[عاشقة التجلي الفاطمي]

فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف زوج ابي طالب و هي اول هاشمية تزوجت هاشمياً وولدت له طالب و لاعقبة له و عقيلاً و جعفراً و علياً وأم هانئ (12) و هي من سيدات النساء في ايمانها و طهارتها و قد تولت تربية الرسول (ص) و كانت ترعاه و تعطف عليه اكثر مما تعطف على ابنائها و كان الرسول يزورها في بيتها و يحترمها احتراماً عظيماً و كان يقول: هي امي بعد امي(13) كما كانت اول أمرأة هاجرت من مكة الى المدينة على قدميها فقد روى الكليني عن علي بن محمد بن عبد الله عن السياري عن محمد بن جمهور عن بعض الاصحاب عن ابي عبد الله (ع) قال: ان فاطمة بنت اسد ام امير المؤمنين فقد روى الكليني عن علي بن محمد بن عبد الله عن السيايري عن محمد بن جمهور عن بعض الاصحاب عن ابي عبد الله (ع) قال ان فاطمة بنت أسد ام أمير المؤمنين كانت اول أمرأة هاجرت من مكة الى المدينة على قدميها و كانت من أبر الناس الى الرسول (ص) فسمعته يقول: أن الناس يمشون يوم القيامة عراة كما ولدوا فقالت واسؤتاه فقال لها الرسول (ص) فأنما اسأل ان يبعثك كاسية و سمعته يذكر ضغطة القبر فقالت واضغطاه فقال لها الرسول (ص) فأني اسئل الله ان يكفيك ذلك (14) و عندما توفيت كفنها الرسول (ص) في قميصه وامر من يحفر قبرها بلوغ اللحد ان يحفره قبرها بلوغ اللحد ان يحفره هو (ص) بيده وأضطجع فيه وقال اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت اسد و لقنها حجتها ووسع عليها مدخلها كما قال و لبسها قميصي لتلبس من ثياب الجنة و ليدرأ عنها هو منها هوام الارض وأضطجعت في قبرها ليوسعه الله عليها و تأمن من ضغطة القبر انها كانت من احسن خلق الله صنعاً الي بعد ابي طالب (15) و كانت هي المراة الوحيدة التي ولدت طفلها علي ابن ابي طالب في الكعبة بعد عام الفيل بثلاثين سنة و هذه فضلة خصه الله تعالى بها إجلالاً لمحله و منزلته(16) و قد ذكرها محسن الامين في ابيات شعرية منها:
لهُ فاطم اُمٌ و كانت لأحمد ببر وإشفاق هي الام و الظئر
به امنت في مكة ثم هاجرت الى يثرب ما شاب ايمانها نكر
و كفنها خيار الورى في قميصه في قبرها و قد نام من حفر القبر(17)
فهذه الاصول العريقة التي اشمت بالايمان و الشرف الكرامة و قد تفرعت منها بطلة الاسلام و صانعة التاريخ السيدة زينب(ع) و اخواتها و بنات أخيها فقد ورثن جميع نزعات الاباء و الاجداد و خصائصهم و صفاتهم.