[محب العسكريين]

السلام عليكم
بحث قيم لسماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف في الاستدلال على أن أصحاب الامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام هم افضل الشهداء ويتم ذلك على مستويين...
المستوى الاول :
وهو قول الامام الحسين عليه السلام عندما خطب باصحابه ومن معه من أل هاشم ليلة العاشر من محرم الحرام حيث قال ( أما بعد فاني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من اهل بيتي فجزاكم الله جميعا عني خيراً ...ألخ ) ..
وبهذا يكون قد صرح الامام (عليه السلام) أن أصحابه افضل الاصحاب فقوله ( لا أعلم ) ينفي فيها وجود أصحاب افضل من أصحابه قد وجدوا قبل زمانه أن كان قبل الاسلام أو بعد الاسلام فمن صاحب جده الرسول الكريم صلى الله عليه واله أو أباه أمير المؤمنين عليه السلام أو أخاه الامام الحسن عليه السلام بل يتعدى الى مابعد زمانه باعتبار أن الائمة (عليهم السلام) ومن ضمنهم الامام الحسين روحي فداه يعلمون من جدهم رسول الله ( ص ) مايحدث بعدهم الى يوم القيامة ...
المستوى الثاني :
أننا لو أخذنا النبي صلى الله عليه واله وبالخصوص البدريون ( باعتبار أنهم الصحابة الاوائل او افضل الصحابة بشهادة جميع المذاهب الاسلامية وفيهم يضرب المثل وجعلهم القدوة لمن أراد الجهاد في سبيل الله فترى الامام (عليه السلام) يخاطب أبا الفضل (عليه السلام) عند زيارته ( أشهد أنك مضيت على مامضى عليه البدريون ) .. ولو قارنا بينهم وبين أصحاب الحسين عليه السلام لوجدنا فروق كثيرة بين الفريقين وبالأخص ممن قتل بين يدي رسول الله (صلى الله عليه واله) في بدر وبين يدي الامام الحسين (عليه السلام) في كربلاء ومن هذه الفوارق :-

1- أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم البدريون حينما خرجوا مع النبي (صلى الله عليه واله) الى بدر كان عنوان خروجهم الغنيمة وذلك بالاستيلاء على قوافل قريش ولكن عندما فاتهم أبو سفيان وجاء ابو جهل ومن معه وأصر َ على محاربة الرسول صلى الله عليه واله عند ذلك وطد الرسول الكريم نفسه ومن معه للقتال فتغير العنوان من حرب اقتصادية الى حرب عسكرية بينما اصحاب الحسين (عليه السلام) فقد كانوا يعلمون منذ البداية أنه لاتوجد غنيمة وانما ذهابهم الى موت محقق لابد منه فالامام الحسين عليه السلام اخبرهم بهذا منذ بداية خروجهم فتراه مثلا ً في أخر خطبة يقول ( وكأني باوصالي هذه تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء .. الخ ) أذن اصحاب الامام الحسين عليه السلام كانوا يعلمون أنهم قادمون الى الموت وليس الغنيمة بل للقتال فقط ...

2- أن أصحاب الرسول صلى الله عليه واله وسلم وعدوا باحدى الطائقتين ( وأذ يعدكم الله أحدى الطائفتين أنها لكم ) الاية 7 .. سورة الانفال اي أما الابل ( والتي تحمل الاموال والغنائم ) وأما النفير ( اي القتال ونتيجة الحرب تكون لكم ) .. وكلا الطائفتين فيهما فائدة دنيوية أضافة الى الثواب الاخروي أما الامام الحسين عليه السلام فلم يخير اصحابه الا بطريق واحد وهو الموت الذي يؤدي بهم الى دخول الجنه ..
يتبع ان شاء الله