صحيح اننا نحيي ذكرى عاشوراء سنويا ، وكلها عشرة ايام ، ويقتل الحسين ، ويسبى اهله ، فنتشح سوادا ، ونلطم صدرا ، ونذرف دمعة على هذا المصاب الجلل . ولكن السؤال هنا ، هل بعد احياء هذه الشعائر الحسينية ، فان هلال محرم قد توارى خلف الحجب ، وانطوت صفحة الحسين انطواء نسيا منسيا حتى اشعار آخر .
اننا اذا نظرنا الى الحسين ، نظرة مصيبة آنية ، ونظرة عزاء وقتي ، فينقضي الحسين بانقضاء عشرة محرم ، فاننا لعمري لسنا حسينيون فكرا وعقيدة ، اذ ان هذه النظرة قاصرة وعقيمة وتدل على طحالة فكر ، وفقر ثقافة .
ففي الساعة التي قتل فيها الحسين ، بدأ التاريخ ، وفي هذه الساعة بدأت الملحمة ، وعلينا كشيعة وموالين ان تكون رسالتنا اليومية في ايقاعات حياتنا ، رسالة حسين ، وفكر حســين . فلا استخفاف بالعبادة والعقيدة والمذهب .
فأنت ايتها الفتاة المؤمنة لا تعتقدي ان العباءة الزينبية ، والحجاب الزينبي ، وقفا وحجرا في هذه الايام المعدودات ، وبعد ان انتهت معركة كربلاء ، فلا عباءة ولا حجاب زينبي ، وانما عباءة ديكور ، وحجاب فلكلور ليس إلا .
وانما من تريد ان تكون زينبية ظاهرا وباطنا ، عليها ان تكون على طول الخط ملتزمة بتعاليم ومفاهيم شريعتها الاسلامية الغراء ، فلا تفريط في حكم ، ولا تهاون في واجب ، عندئذ يمكن ان نقول اننا حسينيون وزينبيون قولا وفعلا وعملا .
فلم تبق سوى بضعة ايام ، وتنته عاشوراء ، فهل نحن على العهد باقون ، وعلى التراث متمسكون ، ومن المدرسة ناهلون ، ام ان كل ما سمعناه وقرأناه من على المنابر الحسينية من خطب ومواعظ وحكم وعبر سوف تكون في مهب الريح ، وكأن الحسين وزينب مجرد محطة عبور ، وليست محطة كل دقيقة وثانية تنبض في شرايينا واوردتنا ليلا ونهارا
أخواتي ..قبل أن انقل لكم هذا أذكر نفسي فيه للتنبيه