هذا حاله في الصغرى. اهـ.
ففي البحار (53: 321) ناقلاً :
وظاهر الخبر كما صرح به شراح الأحاديث أنّه عليه السلام يستأنس بثلاثين
من أوليائه في غيبته .
وقيل : إنّ المراد أنّه على هيئة من سنه ثلاثون أبداً وما في هذا السن وحشة وهذا المعنى بمكان من البعد والغرابة .
وهؤلاء الثلاثون الذين يستأنس بهم الإمام عليه السلام في غيبته، لا بد أن يتبادلوا في كل قرن إذ لم يقدر لهم من العمر ما قدر لسيدهم عليه السلام، ففي كل عصر يوجد ثلاثون مؤمناً ولياً يتشرفون بلقائه .
وفي خبر علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي المروي في إكمال الدين وغيبة الشيخ ومسند فاطمة عليها السلام لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري وفي لفظ الأخير أنه قال له الفتى الذي لقيه عند باب الكعبة ، وأوصله إلى الإمام عليه السلام : ما الذي تريد يا أبا الحسن ؟ قال : الامام المحجوب عن العالم ، قال : ما هو محجوب عنكم ولكن حجبه سوء أعمالكم . الخبر .
وفيه إشارة إلى أنّ من ليس له عمل سوء، فلا شئ يحجبه عن إمامه عليه السلام ، وهو من الأوتاد أو من الأبدال. انتهى المنقول في البحار بحروفه .
شاهد لرواية البطائني: الخضر عليه السلام من الثلاثين:
روى الصدوق قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه (محدّث إمامي، ترضّى عنه الصدوق كثيراً) قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود (فاضل، ممدوح حسن الحديث)، عن أبيه محمد بن مسعود (العياشي، ثقة جليل من عيون الطائفة فوق الوصف) ، عن جعفر بن أحمد (بن أيّوب، صحيح الحديث والمذهب، ثقة) ، عن الحسن بن علي بن فضال (ثقة فطحي) قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول : «إن الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور ، وأنه ليأتينا فيسلم فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وإنّه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه، وإنّه ليحضر الموسم كلّ سنة، فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته» ([7]).
قلت أنا الهاد: إسناده عندي قويّ موثّق كالصحيح، رجاله ثقات وممدوحون ، وهناك من علمائنا من جزم بصحته، ومنهم بحسنه ، وهناك من ضعفه ، على اختلاف المباني، لكنّه على أية حال معتبر، ناهيك عن شهادة الوجدان باستبعاد أن لا يلتقي الخضر بإمامنا المهدي عليهما السلام ؛ سيما أنّ الله تعالى ما ادّخره أكثر من ثلاثة آلاف سنة إلاّ له صلوات الله عليهما .
وأياً كان، فهذا الحديث يبطل دعوى أنّ الإمام المهدي عجل الله فرجه، لا يراه أحد في الغيبة الكبرى.
ابن تيمية يجزم بحياة الخضر عليه السلام
سئل ابن تيمية (في مجموع الفتاوى) هل الخضر عليه السلام حيّ إلى الآن فقال: وأمّا حياته: فهو حي ([8]).
زبدة ما توصلنا إليه :
فهناك -على الأقل- فيما رواه الفريقان سنة وشيعة ثلاثون أبدالاً، ينزل الله تعالى بهم الغيث والنصر الجزئي على العباد، هم كإبراهيم عليه السلام من هذه الجهة ، أحدهم بل أشرفهم الخضر صلوات الله عليه كما جاء في مروياتنا، فاطلاق دعوى أنّ أحداً لا يرى مولانا المهدي عجل الله تعالى فرجه في الغيبة الكبرى في غاية البعد.
للفائدة إسناد حديث: من أدعى المشاهدة!!
أخرج الصدوق قدس سره في الإكمال قال حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس الله روحه - فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته : بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب ، وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة -قبل خروج السفياني والصيحة- فهو كاذب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
قلت أنا الهاد: إسناده عند علمائنا -بغض النظر عن القرائن- مختلف فيه ، فجماعة على أنّ إسناده ضعيف..؛ فالمكتب مجهول الحال لم يوثقه أحد.
وجماعة جزموا بالصحة على مبنى أن من يترحّم عليه الصدوق فهو إماميّ ثقة، وقد ترحّم عليه الصدوق رضوان الله عليه فيما لا ينبغي أن يخفى.
أمّا مع القرائن، فقد ادّعي الانجبار بمرسل الطبرسي في الاحتجاج، وبعمل الطائفة خلفاً عن سلف؛ إذ لم ينكره أحدٌ منهم .
قلت: وهو الأقوى؛ فالحديث ثابت مع مثل هذا الانجبار، غير مدفوع.
مقصودنا من هذا الفائدة
أنّ القائل من علمائنا رضوان الله عليهم جميعاً ، بامتناع المشاهدة في الغيبة الكبرى يرد عليه ضعف الإسناد؛ إذ الإسناد ضعيف على مبنى المشهور .
فلو قال -رضوان الله على علمائنا جميعاً- : هو منجبر، فهو حجة .
فإنه يقال له : كلاّ، فإنما الإنجبار في الإسناد لا غير، وما تقوله أنت في الدلالة ، ولا انجبار فيها قطعاً ؛ ضرورة اختلاف العلماء في مدلول الحديث حتى النخاع ..، سيما أنّ الأظهر من الحديث هو منع المشاهدة بمعنى السفارة ، لا التي بمعنى التشريف والتسديد والتأييد والتفضل..
تنبيه: انقطاع المشاهدة بمعنى السفارة معلوم ضرورة .
قلنا نحن شيعة بإجماع :
بطلانُ وكذبُ دعوى مشاهدة الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام، بعنوان أنّ المشاهد سفير الإمام عجل الله تعالى فرجه..؛ أي واسطة بينه عليه السلام وبين شيعته كالسفراء الأربعة ، معلومٌ ضرورة ، والأخبار فيه متواترة .
أرجو أن يكون فيه بعض الفائدة
.................................................. .........................
([1]) مسند أحمد(ت: شعيب الأرنؤوط) 37: 413، رقم: 22751. الرسالة، بيروت.
([2]) مجمع الزوائد 10: 62، رقم: 16672. مكتبة القدسي القاهرة .
([3]) المعجم الأوسط (ت: طارق عوض) 4: 247 ، رقم: 4104. دار الحرمين، القاهرة.
([4]) مجمع الزوائد 10: 63، رقم: 16674. مكتبة القدسي القاهرة .
([5]) الكافي 1: 340 ، رقم: 16. باب في الغيبة . الغيبة للطوسي : 162، رقم: 121.
([6]) مرآة العقول4: 50 .
([7]) إكمال الدين وإتمام النعمة : 391 . باب ما روي من حديث الخضر .
([8]) مجموع الفتاوى لابن تيمية 4 : 439 . مجمع الملك فهد، السعودية . ت : عبد الرحمن قاسم .
|
|
|
|
|