عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82429
|
الإنتساب : Dec 2015
|
المشاركات : 978
|
بمعدل : 0.30 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
تحكم النصارى في دولة معاوية الاموية!
بتاريخ : 23-12-2020 الساعة : 09:58 PM
تحكم النصارى في دولة معاوية الاموية!
معاوية ينصب لنفسه وزيراً ليس على دين محمد (ص) استعان معاوية برجل رومي غير مسلم يدعى سرجون وجعله أمين سره ومستشاره في قضايا الدولة وفي المال.فمن هو سرجون هذا ؟
(سرجون الرومي هو كاتب معاوية وصاحب سره, وكتب بعده ليزيد بن معاوية)( معالم المدرستين للعلامة العسكري وعن تاريخ الطبري ج 2 ص 205 ، الكامل لابن الاثير ج 4 ) روى المسعودي في معاوية: (كتب له عبيد بن أوس الغساني وسرجون بن منصور الرومي) ( التنبيه والاشراف للمسعودي, باب ذكر أيام معاوية)
وكذلك (وفي بلاط معاوية لعب سرجون بن منصور النصراني, دور المستشار المالي المتنفذ, وحفظ النصارى لمعاوية وآله هذا التسامح فأخلصوا لهم وأعظموهم أعظاما لانزال نقع عليه في الروايات النصرانية وحتى في كتب التاريخ الاسبانية) ( تاريخ الشعوب الاسلامية لكارل بروكلمان الصفحة 120 , فصل الامويين) وأورد العلامة جعفر السبحاني في منصور بن سرجون
(ذكر فردينان توتل المسيحي في كتابه معجم أعلام الشرق والغرب مايلي : كان منصور بن سرجون وزير المالية لمعاوية وهو أبو يوحنا الدمشقي , وذكر ابوعلي مسكويه فقال في كتابه تجارب الامم ج2 ص 211: كاتب ديوان خراج سلطة معاوية ويزيد هو سرجون بن منصور الرومي) ( بتصرف واختصار عن كتاب سيرة الائمة للعلامة السبحاني ص 162).
قال ابن كثير (ودخل معاوية إلى الكوفة فخطب الناس بها خطبة بليغة بعد ما بايعه الناس واستوثقت له الممالك شرقاً وغرباً وبعداً وقرباً ، وسمي هذا العام عام الجماعة لاجتماع الكلمة فيه على أمير واحد بعد الفرقة ، فولى معاوية قضاء الشام لفضالة بن عبيد ، ثم بعده لأبي إدريس الخولاني ، وكان على شرطته قيس بن حمزة ، وكان كاتبه وصاحب أمره سرجون بن منصور الرومي) ( البداية والنهاية لابن كثير ج8 ص 23).
لقد كان منصور بن سرجون الرومي ممثلا عن الجانب الروماني في فتح دمشق !
(وكان رئيس الديوان لدى معاوية منصور بن سرجون الذي فاوض الجيوش العربية الإسلاميّة لتسليم دمشق)( النص عن مقالة في موقع القديسة تيريزا بحلب للأرشمندريت اغناطيوس ديك)
إذن منصور كان مستشاراً مالياً في دولة الروم قبل فتح بلاد الشام , ولما فتح المسلمون بلاد الشام بقي منصور وابنه سرجون في الشام . وعندما نصب معاوية نفسه ملكاً على المسلمين استوزر سرجون وجعله كاتبه, وكذلك فعل من بعده يزيد بن معاوية, كما سيأتينا.
