للأطفال في البكاء من المنفعة، واعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة، إن بقيت فيهاأحدثت عليهم أحداثاً جليلة، وعللاً عظمية، من ذهاب البصر، وغيره.
فالبكاء يسيلتلك الرطوبة من رؤوسهم ، فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم، والسلامة في أبصارهم، أفليسقد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء، ووالداه لا يعرفان ذلك؟ فهما دائبان يسكناه، ويتوخيان في الأمور مرضاته لئلا يبكي وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له، وأجملعاقبة.
فهكذا يجوز أن يكون في كثير من الأشياء منافع لا يعرفها القائلونبالإهمال ولو عرفوا ذلك لم يقضون على الشيء أنه لا منفعة عنه، من أجل أنهم لايعرفون ولا يعلمون السبب فيه، وكثيرا مما يقصر عنه علم المخلوقين محيط به علمالخالق جل قدسه وعلت كلمته.