|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 83053
|
الإنتساب : May 2018
|
المشاركات : 620
|
بمعدل : 0.26 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
《 وصية رائعة إلى السالكين إلى الله 》
بتاريخ : 14-03-2021 الساعة : 05:29 PM
( بُـنَي ! ) :
ـ كُنْ مِنَ أولئك الذين يُحِبّون الصالحين والعارفين، وإنْ لم تكن منهم،* ولا تغادر هذه الدنيا وأنتَ تُكِنُّ العداء لأحباب الله تعالى.
ـ تعرَّفْ إلى القرآن - كتاب المعرفة العظيم - ولو بِمُجَرَّد قراءته، وشقّ منه طريقاً إلى المحبوب ( يعني الى الله )
ـ ولا تَتَوَهَّمَنَّ أَنَّ القراءة مِنْ غير معرفة لا أثر لها،* فهذه وساوس الشيطان* ..واعْلَمْ أننا لو أنفقنا أعمارَنا بتمامها في سجدة شُكر واحدة على أن القرآن كتابُنا، لَمَا وَفَّيْنَا هذه النعمة حَقَّها مِنَ الشُّكر* .
ـ فَلْيَكُنْ إنْتِخابكَ للأَصحاب مِنْ بين أولئك الصالحين والمُتَدَيِّنين والمهتمين بالأمور المعنوية، مِمَّنْ لا تَغُرُّهُمْ زخارف الدنيا ولا يَتَعَلَّقون بها* ، ولا يَسْعَون في جَمْع المال وتحقيق الآمال أكثر مما هو متعارف، أو أكثر مِنْ حَدِّ الكفاية، ومِمَّن لا تُلَوِّث الذنوب مجالسهم ومحافلهم، ومن ذوي الأخلاق الكريمة، فإِنَّ تأثير المعاشرة على الطرفَيْن مِنْ إصلاح وإفساد أمرٌ لا شَكَّ في وقوعه.
ـ واسْعَ أَنْ تَتَجَنَّب المجالس التي تُوقِع الإنسان في الغفلة عن ذِكْرِ الله، فَإِنَّ ارْتِياد مثل هذه المجالس قد يؤدّي إلى سَلْبِ الإِنسان التوفيق، الأمر الذي يُعَدّ - بِحَدِّ ذاتِهِ* - خسارة لا يُمكِنُ جُبْرانُها.
ـ ويا لَيْتَنا نَصْحو من نومتنا ونَلِجُ أول منزل ، وهو اليقظة! ويا لَيْتَهُ جَلَّ وعلا يأخذ بأيدينا - بألطافه وعناياته الخفية* - فيُرشدنا إلى جماله الجميل، ويا ليت فرس النفس الجَموح تهدأ قليلاً، فتَنِزل مِنْ مقام الإنكار، ويا ليتنا نُلْقي هذا العِبء الثقيل مِنْ على كَواهِلِنا إلى الأرض. فنَنْطَلِق مُخِفِّينَ نحوهُ تعالى!
ـ وأنتَ يا بُنَي: إِسَتَفِدْ مِنْ شَبابكَ وعِشْ طوالَ عمرك بذكر الله ومحبّته (جَلَّ وعلا) والرجوع إلى فطرة الله.أتحدث إليك الآن،* وأنتَ ما زلتَ شاباً. عليكَ أَنْ تنتبه إلى أنَّ التوبة أسهل على الشُّبّان،كما إنَّ إصلاح النفس وتربيتها يتم بسرعة أكبر عندهم، في حين أنَّ الأهواء النفسانية والسعي للجاه وحب المال والغرور أكثر وأشدّ بكثير لدى الشيوخ منه لدى الشبَّان، أرواح الشبّان رقيقة شفّافة سَهْلَة الإنقِياد،
ـ وليس لدى الشبّان مِنْ حُبِّ النفْس وحُبِّ الدنيا بِقدر ما لدى الشيوخ، فالشاب يستطيع بسهولة - نسبياً - أَنْ يتخلّص من شر النفِس الأمَّارة بالسوء، ويَتَوَجَّه نحو المعنويات.