كيف يتم توزير من كان صاحب منصب لدولة الاعداء وهي الدولة الرومانية ,وكيف يتم توزير غير مسلم في دولة شعارها ودستورها ألاسلام كما كان يتظاهر معاوية ؟ وهل يعقل أن يأتمن أي عاقل برجل كان ذو منصب وحظوة عند أعداءه؟ لكن الامر عند معاوية كان غير ذلك .لم يكن سرجون النصراني الوحيد المقرب لمعاوية , فقد كان طبيب معاوية الخاص نصراني كذلك وهو ابن أثال, واستعان معاوية بابن أثال النصراني في مكائده واغتيالاته يروي العلامة العسكري فيقول:
(لما أراد معاويةان يبايع لابنه يزيد بولاية العهد من بعده ، رآى ميلأهل الشام إلى عبد الرحمنبن خالد بن الوليد . فأمر طبيبه ابن أثال ان يسمه ، ووعده ان يضع عنه الخراجلمدة سنة ويوليه على خراج حمص ، ففعل وبر بوعده معاوية فقتله خالد بن عبدالرحمن أو ابن أخيه المهاجر) ( معالم المدرستين للعلامة العسكري وعن الاغاني للاصفهاني ج 15 ، وتاريخ الطبري ج2 ، الكامل لابن الاثير ج3), وذكر عن اليعقوبي قوله : ( أن معاوية استعمل على خراج منطقة حمص النصراني بن أثال, ولم يستعمل النصارى أحداً من الخلفاء قبله.) (تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 223) ,وكان الأخطل النصراني هو شاعر البلاط في عهد معاوية وما بعده , وحثه معاوية على هجاء الانصار وهم أهل يثرب الذين نصروا النبي (ص) , فلم يتورع الأخطل عن ذلك وهو في حماية سيده معاوية فهجا الانصار بقصيدة مطلعها:
ذهبت قريش بالمكارم والعلى....... واللؤم تحت عمامة الانصار( معالم المدرستين للعلامة العسكري , البيان والتبيين للجاحظ ج1ص 86, الاغاني للأصفهاني ج 13).
معاوية يستعين بنصارى قبيلة كلب في تثبيت حكمه! كانت أغلب إن لم تكن كل ربوع سوريا في فتوح الشام مسكونة من أقوام تدين بدين النصرانية ويدخل في ذلك قبائل العرب التي عاشت فيها , قال اليعقوبي عن قبائل العرب التي سكنت الشام قبل الاسلام: ( كانت قضاعة أول من قدم الى الشام من العرب , فدخلوا في دين النصرانية , فمَّلَكهم ملك الروم على بلاد الشام والعرب)( تاريخ اليعقوبي ج1 ص 234). وقال المسعودي (وكانت قضاعة أول من نزل الشام وانضلفوا إلى ملوك الروم فملكوهمبعد أن دخلوا في النصرانيّة على من حوى الشام من العرب) (المسعودي مروجالذهب ج1 ص 421). قبيلة قضاعة من أمهات القبائل ومن بطونها تنوخ و كلب بن وبرة , سليم وتيم اللات.
روى البلاذري متحدثا عن دخول جيش خالد بن الوليد الى الشام أيام أبي بكر فقال:
(ثم أتى تدمر فامتنع أهلها وتحصنوا ثم طلبوا الأمان فأمنهم على أنيكونوا ذمة وعلى أن قروا المسلمين ورضخوا لهم.ثم أتى القريتين فقاتله أهلها فظفر وغنم.ثم أتى حوارين من سنير فأغار على مواشي أهلها فقاتلوه وقد جاءهم مددأهل بعلبك وأهل بصرى وهي مدينة حوران فظفر بهم فسبى وقتل. ثم أتى مرج راهط فأغار على غسان في يوم فصحهم وهم نصارى فسبىوقتل.)( فتوح البلدان للبلاذري ص 111). تأمل أن القوم قاوموا دخول الجيش وهذا يعني أمتناعهم عن القبول بالاسلام, وفي بداية النص ترى أن أهل تدمر في النهاية رضخوا للمسلمين بعد القتال وصاروا أهل ذمة , اي بقوا على ديانتهم ولم يدخلوا الاسلام.
