فلسطيني إسلاموي من غزة من خان يونس, ترك غزة وشعب غزة يذبحهم اليهودي الاسرائيلي وجاء الى حلب في سوريا مجاهدا في سبيل سنة الجهاد والقتال !
لاتعجب, فقد سبقه عبد الله عزام الفلسطيني الداعية الشهير الذي ترك فلسطين بلاده وترك الجهاد فيها ليهاجر الى افغانستان في سبعينات القرن الماضي ليجاهد تحت راية الامريكي لكي يطرد الروسي ويسهل احتلال الامريكي لافغانستان, ثم قُتل في افغانستان واعتبره اصحابه شهيدا مجاهدا !
لماذا تتكرر هذه الحالات في الخط السلفي التكفيري
الرافع لراية الجهاد وراية الدعوة الى الاسلام ؟
كيف لايرى هذا (المجاهد) التناقض في فعله ؟ كيف تترك بلدك تحت سطوة اليهودي الاسرائيلي وتذهب لتنصر الامريكي الكافر وفي قرارة نفسك تعتبر نفسك مجاهدا مسلما ؟ كيف تترك غزة اليوم وتذهب الى حلب لتقاتل حكومة ودولة تدعم الفلسطيني وتدعم كل مقاتل يقف في وجه اسرائيل التي تحتل بلادك ؟
................
الجواب طويل ولكن باختصار هذه بعض الاسباب التي تؤدي
الى فقدان البصيرة عند المسلم السلفي التكفيري
1-( كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم ) , هؤلاء لاعلاقة لهم بالله تعالى فعبادتهم وتدينهم عبارة عن طقوس تعودوا عليها ليس إلا (لأنهم نسوا الله فأنساهم انفسهم ) فجهلوها فأصابهم عمى البصيرة فضاعوا في التناقضات
2- الولاء لمتآمري السقيفة يعمي البصيرة!
( كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون..) لقد اخترعوا قدوة شيطانية خاصة بهم (استوقدوا نارا) بدلا عن القدوة التي أمر بها النبي صلوات الله عليه وآله وهي ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام ,
رفضوا امر الله تعالى في الامامة , واخترعوا لانفسهم اماما وخليفة لهم من بينهم خلافا لما أمر به الله تعالى وقالوا هذا امامنا وخليفتنا وليس أمير المؤمنين علي عليه لاسلام ,لهذا يصفهم القرآن الكريم بقوله ( مثلهم كمثل الذي استوقد نارا ) , هناك نور بينه الله تعالى وأمر به يضئ طريق شريعة البشر , لكنهم رفضوا ذلك النور و صنعوا لنفسهم بنفسهم بديلا عنه ذلك ف (استوقدوا نارا) خاصة بهم!
من خصائص النار انها تضئ حتما وهو ما حصل ( فلما أضاءت ما حولهم ) ثم سلب الله تعالى خاصية النور من هذه النار المستحدثة فماذا جرى ( ذهب الله بنورهم فتركهم في ظلمات لايُبصرون , صم بكم عمي فهم لايرجعون)
نعم بوجود نارهم المضيئة التي استحدثوها صاروا في ظلمات لايُبصرون, لماذا ؟ لأن الله تعالى سلب من تلك النار المستحدثة خاصية الضياء فهو تعالى مسبب الاسباب , سلب الاضاءة من تلك النار المنتحلة عقوبة لهم على رفضهم أمامة من امرهم بالائتمام به , فصار اتباع تلك النار المستحدثة عميا في ظلمات, صم بكم عمي لايرجعون! وهكذا كان ,وهكذا يعاني التكفيري ويعاني المسلم السائر على درب مؤامرة السقيفة المشؤومة من فقدان البصيرة وضياع البوصلة حتى وإن كان يظن انه يمشي على الصراط المضئ , انه يرى ولكنه لايرى! انه في ظلمات, فيقع في التيه والمغالطات والضياع بين معرفة الحق من الباطل , وهكذا كان