ـ وفي جلسات الوعظ والتربية الأخلاقية يتأثَّر الشبّان بدرجة كبيرة لا تحصل لدى الشيوخ.فَلْيَنْتَبِهِ الشبّان، وَلْيَحْذَروا من الوقوع تحت تأثير الوساوس النفسانية والشيطانية، فالموت قريب من الشبّان والشيوخ على حَدٍّ سواء.
ـ بُنَي* : لا تُضَيِّعِ الفرصة مِنْ يَدَيك، واسْعَ لإصلاحِ نَفْسك في مرحلة الشباب. على الشيوخ أيضاً أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّهم ما داموا في هذا العالَم، فإِنَّهُم يستطيعون جبران ما خسروا وما ضيَّعوا، وأَن ْيُكَفِّروا عَنْ مَعاصيهم،فإِنَّ الأَمْرَ سيَخرج مِنْ أيديهم بِمُجَرَّد انتقالهم من هذا العالَم .
ـ بُنَي: إِحْرَصْ على أَنْ لا تغادر هذا العالَم بحقوق الناس، فما أصعب ذلك وما أقساه ! واعْلَمْ أَنَّ التعامل مع أرحم الراحمين أسهل بكثير من التعامل مع الناس !
ـ نعوذ بالله تعالى أنَا وأنت وجميع المؤمنين من التورط في الاعتداء على حقوق الآخرين، أو التعامل مع الناس المتورطين. ولا أقصد من هذا دَفْعَكَ للتساهل بحقوق الله والتَّجَرّؤ على معاصيه.
ـ كذلك فإنَّ من الأمور الهامّة التي ينبغي أن اُوصي بها: ألحرص على إعانة عباد الله، خصوصاً المحرومين والمساكين المظلومين، الذين لا ملاذ لهم في المجتمعات.
ـ فابْذُلْ ما في وُسْعِكَ في خدمتهم،فذلك خير زاد،وهو من أفضل الأعمال لدى الله تعالى، ومن أفضل الخدمات التي تُقَدَّم للإسلام العظيم.
ـ إنَّ الحقوق الكثيرة للأمهات أكثر مِنْ أنْ تُحصى، أو أن يُؤدَّى حقها. فليلة واحدة تسهرها الأم مع وليدها تفوق سنوات من عمر الأب المتديِّن.
ـ فالله تبارك وتعالى قد أشبع قلوب وأرواح الأمهات بنور رحمة رُبوبِيَّته بشكل يعجز عن وَصْفه الواصفون ، ويعجز عن إدراكه سوى الأمهات.
ـ وإنَّ رحمة الباري هي التي تجعلهن يَقِفْنَ ويتحملنَ بثبات عجيب المتاعب والآلام منذ استقرار النطف في الأرحام، وطوال فترة الحمل، وحتى ساعة الولادة .
ـ ثم منذ عهد الطفولة، وحتى آخر العمر، وهي المتاعب والآلام التي يعجز الآباء عن تحمُّلها ليلة واحدة.
ـ فالتعبير الرقيق الوارد في الحديث الشريف 《الجنة تحت أقدام الأمهات》حقيقةٌ تشير الى عِظَم دور الأم، وتُنَبِّه الأبناء إلى أَنَّ السعادة والجنة تحت أقدام الأمهات.فعليهم أن يبحثوا عن الجنة والسعادة تحت التراب المبارك لأقدامهن* .
ـ ويعلموا أَنَّ حُرْمَتَهُنَّ تُقارِبُ حُرْمَة الله تعالى، وأَنَّ رضا الباري جَلَّتْ عظمته إِنَّما هو في رِضاهن.
( وآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ َالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِين* )
|
|
|
|
|