وروى كذلك فقال عن فتوح الشام قبل تولي معاوية بقليل فلما ورد أبو عبيده عليهم أسلم بعضهم وصالح كثير منهم على الجزية.ثم أسلموا بعد ذلك بيسير إلا من شذ عن جماعتهم.وكان بقرب مدينة حلب حاضر يدعى حاضر حلب يجمع أصنافًا من العرب منتنوخ وغيرهم.فصالحهم أبو عبيده على الجزية.) (فتوح البلدان للبلاذري ص 177). إذن بقى القوم على دينهم ولم يدخلوا الاسلام فدفعوا الجزية. بقي بنو تنوخ على نصرانيتهم الى عهد الخليفة العباسي الثالث الملقب بالمهدي بن أبي جعفر حيث يروي اليعقوبي :
(وخرج حتى صار إلى الثغر ثم صار إلى بيت المقدس فأقام أياماً وانصرف فلما صار بجند قنسرين لقيته تنوخ بالهدايا وقالوا نحن أخوالك يا أمير المؤمنين فقال من هؤلاء قيل تنوخ حي ينتمي إلى قضاعة ووصف له حالهم وكثرة عددهم وقيل له إنهم كلهم نصارى فقال لا أرضاكم أنتم إلى خؤولتي) ,وارتد منهم رجل فضرب عنقه فخافوا فثبتوا على الإسلام. وتوفي عيسى بن موسى سنة 167 فولى المهدي ابنه موسى بن عيسى الكوفة وما كان إلى أبيه من الأعمال.)( تاريخ اليعقوبي), تأمل أن القوم كلهم نصارى والزمن زمن العباسي الثالث الخليفة المهدي, فمن اليقين أنهم كانوا نصارى أيام معاوية بن هند الاموي.
ودون البلاذري في فتوح الشام أيام الخليفة عمر : (هذا ما أعطى عياض بن غنم أهل الرقة يوم دخلها.أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم لا تخرب ولا تسكن إذاأعطوا الجزية التي عليهم ولم يحدثوا مغيلة وعلى أن لا يحدثوا كنيسة ولا بيعة ولايظهروا ناقوسًا ولا باعوثًا ولا صليبًا.) ( فتوح البلدان للبلاذري ص 178) , وهذا نص يبين بقاء الناس على ديانتهم. ويقول كذلك (أن عمر بن الخطاب أراد أن يأخذالجزية من نصارى بني تغلب فانطلقوا هاربين ولحقت طائفة منهم ببعدٍ من الأرض.فقال النعمان بن زرعة أو زرعة بن النعمان: أنشدك الله في بنيتغلب! فإنهم قوم من العرب يأنفون من الجزية وهم قومٌ شديدة نكايتهم فلا تعن عدوكعليك بهم.فأرسل عمر في طلبهم فردهم وأضعف عليهم الصدقة.)( فتوح البلدان للبلاذري ص 188). وهذا كذلك يدل على بقاء تغلب على نصرانيتهم.
في زمن الاولابوبكر, أي قبل تسلم معاوية ولاية الشام بسنين قليلة ,كتب الطبري عن ذلك العهد فدون أن جموع قبائل العرب نفرت الى جانب الروم في مواجهة الفتح الاسلامي وكما يلي :
(وبلغ الروم عظم ذلك العسكر فضربوا على العرب الضاحية البعوثبالشامإليهم فكتبخالد بن سعيدإلى أبى بكر بذلك وبنزول من استنفرت الروم ونفر إليهم من بهراء وكلب وسليحوتنوخ ولخم وجذام وغسان من دون زيزاء بثلاث فكتب إليه أبو بكر أن أقدم ولاتحجم واستنصر الله فسار إليهم خالد فلما دنا منهم تفرقوا) (تاريخ الطبري ج2 ص 587), وهذا نص جلي يبين نصرانية تلك القبائل وولائها للروم. لقد دون البلاذري في فتوح البلدان والواقدي في مغازيه والازدي في فتوح الشام في أكثر من موضع, أن قبائل العرب التي في سوريا بقيت على ديانتها النصرانية وأختارت دفع الجزية على دخول الاسلام , والنصوص التي تقدمت جزء يسير من تلك المصادر . كان دخول تلك القبائل الى الإسلام تدريجيا وبعد عهود , حتى بقى منهم مابقى الى يومنا هذا , إذن قبائل العرب في الشام بقيت على نصرانيتها تدفع الجزية للدولة وكان ذلك في زمن ولاية معاوية على الشام وزمن خلافته.
