قال تعالى في كتابه الكريم : وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ (16) – النمل
سأثبت لك أخي القارئ أن سليمان عليه السلام ورث مال والده ولم يكن له مالا أحب اليه من الخيل كما قال بلسانه
الخيل والفروسية عند العرب
د·عبدالحميد شقير
انتشار الخيل بين العرب
للخيول قصة عريقة وشيقة يقال إنها كانت وحشية غير مستأنسة، ثم كان أول من اعتنى بها إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، سخرها الله له فكان أول من ركبها·
وكان نبي الله داود محباً للخيل شغوفاً بها، فجمع منها ألف فرس ورثها عنه سليمان، فقال فيها: ما ورثني داود مالاً أحب إليَّ من هذه الخيل اهـ
جاء في كتاب عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعلامه بدر الدين العيني الحنفي
وقال مقاتل : ورث سليمان عن أبيه داود ألف فرس، وكان أبوه أصابها من العمالقة.
جاء في كتاب غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب للعلامه شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي.
مطلب : أول من ركب الخيل إسماعيل عليه السلام .
وفي الحديث الشريف أنه صلى الله عليه وسلم قال { : اركبوا الخيل ، فإنها ميراث أبيكم إسماعيل } . وذلك أن إسماعيل عليه السلام أول من ركبها على المشهور ; ولذلك سميت العراب وكانت قبل ذلك وحشا كسائر الوحوش ، فلما أذن الله تعالى إلى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام برفع القواعد من البيت قال الله عز وجل : إني معطيكما كنزا ادخرته لكما ، ثم أوحى الله إلى [ ص: 36 ] إسماعيل : أن اخرج فادع بذلك الكنز ، فخرج إلى أجياد ، وكان لا يدري ما الدعاء ، والكنز فألهمه الله عز وجل الدعاء ، فلم يبق على وجه الأرض فرس بأرض العرب إلا أجابته وأمكنته من نواصيها وتذللت له { ، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن شيء أحب إليه بعد النساء من الخيل } إسناده جيد رواه النسائي من حديث أنس رضي الله عنه . اهـ
أنقل التالي بالهوامش عن أ.د محمد الزحيلي
- كان صلى الله عليه وسلم مليونيراً
مقدمة أموال النبي - بقلم أ.د محمد الزحيلي
إن الله تعالى اختصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصادر ماليَّة خاصة به، ومنها: الفيء، والأنفال، والصَّفي من الغنيمة، وسَهمه من خُمس الغنائم، وبلَغَت في حياته الشريفة أموالاً طائلة من الأراضي والإبل والغنم والخيل والسِّلاح...، وكان ينفقها على نفسه، وأهلِ بيته، وعلى أصحابه، وفي سبيل الدعوة، وكان يُقطِع الأراضي لبعض الصحابة، ويتصدَّق بالوقف ببعضها، ولم يتوسع الفقهاء خاصة في بيان مصادر أموال النبي صلى الله عليه وسلم وموارده وتركته؛ لأنها انتهت بوفاته صلى الله عليه وسلم، ولكن لم تُغفلها الكتب الموسَّعة في السُّنة الشريفة والسِّيرَة النَّبويَّة، وشروح كتب الصِّحاح والسنن، وبيَّن بعض العلماء الأموال التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملكها في حياته من الدُّور والبيوت والخيل والبغال والسُّيوف...، حتى صنَّف البغدادي / كتاباً بعنوان: "تركة النبي صلى الله عليه وسلم"(1)، وعدَّد بعض مفرداتها ومصيرها، وبيّنها الطبراني أيضاً(2)، وابن ناصر الدمشقي(3)، وذكر بعضها ابن قيِّم الجوزية(4) رحمهم الله تعالى. اه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تركة النبي ، لإسماعيل بن حماد البغدادي، وهو أقدم مخطوط (179 هـ)، وتحدث عن تركة النبي وأوقافه، وحققه الدكتور أكرم ضياء العمري، وكذا كتاب "إمتاع الأسماع بما للنبي من أموال وحفدة ومتاع" للمقريزي (845 هـ)، نشر دار الكتب العلمية، بيروت.
(2) ينظر: [المعجم الكبير للطبراني 11/111].
(3) ينظر: [سلوة الكئيب بوفاة الحبيب لابن ناصر الدمشقي 1/30 وما بعدها].
(4) ينظر: [زاد المعاد في هدي خير العباد لابن قيم الجوزية 1/130 – 135].