ميسون أم ولي العهد, من نصارى كلب لتثبيت ملكه إستعان معاوية بن أبي سفيان بقبائل العرب النصرانية في سوريا وهي قبائل قضاعة وكلب وتغلب وتنوخ وطئ وبنو سليح والسكاسك وغيرها , وتزوج بإمرأة مطلقة وهي ميسون بنت بحدل الكلبية من نصارى قبيلة كلب, فصار لتلك القبيلة ضلوعا في دولة معاوية. ومن العجيب أن معاوية طلق زوجته ميسون بعد حملها ! فتركت قصر الخلافة وعادت الى قومها وهي حبلى بولي العهد (يزيد), روى البلاذري عن المدائني ( طلق معاوية ميسون وهي حامل، وكان زوجها الذي قُتل عنها زامل بن عبد الأعلى فرماه بعض الأعراب, ولم يقل شيئاً، والصحيح أن الذي قتله أخوه.) (أنساب الاشراف ج 2 ص 129) وقوله : (أن الذي قتله أخوه) يعني به أن قاتل زوج ميسون هو أخوه لأنه كان طامعاً بالزواج منها أيضا فلما تزوجها عبد الاعلى قتله حسداً , ثم تزوجها معاوية .
روى ابن كثير : ( طلق معاوية ميسون الكلبية وهي حامل فولدت يزيداً وأبوها بحدل أو بجدل )( البداية والنهاية لابن كثير ج8 ص155 ). وقال كذلك في ترجمة يزيد : (وكان أبوه قد طلق أمه وهي حامل به , وكان يزيد في حداثته صاحب شراب...) ( البداية والنهاية ج8 ص 248).
إن معاوية ملك المسلمين وحاكمهم كان له أن يتزوج بمسلمة من صاحبات الأصل الرفيع ويختار مايشاء من بنات الحسب والنسب كي تحمل له بوريث يجلس على عرش مملكته , لكن شقوته غلبت عليه فاقترن بامرأة مطلقة غير مسلمة ,وطلقها بعد حملها بولي العهد! هذه الحقيقة ترجح أن يزيدا ليس إبناَ شرعياَ لمعاوية , فالطلاق بعد حصول الحمل يبين وجود شك في أصل النطفة, وسيأتي تفصيل ذلك في فصل (أعداء النبي ).
ولد يزيد بعيدا عن أبيه وترعرع ببقاع الشام في بادية كلب عند أخواله النصارى , وبقاع الشام هي المنطقة حول دمشق الى بعلبك .
ذكر الحموي البقاع : يقال له بقاع كلب قريب من دمشق وهو أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق) ( معجم البلدان لياقوت الحموي ج1 ص 699)
ومن تلك القرى في بقاع كلب, قرية حوارين النصرانية , تلك التي عشقها يزيد وقضى فيها شطرا من حياته حتى أن هلاكه كان فيها, ومن دلائل نصرانية أهل حوارين وجود دير وسبعة كنائس لاتزال آثارها الى اليوم في تلك الضيعة الصغيرة.
قال الحموي في حوارين : (من قرى حلب معروفة وحوارين حصن من ناحية حمص ..وهي من تدمر على مرحلتين وبها مات يزيد بن معاوية في سنة 64) ( معجم البلدان ج 3 ص62 لياقوت الحموي) , وكذلك : (والقريتان أيضا قرية كبيرة من أعمال حمص، في طريق البرية بينها وبين سخنة وأرك أهلها كلهم نصارى، وقال أبو حذيفة في فتوح الشام: وسار خالد بن الوليد من تدمر إلى القريتين، وهي التي تدعى حوارين، وبينها وبين تدمر مرحلتان)( معجم البلدان لياقوت الحموي ج5 ص 440). القريتان هما نزالا وحصرعينان ,وهما تابعتان لحمص يجاورها مهين وحوارين وصدر.
في سبيل اظهار يزيد بن معاوية مسلم الابويين , اهمل المدونون في الماضي والحاضر التحقيق في في ديانة ميسون بنت بحدل ( أم يزيد) , فلاتجد نصا يصرح بديانتها , لأن القول الصريح بأن أم يزيد تدين بالنصرانية سيجعل من يزيد أقل تأهلا وقبولا لنيل خلافة دولة المسلمين ؟ إن تقصي الحقائق يبين أن ميسون من نصارى قبيلة كلب , وأن ابنها يزيد نشأ في بيئتها عند أخواله في حواريين والماطرون وغيرها من قرى سوريا المسيحية, وذلك ليس بالأمر المشين , فكل أنسان يتبع ملة أهله ويهتدي بهديهم ولاشين في ذلك , ولكن العار أن يتبوأ رجل مهام خلافة الدولة الاسلامية وهو مولود من أم غير مسلمة وناشئ في بيئة أخواله النصارى .
كان زواج معاوية من ميسون الكلبية معاصرا لزواج الخليفة الثالث عثمان بن عفان من نائلة بنت الفرافصة الكلبية , ويتفق المؤرخون على نصرانية نائلة عند زواجها من عثمان لكنهم لايبينوا ديانة ميسون زوجة معاوية بصورة واضحة, و سبب ذلك كما تقدم يعود للتغطية على يزيد بن معاوية وتلميع صورته, فمن غير المقبول أن يكون خليفة دولة المسلمين مولود لأم نصرانية ربته في بادية قومها النصارى بعيدا عن أبيه معاوية.
دون ابن عساكر نقلا عن ابن رشيق قوله (إنعثمان بن عفانتزوجنائلة بنت الفرافصة وهي نصرانية على نسائه, وكلب كلهم يومئذ نصارى)( تاريخ دمشق لابن عساكر ج70 ص 138), تأمل قوله ( وكلب يومئذ كلهم نصارى), أي أن قبيلة بنو كلب لم يزالوا على نصرانيتهم آنذاك وهو ذات الوقت الذي تزوج فيه معاوية من ميسون بنت بحدل بن أنيف الكلبية , ويعني هذا أن ميسون أم يزيد نصرانية أيضاً فهي من كلب كذلك.
لم يكن زواج الخليفة الثالث عثمان من نائلة الكلبية النصرانية نادرا فقد تزوج سعيد بن العاص والي الكوفة أخت نائلة الكلبية قبل زواج عثمان من نائلة, وتزوج الزبير بن العوام من رباب الكلبية وهي من نصارى قبيلة كلب كذلك وله منها بنت أسمها رملة كان يعشقها خالد بن يزيد بن معاوية وهو الذي قال فيها
(تجول خلالخيل النساء ولاأرى لرملة خلخالا يجول ولاقلبا
أقلوا علي اللوم فيها فإنني تخيرتها منهم زبيرية قلبا
أحب بني العوام طرا لحبها ومن حبها أحببت أخوالها كلبا
فإن تسلمي نسلم وإن تتنصري تخط رجال بين أعينهم صلبا )
( الابيات عن كتاب الأغاني للأصفهاني ج17 ص 260, ومثله في انساب الاشراف للبلاذري)
إذن تزوج ثلاثة من وجهاء المسلمين من ثلاث نساء نصرانيات من كلب لم يكن أمراً مستهجناً ولذلك كان زواج معاوية بميسون الكلبية مثل ذلك , إلا أن المؤرخين أهملوا ذكر نصرانيتها لتحسين صورة خليفة المسلمين يزيد بن معاوية .
نصارى كلب يتحكمون في الدولة الاموية
وحسان بن بحدل النصراني خليفة للمسلمين لمدة 40 يوما
بحكم رابطة الزواج بين معاوية وميسون الكلبية صار لعائلة ميسون النصرانية -عائلة بحدل- نفوذا كبيرا في دولة معاوية , ونظرة عابرة على بلاط معاوية وابنه يزيد يبين بجلاء تدخل بنو بحدل في دولة معاوية. فقد قرب معاوية ابن أخت زوجته ميسون وهو حسان بن مالك بن بحدل الكلبي وكان من أعوانه في حربه لعلي بن أبي طالب ع في موقعة صفين , ثم جعله واليا على منطقة فلسطين.
(كان حسان ابن مالك بن بحدل الكلبي بفلسطين عاملا لمعاوية بن أبي سفيان، ثم ليزيد ابن معاوية بعده، وكان يهوى هوى بني أمية،) ( تاريخ الطبري ج3 ص323).
وفي ذلك يقول عمرو الزهري من كلب يهجو حسان بْن مالك بْن بحدل :
(إذا ماانتمى حسان يومًا فقل لهبميسون نلت المجد لا بابن بحدل
بخمصانة رياالعظام كأنهامن الوحش مكحول المدامع عيطل
ولولا ابن ميسون لما ظلتعاملًاتخمط أبناء الأكارم من عل
وما كان يرجو مالك أن يرى ابنهعلى منبر يقضي القضاء بفيصل ) ( انساب الاشراف للبلاذري , باب بنات عبد المطلب).
صار لحسان بن مالك بن بحدل كلمة مسموعة ونفوذا طاغيا في دولة معاوية , وبعد هلاك معاوية كان حسان الكلبي هو الحاكم الخفي لدولة بني أمية حتى أنه بعد هلاك يزيد بن معاوية كان هو الحاكم أو الخليفة الخفي الذي سير أمور الدولة , روى المؤرخون ومنهم الذهبي أموي الهوى فقال في حسان بن مالك بن بحدل : ( سلموا بالخلافة على حسان أربعين ليلة , ثم سلم الأمر الى مروان وله قصر بدمشق وهو قصر البحادلة , ثم صار يعرف بقصر ابن أبي الحديد , وهو الذي يفتحر ويقول : فإن لايكن منا الخليفة نفسه ... فما نالها إلا ونحن لها شهود )( سير أعلام النبلاء للذهبي ج3 ص 538) , وروى ابن عساكر عن البلاذري والكلبي : (سلم على حسان بن مالك بن بحدل أربعين ليلة بالخلافة ثمسلمها إلى مروان وقال : فألا يكن منا الخليفة نفسه فما نالها إلاونحن شهود , وقال بعض الكلبيين : نزلنا لكم عن منبر الملك بعدما ظللتم وما أن تستطيعون منبرا) (تاريخ مدينة دمشق ج 12ص 472). وروى الزبيدي في بحدل : ( وبحدل, هو ابن أنيف من بني حارثة بن جناب الكلبي جد يزيد بن معاوية أبو أمه ميسون بنت بحدل, ومن ولده حسان بن مالك بن بحدل الذي شد الخلافة لمروان وأخو سعيد بن مالك بن بحدل وحميد بن حريث بن بحدل الذي قتل من قتل من فزارة وخالد بن سعيد بن مالك بن بحدل وهو الهراس كان على شرطة هشام)( قاموس تاج العروس للزبيدي , كلمة بحدل)
عند هلاك معاوية وتولي يزيد الخلافة صار ضلوع بني بحدل في الدولة أشد, فقد عين يزيد على شرطته ابن عم حسان بن مالك بن بحدل وأسمه حريث بن بحدل الكلبي ( أنساب الاشراف ج4 ص 60 , وطبعة اخرى ج5 ص 305). وعين يزيد كذلك سعيد بن مالك بن بحدل على ولاية قنسرين, وسعيد بن مالك هو أخو حسان بن مالك الكلبي ويعني هذا انه خال يزيد بن معاوية لأنه أخو أمه ميسون(سير أعلام النبلاء ج3 ص16). وعين يزيد أيضا على حرسه سعيد مولى كلب (تاريخ اليعقوبي ج2 ص 301 ) وبقي سرجون بن منصور النصراني كاتب يزيد ووزيره , ويروي ابن عبد ربه( كان كاتب يزيد وصاحب أمره سرجون بن منصور) ( العقد الفريد لابن عبد ربه).
ان تبوأ بنو بحدل النصارى مناصب مهمة في دولة معاوية ويزيد ربما كان سببا مهما في اعلان اسلامهم حتى يقبلهم الناس, ولكن هذا لن يغير من الحقيقة شيئأ فهم من نصارى كلب بن وبرة.
ذكر هنري لامانس (ان الادارة الاموية في عهد معاوية وعهد يزيد كانت تعج بالنصارى من قبيلة كلب وهم أخوال يزيد بن معاوية) ( بتصرف وترجمة عن الفرنسية من دراسة في عهد الخليفة الاموي معاوية للمستشرق هنري لامانس ص 152).
يؤكد هذه الحقائق صاحب كل شأن في التاريخ فمثلا دون السيد أغناطيوس ديك :
(كانت القبائل المسيحيّة العربيّة أمثال تغلب وتنوخ وكلب لا تزال قويّة وإنّ جيوشها كانت أكبر دعم للأمويّين ضدّ معارضيهم الكثر. وكان الأخطل شاعر بني تغلب النصراني يدافع بشعره عن الأمويّين ويعارض الأنصار. وكان يدخل البلاط والصليب على صدره وكلمته مسموعة. كما كان سرجون ابن منصور شبه وزير المالية يدير شؤون الدولة الأمويّة المترامية الأطراف. وإن يزيد بن معاوية ربي لدى أخواله المسيحيّين في البادية وكان من أهم ندمائه الأخطل ومنصور بن سرجون (يوحنّا الدمشقي). تابع عبد الملك في أول عهده سياسة أسلافه، وهادن البيزنطيّين ليتسنى له التفرّغ لقمع ثورة عبد الله ابن الزبير في الحجاز، وكانت القبائل المسيحيّة العربيّة سند الدولة الأمويّة وساهمت في الانتصار الذي حقّقه الأمويّون في معركة مرج راهط عام 684. وكان والده مروان قد احتاط بشرطة خاصة لحمايته مؤلّفة من مائتي مسيحي عربي من منطقة ايلاة العقبة. وكان الأخطل شاعر عبد الملك وسرجون بن منصور رئيس ديوان الماليّة. وعيّن أثناسيوس بن جومايا الرهاوي مساعداً لحاكم مصر.)
( النص أعلاه بقلم السيد الأرشمندريت اغناطيوس ديك, عن موقع السيدة تيريزا في حلب) سيأتي ذكر معركة مرج راهط لاحقا , وفيها يصبح مروان بن الحكم ملك المسلمين , و مما قاله مروان في معركة مرج راهط بعد أن بويع له ودعا إلى نفسه:
(لما رأيت الأمر أمرا نهبا ... سيرت غسان لهم وكلبا
والسكسكيين رجالا غلبا ... وطيئا تأباه إلا ضربنا
والفين تمشي في الحديد نكبا ... ومن تنوخ مشمخرا صعبا
لا يأخذون الملك إلا غصبا ... وإن دنت قيس فقل لا قربا) ( تاريخ الطبري ج3 ص 324), جميع القبائل التي نصرت مروان في معركة مرج راهط والتي ذكرها في قصيدته أعلاه هي قبائل عربية تدين بالمسيحية , وهي غسان, كلب , تنوخ , طئ, السكاسك, وهذا يؤيد ما قاله السيد أغناطيوس ديك الذي تقدم ذكره, ودليل على ضلوع القبائل العربية النصرانية في دولة معاوية ويزيد. ان أحتياط مروان بن الحكم الاموي بحماية خاصة مؤلفة من مائتي مسيحي عربي أمر لايدعو للعجب في بلاط دولة معاوية , فقد استعان يزيد بن معاوية بحرس من المسيحين والرومان كذلك ! لنقرأ هذه الرواية وهي حدثت بعد ملحمة كربلاء وكانت في عهد يزيد , فبعد ملحمة كربلاء يؤخذ الاسرى وهم آل النبي محمد (ص) أسارى الى دمشق عاصمة الدولة, و الحاكم يومذاك يزيد بن معاوية ,وعند دخول الأسرى من آل النبي (ص) الى دمشق يحجزونهم في خربة ويتولى حراستهم جنود الخليفة يزيد بن معاوية , والرواية كما يلي :
( نُقل عن الإمام الصادقعبأنّه عندما نقل السجادعمع باقي أهل بيت الحسين ع إلى دار خربة في دمشق قال أحدهم : وضعونا هنا حتىيقع السقف علينافيقتلنا ,وقال الحرس بلغتهمالرومية: انظر إليهم يخافونمن وقوع السقف مع أنّهم سيؤخذون غداً وتضرب أعناقهم. قال الإمام السجادـ عليه السَّلام ـ : لميكن منا من يعرف اللغة الرومية جيداً مثلي حينها (بصائر الدرجات ج8 ص 338، باب12).وتدلّ هذه الرواية على أنّ حرّاس سلطة يزيد كانوا يتكلمون باللغةالرومية، ويحتمل جداً انّهم روميون أصلاً، و طبعاً انّ معرفة الإمام الرابعباللغة الرومية قد تمت في ضوء علم الإمامة،وهذه الرواية وردت في باب علمالأئمّة.) ( سيرة الائمة للعلامة جعفر السبحاني ص162).
هذه نتف تاريخية , تبين أن دولة معاوية التي يصر بعض المتحمسين على تسميتها بدولة المسلمين, لم تكن في الحقيقة سوى دولة دنيوية مصبوغة ظاهرياً بصبغة الاسلام وشعاراته .
عن كتابي
مؤامرة المسلمين على النبي محمد ص,
فصل (أمية دولة الطلقاء)
مروان
|